طرابلس ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر محلية لـ «القدس العربي» باندلاع اشتباكات في مدينة الزاوية أدت إلى سقوط قتيل وإصابة آخر بعد تعرضهما لإطلاق النار في منطقة الحرشة.
وأضافت أن مسلحين قاموا بإغلاق الطريق الساحلي في الاتجاهين على خلفية الحادثة، مشيراً إلى أنه جرى في الوقت نفسه استهداف محطة توزيع وقود غير رسمية في منطقة الحرشة، ما تسبب في تصاعد النيران منها.
وأفاد مركز طب الطوارئ والدعم فرع المنطقة الغربية بحدوث اشتباكات بالطريق الساحلي الزاوية من كوبري بئر الغنم شرقاً حتى الإشارة الضوئية الحرشة غرباً.
ودعا المركز في بيان مقتضب على صفحته بفيسبوك، جميع المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مناطق الاشتباكات قدر الإمكان، وطالبهم بالاتصال به في حال حدوث أي طارئ وأضرار أو لعمليات الإخلاء.
من جانبه، دعا الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي، المواطنين في مدينة الزاوية إلى عدم ارتياد الطريق العامِّ من منطقة أولاد صقر وحتى الصابرية نتيجة وجود توترات أمنية فِي المنطقةِ. واعتبر علي فِي تصريح صحافي أنّ هذه المنطقة تمثل خطراً على المواطنِين نتيجة وجود خلافات داخل المربعات الأمنية في المدينة، وفق تعبيره.
وناشد الهلال الأحمر – فرع الزاوية، مساء السبت، الأطراف المتنازعة في منطقة الحرشة وقف إطلاق النار، وفتح ممر آمن حتى يتسنى إخراج العائلات العالقة في مواقع الاشتباكات.
ودارت اشتباكات استمرت ساعات في مناطق بمدينة الزاوية بين مجموعات مسلحة لم يُعرف سببها حتى الآن، بحسب أنباء متداولة عبر صفحات فيسبوك.
ودعا ما يُعرف بحراك تصحيح المسار بالزاوية الكبرى مساء السبت، المنطقة العسكرية الساحل الغربي إلى التدخل كطرف محايد من أجل إنهاء التوتر الأمني في المدينة.
ووصف الحراك، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، ما يحدث بالمهزلة بعدما بدأت الأوضاع الأمنية تهدأ في المدينة، منتقدًا موقف الحكومة وشيوخ القبائل إزاء ما يحدث.
وفيما التزمت حكومة الوحدة الوطنية الصمت، دعا رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في تعليقه على الاشتباكات المسلحة بمدينة الزاوية، مطالباً بتدخل شيوخ القبائل والحكماء سريعاً، للتهدئة بين الطرفين.
وكتب حماد عبر منصة إكس، أمس الأحد: «بكل أسف وقلق، تابعنا ما يجرى حالياً من اشتباكات مسلحة بين إخوتنا وأهلنا بمدينة الزاوية، التي استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلّفت عدداً من القتلى والجرحى».
ودعا إلى حقن دماء الليبيين من جميع الأطراف، مضيفاً: «نهيب بالجميع الوقف الفوري لإطلاق النار، وتغليب لغة العقل، واللجوء إلى أجهزة الدولة الرسمية، الأمنية منها والقضائية. كما ندعو شيوخ القبائل والحكماء إلى التدخل سريعاً، للسعي في التهدئة بين الطرفين حفاظاً على الأرواح».
وقبل أيام، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تمديد حالة الطوارئ في ليبيا عاماً آخر، إلى ما بعد الـ 25 من شباط/فبراير 2025، وإحالة إشعار التمديد إلى الكونغرس الأمريكي. ووفقاً للبيت الأبيض، فقد ذكر بايدن في رسالته إلى الكونغرس أن رفع العقوبات السارية يهدد بالتصعيد العسكري داخل ليبيا، وأن الوضع فيها ما يزال يشكل تهديداً كبيراً للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأضاف بايدن في رسالته، أن من سماهم رافضي الحوار ومعرقلي التحول الديمقراطي ما زالوا مهتمين باستغلال ثروات الشعب الليبي لتعزيز مصالحهم الضيقة وإدامة الصراع في البلاد.
وأوضح بايدن أن العديد من هذه الانقسامات تتعلق بالحصول على الموارد، مضيفاً أنه سيظل هناك خطر جدي يتمثل في أنه إذا لم تتم حماية أصول الدولة الليبية، فسوف يتم اختلاسها من قبل الأطراف المصممة على تقويض عملية السلام الجارية للأمم المتحدة، وفق قوله.
كما أشار بايدن إلى أن تحويل هذه الموارد يمكن أن يؤدي إلى إطالة أمد عدم الاستقرار الحالي في ليبيا وتعميقه، وهو ما يفيد «داعش» و»الجماعات الإرهابية» الأخرى التي تشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي للولايات المتحدة وأمن الشركاء الإقليميين، بحسب وصفه.