تونس- “القدس العربي”: اتهمت منظمة حقوقية ليبية الشرطة التونسية بالاعتداء على مهاجرين أفارقة بعد وضعهم على الحدود بين البلدين، في وقت حذرت فيه وزارة الداخلية التونسية مما سمته حملة افتراءات وتضليل تقودها وسائل إعلام وصفحات اجتماعية لتشويه صورة البلاد.
وأعربت اللجنة الوطنية لحقـوق الإنسـان في ليبيا عن “صدمتها وبالغ استيائها إزاء استمرار السُلطات التونسية في طرد وإبعاد مئات المهاجرين نحو الحدود التونسية- الليبية، وإجبارهم على السير مسافات طويلة في الصحراء دون ماء أو طعام، ووسط درجات حرارة تلامس 50 درجة مئوية”.
كما تحدثت عن “وقوع حالات جديدة لوفاة المهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء المتواجدين على الحدود الليبية التونسية، حيث تُفيد المعلومات بوفاة 12 مهاجرًا من بينهم ثلاث نساء وطفلان جراء بقائهم في العراء بدون طعام وماء وفي ظل درجات حرارة عالية في مناطق صحراوية نائية تنعدم فيها كامل مقومات الحياة، وهم من ضمن المهاجرين الذين قامت السُلطات التونسية بنقلهم إلى الحدود”.
ونقلت شهادات عن مهاحرين أفارقة من جنوب الصحراء أكدوا أن “قوات الأمن التونسية أوقفتهم وصادرت جوازات سفرهم ووثائقهم الرسمية وأجبرتهم على إحراقها، ثم نقلتهم إلى نقطة قريبة من الحدود الليبية قضوا فيها ليلة كاملة في ظروف إنسانية غاية في السوء بدون طعام ولا ماء ، قبل أن تجبرهم تحت التهديد والضغط على التوجه إلى الحدود الليبية”، وفق البلاغ الصادر عن المنظمة.
كما تحدث المهاجرون عن تعرّضهم لاعتداءات عنيفة على يد قوات حرس الحدود التونسي، شملت “تكديس أعداد كبيرة منهم في مساحات صغيرة لساعات طويلة، وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم، والضرب بالأيدي والقضبان الحديدية، وإطلاق النار على مسافات قريبة جدا منهم لترهيبهم، إلى جانب الإهانات اللفظية والنفسية، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بكسور وجروح مختلفة”.
https://www.facebook.com/100068959756519/posts/pfbid0iS2wFg3FqnXsvAXLLxg5jK6MKzX6itfyhcgaqkKuKi5CTCiC7Bbe5aYoMUFQmxBql/?app=fbl
وعلق الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي بقوله “إنني، كرئيس سابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والرئيس السابق للجمهورية التونسية، أحمل المسؤولية اللاأخلاقية والسياسية والقانونية للمنقلب (في إشارة للرئيس قيس سعيد) ووزير الداخلية وكبار المسؤولين في الأمن وطنيا ومحليا على هذه الجرائم المشينة المرتكبة في حق شرف تونس وإنسانية التونسيين وكل القيم التي يتشدق بها المنقلب ويرتكب عكسها”.
https://www.facebook.com/100044432799434/posts/pfbid0SGMcVZtJrsRhjx4KCmWBZxFdmqcA4Y8TtWWudmrAwvMsdexYVBZ5agw3EgiyBoADl/?app=fbl
فيما أصدرت الداخلية التونسية بلاغا قالت فيه “على إثر ما تم تداولهُ بعدد من الصّفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من مُغالطات بخصُوص ملفّ المُهاجرين الأفارقة جنُوب الصّحراء، وفي إطار إنارة الرّأي العام الوطني والدّولي، تنبّهُ وزارة الدّاخليّة الجميع بعدم قبولها للمزاعم والافتراءات التي من شأنها المساس بصورة تونس والتونسيّين وتشويه المؤسّسة الأمنيّة لغايات مشبوهة وتوظيف بعض الأطراف لملفّ الهجرة غير الشرعيّة لغايات سياسويّة خاسرة”.
وأكدت الوزارة أن “الجُمهوريّة التّونسيّة دولةً وشعبا لا يتوانون عن القيام بواجب الإحاطة الإنسانيّة الكاملة بالمهاجرين الأفارقة وغيرهم من الأجانب الموجودين على التراب التونسي أو إغاثة الذين هم في حالة خطر بالمياه الإقليميّة التونسيّة إلى حين بلوغهم مرفأً آمنا”.
وشددت على “واجبها في حماية حدود تونس، وعدم مسؤوليّتها عن الأفارقة المُتواجدين خارج الحدود”.
https://www.facebook.com/100064669450520/posts/pfbid0DJt5R1Z6kTQd9M2C7M388fgykkvzh8cfGRGP4uLPn5Tj6rVYtMAM1NMWpw5JzWbCl/?app=fbl