الدوحة ـ”القدس العربي”:
أكد الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة أن ما حدث في يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول لم يكن حدثاً عادياً في سياق الصراع الفلسطيني الطويل ضد الاحتلال، ولكنه شكل منعطفا في تاريخ هذه القضية وربما في تاريخ العالم.
وقال حمد بن ثامر إن الجزيرة عاشت التضييق بسبب تغطيتها لأحداث غزة، حيث واجه مراسلو الشبكة عراقيل تحول دون أداء واجبهم، وقدموا أرواحهم وأغلى ما يملكون لنقل الحقيقة خلال تغطية الحرب على غزة.
وأشار الشيخ حمد بن ثامر في كلمته الافتتاحية إلى أنه يسعى لفهم تداعيات طوافان الأقصى ليس فقط على مستقبل القضية الفلسطينية بين خيار المقاومة المتنامي ومسار التفاوض المتعثر، ولكن أيضا على إسرائيل والتدافع المجتمعي والسياسي فيها، وعلى الوضع الإقليمي والدولي من حيث الأدوار المختلفة والقوى المختلفة من جهة وتعثر المؤسسات الدولية في فرض العدالة والسلام من جهة أخرى.
وشدد حمد بن ثامر أن التغطية المستمرة لما يحدث في غزة هي نموذج لتألق صحفيي الجزيرة في نقل الخبر وتداعياته للناس وهو ما جعلها المصدر الأول للمعلومة لكل باحث عن فهم شامل لجذور الحدث وسياقاته وجوانبه المختلفة. وأضاف أن ذلك ينعكس على ما نراه يومياً من متابعة جمهور واسع من كل الفئات وخصوصا من الشباب من مختلف العالم.
وقال رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة إنه في العادة هناك من يحاول دائماً أن يدفع إلى رؤية من زاوية واحدة فيمنع كل سلبية مغايرة ويهاجم كل تغطية مفتوحة. وأضاف الشيخ حمد بن ثامر أن فرق الجزيرة في الميدان عاشت الاستهداف المباشر في غزة والضفة والتضييق والإغلاق كما حدث في القدس وتل أبيب.
واستطرد قائلاً: “لا يفوتني أن أشير إلى الذين استهدفوا وأصيبوا في فلسطين من شهداء شيرين أبو عاقلة سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، والمصابين وائل الدحدوح وإسماعيل أبو عمر الذين يشرفون اليوم بالحضور، وهناك عدد من الزملاء فقدوا عددا من عوائلهم”. وأكد أن “الجميع قدموا أرواحهم وأثمن ما يملكون لنقل الحقيقة للعالم أجمع”.
وأشار وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق إلى أن الحصانة التي كانت تحظى بها إسرائيل تهاوت اليوم بعد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.
ونفى الدكتور عبد العزيز بن الصقر رئيس مركز الخليج للدراسات وجود مسار تطبيعي للسعودية، وأشار إلى أن المملكة لن تطبع علاقاتها مع تل أبيب حتى يكون هناك دولة فلسطينية قابلة للعيش على حد قوله. وأشار الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الفلسطينية إلى أن طوفان الأقصى عودة واستمرار للمشروع الوطني التحرري.
وأجمعت مداخلات المتحدثين عن أن طوفان الأقصى أحدث تغييرات في المنطقة ولن تعود دول المنطقة لما قبل ذلك مع التأكيد أن التطبيع دخل نفقاً.
الجلسة الأولى من منتدى #الجزيرة الـ15: "طـ.وفان الأقصى" في سياق النضال الوطني الفلسطيني: المـ.قاومة والأفق السياسيhttps://t.co/GOtEneSQBA
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 25, 2024
وانطلقت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات منتدى الجزيرة السنوي تحت عنوان “تحولات الشرق الأوسط بعد طوفان الأقصى”، ويناقش التحولات العميقة التي أحدثتها عملية “طوفان الأقصى” وما أعقبها من حرب إسرائيلية على غزة، سواء على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي أو على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتسلط شبكة الجزيرة في منتداها السنوي الخامس عشر، الضوء على تطور الأحداث في المنطقة، والتداعيات التي تلت عملية طوفان الأقصى، والحرب الإسرائيلية على غزة، بمشاركة واسعة من مسؤولين دوليين وقادة بعض الدول والشخصيات الدبلوماسية.
وبحث المشاركون في منتدى الجزيرة تبعات القضايا المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، فضلاً عن تسليطه الضوء على أنماط التغطية الإعلامية التي حظيت بها عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة ودور المؤثرين في جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.
واستعرض المتحدثون في جلسة “طوفان الأقصى في سياق النضال الوطني الفلسطيني.. المقاومة والأفق السياسي” عملية “طوفان الأقصى” ضمن السياق الوطني باعتبارها إحدى حلقات هذا النضال الرامي إلى مراكمة الفعل التحرري، وباعتبارها كذلك رد فعل على سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وحصار غزة بما يهدد مستقبل القضية الفلسطينية.
وانطلق النقاش من قاعدة أن عملية طوفان الأقصى رغم تكلفتها الإنسانية الكبيرة فتحت المجال مجدداً حول الدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وتساءلت الجلسة إن كان “طوفان الأقصى” يفتح أفقاً سياسياً جديداً يتجاوز ترتيبات صفقة القرن ومآزق أوسلو ويكون بديلاً عنهما، كما تساءلت عن شكل المقاومة مستقبلاً ودورها في المشروع الوطني الفلسطيني.
وناقشت جلسة “تداعيات الحرب على إسرائيل” السياسة والمجتمع ومستقبل المشروع الصهيوني، تداعيات عملية “طوفان الأقصى” بعيدة المدى على الاحتلال الإسرائيلي، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
واستعرضت في هذا السياق ما بدأت تطرحه الأوساط السياسية والعسكرية والأكاديمية الإسرائيلية من أسئلة تمس وجود المشروع الصهيوني وشروط استدامته ومستقبله في المنطقة.
وبحثت جلسة بعنوان “غزة تعيد ترتيب أولويات الأجندة الدولية.. الشرق الأوسط، الصراع في أوكرانيا، التوتر مع الصين” تأثير الحرب الدائرة في غزة على أجندات القوى الكبرى وتأثيرها على الصراعات والتوترات الدولية الأخرى، كالصراع في أوكرانيا والتوتر الصيني الأميركي، كما ناقشت كذلك حدود الانخراط الغربي غير المشروط إلى جانب المشروع الصهيوني.
ودأبت شبكة الجزيرة على تنظيم منتداها السنوي برعاية رئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، لمناقشة العديد من القضايا الملحة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعميق النقاش حول الملفات المحورية. وهذه السنة يناقش المنتدى تداعيات عملية “طوفان الأقصى” والحرب الإسرائيلية على القضية الفلسطينية سياسيا وإستراتيجيا، كما يناقش أثرها على إسرائيل، لا سيما على صورة الجيش وتماسك المجتمع ومستقبل المشروع الصهيوني.