صنعاء: خرج آلاف اليمنيين، مساء يوم الإثنين، إلى الشوارع في مختلف المحافظات، احتفالاً بتتويج منتخب بلادهم بلقب بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم للناشئين.
وقال سكان محليون إن آلاف اليمنيين خرجوا في شوارع مدن صنعاء وعدن وتعز والحديدة ومحافظات أخرى، حاملين العلم اليمني ومرددين هتافات احتفالية.
وزينت الألعاب النارية سماء مدينتي تعز وصنعاء احتفالا بهذا الفوز، بينما تفاعل اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق، معبرين عن فرحتهم بالفوز، بعيداً عن أخبار الصراعات التي كانت تملأ صفحاتهم في تلك المواقع.
ولأول مره منذ اندلاع الصراع المسلح في اليمن قبل نحو سبعة أعوام، توحد أطراف النزاع واليمنيين في البلاد، من مختلف مناطقهم وانتمائتهم السياسية، بفرحتهم ومسيرتهم الاحتفالية وهتافاتهم باسم المنتخب اليمني ولاعبيه.
وحظى فوز المنتخب اليمني للناشئين كذلك، باهتمام رسمي وشعبي كبير، حيث منح رئيس الحكومة معين عبدالملك، المنتخب مكافآت مالية إلى جانب العديد من الجهات الرسمية والخاصة الأخرى التي كافأتهم كذلك بمبالغ مالية.
وهنأت بعثة الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، المنتخب اليمني بفوزه بالبطولة.
وقال المبعوث في تغريدة على حساب مكتبه بمواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “يسعدنا أن نرى الوحدة والفرح والاحتفالات في جميع أنحاء البلاد”، فيما قالت بعثة الاتحاد الأوروبي “إن الأداء المتميز وروح الفريق العالية منحا الأمل لليمنيين ووحدهم بالاحتفال في مختلف أنحاء البلاد وخارجها”.
كما هنأت السفارة الصينية اليمنين، وقالت “نأمل أن يحافظ المنتخب اليمني دوماً على هذه الحالة ويفوز بالمزيد من البطولات والمباريات المستقبلية”.
وكان منتخب اليمن للناشئين قد احرز لقب بطولة غرب آسيا لكرة القدم، الإثنين، عقب تغلبه في النهائي على نظيره السعودي بركلات الترجيح (3/4)، مهديا الجماهير الرياضية في البلاد فرحة غير مسبوقة بتتويج هو الأول من نوعه.
وعلى أرض ملعب “الأمير محمد بن فهد” في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، لعب المنتخبان مباراة قوية انتهى وقتها الرسمي بالتعادل بهدفٍ لمثله.
وتقدم للمنتخب اليمني اللاعب محمد البرواني في الدقيقة 47، وأدرك محمد العيسى التعادل للسعودية في الوقت المحتسب بدلا عن الضائع، ليحتكم الطرفان لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لليمنيين.
وكان المنتخب اليمني قد حافظ على سجله خاليا من الخسارة، بعد أن فاز في جميع مبارياته في دور المجموعات على الأردن بثلاثة أهداف لهدف، ثم البحرين بخماسية نظيفة، وفي نصف النهائي على سوريا بهدفين لهدف، قبل أن يكتبوا السطر الأهم في سجل هذه المشاركة بالفوز على حامل اللقب ومستضيف البطولة المنتخب السعودي في النهائي.
وحظي تتويج المنتخب اليمني باهتمام شعبي ورسمي كبير، حيث كافئ رئيس الحكومة معين عبدالملك المنتخب بعد الفوز بمبلغ وقدره 300 مليون ريال يمني، بحسب منشور لرئاسة الحكومة على الفيسبوك، فيما اتحاد القدم قد منح المنتخب 3 آلاف دولار لكل لاعب قبل الوصول إلى النهائي.
من جانبها أعلنت شركات هائل سعيد أنعم (خاصة)، مبلغ 10 آلاف دولار لكل لاعب، والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان 5 آلاف دولار لكل لاعب، ومن المتوقع أن تنهال الكثير من المكافآت على لاعبي المنتخب وجهازهم الفني.
فوز وحّد كل اليمنيين
لأول مرة منذ اندلاع المعارك في البلاد قبل حوالي 7 أعوام، توّحد طرفي النزاع في اليمن، (الحكومة الشرعية) و(جماعة الحوثيين)، وبات هم الجميع متابعة المنتخب والتسمر أمام شاشات التلفاز والهتاف باسم المنتخب ولاعبيه، والخروج بمسيرات فرح طاغية في كل المدن اليمنية، ما أكد أن الرياضة ستظل مساحة فرح والتقاء ووئام بعيدًا عن الحرب وويلاتها.
ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حربا أودت بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من سكانه، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ولهذا النزاع امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
(وكالات)