من سيسير على خطى كول بالمر هذا الموسم؟

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: في مثل هذه الأيام من العام الماضي.. قرر الفتى الإنكليزي كول بالمر، رفع راية التمرد والعصيان في وجه مدربه السابق في مانشستر سيتي بيب غوارديولا، لتسهيل عملية انتقاله إلى صفوف تشيلسي، في صفقة بلغت قيمتها نحو 40 مليون جنيه إسترليني، ما أثار حالة من الجدل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لغرابة قرار اللاعب آنذاك، بالتخلي عن فرصة التطور على المدى المتوسط تحت قيادة واحد من أفضل مدربي العالم، إن لم يكن الأفضل هذا القرن بيب غوارديولا، بحثا عن مكاسب قصيرة الأجل، لكن في الأخير، تبين أن الصغير الإنكليزي، كان محقا في رهانه على أسود غرب لندن، رغم أن النادي بصم على موسم آخر للنسيان تحت الإدارة الأمريكية الجديدة، إلا أن بالمر، شكل حالة خاصة في موسم البلوز الفوضوي، بتوهج على المستوى الفردي فاق توقعات أكثر المتفائلين، ليجني ثمار تعبه ومجهوده الشاق، باحتكار جُل الجوائز الفردية المرموقة في فئته السنية، مثل حصوله على جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الإنكليزي الممتاز من قبل رابطة البريميرليغ، وأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي من قبل رابطة المحترفين، وقبل هذا وذاك، اختير كأفضل لاعب في «ستامفورد بريدج» في الاستفتاء الجماهيري السنوي، وغيرها من المكافآت والجوائز التي تنهال عليه بعد موسمه الاستثنائي الذي ختمه بتسجيل هدف في المباراة النهائية لكأس أمم أوروبا 2024 التي خسرها منتخب بلاده أمام نظيره الإسباني بنتيجة 1-2. والسؤال الذي يراود عشاق الدوري الأكثر مشاهدة في العالم.. من سيحاكي تجربة كول بالمر ويصنع لنفسه اسما كبيرا في موسم البريميرليغ الجديد؟ في الحقيقة هناك قائمة عريضة منهم.

الشياطين الصغيرة

واحد من الأسماء المرشحة لخطف الأنظار في البطولة الإنكليزية هذا الموسم، هو الشاب الإيفواري عماد ديالو، الذي جاء من أتالانتا في صيفية 2021 في صفقة ضخمة تخطت حاجز الـ30 مليون يورو، رغم أن عمره لم يكن قد تجاوز الـ18 عاما، لكنه وُصف بالصفقة المستقبلية، وبناء عليه تم إرساله على سبيل الإعارة مرتين، الأولى مع رينجرز الاسكتلندي في كانون الثاني/يناير 2022 والثانية مع سندرلاند الموسم قبل الماضي، مع ذلك، تأخر كثيرا في الحصول على فرصته من قبل المدرب إريك تين هاغ، إما لأسباب تتعلق بنقص الثقة أو لحاجة اللاعب لمزيد من الخبرة والاحتكاك في أعلى مستوى تنافسي، وهو ما ظهرت بوادره بعد لمحاته المبشرة في مباراة كأس الدرع المحلية أمام مانشستر سيتي، كأفضل رد عملي على تصريح مدربه الهولندي الذي قال بالنص «يجب أن يكون هذا العام هو عام ديالو». وبطبيعة الحال، إذا حالفه التوفيق في تجنب لعنة الإصابة التي أعاقت آفاقه الموسم الماضي، وحافظ على نسقه المرتفع في التطور والاستجابة لتعلميات المدرب، فقد يكون على موعد مع صعود نايزيكي إلى سماء النجومية العالمية، وبالمثل الشاب الإنكليزي توبي كولير، الذي يُمني النفس هو الآخر بالسير على خطى زميله السابق في قطاع الشباب كوبي ماينو، الذي أحسن استغلال فرصته على أكمل وجه، ليثبت أقدامه مع الفريق الأول، ومن ثم الحصول على استدعاء لتمثيل المنتخب الأول في اليورو الأخير، والآن سيكون الرهان على المولوج في ورثينغ، بعد الانطباع الجيد الذي تركه عند المدرب في المباريات الودية الاستعدادية للموسم الجديد، بالإضافة إلى مردوده الجيد جدا والمستحق في مباراة الدرع الخيرية، شأنه شأن ديالو، ومن حسن حظ كولير، أن الخيارات في وسط الملعب، ستكون محدودة للغاية بالنسبة للمدرب تين هاغ في الموسم الجديد، خاصة إذا صدقت التقارير التي ترجح خروج البرازيلي كاسيميرو، ضمن القائمة العريضة التي تم الاستغناء عنها هذا الميركاتو، معها ستتضاعف فرصه في منافسة زميل الأمس والقلب النابض سكوت مكتومناي على مكان في التشكيل الأساسي، تمهيدا لوصوله لمرحلة الانفجار الكروي، التي يبحث عنها لأخذ خطوة عملاقة إلى الأمام في مسيرته الاحترافية مثل زملاء الأمس القريب في الشباب.

جواهر نادرة

تشمل قائمة المرشحين للسير على خطى كول بالمر في الموسم الجديد، الشاب العشريني المنضم حديثا من صقوف أستون فيلا إلى إيفرتون مقابل رسوم تخطت حاجز الـ10 مليون يورو، والحديث عن لاعب الوسط المتعدد الاستخدام تيم إيروجبونام، الذي يُجيد اللعب بنفس الجودة والكفاءة في مركزي رقم 6 و8 في وسط الملعب، وذلك منذ مساهمته في تتويج منتخب بلاده لأقل من 19 عاما، ببطولة أمم أوروبا لنفس الفئة السنية عام 2022 ومع وجوده تحت إشراف مدرب بحنكة وتمرس شون ديتش على أجواء البريميرليغ، فلن تكون مفاجأة حال تمكن الوافد الجديد من ملء الفراغ الذي خلفه رحيل أمادو أونانا إلى الفيلانس، وعلى سيرة أصحاب «الفيلا بارك» فهناك مورغان روغرز، الذي لم يحظ باستقبال أو حماس كبير بعد شراء عقده مع ناديه السابق ميدلسبره في شباط/فبراير الماضي، مقابل رسوم تحويل بلغت نحو تسعة ملايين يورو، ربما للشكوك حول إمكاناته وقدرته على تقديم أفضل ما لديه في مستوى تنافسي أعلى من «تشامبيون شيب» مثل البريميرليغ، ربما لقلة خبرته في هكذا منافسة، لكن في نهاية المطاف، نجح في تقديم يد العون كما ينبغي لفريق المدرب أوناي إيمري، بالحفاظ على مكانه في القوام الرئيسي في نهاية الموسم، ساهم خلالها في تسجيل ما مجموعه أربعة أهداف في آخر 6 مباريات، لينهي أستون فيلا الموسم في المركز الرابع، الذي ضمن له العودة مرة أخرى للمشاركة في ليالي دوري أبطال أوروبا، بعد غياب دام لأكثر من أربعة عقود، تحديدا منذ الخروج على يد يوفنتوس الإيطالي في الدور ربع النهائي لنسخة 1982-1983 والآن وبعد ارتفاع أسهمه، بفضل النسخة المميزة التي كان عليها في فترة الاستعداد للموسم الجديد، كلاعب جوكر بإمكانه اللعب في كل مراكز الخط الأمامي، فربما يلمع نجمه أكثر من أي وقت مضى هذا الموسم، وهي الخطوة التالية في مسيرته الاحترافية، بعد حصول على شرفاء استدعاء لتمثيل منتخب إنكلترا الأول، ضمن القوائم الأولية التي كان يفاضل بينها المدرب السابق غاريث ساوثغيت.
يتوقع بعض الخبراء والمحللين، أن يتحول جناح إيبسويتش تاون أماري هاتشينسون، إلى واحد من أكثر الأسماء المطلوبة من قبل عمالقة البريميرليغ الموسم القادم، بعد الدور الكبير الذي لعبه في إعادة الفريق بشكل غير متوقع إلى دوري الكبار، رغم أنه لم يكن قد تجاوز عامه الـ20 مقدما نفسه بشخصية اللاعب الموهوب الذي يجمع بين حدة أصحاب الرقم 9 في الثلث الأخير من الملعب وبين ذكاء وطاقة لاعب الوسط المهاجم في الأساليب العصرية، بوضع نفسه كأول حائط صد أمام المنافسين بضغط هائل على أول لاعب يحمل الكرة في الفريق المناسب، ولهذا قد ينتقل إلى المستوى التالي في مسيرته الاحترافية، بالانتقال إلى ناد آخر أكثر طموحا من ناديه الحالي، لكن هذا سيتوقف على مردود والنسخة التي سيبدو عليها في أول احتكاك قوي على مستوى البريميرليغ وتأثيره في نجاة الفريق من مقصة الهبوط لدوري القسم الأول، وبالإضافة إلى كل ما سبق، هناك أيضا حكاية برايتون الجديد، والحديث عن يانكوبا مينتيه، الذي اضطر نيوكاسل يونايتد للتخلي عنه هذا الصيف، لحاجته الماسة لما يعادل الـ30 مليون جنيه إسترليني، ليلتقطه رادار مصنع المواهب والنجوم الواعدة في البريميرليغ في السنوات القليلة الماضية نادي برايتون، مع توقعات أن يكون مفاجأة أصحاب ملعب «فالمر» في الموسم الجديد، لما يملك بين قدميه من موهبة على وشك الانفجار، وهذا ما كان واضحا من خلال مشاركته في تسجيل هدف للفريق في أول ظهور على مستوى البريميرليغ في الانتصار العريض الذي تحقق على حساب إيفرتون بثلاثية نظيفة في قلب «غوديسون بارك» في افتتاح موسم البريميرليغ، فهل يا ترى يتبع المواهب التي خطفها برايتون بأرقام متواضعة ثم أعاد بيعها بعشرات الملايين من نوعية أليكسيس ماك أليستر، لاعب ليفربول حاليا، وكاسيدو لاعب تشيلسي، وزميله بطل أوروبا مارك كوكوريلا، ومتوسط ميدان توتهام إيف بيسوما وغيرهم؟ دعونا ننتظر ونراقب أبرز المواهب الشابة المرشحة لاستنساخ تجربة كول بالمر الفريدة من نوعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية