القاهرة ـ ‘القدس العربي’ لم تنجح درجات الحرارة التي تقترب من خمس درجات مئوية في دفع المصريين لالتزام بيوتهم وتوخي الحذر من موجات البرد المتتالية، فقد جاءت تصريحات وزراء في حكومة حازم الببلاوي بشأن بلوغ الاقتصاد عتبة الافلاس ليزيد من مشاعر المواطنين بأنهم على شفا كارثة محدقة لا يمكن بأي حال من الاحوال التعامل معها بروح أوبريت ‘تسلم الأيادي’. وزير الصناعة من جانبه بدا اكثر شجاعة حينما اعلن عن ان البلد افلست بالفعل، وهو الخبر الذي تلقفه كل فصيل من فصائل القوى الوطنية حسب ميوله وقناعاته. الاخوان ومن سار في ركبهم اعتبروا الافلاس شهادة على غضب السماء بسبب عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن سدة الحكم، فيما سعى انصار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لتبرئة ذمته من اي مسؤولية عن السقوط الاقتصادي الذي شهدته البلاد. وفيما مضت الصحف المناوئة للاسلاميين في صب غضبها على الاخوان ورئيسهم، متهمة اياهم بانهم وراء افلاس البلد، برأت صحف الاسلاميين الرجل الموجود في سجن ‘برج العرب’ من تهمة تبديد المال العام.
وشهدت صحف الخميس العديد من المعارك الصحافية بين كلا الفريقين، فيما كانت المظاهرات التي يطلقها طلبة عدد من الجامعات حاضرة بقوة، حيث طالب بعض الكتاب الدولة باستخدام الحزم والقــــوة في مواجهــــة تلك المظـــاهرات، فيما شدد رئيس الوزراء على ان تلك الاحتجاجات تزيد من تردي الاحوال الاقتصادية للبلاد، متهــــما الجماعة بالسعي لتدمير الاقتصاد الوطني. وسخر العديد من الصحف من رموز قيادات الاخــــوان الذين ظهـــــروا وراء القضبان، معتــــبرة ما جــــرى ويجــــري لهم هو من صنع اياديهم، وخلت تلك الصحف من أي تعاطف مع المسجونين ومضت في طريقها داعية وزير الدفاع للرضوخ لمطالب الجماهير والترشح للرئاسة.
لماذا لم يجتمع الرئيس
مع القيادات الطلابية لحل الازمة؟
البداية مع المظاهرات العارمة التي يشهدها عدد من الجامعات المصرية بسبب قانون التظاهر الجديد، والتي اسفرت عن مزيد من القلاقل، سواء بالنسبة للعملية التعليمية او بسبب الشلل الذي اصاب شوارع العاصمة. ويرى مكرم محمد احمد في جريدة ‘الاهرام’ ان التعامل مع الأوضاع الساخنة في الجامعات يحتاج لبعض العقل: ‘لا أعرف لماذا لا يدعو رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور رؤساء اتحادات طلاب الجامعات المصرية لاجتماع موسع في القصر الجمهوري، يحاول فيه اقناعهم بان الشغب المستمر في الجامعات يسيء إلى صورة مصر، ويسيء إلى الحركة الطلابية، خاصة مع ما يصاحبه من عنف مدمر ادى إلى اتلاف وتدمير أجزاء من جامعة الازهر، ولانه ينطوي على خلط غير صحيح بين مطالب بريئة لجموع الطلاب، ترى ان قانون تنظيم التظاهر تجاوز هدف التنظيم إلى قمع التظاهرات بالقوة، وان القانون يجعل من الداخلية الخصم والحكم ومن الضروري تغيير بعض بنوده، واهدافا أخرى غير بريئة لجماعة الاخوان تعمل على افشال العام الدراسي كي يتفرغ طلابها للشغب! ولست اشك في فرص نجاح لقاء رئيس الجمهورية مع اتحادات الطلاب، خاصة أن الرئيس عدلي منصور سبق أن اطفأ فتنة أخري اشد خطرا،عندما اجتمع مع نقابة الفلاحين الذين اثار غضبهم الغاء نسبة تمثيلهم في مجلس النواب، وارتفعت اصوات عديدة من بينهم تطالب بمقاطعة الاستفتاء على الدستور، لكنهم اكدوا بعد اجتماعهم مع الرئيس عزمهم على التصويت بنعم، بعد أن وضح لهم ان الدولة ملتزمة على نحو قاطع بحقوقهم’.
تخاريف الجوادي لن تضر بمصر
ونتحول نحو المعارك الصحافية ومنها تلك التي تشن ضد الدكتور محمد الجوادي، الذي اعلن مؤخراً عن تشكيل حكومة منفى لمواجهة الحكام الجدد في البلاد، وهو ما فتح عليه ابواب جهنم، وها هو سعيد الشحات يسخر منه في جريدة ‘اليوم السابع’: ‘يعيش الدكتور محمد الجوادي، مرحلة الرجل الذي فقد عقله، ولأنه أصبح كذلك فليس من المستغرب أن تسمع منه معلومات غارقة في الكذب، مثل قوله إن عدد الإخوان الذين سقطوا في فض اعتصام رابعة العدوية 15 ألفا، ثم رفعها في قول آخر إلى 20 ألفا.. أعراض فقدان العقل تظهر في آراء يقولها على قناة الجزيرة التي يطل منها كل يوم، أو يكتبها على صفحته الشخصية على موقع ‘تويتر’، قال ذات مساء على قناة الجزيرة، إن عدد ضحايا فض اعتصام رابعة بلغ 15 ألفا، وفي مساء اليوم الثاني رفعهم إلى 20 ألفا، وقال إن 94’ من المصريين يتبعون جماعة الإخوان، وإن الجيش المصري كله من الإخوان باستثناء اللواءات، وإن الإخوان هم الذين طردوا الإنكليز من مصر، وإنهم الذين أمموا قناة السويس، وإنهم قضوا على الاتحاد السوفييتي، والتاريخ يثبت أن شباب الإخوان بثوا الرعب في المخابرات العالمية وذلك باستعراضات فرق الكشافة التي يقومون بها، وأن نهضة الرياضة كانت إنجازا حصريا لها في المجتمعات الإقليمية خلاصة ما يذكره ‘الجوادي’، أن الإخوان هي الجماعة التي صنعت مصر وصنعت العالم، وهي التي تكتب تاريخ مصر والعالم، وكل الذين لا ينتسبون للجماعة مجرد كومبارس، بمن في ذلك كل الرموز التاريخية التي قادت النضال الوطني لوجه الله ومصر’.
الجامعات للعلم ومن أراد
غير ذلك فمكانه خارج الجامعة
هذه وجهة نظر اخرى عن المظاهرات التي تعم عددا من جامعات مصر ويعتبرها علي السيد في ‘المصري اليوم’ غير مجدية بسبب الهدف منها: يخرج طلاب ‘جامعة الأزهر’، التي تمثل ‘صفر’ بين جامعات العالم، ومثلهم يفعل طلاب جامعة مصر الأولى ‘القاهرة’ في تظاهرات يومية. جامعة القاهرة، التي لم تعد جامعة، عَلامَ يتظاهر طلابها؟ لا حزناً على مستقبلهم، ولا غضباً من تراجع جامعتهم 50 مركزا عن العام الماضي في تصنيف الجامعات السنوى ‘QS’، حيث حصلت على ترتيب بين 551- 600 في تصنيف عام 2013، في حين كانت في تصنيف عام 2012 بين 550- 501. لم يتظاهر أبناء أعرق جامعة مصرية لأن جامعة ‘تل أبيب’ تتفوق على جامعتهم بأكثر من 400 مركز. لم يتظاهروا لأنهم لا يعرفون أين تقع ‘تل أبيب’، وربما لا يعرفون ما هي إسرائيل التي بدلوا عداوتها بـ’عداء الوطن’. يتظاهرون من دون أن يسألوا هل يتظاهر طلاب معهد ‘ماساتشوستس للتكنولوجيا’، الذي يحتل المركز الأول في ترتيب الجامعات عالميا؟ أبناء الجامعات المصرية يسبون جيش وطنهم كما يفعل أبناء صهيون، بل إن الصهاينة أشادوا ببطولات وتضحيات الجيش المصري ولم ينكروها كما يفعل الخونة والعملاء. الجامعات للعلم، ومن أراد غير ذلك فمكانه خارج الجامعة، مطرودا أو متفرغا للتظاهر، من دون أن يعطل من جاءوا للتعلم وليس للبلطجة والشغب. إنهم طلاب الفشل ودارسو الجهل، لذلك يسهل جرهم بـ’حبل’ ليدمروا مستقبلهم ويخربوا أوطانهم’.
الاخوان وراء سقوط الاندلس
تلك احدث الاتهامات التي سقطت على رؤوس قيادات الاخوان، ولما لا وهم من نجحوا في تجنيد اوباما وشقيقه وعدد من رموز الادارة الامريكية لخدمة مشروعهم حسب فبركات الاعلام المصري الذي يشن حرباً بلا هوادة ضد الجماعة، للحد الذي دفع الكاتب فهمي هويدي في جريدة ‘الشروق’ لأن يعتبر ان خصوم الاخوان قدموا لهم خدمات جليلة: ‘لو كنت من الإخوان لبادرت إلى إرسال برقيات شكر إلى أغلب الكتـَّاب والمعلقين المصريين على ما يقدمونه للجماعة من خدمات جليلة، حين صوروها بحسبانها قوة عظمى لها أصابعها ونفوذها في مختلف أنحاء العالم. صحيح ان وسائل الإعلام المصرية لم تكف عن شيطنة الإخوان طول الوقت، إلا أنها في الوقت ذاته لم تقصر في تسليط الأضواء على نجاحها في اختراق أهم وأبرز مواقع التأثير والقرار في العالم. وهي دعاية قـُدمت إليهم بالمجان، ولا يقلل من شأنها أنها تمت على غير رغبة أو قصد من الفاعلين الذين أطلقوها أصلا للتشهير بالجماعة ومحاولة اغتيالها.. لن أتوقف عند ما قاله ذات مساء مقدم البرامج الهُمام من أن الإخوان هم السبب في سقوط الأندلس، مؤكدا على عراقتها، لأن ذلك يعني أن الجماعة المذكورة ــ ربما من خلال تنظيمها الدولي (!) كان لها دورها الفاعل حتى قبل 400 سنة من مولد مؤسسها (سقوط الأندلس حدث في شهر يناير عام 1492، ومؤسس الجماعة الأستاذ حسن البنا ولِد في عام 1906). ولئن بدت هذه المعلومة ‘واسعة’ بعض الشيء، إلا أن ذلك لا يلغي فكرة العراقة لذلك التنظيم المعجزة الذي كانت له إخفاقاته قبل أربعة قرون من ميلاد مؤسسها.. إذا تجاوزنا ذلك الاكتشاف التاريخي المدهش، فثمة اكتشاف أخطر، هو أن الجماعة اخترقت البيت الأبيض أيضا. فأوباما نفسه ليس بعيدا عنها، وإذا كان شقيقه ينتسب إلى تنظيم القاعدة، كما قالت سيدة لها صلة بالقانون والقضاء على شاشة التلفزيون’.
عندما تهرول
النخبة نحو العسكر
ونبقى مع ‘الشروق’ واعتراف من قبل كاتب يلقى هذه الايام مزيدا من الهجوم بسبب موقفه الرامي للوقوف على مسافة متباينة بين العسكر والاخوان.. عمرو حمزاوي يلقي الضوء على حالة العشق التي باتت تعتري رموزا وطنية نحو العسكر: ‘اليوم في مصر، التحق ويلتحق الكثير ممن ينظرون إلى أنفسهم ‘كقيادات مدنية’ بالحكم وتحولوا إلى أتباع للمكون العسكري الأمني المهيمن على السياسة، أو أداتيين يضطلعون بأدوار تنفيذية تعرف سياقاتها وتحدد مضامينها بعيدا عنهم. اليوم في مصر، تورط ويتورط الكثير ممن ينظرون إلى أنفسهم ‘كرموز ليبرالية ويسارية وقومية وشبابية وديمقراطية’، في تبرير انتهاكات حقوق الإنسان والانتقاص من الحريات والترويج لفاشية الإقصاء والعقاب الجماعي والإجراءات الاستثنائية والتخوين، كأن هذه الدولة وهذا المجتمع كتبا بأسمائهم وأسماء المكون العسكري الأمني وحلفائه دون غيرهم، وكأن للظلم ولغياب العدل أن يأتيا بالتقدم والاستقرار والعيش المشترك.. اليوم في مصر، شارك ويشارك بعض من ينظرون إلى أنفسهم ‘كرموز ليبرالية ويسارية وقومية وشبابية وديمقراطية’ في استدعاء المؤسسة العسكرية إلى السياسة، وفي تمرير نص دستوري يضعها كدولة فوق الدولة ولا يضمن البناء الديمقراطي ويواصل شرعنة محاكمة المدنيين عسكريا، وفي تمرير قوانين قمعية ويدافعون عن كل هذا تحت يافطة ‘التوازنات’ و’المواءمات’ و’الواقعية’، بل ويسعون أحيانا وبقبح شديد إلى مواصلة التبرير عبر ادعاء احتكار الحديث باسم الثورة. اليوم في مصر، رجم ويرجم بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان والحريات واختاروا تأييد ترتيبات ما بعد 3 يوليو 2013 ناشطين آخرين فقط لرفض الأخيرين المشاركة في التأييد ولمعارضتهم للقمع ولهيمنة المكون العسكري الأمني الذي أبدا لا تفتح أبواب الدول والمجتمعات لا للتقدم ولا للعدل ولا للبناء الديمقراطي’.
الحكومة تتهم الاخوان
بسحب السكر والدولار من الاسواق
وإلى مزيد من الهجوم على الجماعة وهذه المرة على لسان الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء الذي قال إن وزارة الداخلية رصدت عمليات سحب لـ’الجنيه المعدني’ من الأسواق، مما سيؤدي إلى مشكلات اقتصادية ضخمة، فيما قالت درية شرف الدين وزيرة الإعلام، إن جهات أمنية أكدت امتلاكها معلومات تفيد بعزم تنظيم الإخوان سحب السكر والدولار من الأسواق. وأضاف الببلاوي، خلال مؤتمر صحافي أمس: ‘أمامنا خطوة مهمة لا بد من النجاح فيها بالاستفتاء على الدستور، والشعب المصري يساند الدولة في ذلك’. من جهته، قال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن ‘المشكلة لا تقتصر على رغبة الإخوان في الإخلال بالأمن، وإن الفترة المقبلة مهمة جدا وتتطلب التركيز، وهناك ممارسات لإرباك المشهد..’.
من يمول الارهاب
في سيناء؟
السؤال يطرحه عماد اديب في جريدة ‘الوطن’ بعد سقوط احد ابرز قيادات الارهابيين في سيناء: ‘ما هي الجهة أو ما هو المصدر الرئيسي القادر على دفع هذه المبالغ ثمناً لرأس جندي أو ضابط في مصر أو خارجها؟ وأرجو ألا يتطوع أحد ويطرح علينا تلك الإجابة الساذجة ‘هذا يأتي من تبرعات أعضاء التنظيم’! أي تنظيم هذا الذي يستطيع توفير هذه المبالغ ودفعها نقداً لأنصاره وعملائه؟’. ويجيب اديب ‘القصة لا تحتاج لعبقرية كي نكتشف أن هذا التمويل يأتي من دولة أو جهة استخبارية تابعة لها، فهذه الجهات وحدها القادرة على توفير هذه الأموال بهذه السهولة وهذا التدفق، والقصة أيضاً لا تحتاج لعبقرية لحصر الجهات التي يمكن أن توفر هذه الأموال’.
ليس دستورا لكنه
وثيقة عار على جبين مصر
ونتحول نحو الدستور الجديد والمقرر ان يتم الاستفتاء عليه خلال الاسابيع المقبلة، والذي يرفضه قطاع عريض من الاسلاميين من بينهم محمد يوسف عدل في جريدة ‘الشعب’: ليس دستورًا؛ إنما هو وثيقة عار في تاريخ مصر.. أحتقر نفسي لو خُضْت في مناقشته مع الخائضين.. فهو مثل جميع مُنتجات الانقلاب العسكري؛ المعادية لمصر فما فائدة مناقشة وثيقة يُراد بها قهر الشعب على الاستسلام لأمر واقع مفروض عليه بالإرهاب وقوة السلاح..؟ الدكتاتور المستبد لا يلتزم بدستور ولا قوانين على الإطلاق وليس بحاجة إليها؛ طالما هو متحكّم في كتلة كبيرة من القوات المسلّحة مغيّبة العقل.. ومتحكم في جهاز أمن دولة له تاريخ أسود في قمع الأمة، فاقد للروح الوطنية.. ومتحكم في قضاةٍ ضمائرهم غائبة….. إنه يحكم بمقتضى مزاجه الشخصي ونزواته المتقلّبة.. ولا يساوي الدستور ولا القانون عنده قلامة ظفر..! إنها مجرّد أدوات يلْهي بها فريقًا من أبناء الشعب كمادة للتنازع والشجار.. ليتفرّغ هو وبطانته لابتلاع مصر وقمع شعبها الثائر على الانقلاب.. وسواء استجاب الناس وذهبوا للتصويت أو لم يذهبوا فسوف يتم تزوير هذا الاستفتاء إذا حدث.. لقد نسي الناس في غمرة المصائب المتلاحقة بعد الانقلاب.. ان الإعداد لهذا المشهد العبثي كان في وقت مبكر جدًّا.. فقد فاجأتنا المحكمة الدستورية بإصدار حكم يسمح لأفراد القوات المسلحة والشرطة بالتصويت في الانتخابات.. في ذلك الوقت لم يكن أحد يعلم أن التنسيق كان يجــــري على قدم وساق من وراء ستار بين قادة المجلس العسكري ومؤسستي القضاء والشرطة.. الأمر الذي انكشفت أبعاده وأسفرت ملامحه البغيضة عن نفسها، بعد الانقلاب.. ولم يعد خافيا على أحد لقد عادت منظومة الفساد والاستبداد أسوأ مما كانت عليه في عهد مبارك’.
الطلبة يمنحون
الثورة قبلة الحياة
رغم التنديد الواسع لمظاهرات الطلبة من قبل العديد من الاقلام إلا ان رئيس تحرير جريدة ‘المصريون’ جمال سلطان يرى ان لتلك المظاهرات فوائد كبرى: ‘ما يحدث في الجامعات المصرية هذه الأيام يمثل شرحا كافيا لحالة مصر السياسية وكيف تدار الأمور فيها، الطلبة ـ باختصار ـ فضحوا السلطة السياسية والجيش والشرطة معها، وكشفوا عن عقول سياسية خاوية وشديدة التخلف تدير البلد، كما كشفوا عن عجز كامل للسلطة وأدواتها في فهم طبيعة مصر هذه الأيام، وعجرفة مهلكة للبلاد والعباد لا تريد أن تسلم بأن مصر ‘كبرت’ على الجميع، وأن الشعب المصري لا يمكن أن يسام بالسوط والزنزانة كما كان يساق في سنوات القهر والذل الماضية، وأن ثورة يناير تركت بصمتها على ملايين الشباب من جيل جديد هو أكثر قدرة على التضحية والفداء بالدم أو الحياة من أجل مستقبل، هو صاحبه الأول، أفضل وأرشد لوطنه، لم يفهم الجنرالات هذه الرسالة لأنهم ما زالوا يعيشون في عالم من الخيال القديم، ان هؤلاء ‘شوية عيال’ وان زمجرة الدبابة وزخات الرصاص كافية لكسر رؤوسهم، قبل أن يفيقوا جزئيا على الفضيحة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية عن قوات المظلات التي تواجه فتيات الأزهر في شوارع مدينة نصر، شيء بشع، شيء مهين لمصر الدولة والجيش والحضارة، ويبدو أن القيادات الناصرية مع الأسف لم تفهم ذلك التغير أيضا ولم تستوعبه، وهي التي فضحتها أول تجربة لها في السلطة بعد ثورة يناير، حتى أن فضيحة الدكتور حسام عيسى، القطب الناصري ووزير التعليم العالي المسؤول الأول عن الجامعات وطلبتها وأساتذتها، أصبحت تسير بها الركبان، بعد أن باع الطلبة وباع الأخلاق نفسها عندما دافع عن الداخلية’.
رابعة تحولت لأيقونة تمجد
الشهداء وتلعن القتلة
هذا مايراه رضا حمودة في صحيفة ‘الشعب’ لسان حال الاسلاميين: ‘لا شك ان إشارة رابعة صارت أيقونة الأحرار والشرفاء منذ مذبحة فض ميداني رابعة والنهضة (14 أغسطس) لا سيما ومحبي الشارة ومؤيديها في تزايد مستمر كل ساعة وكل دقيقة، خصماً من رصيد الانقلابيين… فزع وهلع الانقلابيين ومؤيديهم دليلٌ دامغ على فشل هذا الانقلاب في تسويق نفسه كسلطة شرعية وضعف حجته في إقناع حتى مؤيديه (من أنصاف العقول) بجدارته بالسلطة المختارة شعبيا (على حد زعمهم)، ذلك أن النظام الذي يغضب كل هذا الغضب ويفزع كل هذا الفزع وكأنه رأى عفريتاً في المنام لمجرد التلويح بإشارة أيّاً كانت، لا يستحق إلاّ أن يوصف باللص الذي يُصاب بالهلع والفزع عندما يرى أداة جريمته مُلَوّحاً بها في وجهه. ما حدث مع لاعب النادي الأهلي أحمد عبد الظاهر عندما أشار بعلامة (رابعة) عقب تسجيله هدف الفوز في نهائى أبطال أفريقيا (10 نوفمبر) يمثل استمراراً لمسلسل هيستيريا (فوبيا شارة رابعة) أي الرعب من رابعة إن صح التعبير، بعد اللاعبين محمد يوسف وهشام عبد الحميد بطلي مصر في لعبة (الكونغوفو)’.
كيف يستفتى
الامي على الدستور؟
الدعوه للاستفتاء على الدستور الجديد يراها البعض بلا قيمة خاصة بالنسبة للاميين الذين يفتقرون القدرة على فهم الكثير من المواد، وهو ما يؤكد عليه علاء عريبي في ‘الوفد’: ‘بعيدا عن رضانا أو رفضنا أو تحفظاتنا لمواد الدستور، هل يجوز دستوريا أن يجيز الأمي نصوص الدستور؟ هل يتوافق مع نصوص الدستور أن يوافق أو يرفض مواده من لا يجيد القراءة والكتابة؟ عند اختيار أعضاء البرلمان وضعنا بعض الرموز التي تحيل الأمي إلى ابن دائرته الذي يريده، لكن مع الدستور الذي يحتاج إجادة القراءة والكتابة كيف يكون الوضع؟ كيف يقيم من لا يجيد القراءة والكتابة صلاحية مواد مكتوبة وليست مصورة؟ هل هذا يتوافق والدستور؟ هل يجوز العمل بدستور أجازته أغلبية لا تجيد القراءة والكتابة؟ ما هي نوعية الديمقراطية التي يكتب دستورها خمسون من الأفندية ويمرره ملايين من الأميين؟ وقد بدأت بطرح هذه الفكرة على الرأي العام بعد قيام الثورة مباشرة، وطلبت من المهتمين والمختصين أن يفكروا في هذه القضية جيدا، ونحن بصدد كتابة دستور الثورة، وقد استشهدت أيامها بقوانين التوظيف واستخراج رخصة القيادة، حيث ان الدولة تشترط الحصول على شهادة محو الأمية للتعيين بوظيفة العامل بالمؤسسات، كما أنها ترفض التصريح للأمي بالحصول على رخصة قيادة، لأن القيادة أصبحت تتطلب الاعتماد على العلامات الإرشادية واللافتات الخاصة بالطرق.. بعيدا عن رضانا أو رفضنا أو تحفظاتنا لمواد الدستور، هل يجوز دستوريا أن يجيز الأمي نصوص الدستور؟ هل يتوافق مع نصوص الدستور أن يوافق أو يرفض مواده من لا يجيد القراءة والكتابة؟ عند اختيار أعضاء البرلمان وضعنا بعض الرموز التي تحيل الأمي إلى ابن دائرته الذي يريده، لكن مع الدستور الذي يحتاج إجادة القراءة والكتابة كيف يكون الوضع؟، كيف يقيم من لا يجيد القراءة والكتابة صلاحية مواد مكتوبة وليست مصورة؟، هل هذا يتوافق والدستور؟، هل يجوز العمل بدستور أجازته أغلبية لا تجيد القراءة والكتابة؟ ما هي نوعية الديمقراطية التي يكتب دستورها خمسون من الأفندية ويمرره ملايين من الأميين؟
يهودي وراء سرقة خرطوش خوفو
وإلى قضية مثيرة للجدل حول سرقة الآثار المصرية حيث كشف الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار السابق، أن سرقة خرطوش الملك خوفو تمت لحساب يهودي مصري يعمل في بلجيكا، يدعى ‘روبرت بوفال’، ويحاول بكل الطرق إثبات أن الهرم صناعة يهودية، وليس مصرية.. قال ‘حواس’ لـ’المصرى اليوم’ إن الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، قال في لقاء إعلامي، إن السرقة حدثت عام 2006، وهو ما يخالف الحقيقة، لأن الأجهزة الرقابية والشرطة أثبتت أنها حدثت العام الجاري، استناداً إلى جوازات سفر الخبراء الألمان، التي أثبتت دخولهم مصر في إبريل الماضي وأضاف: ‘أود أن أوضح أن المخربين الأجانب يقودهم يهودي مصري يعيش في بلجيكا، سبق له إرسال أكثر من شخص لدخول الهرم من قبل، وتم منعهم تماماً، لأنه لم يكن مسموحاً بدخول الهرم إلا من خلال شركات السياحة لإحكام السيطرة عليه، عكس ما يحدث الآن ما تسبب في اختراقه وتهريب العينات، وكانت لي معارك كثيرة مع هذا الشخص الذي أصدر كتاباً من قبل يحاول فيه إثبات عدم مصرية الهرم’. وتابع: ‘هناك نص في الحجرات الخمس التي تقع فوق حجرة الدفن، يشير إلى العام السابع عشر من عهد خوفو، وهذا النص يوجد بعد كلمة أصدقاء باللغة الهيروغليفية، والمعامل الألمانية حاولت أن تثبت من خلال اللون الأحمر الموجود في الحجرات، أن عمره 15 ألف سنة، ما يعني أن هذا هو تاريخ بناء الهرم، لكن الحقيقة التي يؤكدها كل علماء المصريات المصريين والأجانب، أن خوفو أرسل في العام 27 من حكمه بعثة لإحضار اللون الأحمر من الصحراء الغربية من حجر (الماصت) وهو اللون الذي كتب به الخرطوش، وهذا يشير إلى أن عمر المحجر الذي أحضر منه اللون هو 15 ألف سنة، وليس عمر بناء الهرم’.
الاعدام لشابين استدرجا
سيدة بحجة لقاء الشيخ حسان
ونتحول نحو صفحات الحوادت حيث أمرت محكمة جنايات الزقازيق شمال القاهرة برئاسة المستشار الدكتور صابر غلاب، وعضوية المستشارين أحمد حافظ وحسام فريد، وسكرتارية أيمن حسونة، مساء الأربعاء، بإحالة شابين قاما باستدراج سيدة وخداعها لحبها الشديد للشيخ حسان، وقاما باغتصابها وسرقتها ومحاولة التخلص منها في مصرف بالشرقية، إلى فضيلة المفتي لأخذ رأي فضيلته في القضية.. البداية عندما تلقى اللواء علي أبوزيد، مدير المباحث الجنائية، بلاغا من أحمد ي ع’ يعمل بدولة الكويت ومقيم بحلوان عن اختفاء زوجته ‘أسماء ط م’ 35 سنة ربة منزل ومقيمة بحلوان بالقاهرة أثناء زيارتها إحدى صديقاتها بمحافظة الشرقية، واتهم شخصين بمركز منشأة أبوعمر بالتسبب في اختفائها.. وتبين من التحريات السرية، التي باشرها العقيد شمس نجاح، رئيس فرع البحث الجنائي لفرع الشرق، والنقيب أحمد عبد الغفار رئيس مباحث منشأة أبوعمر، والملازم أول محمد عبد الكريم معاون المباحث، قيام ‘ممدوح’ وصديقه ‘جاد’ مقيمان بقرية طارق ابن زياد قسم منشأة أبوعمر، باستدراج المجنى عليها من خلال الهاتف المحمول، مستغلا حبها الشديد للشيخ محمد حسان، وأقنعها أنه صديق مقرب منه وبالفعل حضرت من حلوان لمقابلته، فقام المتهم الأول بالاشتراك مع الثاني في استدراجها إلى عشة زراعية بإحدى الأراضي الزراعية في مكان خالٍ من السكان، وقاما بالتعدي عليها جنسيا وسرقة مصوغاتها الذهبية ومبلغ مالي كان معها، ثم قاما بضربها بقطعة حديدية على رأسها، ثم قاما بالتخلص من جثتها بإلقائها بمصرف بحر البقر بمدينة الحسينية، ظنا منهما أنها فارقت الحياة، ولكن العناية الألهية أنقذتها، وتم استخراجها من المصرف من قبل الأهالي، وتم ضبط المتهمين، وتعرفت عليهما وبعرضهما على نيابة الحسينية أمرت بإحالتهما ‘محبوسين’ إلى محكمة جنايات الزقازيق التي أصدرت حكمها المتقدم.
شكرا أستاذ حسام على الحيادية فى إختيار المقالات
وكذلك …الحيادية والإختصار فى التعليق .