منتخب سيدات كرة القدم السوداني يتمسك بالأمل رغم التحديات

حجم الخط
0

الخرطوم: لم يفز منتخب سيدات السودان لكرة القدم في أي مباراة، لكن لاعباته يقلن إنهن حققن انتصاراً من خلال تخطي التحديات، بما في ذلك التمييز والانقلاب لخوض اللعبة.
تقول سلمى الماجدي مدرّبة المنتخب الذي تشكّل العام الماضي، لفرانس برس “تقطع البنات أولى خطواتهن في المباريات الدولية”.
قبل بضع سنوات، لم تكن فكرة تشكيل منتخب سوداني للسيدات واردة، نظراً لصرامة الأعراف المتشددة قبل إسقاط الحكم الإسلامي العسكري للرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد على مدى 3عقود.
لكن في غضون أشهر من اطاحته في 2019، وعلى خلفية الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكمه، أطلق السودان أول بطولة كرة قدم للسيدات.
عام 2021، أبصر النور أوّل منتخب سوداني للسيدات. شارك في البطولة العربية للسيدات في مصر حيث واجه الدولة المضيفة وتونس ولبنان من دون تحقيق نتائج جيدة، كما واجه الجزائر ثم جنوب السودان مرتين الشهر الماضي خسرها جميعها.
تضيف الماجدي عقب الخسارة أمام جنوب السودان صفر-6 في ملعب جبل أولياء جنوب الخرطوم قبل مباراة ثانية خسرتها أيضاً أمام الخصم عينه صفر-3، إن “باقي المنتخبات تملك خبرة أفضل”، مضيفة “إلا أن أداءهن يتحسّن”.
 طرد من الملاعب 
تعزو الماجدي ضعف مردود فريقها في المباريات الأخيرة إلى عدم انتظام التدريبات بسبب الاحتجاجات ضد انقلاب عسكري وقع ضد الوضع الانتقالي الذي تم التوصل إليه بتفاوض بين عسكريين ومدنيين.
انتشرت اضطرابات في البلاد منذ العام الماضي ذهب ضحيتها 85 شخصاً، بعد انقلاب بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
أدى الانقلاب إلى إلغاء مباراة ضد الجزائر كانت مقررة في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد يوم من الاستيلاء العسكري على السلطة.
تتابع الماجدي “لم نستعد بالشكل المثالي. وفي الفترة الماضية أصبح صعباً علينا القيام بالتدريبات المعتادة”.
واجهت الماجدي عدة تحديات سابقاً، فقد تولت تدريب فرق للرجال، وتتطلع إلى أن يمنح الاحتكاك لاعباتها مزيدا من الخبرة الدولية.
كانت قائدة المنتخب السوداني فاطمة قدال واحدة من نساء قاومن التمييز بين الجنسين الذي مارسته الدولة ابان حكم البشير.
لسنوات، اضطرت هي وأخريات الى اجتياز ظروف صعبة لممارسة كرة القدم، حتى إن كان ذلك بشكل غير منتظم وبعيداً عن أعين الجمهور.
وفيما لم يكن هناك حظر رسمي على الكرة النسائية في عهد البشير، بقيت في الظل نظراً للمجتمع المحافظ والميول الإسلامية للحكومة.
قالت قدال “كان علينا وزميلاتي في كثير من الأحيان البحث عن مناطق منعزلة للتدريب في ظل اعتبار كثيرين أن رياضة كرة القدم ذكورية”.
أضافت “كان عامة الناس ضدّها وكثيراً ما طُردنا من الملاعب عندما كانوا يشاهدوننا نلعب”.
الناس أكثر تقبلاً
كانت النساء في طليعة المحتجين ضد البشير، عبّرن خلالها عن غضب شديد ضد حقبة طويلة من عدم المساواة وسياسات التقييد التي حدت من أدوارهن في المجتمع.
ومع بدء الفترة الانتقالية، ألغي قانون النظام العام الذي كان يقيّد تصرفات المرأة وملابسها في الأماكن العامة، ما فتح نافذة من الأمل أمام سودان أكثر ليبرالية.
لكن هناك مخاوف عميقة لدى كثر بأن المكاسب الليبرالية التي أحرزت عقب إسقاط البشير قد يحدث تراجع عنها بعد انقلاب تشرين الأول/أكتوبر.
قالت قدال “لا نريد حكماً عسكرياً.. سيجعلنا نواجه ذات التحديات التي عشناها إبان حكم البشير”.
ووعد البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بأن العسكريين لا يريدون الاستمرار في الحكم وأن انتخابات عامة ستجرى منتصف عام 2023.
قال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي “ما زلت ملتزماً أنه إذا تمّ التوصل إلى توافق وطني أو أجريت انتخابات عامة فإن المؤسسة العسكرية ستظل خارج السياسة”.
لكن الماجدي لديها قناعة بأن كرة القدم النسائية ستبقى، بغض النظر عن الحكومة التالية لأن “الناس في السودان أًصبحوا أكثر تقبلاً لكرة القدم النسائية مقارنة بالسابق.. نريد تحسين أدائنا في المباريات المقبلة”.
(أ ف ب)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية