«منسقو استجابة سوريا»: ثلاثة ملايين شخص وصلوا مرحلة المجاعة في سوريا

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: أحصت منظمة حقوقية الخسائر التي لحقت بالسوريين بسبب الحرب التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، منذ بداية عام 2011، موثقة أعداد مصابي العمليات العسكرية والمهجرين داخلياً وخارجياً، ونسبة البنى التحتية والمشاريع الحيوية المدمرة في البلاد، مشيرة إلى أن نحو ثلاثة ملايين شخص وصلوا مرحلة المجاعة، ونحو 91 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، في غضون ذلك خرج أهالي مدينة درعا جنوب سوريا، في وقفة احتجاجية من أمام المسجد العمري المعروف برمزيته لدى أبناء المحافظة، وسط تشديد وتضييق أمني، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين، حيث رفع المحتجون شعارات تندد بالتفاف النظام السوري على بنود الاتفاق المبرم مع أهالي المحافظة وتهميش ملف المعتقلين.

احتجاجات مناهضة للنظام في درعا… والعثور على مقبرة جماعية في دير الزور

وقال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران أيمن أبو نقطة، لـ»القدس العربي» إن العشرات من أهالي درعا البلد في المدينة، شاركوا الجمعة، بوقفة احتجاجية من أمام المسجد العمري رفعوا فيها شعارات مناهضة لنظام الأسد وتطالب بالإفراج عن المعتقلين رغم التضييق الأمني الذي تعيشه المنطقة، حيث رفع المحتجّون لافتات تندد بالتفاف النظام على وعوده بالإفراج عن المعتقلين وتغاضيه عن هذا الملف بشكل متكرر منذ اتفاقية التسوية في أواخر تموز/يوليو 2018.
وقال المتحدث «أخلفت روسيا مع نظام الأسد ببند الإفراج عن المعتقلين وتبيان مصير المفقودين وهو ما نص عليه الاتفاق الذي عقد بعد أحداث درعا البلد الأخيرة، أوائل أيلول من العام الفائت 2021».
وجاءت الوقفة الاحتجاجية، بناء على دعوات وجهها ناشطون محليّون لهذه قبل أيام، وسط تضييق أمني وعسكري، وعلى الرغم من «الأحداث التي عاشتها درعا البلد بسبب احتجاجها سابقًا على الانتخابات الرئاسية التي حصلت في سوريا».
وقال أبو نقطة «تناقل ناشطون منشورات ورقية وصور عنها تدعو للمشاركة في مظاهرة بمدينة جاسم شمالي محافظة درعا، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من سجون نظام الأسد، في حين شهدت المدينة، يوم الثلاثاء 15 آذار، تصعيدًا أمنيًا تقف خلفه إيران بسبب محاولة فرع أمن الدولة المقرب منها مداهمة أحد الأحياء السكنيّة غربي المدينة بحثًا عن مطلوبين، وبتحريض من رئيس الفرع العميد عقاب».
ووفقا للمتحدث، فإن المحافظة تشهد توترًا مستمرًا منذ سيطرة النظامين السوري والروسي عليها في تموز 2018، كما تسبب ذلك «بدخول إيران إلى المحافظة وتجنيد العديد من الخلايا الأمنيّة فيها بالإضافة لتبعيّة أغلب الأفرع الأمنيّة وولاء ضباطها لإيران فإن محاولاتها بتصعيد الأحداث من خلال الاعتقالات والاغتيالات لا تهدأ في المنطقة كونها المستفيد الأول من بقاء المحافظة مشتعلة».
وفي دير الزور شرقاً، عثر الأهالي على جثث مقاتلين يرتدون الزي العسكري في بلدة الجفرة التابعة لمركز ناحية دير الزور، والخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وذكرت شبكة «فرات بوست» المحلية الإخبارية، أنه تم العثور صباح الجمعة، على بقايا جثث مجهولة الهوية تحت ركام أحد المنازل في بلدة الجفرة، مؤكدة أن الجثث تعود لمقاتلين كونها مدفونة بالزي العسكري.
ومطلع شهر آذار/مارس الفائت 2022، عثر على مقبرة جماعية مماثلة تضم العديد من الجثث، وذلك في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي، حيث أشارت الشبكة إلى أن المقبرة الجماعية التي تم اكتشافها تعود لأشخاص مجهولي الهوية، حيث تم العثور عليها داخل أحد منازل البلدة.
في غضون ذلك، أصدرت منظمة «منسقو استجابة سوريا»، الجمعة، تقريراً أحصت فيه الخسائر التي لحقت بالسوريين بسبب الحرب التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، منذ بداية عام 2011، حيث قالت المنظمة إن عدد مصابي العمليات العسكرية بلغت أكثر من 1.8 مليون مدني، أصبح أكثر 232 ألفاً منهم من أصحاب الاحتياجات الخاصة خلال الفترة آنفة الذكر، بينما بلغ عدد المهجرين السوريين داخلياً 6.9 مليون مهجر، وعدد المهجرين السوريين خارجياً بلغ 6.6 مليون مهجر، وعدد النازحين السوريين القاطنين في المخيمات 1.9 مليون مهجر.
وبلغ عدد الأطفال المتسربين عن التعليم بلغ 2.65 مليون طفل، بينما بلغت نسبة البنى التحتية والمشاريع الحيوية المدمرة 68 بالمئة خلال الفترة المذكورة حسب المنظمة.
وأحصت المنظمة في تقريرها 3 ملايين نسمة من السوريين وصلوا مرحلة المجاعة، ونسبة 91 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، مشيرة إلى أن خسائر العملة المحلية ارتفعت أكثر من 98 مرة منذ بداية عام 2011، وأسعار المواد الأساسية تضاعفت أكثر من 140 مرة حتى نهاية عام 2021 الماضي.
ورصد التقرير عشرات الآلاف من المدنيين المفقودين والمغيبين قسراً ومثلهم ممن فقدوا حياتهم نتيجة الاستهدافات والهجمات من قبل النظام السوري وحلفاءه إيران وروسيا.
وحسب فريق «منسقو الاستجابة» فإن عدد حالات الانتحار المسجّلة في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا منذ مطلع العام الجاري بلغ 9 حالات، من بينها 3 أطفال وامرأتان، في حين سجّلت المنطقة خلال عام 2021 الماضي 24 حالة، بينها 4 أطفال و7 سيدات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية