يواصل الشعبان التركي والسوري تضميد جراحهما بعد الزلزال الذي وقع في 6 فبراير 2023. وشكّلت الحملات الخيرية التطوعية التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني في المناطق المنكوبة، أهمية كبيرة في إغاثة الضحايا عقب الكارثة. ونال تفاني هذه المنظمات تقديرا شعبيا كبيرا. وأظهر استطلاع أجرته شركة إبسوس العالمية للأبحاث، أن ثقة الشعب بمنظمات المجتمع المدني عالية جدا. وكانت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات في تركيا (İHH) من أبرز المنظمات التي نالت تقدير جميع شرائح المجتمع، بفضل جهودها في الإنقاذ والإغاثة.
كشف الزلزال الأخير مرة أخرى أنه كلما زاد عدد منظمات المجتمع المدني، أي عدد الأوقاف والجمعيات التي تعمل من أجل خدمة المواطنين في مختلف المجالات، زاد نفعها على المجتمع. لهذا السبب يجب على المجتمعات المسلمة أن تعيد إحياء أعمال الأوقاف والجمعيات القائمة على روح الإحسان والخير. كما أظهر الزلزال مجددا الجانب العملي والسريع لمنظمات المجتمع المدني مقارنة بالحركة البطيئة للبيروقراطية في الدولة. وعليه، فإن على الأوقاف والجمعيات أن تظهر بما يتماشى مع مطالب وتطلعات الشعوب المسلمة. أمّا الدول، فينبغي أن تراقب هذه الجهات من الناحية المالية فقط، وألا تمارس عليها الضغوط التي من شأنها أن تقتل روح الإحسان وفعل الخير.
أظهر الزلزال مجددا الجانب العملي والسريع لمنظمات المجتمع المدني مقارنة بالحركة البطيئة للبيروقراطية في الدولة
جميعنا يعلم مدى أهمية الأوقاف في تاريخنا، ولا شك في أن روح الأوقاف لدى المجتمعات المسلمة أثارت إعجاب المثقفين والقادة في جميع أنحاء العالم. في عام 1919، أمضى الوفد الذي أرسله الزعيم المؤسس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية لينين، إلى قمة باريس ساعات من الدردشة مع المفكر المسلم الشهير أمير البيان شكيب أرسلان، حول دور الأوقاف في المجتمعات الإسلامية. وقدّم شكيب أرسلان حينها شرحا مفصلا للوفد الروسي حول الأوقاف التي كانت لها لمسات في مختلف مناحي الحياة، بدءا من حلقات العلم وحتى شؤون الزواج ورعاية الحيوانات وتنشئة الشباب. وأثناء الاستماع للكلام باندهاش كبير، سأل الوفد شكيب أرسلان: لماذا انهارت الدول الإسلامية رغم هذه الأوقاف الرائعة التي لعبت مثل هذا الدور الكبير في المجتمع؟ هذه هي إحدى النقاط التي يجب على قيادات الدولة المسلمة وشعوبها أن تجيب عليها، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، كانت الانتخابات من أكثر القضايا المطروحة للنقاش في تركيا عقب الزلزال. وكان الجدل محتدما حول إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في شهر مايو المقبل. وبات هذا السؤال في مقدمة الأسئلة التي يطرحها كل مهتم بالسياسة التركية في الداخل والخارج. وقبل «الزلزال التاريخي» الذي وقع في 6 فبراير، كان تحالف الشعب الحاكم يهدف إلى إجراء الانتخابات تحت شعار «قرن تركيا»، في حين اعتمد تحالف الأمة المعارض شعار «القرن الثاني للجمهورية». وكانت الحكومة والمعارضة تسعيان لإجراء «مراجعة جماعية» للقرن الماضي في جميع المجالات، خلال انتخابات عام 2023 التي تعتبر حاسمة للغاية بالنسبة لكلا الجانبين، لكن المناخ السياسي والعاطفي الذي أثاره الزلزال يزيد احتمالية تحول هذه المراجعة إلى معركة شرسة.
خلاصة الكلام؛ تشير جميع التطورات في تركيا إلى أن الانتخابات ستجري في موعدها، وستكون نتائج هذه الانتخابات إحدى القضايا المهمة المثيرة للفضول في الأشهر المقبلة. وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «خبر تورك» مقالا لكاتبها الليبرالي الشهير المقيم في الولايات المتحدة أوراي إيغين، تحت عنوان «انتصار المعارضة لن يكون بهذه السهولة رغم الزلزال». وأشار إيغين إلى أن الجانب الذي لا يزال يعطي الأمل في تركيا هو الحكومة، على الرغم من حالة الجفاء المتشكلة منذ 20 عاما، حسب تعبيره، في حين أن المعارضة لا تمتلك جانبا يعطي الأمل للمواطنين، وبالفعل، يرى كثيرون أن عدم انهيار المباني والمستشفيات التي بنتها الحكومة بواسطة إدارة الإسكان الجماعي في مناطق الزلزال يعتبر نقطة في صالح حزب العدالة والتنمية. كما بعثت وعود الرئيس أردوغان الأمل في نفوس السكان، عندما قال إن الحكومة ستبني منازل جديدة لجميع من فقدوا منازلهم في غضون عام واحد. وشدّد أوراي إيغين على ضرورة أن تتخلص المعارضة في تركيا من الغضب والنقد وتعد المواطنين بالأمل، وإلا فإن أردوغان سينصر في هذه الانتخابات أيضا بكل سهولة.
كاتب تركي
كان الأوجب على أردوغان تنفيذ الوصايا اليابانية قبل 24 عاماً في طريقة البناء المنسجم مع الزلازل !
لكنه الفساد الذي تغاضى عنه أردوغان , لتتساقط البنايات فوق سكانها !!
على أردوغان الإستقالة , والإعتذار للشعب التركي !!!
و لا حول و لا قوة الا بالله
اردغان حول تركيا في عشرين سنة من دولة متخلفة اقتصاديا الى دولة من بين العشر اقوى اقتصاديا في العالم وجعلها من الدول المحورية في العالم والتي يحسب لها الف حساب فاعدرني يا اخي ولكن من انت وماذا قدمت لتركيا حتى تطالبه بالاستقالة
*كل التوفيق والنجاح لأردوغان وحزبه
ف الانتخابات القادمة فهو ما زال الأفضل
ع الساحة.