سنتحدث لاحقا عن ‘الحكم المبين في تهنئة المسيحين’ والذي دار حوله حوار، ليس له نار وشرار، في عدة فضائيات مصرية، وعن فلسفة ‘السلاح الكيماوي’ وعن الاحتفاظ بحق الرد على العدوان السافر في الوقت المناسب’ من هذا العمود، محتفظين بحق الرد على اللهو الخفي وعلى العذال، بعد الوقوف دقيقة صمت على تكاثر الفضائيات – الفطر- كأنما تتكاثر بالابواغ أو بحبات الطلع. الفضائيات بتكاثرها ستحتاج إلى مذيعين وإعلاميين، وهو ما يستدعي تحول محللين وسياسيين إلى مذيعين وإعلاميين مثل بشير عبد الفتاح الذي وقعت عليه وهو يقود حصة فضائية حوارية في ‘التحرير’. الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، و الغريب أن الإنسان في عالم ثورة الاتصالات بات يشبه حيوانا اخرس. لغو كثير وصلة أقل. وهو ما يدعونا إلى تسميتها تسمية جديدة: ثورة الاتصالات المضادة!
كما نزعت الفضائيات العربية مؤخرا إلى تأثيث صالات البث بمناضد عجيبة الهيئة والبنيان؛ مناضد مثلثة ومناضد مسدسة، ومناضد زجاجية بطوابق وشرفات، وأخرى على شكل زوارق ذات ألواح ودسر وأخرى يندلق منها منقار أو لسان.. تبقى أخطر المناضد الفضائية منضدة الاتجاه المعاكس التي ذهب مصممها إلى تقريب الشقة بين الضيفين المتخاصمين والى تزويدها بمزلقين مثل مزاريب الحصادات الزراعية التي تنزل عليها أجولة الحب و أبدان الضحايا.
فضائيات كثيرة والزمن يبتلع الكلام و الثرثرة، وكنا قد ظننا أن محمد حسنين هيكل بظهوره كل خميس سيقلب الحكم في مصر بساعتين، وان عمرو حمزاوي بذرابة لسانه وتدفق منطقه سيجعل القمر قمرين وان مؤتمرا صحافيا لجبهة الإنقاذ سيجعل عاليها واطيها، وان فيلما مصورا مختلسا عن عين الزمن سيجعل مرسي يعود من قصر الاتحادية إلى مدارس الزقازيق كما لمز هيكل مرة.
لكن المصريين يثيرون دهشتي وجوائز إعجابي، فلم يحدث أن شهدت مشادة بالأيدي بين سياسيين متناظرين. يمكن أن يحدث تلاسن وقد ‘يتنحى’ ضيف ويغادر من متردم البرنامج، وقد ينسحب متقهقرا أو متعززا كما فعل مصطفى بكري من برنامج على قناة الحافظ بعد إشهار أدلة تثبت فلوليته، لكن لم يحدث أن تشاجر ضيفان بالأيدي يؤدي إلى تجميد البث. من اللطيف أنّ مصطفى بكري كاد أن يتحول من نائب وسياسي إلى مذيع، فقد عمل لقاء مع حبيب القلب احمد شفيق على فضائية النهار؟ شفيق تقلب في الكرسي كثيرا في حواره مع بكري وتنبأ بسقوط مرسي في أيام معدودة… من فوق الكرسي!
حلبات المناظرات
كادت أن تقع مشاحنة بالأيدي بين ضيفين في فضائية ‘القاهرة والناس’ في برنامج ‘أجرأ كلام’ والسبب هو أن أحدهما كان سوريا!! والخصم كان أحد قيادات الحزب الناصري الضيف الثالث كان الشيخ المعروف محمود شعبان. محمود شعبان حاول أن يهدئ الطرفين – وهو المتهم بالعنف والخشونة – بتذكيرهما بأنهما مسلمين!! يمكن تفسير ما حدث بفرق منسوب الديمقراطية بين مصر وسوريا، أو بعامل الإقامة والنزوح فمصر تتقدم على سوريا بأشياء كثيرة: غزارة نهر النيل، عراقة الديمقراطية، ورسوخ المؤسسات.. بل يمكن أن تنافسها بالبركة فأهلها خير أجناد الأرض. إن مصر كانت قادرة على تمصير كل الوافدين والمستعمرين من الهكسوس مروراً بمحمد علي الألباني الكبير، وقبلهم المماليك.. ظهر سوريون في فيلم إخباري على الجزيرة في مدينة السادس من أكتوبر وقد تحلى لسانهم باللهجة المصرية. شفتوا ازاي؟
الحكم المبين في تهنئة الأقباط المسيحيين
جاهد عبد الله النجار في إقناع الشيخ السلفي’ أبو يحيى’ بالآيات والأحاديث الشريفة بأسبقية الأخوة الإنسانية على الأخوة الدينية، ومعه مدير البرنامج في تسعين دقيقة، لكن أبا يحيى رفض تهنئتهم بعيد القيامة، فهو يهنئ بكل الأعياد إلا بهذا العيد، وهو يتبرع لهم بالدم ويدعوهم إلى الإفطار الرمضاني في المسجد ويبدؤهم بالسلام، أما عيد القيامة فعيد فيه شبهة اشراكية ومثله مفتي الإخوان المسلمين عبد الرحمن البر الذي وصف بيانه حول التهنئة بعيد القيامة بالرأي لا بالفتوى لنفس الشبهة. وقد تابعت حفل القيامة منتظرا كلمة الأب الكريم تواضرس إلا أن الكلمة تأخرت كثيرا بسبب التحيات للشخصيات السياسية المعارضة التي حضرت الاحتفال ، فتحول من عيد ديني إلى عيد سياسي! أما ‘فقه التهنئة’ فهدر علمي وفكري و إنساني ووطني !
عزف منفرد على ازرار الريموت
– مبروك للجزيرة على الحلة الجديدة لبرنامج مرآة الصحافة التي صارت متعددة الوجوه ومتنوعة بعد ان كان برنامجا من عهد الديناصورات.
– هنالك فارق بسيط و لا يرى بالعين المجردة من العوينات او المجاهر بين جملة ‘الاحتفاظ بحق الرد في الوقت المناسب’ وبين جملة ‘الأسد إلى الأبد ‘؟
– حظي قانون العزل السياسي في ليبيا باهتمام منظمات حقوق الإنسان الدولية التي اعتبرته ظالما مع انه لمدة عشر سنوات فقط ، نذكر بأن الشعب الليبي كله كانت معزولا سياسيا ولم يحتج احد!
– بحسب نظرية بعض المشاهدين فان الشبه بين الأب بالولو داليلو الايطالي السوري صاحب برنامج إقامة مؤقتة على فضائية المشرق وبين صاحب ‘ساعة حرة’ والمناضل الحقوقي البريطاني جورج غالوي – بعد الاعتذار من كل طوائف كوكب الأرض – هو أن الأول مسيحي سني والثاني مسيحي شيعي!
– نقترح تنصيب السيدة الشقراء الهيفاء كارلا ديل بونتي التي ظهرت فجأة تتحدى وحش الكيمياء: ملكة جمال الكيماوي.
– اسم المذيع الذي اجرى المقابلة الاخيرة مع الشيخ معاذ الخطيب في سوريا الغد سمير متيني، وهو يفوق حسن معوض بحماسه وعنفوانه، إلا انه مع كل سؤال كان يوحي لنا بأن الحوار قد أوشك على النهاية!
– اخترع العرب الكيمياء علما لتحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب فتحول إلى عشماوي محرم دوليا، لكن بركة حسين اوباما الذي لم يفِ بوعده في إغلاق غوانتانامو، وربما سيغلقه ‘في الوقت المناسب عند حدوث التوازن الاستراتيجي’. قال في احد التصريحات الغريبة: أن تحريم السلاح الكيماوي مشروط بالتدمير الشامل، ولعل احد أسباب فزع الغرب من استعماله هو انه يقتل مع البشر ‘الأشرار’؛ الطيور والحيوانات البريئة! على حد علمي ان اوباما جمهوري وليس من حزب البعث الامريكي!
كاتب من كوكب الأرض
أستاذ أحمد
فقط للذكرى زالتاريخ فان اوباما ديمقراطي وليس جمهوري كبوش( الأبن).