الدوحة: بعدما كرر إنجازه التاريخي الذي حققه قبل 36 عاما بالصعود لدور الـ16 بنهائيات كأس العالم، المقامة حاليا في قطر، يسعى منتخب المغرب لصنع تاريخ جديد ببلوغ دور الثمانية لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية في المونديال.
ويلتقي المنتخب المغربي مع نظيره الإسباني، الثلاثاء، على ملعب (المدينة التعليمية)، في دور الـ16 للبطولة التي تجرى للمرة الأولى في الوطن العربي.
وستكون هذه هي النسخة الثانية على التوالي التي يلتقي خلالها المنتخبان في كأس العالم، بعدما سبق أن لعبا ضد بعضهما البعض في مرحلة المجموعات في المونديال الماضي بروسيا عام 2018، حيث اقتنص منتخب إسبانيا تعادلا مثيرا في اللحظات الأخيرة 2 / 2 من أنياب المنتخب المغربي.
وأصبح منتخب المغرب الممثل الوحيد للكرة العربية في الأدوار الإقصائية للمونديال القطري، في ظل عدم تمكن منتخبات تونس وقطر والسعودية من اجتياز مرحلة المجموعات.
وبعدما كان منتخب المغرب أول منتخب عربي يتأهل لمرحلة خروج المغلوب في المونديال بنسخة المسابقة عام 1986 بالمكسيك، كان منتخب (أسود الأطلس) أيضا على موعد مع التاريخ بعدما بات أول فريق عربي يصعد لدور الـ16 في نسختين لكأس العالم، حيث حقق منتخبا السعودية والجزائر الإنجاز ذاته مرة واحدة في نسختي 1994 و2014 على الترتيب.
وصعد منتخب المغرب لدور الـ16 في مونديال قطر عقب تربعه على قمة المجموعة السادسة “القوية” برصيد 7 نقاط، بعد تحقيقه انتصارين وتعادلا وحيدا، ليصبح صاحب الرصيد الأعلى من النقاط في الدور الأول بالاشتراك مع منتخبي هولندا وإنكلترا، اللذين حققا الرصيد ذاته في مجموعتيهما، من إجمالي 32 منتخبا مشاركا في مرحلة المجموعات.
وافتتح فريق المدرب المغربي وليد الركراكي مشواره في المجموعة بالتعادل بدون أهداف مع منتخب كرواتيا، وصيف المونديال الماضي، قبل أن يحقق انتصارا تاريخيا 2 / صفر على منتخب بلجيكا، صاحب المركز الثاني عالميا في آخر تصنيف للمنتخبات أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والذي احتل أيضا المركز الثالث في مونديال روسيا.
وأثبت منتخب المغرب، الذي يشارك في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، جدارته بالصعود لدور الـ16 بعد تغلبه 2 / 1 على منتخب كندا في ختام مشواره بمرحلة المجموعات.
وساهم الأداء اللافت للمنتخب المغربي، الذي أصبح أيضا الممثل الوحيد للمنتخبات الأفريقية في المونديال الحالي عقب خسارة السنغال صفر / 3 أمام إنجلترا في دور الـ16، في تعزيز الآمال بالمضي قدما في البطولة، خاصة في ظل المؤازرة الجماهيرية التي يتمتع بها.
ويحلم منتخب المغرب بأن يصبح أول فريق عربي في التاريخ يبلغ دور الثمانية بالمونديال، وكذلك رابع منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز، بعد الكاميرون والسنغال وغانا في نسخ 1990 و2002 و2010 على الترتيب، وذلك رغم صعوبة المهمة التي تنتظره أمام المنتخب الإسباني، الذي توج بكأس العالم قبل 12 عاما.
ويمتلك منتخب المغرب العديد من العناصر القادرة على مواجهة المنتخب الإسباني، بما يمتلكه من نجوم في أرقى الأندية الأوروبية، مثل يوسف النصيري، مهاجم أشبيلية الإسباني، وزميله في الفريق الأندلسي، الحارس ياسين بونو، اللذين لن تكون مواجهة نجوم منتخب إسبانيا بالغريبة عليهما.
وأكد الركراكي أن منتخب المغرب سيدخل مواجهة إسبانيا من أجل اقتناص ورقة الترشح لدور الثمانية في المونديال، حيث صرح للموقع الألكتروني الرسمي لـ(فيفا) “منتخب إسبانيا يمتلك قدرات عالية على المستويين الفردي والجماعي، وقادر على امتلاك الكرة بشكل كبير، لكننا سنحاول اللعب بالقيم التي نمتاز بها لتحقيق أفضل النتائج”.
وشدد الركراكي، الذي أصبح أول مدرب محلي يقود أحد المنتخبات العربية لبلوغ الأدوار الإقصائية بكأس العالم “نخوض المواجهة دون أي عقد، وستلعب المباراة في الملعب بين طرفين يرغبان في الصعود، منتخب المغرب عازم على بلوغ دور الثمانية في هذه المشاركة المونديالية”.
وفي لقائه الـ20 في مسيرته الحافلة مع كأس العالم، التي بدأت بنسخة عام 1970 بالمكسيك، يطمع منتخب المغرب في تحقيق انتصاره الخامس في تاريخه بالمونديال، ليفض شراكته مع المنتخب السعودي كأكثر المنتخبات العربية فوزا في البطولة، برصيد 4 انتصارات لكل منهما.
كما يأمل المنتخب المغربي في تحقيق فوزه الرابع على المنتخبات الأوروبية بكأس العالم، بعدما تغلب على البرتغال وأسكتلندا في نسختي 1986 و1998 على الترتيب، بالإضافة للمنتخب البلجيكي في تلك النسخة.
من جانبه، تخطى منتخب إسبانيا، الذي يشارك في المونديال للمرة الـ16 في تاريخه، الدور الأول في كأس العالم للمرة الـ11، بعدما حصل على المركز الثاني في ترتيب المجموعة الخامسة، عقب حصده 4 نقاط، إثر تحقيقه انتصارا وحيدا وتعادلا واحدا، وخسر في مباراة واحدة.
واستهل فريق المدرب لويس إنريكي مشاركته في المونديال الحالي بانتصار كاسح 7 / صفر على كوستاريكا، قبل أن يتعادل 1 / 1 مع المنتخب الألماني، لكنه تلقى خسارة مباغتة 1 / 2 أمام منتخب اليابان في الجولة الأخيرة، ليقتنص تذكرة الصعود للدور الثاني، عقب تفوقه بفارق الأهداف على منتخب ألمانيا، صاحب المركز الثالث، المتساوي معه في نفس الرصيد.
وأثار السقوط المفاجئ أمام اليابان التساؤلات بشأن إمكانية تعمد منتخب إسبانيا الخسارة للابتعاد عن مواجهة كرواتيا في دور الـ16 أو ملاقاة البرازيل أو الأرجنتين في الأدوار القادمة بالمونديال، غير أن سيرخيو بوسكيتس، قائد منتخب (الماتادور) نفى هذه التكهنات.
وقال لاعب وسط برشلونة الإسباني المحنك “أردنا الفوز والتأهل عن طريق تصدر المجموعة، الأمر لا يتعلق باختيار الفريق المنافس”.
من جانبه، يرى بيدري، نجم منتخب إسبانيا الشاب أن الهزيمة أمام اليابان كانت بمثابة جرس إنذار للفريق قبل مواجهة المنتخب المغربي، حيث قال لصحيفة (سبورت) الكتالونية: “لقد أدركنا أن كل اللقاءات مسألة حياة وموت، المباراة الأخيرة كانت صعبة للغاية، لم نكن نتوقع تلك النتيجة أمام اليابان”.
أضاف بيدري “لحسن الحظ مازالت لدينا فرصة أخرى، لكننا إذا فقدنا أسلوبنا لمدة 10 دقائق، كنا سنغادر البطولة، لو كانوا سجلوا أهدافا، لربما كان ذلك الشيء الوحيد الذي يحتاجونه”.
أما جافي، زميل بيدري في المنتخب الإسباني وفريق برشلونة، فشدد على أن مواجهة المغرب لن تكون بالسهلة، حيث صرح لصحيفة (ماركا) الإسبانية “أتوقع أن تكون المباراة صعبة للغاية، فنحن في مراحل خروج المغلوب”.
أوضح جافي: “منتخب المغرب كان أفضل من كرواتيا وبلجيكا في دور المجموعات، وهما فريقان على أعلى مستوى، ماذا يمكننا قوله أكثر من ذلك؟ لقد شاهدنا فريقا رائعا على المستويين الفردي والجماعي”.
وكانت مواجهة إسبانيا مع المغرب في النسخة الماضية للمونديال قبل 4 أعوام، هي الوحيدة التي عجز خلالها المنتخب الإسباني عن تحقيق الفوز على أحد المنتخبات العربية بكأس العالم، بعدما انتصر في مبارياته الثلاث السابقة أمامها.
وكانت المواجهة الأولى للإسبان ضد المنتخبات العربية في مونديال 1986، حينما تغلب 3 / صفر على الجزائر بمرحلة المجموعات، قبل أن يفوز على تونس 3 / 1 ثم على السعودية 1 / صفر بالدور ذاته في نسخة 2006 بألمانيا.
ومن المقرر أن يتولى الحكم الأرجنتيني فيرناندو راباليني إدارة المباراة، حيث ستكون هذه هي المباراة الثانية التي يديرها للمنتخب المغربي في المونديال الحالي، بعدما أدار مواجهة الفريق أمام كرواتيا.
يذكر أن الفائز من مباراة المغرب وإسبانيا سوف يلتقي في دور الثمانية يوم السبت المقبل على ملعب (الثمامة)، مع الفائز من مباراة البرتغال وسويسرا.
(د ب أ)
نتمنى أن ينتصر، لكن كتابة التاريخ لا تكون في كرة القدم بل في العلوم والتكنولوجيا والطب وتطور البلد وتحسين معيشة المواطن وووووةالخ
و لماذا لم تنسوا في الجزائر لحد الآن المنتخب الكاميروني ..
.
ما رأيك في لحظة فرحة .. فرحة و فقط ..
.
و بعدها لها مدبر حكيم ..