3 شهداء في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.. وحزب الله يستهدف تموضعاً قيادياً في محيط موقع بحري بالصواريخ- (فيديو)

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: بدأت المواجهات الميدانية على الجبهة الجنوبية اللبنانية تأخذ أبعاداً جديدة مع توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي رقعة استهدافاته لمناطق بعيدة عن الحدود ولمنازل مدنية، ما دفع بحزب الله إلى اعتماد سياسة القصف بالمثل وتوجيه ضربات باتجاه البنى التحتية ومنازل في مستوطنات المنطقة الشمالية.

وعلى الرغم من عدم خروج هذه العمليات عن المألوف إلا اللافت هو الاستهدافات النوعية على جانبي الحدود.

وقد نفذت مسيّرة اسرائيلية غارة على المنطقة الواقعة ما بين الضهيرة وطيرحرفا واستهدفت منزلاً، فيما استهدفت غارة أخرى جبل بلاط بين بلدتي رامية ومروحين. وسُجل قصف مدفعي على أطراف بلدات الجبين وطيرحرفا وغرب ميس الجبل وكفركلا ووادي السلوقي وأطراف حولا.

أما التطور الأبرز الذي سُجّل الأربعاء فهو إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه “تم اعتراض مسيّرة إيرانية الصنع أطلقت من العراق فوق البحر المتوسط قبالة سواحل بيروت”، وترافق الإعلان عن هذا الخبر مع تحليق للطيران الحربي في الأجواء اللبنانية على مستوى متوسط وخصوصاً فوق بيروت والضاحية الجنوبية وصولاً إلى جبل لبنان وصيدا والزهراني.

اعتراض مسيّرة إيرانية الصنع أطلقت من العراق قبالة سواحل بيروت

وترافق هذا التحليق المعادي مع تواصل القصف الإسرائيلي على الجنوب بوتيرة عنيفة، إذ تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي منذ الساعة الثامنة صباحاً. وتم استهداف منزل في بلدة كفركلا المواجهة لمستوطنة وموقع المطلة بقذيفة أطلقتها دبابة ميركافا، كما تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب لجهة موقع الراهب لقصف مدفعي.

واستفاقت مدينة بنت جبيل على جريمة ارتكبتها إسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء واستشهد على اثرها 3 من أبناء المدينة وجرح آخر.

وفي التفاصيل، أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية، قبيل منتصف الليل، على منزل عائلة بزي في حي الدورة وسط مدينة بنت جبيل ودمّرته، فهرعت إلى المكان فرق الإسعاف وعملت على البحث تحت الركام والإغاثة طوال ساعات الليل، حتى تمكنت من انتشال جثامين كل من الشاب علي بزي وشقيقه إبراهيم وزوجة إبراهيم شروق حمود، ونقلوا إلى مستشفى صلاح غندور إضافة إلى جريح آخر من العائلة.

وأفيد بأن إبراهيم بزي حضر إلى لبنان منذ أيام من أستراليا حيث يقيم منذ أعوام، ليصطحب زوجته شروق ومغادرة لبنان والاستقرار في أستراليا.

وهذه المرة الأولى، منذ بدء المعارك على الجبهة الجنوبية، التي يُستهدف فيها عُمق مدينة بنت جبيل. وقد شيّع حزب الله وأهالي بنت جبيل وعيناتا الشهداء الثلاثة وأكد النائب حسن فضل الله في مراسم التشييع “أن بنت جبيل وقرانا الجنوبية كانت على الدوام شريكة للدم الفلسطيني منذ عام 1948، يوم فتح أباؤنا وأجدادنا بيوتهم للاجئين والفدائيين وكانوا شركاء القضية إلى كل المراحل، واليوم إننا اليوم شركاء لهذا الدم”. وقال “صحيح أننا نقيم عرساً بالدموع والدم والحزن، ولكننا أيضاً نقيم عرساً في الافتخار والإصرار على مواصلة هذا الدرب”، وأشار إلى أن “هذه المدينة كانت شاهدة عام 2006 مع مربع التحرير وشهدائها على هزيمة العدو، واليوم بعد كل هذا التاريخ وبعد كل هذه المجازر من سوق الخميس عام 1976 إلى يومنا هذا، سنبقى على هذا العهد والوعد مع مقاومتنا وشعبنا، ولن يتمكن العدو من كسر إرادتنا، لا سيما في هذه المنطقة بالتحديد التي عانت طول تاريخها إلى عام 2000 عندما تكرس النصر في خطاب بيت العنكبوت من بنت جبيل، إلى عام 2006 مع الشهيد خالد بزي ورفاقه الشهداء مع شهداء المقاومة عندما تكرس النصر مرة أخرى”. وأضاف: “نحن ثابتون وصامدون ومتمسكون بمقاومتنا، وإن كان العدو يملك قوة النيران والطائرات والإغارات وارتكاب أعمال القتل هنا وفي غزة، فإننا في المقاومة نمتلك القرار والإرادة والعزم على مواصلة الطريق وتثبيت المعادلات، والمقاومة لن تتساهل مع استهداف المدنيين، وكل جريمة سنرد عليها”.

في المقابل، أعلن حزب الله أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، استهدف ‌‌‏مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة العاشرة ‏تموضعاً قيادياً مستحدثًا للعدو الإسرائيلي في محيط الموقع البحري بالأسلحة المناسبة”.

وأفاد جيش الاحتلال بأن صواريخ أطلقت من جنوب لبنان على رأس الناقورة وأنه تم اعتراض 8 صواريخ من أصل 18 صاروخاً، وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بعد إطلاق الصواريخ على الجليل أغلقت مفترقات الطرق المحاذية للحدود في مناطق شلومي وروش هنكرا وأخزيف.

كما استهدف حزب الله “خيمة ‏لقوة خاصة جنوب موقع الضهيرة بالصواريخ الموجهة، وحقق فيها ‏إصابات مباشرة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح”.

كذلك، تعامل الحزب مع موقع حدب البستان بالأسلحة المناسبة ومع ‌‏موقع خربة ماعر ومرابض المدفعية فيه وتموضع القوات الإسرائيلية حوله بصواريخ بركان ‏وحقّق فيها إصابات مؤكدة. وأعلن أنه “نفذ هجوماً ‏مشتركاً بالمسيرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمعات جنود ‏العدو الإسرائيلي المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأوقع فيها ‏إصابات مؤكدة”.‏ واعترف جيش الاجتلال بالمسيرات وقال “رصدنا 3 طائرات مسيرة أطلقت من لبنان وسقطت في مزارع شبعا”. كما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن انفجارات ضخمة دوّت في كريات شمونة بعد صفارات الانذار وعن توجه فرق الطوارىء إلى أماكن محتملة لسقوط الصواريخ.

إلى ذلك، نعى حزب الله المجاهد علي أحمد بزي “قاسم” من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.

وفي التداعيات المتصلة باغتيال مستشار الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في سوريا، هدّد وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين أمين عام حزب الله حسن نصرالله بقوله “على حسن نصرالله أن يفهم أنه التالي”، مضيفاً في جولة مع سفراء أجانب على الحدود الشمالية “إذا أراد نصرالله تجنب ذلك فعليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701”. وتابع “كل الخيارات مطروحة على الطاولة من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية