مقتل وإصابة 6 من البيشمركه خلال هجوم لتنظيم «الدولة» في كركوك

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: تسعى قوات الأمن العراقية، مسنودة بقوات البيشمركه الكردية، إلى إعادة العائلات التي فرّت من إحدى القرى التابعة لمحافظة كركوك، المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، عقب سلسلة هجمات شنّها مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» استهدفت القرية، والقوات الكردية المتمركزة على بعد بضعة كيلومترات منها، كان آخرها ليلة الأحد/ الإثنين، حيث قتل وأصيب 6 من البيشمركه.
ويتمركز عناصر التنظيم، في منطقة تُعرف بسلسلة جبال قرجوغ، التي تمتد بين محافظات نينوى وكركوك، بكونها غير مغطاة أمنياً وتمتاز بوعورة تضاريسها. وشن التنظيم هجوماً جديداً على موقع لواء تابع لقوات البيشمركه في أطراف كركوك.
وحسب، وزارة البيشمركه، في حكومة إقليم كردستان العراق، «إرهابيي داعش شنوا هجوماً وحشياً على موقع اللواء 126 لقوات البيشمركه بالقرب من قرية قره سالم».
وأضافت في بيان: «نتيجة للهجوم الجبان وقع ضحايا بين شهيد وجريح في صفوف البيشمركه، وردت قوات البيشمركه على الإرهابيين وتم ملاحقتهم والوضع تحت سيطرة البيشمركه».
غير أن الأمين العام للوزارة، الفريق جبار ياور، أكد أن «حصيلة الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات البيشمركه في منطقة قره سالم التابعة لناحية التون كوبري في محافظة كركوك، أسفرت عن استشهاد 4 عناصر من البيشمركه وإصابة اثنين آخرين بجروح».
وأضاف أن «من بين الشهداء ضابط برتبة نقيب».
في مقابل ذلك، أخلى سكان قرية لهيبان، ذات الغالبية الكردية، في محافظة كركوك، منازلهم بسبب استمرار تهديدات مسلحي التنظيم الذين داهموا القرية ثلاث مرات ليلاً خلال أسبوع، وتصدى لهم سكان القرية، وسط أنباء بأن البعض من مسلحي التنظيم، قد تسللوا إلى داخل القرية.
وأخليت القرية من جميع سكّانها (نحو 70 منزلاً) أول أمس، ونزحوا صوب المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة البيشمركه والقوات العراقية، وذلك بعد امتناع الجيش العراقي و قوات البيشمركه عن إرسال قوات لحمايتهم، حسب مصادر صحافية وشهود عيان.
وأفادت مواقع إخبارية كردية، أن قوات تابعة للجيش العراقي، والبيشمركه الكردية، تواجدت في القرية، في محاولة لإعادة الأهالي، مرّة أخرى.
خلية الإعلام الأمني (حكومية) أمس، نفت، ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيام مسلحي التنظيم، بحرق عدد من منازل المواطنين في قرية لهيبان التابعة إلى ناحية سركلان شمال محافظة كركوك.
وقالت، في بيان صحافي، إن «القوات الأمنية المشتركة تعمل على إعادة سكان القرية التي تعرضت إلى تهديد من قبل عناصر عصابات داعش الإرهابية، حيث تم تأمين الحماية اللازمة للمنطقة من قبل قوات الفرقة الرابعة عشر ـ جيش عراقي، وقوة من المحور الخامس ـ بيشمركه».

أهمية التنسيق

وشدد «الاتحاد الوطني الكردستاني» أمس، على «أهمية التنسيق والتعاون بين القوات الأمنية الاتحادية وقوات البيشمركه لمنع تكرار هجمات التنظيم التي ارتفعت مؤخرا بالمناطق الشمالية» والتي قال إنها «تنطلق من خط الفراغ بين تلك القوات» معتبرا أن «خطر تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الراهن يشبه خطورته عام «2014.
وقال، القيادي في الاتحاد، غياث السورجي، لمواقع إخبارية محلّية، إن «مساحة الفراغ بين قوات البيشمركه وقوات الجيش العراقي الاتحادي، تصل في بعض المواقع نحو 40 كم، وبالتالي، تحوّلت تلك المساحات إلى أوكار أو ملاذ آمن للدواعش».

هجرة جماعية لسكان قرية كردية إثر تهديد باقتحامها

وأشار إلى أن «السبب الآخر في كثرة التعرضات التي يقوم بها التنظيم على القوات الأمنية، يعود إلى عدم التنسيق والتعاون بين القوات الامنية الاتحادية وقوات البيشمركه، سيما في المجال الاستخباري واللوجستي» مناشداً القوات من الجانبين بـ«التقارب فيما بينهم، خصوصاً وأن خطر التنظيم الإرهابي في الوقت الحالي، أشبه بما تم مشاهدته عام 2014».
وتتفق وزارة البيشمركه الكردية، مع ما ذهب إليه القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بشأن أسباب زيادة نشاط التنظيم في مناطق التماس بين القوات الاتحادية ونظيرتها الكردية.
الأمين العام للوزارة، الفريق جبار ياور، بين، في لقاء مُتلفز، أن «سبب زيادة العمليات الارهابية، هو وجود مناطق فراغ ليس فيها أي قوات أمنية» مبينا أن «في نهاية 2017 عندما حررنا الموصل سوية كانت نشوة الانتصار على داعش، رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي أصدر قراراً وأمراً بإخلاء كافة المناطق التي يتواجد فيها البيشمركه من تلك القوات، فأصبحت خالية من قوات البيشمركه وأصبحت مناطق فارغة، وهذه المناطق تبدأ من خانقين على الحدود الإيرانية إلى السحيل على الحدود السورية، والتي يبلغ طولها أكثر من 500 كم، وهناك مناطق طولها حوالي 40 كم خالية من أي قوات أمنية بين تلك المسافة المذكورة».
وأضاف: «رأينا أن القوات الأمنية وحدها لا تتمكن من ملئ تلك الفراغات للقضاء على داعش، وكذلك قوات البيشمركه وحدها لا تتمكن من ذلك، ولم نتمكن من القضاء على داعش لوحدنا لولا مساندة قوات التحالف الدولي المشكلة من 62 دولة».
وتابع: «الحشد الشعبي ولد لعدم تمكن قوات الجيش من حماية العراق، وتمكنا سوية الحشد والبيشمركه والجيش والشرطة، كلنا سوية، من دحر داعش، ويجب أن نتعاون جميعا سوية، وإن لم نكن سوية ضد داعش فلا يتمكن أي طرف لوحده من مواجهة التنظيم».

«ليست حربا تقليدية»

وعن أعداد التنظيم في العراق، أوضح الياور: «لا حد يتمكن من معرفة عدد مسلحي داعش الحقيقي، لأن الحرب الحالية ليست حرباً تقليدية، ولكن هناك تقديرات لهذه الأعداد بعضهم يقول ألفي مقاتل في العراق وسوريا وبعضهم يقول 5 آلاف، لكن هذا الرقم ليس عدد مسلحين متواجدين في أماكن معينة، بل هذا الرقم يشمل حتى من يحملون أفكار داعش فقط، وهؤلاء في النهار هم أناس عاديون، وفي الليل إرهابيون ويحملون السلاح».
وبين، أن «المناطق الأكثر خطورة الآن هي ديالى أولاً وتحديداً حمرين وقرة تبة وجلولاء وتكثر فيها أوكار التنظيم، ومناطق بين طوز خورماتو كفري في الدرجة الثانية، ومناطق جنوب وغرب كركوك في الدرجة الثالثة، ومناطق جبال قرجوخ في مخمور والبعاج».
وأوضح أن «انتعاش داعش متعلق بالوضع السياسي، والخلافات بين الإقليم وبغداد تؤدي إلى عدم التعاون الاقتصادي والأمني، وهذا يؤثر على موضوع انتعاش داعش، وبالتالي التنظيم يستغل هذا الخلاف، ولاحظنا هذا واضحا خلال فترة الانتخابات».
وأشار إلى أن «لدينا تنسيقا مع العمليات المشتركة ولدينا غرف عمليات مشتركة، وهناك غرفة عمليات في ديالى تنسق مع العمليات الاتحادية، وكذلك غرفة في كركوك فيها تنسيق بين البيشمركه والقوات الاتحادية المتمثلة بالجيش العراقي، وكذلك في الكسك في الموصل وفي مخمور ايضاً لدينا غرفة، ولدينا غرفة التنسيق المركزي في أربيل، ولدينا غرفة في مقر قيادة العمليات المشتركة فيها 6 ضباط يمثلون قوات البيشمركه في بغداد».
وأضاف، أن «الاجتماع يوم أمس (الأول) كان واسعاً وبحث كيفية تفعيل العمل العسكري والأمني في المناطق المذكورة».
وتابع: «هناك نقطة أخرى، وهي أن تسمية المناطق المتنازع عليها ليست من عند الاقليم، فهذا أمر يتعلق بالمادة 140 من الدستور التي لم تنفذ، وهناك مناطق موجودة كان من المقرر أن تكون ضمن هذا المسمى، لكن نحن العسكر لا نسميها بهذا المسمى بل نسميها مناطق الاهتمام الأمني المشترك».
وكان إقليم كردستان العراق، قد طالب بضرورة رفع مستوى التنسيق والتعاون مع قوات الجيش العراقي الاتحادي لغرض مسك الخطوط الفاصلة بين قطعات البيشمركه والجيش بعد تكرار الهجمات الأخيرة وسقوط قتلى وجرحى من البيشمركه والمدنيين، فيما وصل مؤخراً وفد من قيادات البيشمركه إلى بغداد وعقد اجتماعاً مع قيادة العمليات المشتركة لبحث خطط وآلية مواجهة التنظيم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية