منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تتوقع مهاجمة مخيمها في بغداد

بغداد ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر مطلعة في العاصمة العراقية أن أجواء توتر تسود في مخيم ليبرتي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في بغداد بعد طلب المنظمة من الولايات المتحدة تزويدها بالسلاح لحمايتها من هجمات متوقعة من منظمات حليفة للنظام الإيراني موجودة في العراق، إضافة إلى تظاهر سكان المخيم لفك الحصار الصحي المفروض عليهم.
وأشار المصدر الذي يعمل في وزارة الداخلية لمراسل «القدس العربي»، إلى خروج النساء الإيرانيات ضمن مخيم ليبرتي قبل أيام للتظاهر والاحتجاج على الحصار المفروض على المخيم من قبل السلطات العراقية التي تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود ضمن سلسلة قيود تستخدمها بعض العناصر العسكرية العراقية للتضيق على المنظمة. كما أكد أن هناك مخاوف من السكان باجتياح الميليشيات الموالية لإيران المخيم وارتكاب مجزرة بحق سكانه كما فعلت سابقا.
وعرضت قنوات عراقية صور المتظاهرات وهن يرفعن لافتات تطالب برفع الحصار والسماح للمرضى بالذهاب إلى المستشفيات خارج المخيم، وآخرى تطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإنقاذهم من المعاناة. وأعلنت المنظمة أن الحصار الصحي على المخيم تسبب بموت 23 عنصرا من أفراد المنظمة آخرهم السيدة مهين أفضلي بسبب عدم توفر العلاج داخل المركز الصحي في المخيم وعدم السماح للمرضى بالعلاج في المستشفيات.
وكانت منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني أشارت إلى وجود مؤشرات لاحتمال استهداف مخيم ليبرتي القريب من مطار بغداد ومنها دخول عراقيين مشبوهين إلى المعسكر لتحديد مواقع داخله وقيام اشخاص آخرين بتصوير المعسكر من مناطق بعيدة. وقد فسرت المنظمة في بيان على موقعها الالكتروني، هذه التحركات بأنها مشابهة لأجواء مرت على المخيم قبل شن عناصر من القوات العراقية هجوما عليه في أيلول / سبتمبر 2013 وراح ضحيته 52 قتيلا وجريحا إضافة إلى 7 مفقودين لا يزال مصيرهم مجهولا.
وشددت المنظمة الإيرانية في جانب آخر من بيانها على الالتزامات التي تعهدت بها الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة مرارا وتكرارا بشأن سلامة وأمن سكان مخيم ليبرتي، الذين جميعهم أشخاص محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة وطالبي اللجوء، والمصنفين ضمن الاشخاص الذين يثار القلق بشآن أمنهم، ومطالبة الولايات المتحدة والأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة فورا لسلامة وأمن السكان.
وسبق أن طلبت منظمة مجاهدي خلق التي تصفها إيران بأنها «إرهابية»، مؤخرا من الولايات المتحدة الأمريكية تزويدها بالسلاح إلى عناصرها في معسكر «ليبرتي» قرب العاصمة بغداد لحماية سكانه الموجودين فيه.
وذكر المتحدث باسم المنظمة مهدي عقبائي أن «تسليح عناصر مجاهدي خلق في ليبرتي ضرورة ملحة من أجل حماية عناصرها في المخيم»، مطالبا « بتسليح عناصر المنظمة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة».
واتهم عقبائي الإدارة الأمريكية، بإهمال مطالب منظمة خلق وعدم توفير الحماية لعناصرها أو تسليحها.
وفي سياق متصل، أكد النائب العراقي أحمد عطية أن منع دخول المواد اللوجستية والبنزين إلى مخيم ليبرتي، هو متعمد، داعيا الحكومة العراقية إلى الالتزام بقوانين حقوق الإنسان الدولية.
وقال إن الأمم المتحدة على دراية كاملة بما يجري في مخيم ليبرتي،لأن هذا المخيم يعاني من مشاكل إنسانية كثيرة وقد تم تقديم شكاوى لها بهذا الخصوص».
وأضاف أن «الحكومة العراقية والحكومات السابقة المتعاقبة لديها تقصير متعمد بهذا الجانب تجاه سكان ليبرتي».
وتساءل النائب احمد عطية «لماذا لا يسمح لمريض في هذا المخيم بالخروج منه لغرض العلاج في المستشفى ولماذا يمنع دخول مادة البنزين للمخيم رغم وجود حصص لهم».
واوضح ان»هناك الكثير من الأمور متعمدة في هذا المخيم وهذا ما لا يجب أن يكون وعلى العراق الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان».
ويوجد نحو 3700 عنصر من المنظمة في معسكر ليبرتي، تمهيدا لنقلهم إلى بلد آخر وفق اتفاق موقع بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة عام 2012.
وتعتبر طهران هذه المنظمة التي تأسست عام 1965 «جماعة إرهابية» وطالبت مرارا الحكومة العراقية بتسليمها العناصر الموجودة في العراق ولكن الولايات المتحدة والأمم المتحدة منعت ذلك. وتتهم الحكومة العراقية والميليشيات منظمة مجاهدي خلق بأنها ساندت نظام صدام حسين، لذا قامت ميليشيات شيعية موالية لإيران بشن هجمات صاروخية على مخيم المنظمة عدة مرات منذ وقوع العراق تحت الاحتلال مما أسفر عن وقوع عدة ضحايا من سكان المخيم.

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية