بغداد ـ «القدس العربي»: سقط 10 عناصر في الجيش العراقي، بينهم ضابط رفيع برتبة عقيد، بين قتيل وجريح إثر هجوم نفّذه مسلحون يتبعون تنظيم «الدولة « المعروف بداعش، اوستهدف ثكّنة عسكرية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين الشماليتين، في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين – الثلاثاء.
وحسب مصادر أمنية فإن الهجوم وقع في قرية شيخ محمد بمنطقة مطیبيجة في محافظة صلاح الدين، وأسفر عن مقتل خمسة أفراد من الجيش العراقي، وهم العقيد الركن خالد ناجي، فضلاً عن أحمد حسن وعلي نجم ونايف محمود وأسعد سعيد، إضافة إلى جرح خمسة جنود هم أحمد عداي وعلي جبار حوشي وعلي جبار وهيب وعبد الله عبد مسلم وميثم جمال.
وعلى إثر الحادث، أصدرت وزارة الدفاع العراقية بياناً قالت فيه إنها تنعي «فقيدها الشهيد البطل العقيد الركن خالد ناجي وساك، آمر الفوج الثاني من لواء المشاة الثالث والتسعين- فرقة المشاة الحادية والعشرين، وعددا من مقاتلي الفوج الأبطال، الذين استشهدوا نتيجة تصديهم لتعرض إرهابي ضمن قاطع المسؤولية».
واضاف البيان: «شارك الشهيد البطل ومقاتلونا الشجعان بتعزيز القوة للقطعات العسكرية التي صدت التعرض الإرهابي إذ لاذت فلول الارهابيين بالهزيمة».
و قال النائب سالم إبراهيم إن «تعرض ثكنة للجيش الى هجوم إرهابي في منطقة العيث ضمن حوض المطيبيحة شرق صلاح الدين وسقوط شهداء وجرحى يحمل في طياته 3 مخاطر أمنية هي وجود بؤرة وخلايا نائمة تنشط في هذه الجغرافية، بالإضافة الى أنه يدلل على وجود مخابئ سرية يستدعي الانتباه لها وكشف وأهمية إعادة الانتشار والتموضع بما يؤدي الى انهاء أي فراغات».
وأوضح ان «لجنة تحقيق ستشكل للوقوف على أسباب الخرق الأمني في العيث وسبل منع تكراره والسعي الى كشف الخلية الارهابية وانهاء أي وجود لها».
وأشار الى أن الهجوم يؤكد بأن «معركتنا مع الارهاب لم تنته، وعلينا العمل بشكل أكبر لكشف أوكار ما تبقى من فلول التنظيم الارهابي».
في حين، دعا رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» المنضوي في «الإطار التنسيقي» الشيعي، عمار الحكيم، الى معالجة الخرق الأمني الذي استهدف القوات الأمنية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وقال في بيان صحافي:إنّ «هذا الخرق الأمني يتطلب تعزيز القوات المرابطة والجهد الاستخباري للقضاء على هذه الجيوب والخلايا التي تسعى لضرب الاستقرار الأمني الذي تشهده هذه المناطق وعموم البلاد. «
أما السفير البريطاني في العراق ستيفن هيتشن، فاعتبر أن هجوم تنظيم «الدولة» على صلاح الدين، لا يوقف تقدم العراق لكنه يُذّكر أن التهديد لايزال قائما.
وقال هيتشن في «تدوينة» له إنه في كل يوم تتعزز أسس الاستقرار في العراق، وإن الهجوم الذي شنه تنظيم داعش في صلاح الدين بالأمس لن يوقف هذا التقدم» مستدركا: «لكنه بمثابة تذكير بان التهديد لايزال قائما».
وعلى إثر الهجوم، أطلقت قوات الامن العراقية عملية «كبرى» في محافظة صلاح الدين، حسب مصادر أمنية أكدت أن العملية تأتي رداً على الهجوم الذي شنه مسلحو التنظيم على موقع للجيش العراقي مما أسفر عن سقوط خمسة جنود ضحايا واصابة آخرين.
ووفق المصادر، فإن العملية جاءت من «ثلاثة محاور» في منطقة «العيث» التابعة لمحافظة صلاح الدين لملاحقة منفذي الهجوم من عناصر التنظيم المتشدد.
وفي الأثناء، أعلن «الحشد الشعبي» زيادة «العمق الأمني» في اتجاه صلاح الدين من جهة ديالى إلى 13 كم.
وأفاد القيادي في «الحشد» صادق الحسيني بأن «تأمين حدود ديالى وقراها المحررة أولوية من أجل قطع الطريق أمام تحركات فلول داعش الإرهابي سواء في الجزء الشرقي أو الغربي من الميتة أو المطيبيجة أو غيرها من المناطق».
وأضاف: «ضمن استراتيجية قيادة محور ديالى في الحشد الشعبي تم زيادة العمق الأمني على الحدود المشتركة بين ديالى وصلاح الدين إلى 13 كم من ناحية إعادة الانتشار والتموضع وصولا إلى نشر نقاط المرابطة لمنع أي عمليات تسلل لخلايا داعش الإرهابية».
وأشار إلى أن «حوض حاوي العظيم وأكثر من 20 قرية محررة مع أراضٍ مترامية لم تسجل أي خرق خلال عام 2024 بسبب استراتيجية الحشد الشعبي في الاندفاع بالعمق مع تعزيز الأجنحة لقطع أي طرق تسلل جانبية».
وفي صيف 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي حينها، حيدر العابدي، «النصر العسكري» على تنظيم «الدولة «، وانتهاء معركة شرسة استمرت 9 أشهر، شارك فيها جميع التشكيلات العسكرية والأمنية العراقية، فضلاً عن قوات البيشمركة الكردية و«الحشد» وأبناء العشائر.
وسيطر التنظيم على ثلث مساحة العراق في حزيران/ يونيو 2014، وأعلن مدينة الموصل- مركز محافظة نينوى الشمالية- عاصمة لما سماها «الخلافة الإسلامية».
ورغم مرور سبع سنوات على تحرير المدن العراقية من قبضة التنظيم المتشدد، غير إن مجاميعه لا تزال تنفذ بين الحين والآخر عمليات تستهدف قوات الأمن، خصوصاً في المناطق الجغرافية المعقّدة في شمال البلاد وغربها، في حين لم تتوقف القوات المسلحة العراقية عن تعقّب مسلحي التنظيم ومداهمة أوكارهم.