بغداد ـ « القدس العربي» : حصلت الفتاة الإيزيدية العراقية ناديا مراد، على جائزة نوبل للسلام إلى جانب الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي، لكن الشاب عمر عبد الجبار الذي ساعدها على الفرار من تنظيم «الدولة الإسلامية» بقي بعيداً عن الأضواء ولم يسلط الضوء على مشاكله الكثيرة.
عبد الجبار قال لـ»القدس العربي»: «هناك ظلم وحيف وقع علي من قبل الحكومة العراقية، لم أتوقع أن يتم رد الجميل لي بهذه الطريقة، بعد مجازفة ورحلة محفوفة بالمخاطر تمكنت من خلالها من إخراج الفتاة ناديا مراد من مناطق تنظيم الدولة».
يعيش في برلين … والسلطات رفضت منحه جواز سفر
وأضاف الشاب العراقي الذي يقيم حالياً في برلين «ناديا قدمت إلى بيتي، وكانت تبدو علامات التعب والإرهاق عليها، وطلبت إيواءها وعدم إبلاغ التنظيم عنها، وهذا ما حصل بالفعل، وأصبحت من أفراد العائلة».
وزاد: «المنطقة التي كنت أعيش فيها كان عناصر التنظيم موجودون فيها بكثرة، لذا قمت بايصال ناديا إلى منزل شقيقتي حيث حظيت بمعاملة حسنة قبل تهريبها إلى محافظة كركوك».
وذكر أن شقيقته التي قامت بايواء ناديا توفيت هي وأطفالها بسبب القصف والعمليات العسكرية.
واعتبر أن «هناك اتفاقا دوليا على ما يبدو لعدم إظهار اي حسنة أو خدمة إنسانية قدمناها للإيزيديين من أجل تخليصهم من تنظيم الدولة».
ولم يخف عبد الجبار عتبه على مراد، موضحاً أن أخبارها انقطعت دون معرفة الأسباب. وبيّن أنه «كان عليها أن تذكر من خلصها من قمع واضطهاد التنظيم».
وتابع: «ما يحزنني أيضاً أن الحكومة العراقية لم تمنحني جواز سفر، وكلما ذهبت إلى السفارة العراقية يرفضون ذلك بسبب الحظر المفروض علي، دون معرفة الأسباب. أنا ممنوع من دخول الأراضي العراقية».
وعبد الجبار ليس العراقي الوحيد الذي أنقذ فتاة إيزيدية، وقد تعرض للظلم، بل هناك آخرون، وفق ما قال، مشيراً إلى «عراقي يدعى أحمد، يعيش في تركيا، أنقذ فتاتين إيزيديتين ولم يتم تسليط الضوء عليه من قبل الإعلام، بل هو مطلوب للحكومة العراقية لأسباب مبهمة وغير مفهومة». كذلك «هناك شخص من منطقة الموصل الجديدة قام بتهريب زوجة شقيق ناديا مراد وإخراجها من الموصل بمجازفة كبيرة، كادت أن تكلفه حياته، وقد طلبت الحكومة منه العودة إلى العراق والتعاون معها، وهو ما حدث، فقد أعطى أجهزة الأمن معلومات عن أماكن ومواقع عناصر التنظيم، ولكن بعد تحرير المدينة اعتقل، ولا يعرف مصيره حتى الآن».
ولفت إلى أن «هناك كثيرا من المهربين الذين أنقذوا الإيزيديات أصبحوا مطلوبين للحكومة».
وأشار إلى «علامات استفهام كثيرة عن أسباب اعتقال أو صدور أوامر قبض ضد الأشخاص الذين أخرجوا الإيزيديات من الموصل».