في نظر رئيس أركان الجيش الإسباني السابق، لا يشكل المغرب في الوقت الراهن تهديدا مباشرا للأمن القومي الإسباني. غير أن السؤال هنا هو ما الذي جعل الجنرال فيرناندو أليخاندري يصرح الأحد الماضي لموقع «أوبجكتف» الإخباري بذلك؟
ربما كان المبرر هو أن خروجه الإعلامي تزامن مع ظهور كتاب أصدره الشهر الجاري، تطرق فيه إلى عدة مسائل تهم الأمن القومي الإسباني، مقدما فيه عدة مقترحات ونصائح من قبيل، ضرورة الاستعداد المسبق لتجنب أي حرب قد تندلع مستقبلا مع المغرب بسبب سبتة ومليلية. غير أن الأمر لم يكن قطعا محض مصادفة عابرة، فمن الواضح أن التقاطع بين المسار الحالي للعلاقات الإسبانية المغربية، وما قد تشهده المنطقة من تحولات ربما تكون مؤلمة وجذرية، بفعل الحرب الروسية في أوكرانيا، بما سيؤثر في دور إسبانيا وأوروبا في الشمال الافريقي، ما قد يكون فرض في جانب ما على الأقل ظهور مثل تلك التصريحات في هذا الوقت بالذات.
وليس مستبعدا أن تكون الرسالة، التي أرادت مدريد أن تبعثها، ولو بشكل غير مباشر، للرباط من وراء ذلك، هي أن موجات العداء التي تتصاعد بقوة في إسبانيا نحو المغرب، خصوصا من جانب بعض الأحزاب اليمينية المعروفة بمعاداتها له، ينبغي لها أن لا تحول دون تحريك العملية السياسية، التي تعرف تعثرا ملحوظا يمنع ترميم علاقة الجارتين، ووضعها من جديد على السكة. وقد يكون ذلك خيارا ظرفيا وتكتيكيا عاجلا بالنسبة للإسبان، بعد أن قلب الروس الطاولة على التوازنات العالمية التقليدية، وبات أفق المشهد الذي سيتشكل بعد الحرب ضبابيا وغامضا. ولعل الروس سيصدقون بسرعة ما قاله لهم وزير زراعتهم الخميس الماضي، في أعقاب اجتماعه بالرئيس بوتين، من أن أمنهم الغذائي مضمون رغم العقوبات المفروضة على موسكو، لكن من سيصدق بعد أن قال الأخير، إن أسعار الغذاء العالمية سترتفع أكثر، إذا ما كثفت الدول الغربية الضغوط الاقتصادية على روسيا، إن الأمن الغذائي لعدة دول في العالم سيبقى حينها مضمونا؟ إن وطأة ذلك الارتفاع المتوقع ستُحس وبأقدار مختلفة في كل أرجاء العالم، وفي الشمال الافريقي، حيث لا تزال الحدود بين أكبر بلدين مغاربيين مقفلة منذ عدة عقود، وفرص التعاون والتكامل بينهما ضائعة ومهدورة بالكامل، يزداد السؤال عما إذا كانت الحرب الروسية في أوكرانيا ستفتح في الأخير أعين الجارتين اللدودتين على المخاطر التي تهددهما معا جراء تلك الحرب، وما ستتركه على اقتصادهما من تبعات وآثار، حضورا وحدّة؟ ولا شك في أن كثيرين دأبوا على سماع الرئيس الجزائري وهو يردد في أكثر من مناسبة، أن لا مشكلة للجزائر مع المغرب، لكن هل كان من الضروري أن لا يقف هؤلاء أبدا عند ذلك الحد، ليدركوا المغزى الحقيقي لتلك التصريحات؟ لقد كان عبد المجيد تبون يضيف، بمجرد أن ينتهي من ذلك النفي وبشكل آلي، استدراكا لا تستقيم الجملة من دونه وهو، أن المغرب هو من له مشكلة مع الجزائر.
يزداد سؤال ما إذا كانت الحرب الروسية في أوكرانيا ستفتح في الأخير أعين الجزائر والمغرب على المخاطر التي تهددهما معا جراء تلك الحرب
وعلى اختلاف العبارات والصياغات فإن الرباط كانت بدورها تلقي الكرة في المرمى الآخر، فهي ترى أنها ليست سبب التوترات المستمرة، وأن الطرف المقابل هو من يتحمل وحده الوزر والمسؤولية عن الوضع الذي وصلته العلاقات، لأنه لم يفلت فرصة للتصعيد ضدها، وأدار الظهر لكل المحاولات والمبادرات التي عرضتها للحوار والتفاوض على القضايا الخلافية بين البلدين. والسؤال الكلاسيكي الذي يسأله الجزائريون ويردون عليه بشكل سريع وجاهز، بعد أن تحول إلى ما يشبه العقيدة الراسخة بينهم، هو ليس إن كانت بلادهم مستهدفة أم لا، ولكن ممن؟ إن اصابع اتهامهم تذهب فورا ومن دون تردد إلى جارتهم الغربية، لكن من قال إن المغرب ليس مستهدفا بدوره، لا في استقراره فحسب، بل حتى في وحدته الترابية أيضا؟ ألا يقول المغاربة هنا أن جيرانهم الشرقيين هم من يشعلون نار التمرد العسكري الصحراوي، ويمولون ويسلحون ويدعمون في المحافل الدولية تنظيما انفصاليا مسلحا يهدد وحدة أراضيهم؟ لا شك في أن أقل استنتاج يخرج به كل من يسمع تلك الاتهامات المتبادلة، هو أن كل واحد من البلدين هو عدو للآخر، وأن خططهما واستراتيجيتهما تقوم في جزء كبير منها على ذلك الاعتقاد، لكن إلى متى سيستمر ذلك؟ ألم يحن الوقت بعد ليدرك البلدان المغاربيان الكبيران، أن هناك طرفا ثالثا قد يتربص بهما معا ويغذي أسطورة عدائهما الأزلي لبعضهما بعضا، حتى يحقق جزءا من أهدافه الكبرى في الشمال الافريقي؟ لم يستغرب كثيرون ما ذكرته مجلة «الجيش الجزائري» في افتتاحية عددها لشهر مارس/ آذار الجاري من أن «جهات معروفة بحقدها على البلاد تواصل بث السموم وترويج الأكاذيب على أمل عرقلة مسيرة الجزائر الجديدة» فما كتب لم يفاجئ أحدا. لقد اعتادت المؤسسة العسكرية الجزائرية على مثل ذلك الخطاب، وكانت الجارة الغربية هي المقصودة دائما بوصف «الأطراف والجهات المعادية». فهي من كانت في نظر سلطات الجزائر تقف وراء كل الأزمات والمشاكل، وحتى الكوارث الطبيعية التي مرت بها البلاد، بل إن ما حصل في وقت ما هو أن شبح المواجهة العسكرية خيم بقوة على البلدين، وبدا وكأنهما قد وصلا بالفعل إلى شفا حرب كلاسيكية مفتوحة بينهما، غير أن عدة عوامل جعلتهما يكبحان في النهاية جماح اندفاعهما، ولا يقدمان على قطع الخطوة الأخيرة نحو السقوط في ذلك المستنقع. لكن هل ستحصل المفاجأة الكبرى ويحمل العدد المقبل، أو الذي يليه من مجلة «الجيش الجزائري» تغيرا ما في افتتاحيتها بشكل يجعلها تتحدث عن عدو آخر للجزائر غير المغرب؟ وهل سيكون بإمكان الرباط أن تنظر للنصف الملآن للكأس، وتفصل مثلما فعلت أواخر الثمانينيات بين علاقاتها بالجزائر وموقف الأخيرة من النزاع في الصحراء؟ إن واحدة من مفارقات الكوميديا السوداء التي تعيشها المنطقة المغاربية هي، أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، التي حلت الأسبوع الماضي في إسبانيا، زارت بعدها المغرب والجزائر، لإجراء مباحثات مع المسؤولين فيهما، تحت عنوانين بارزين هما، الحوار الاستراتيجي الأمريكي المغربي ثم الأمريكي الجزائري، لكن هل كان من الممكن حقا أن يوجد حوار استراتيجي بين بلدين خارج السياق الإقليمي والدولي المحيط بهما، وبمعزل عن علاقة طرفين من أطرافه ونعني بهما المغرب والجزائر ببعضهما بعضا؟ لا شك في أن ترتيب الأوضاع لمرحلة الحرب الروسية، ثم للمرحلة التي ستليها هو ما دفع الأمريكيين للتحرك في المنطقة. والسؤال الاستراتيجي الكبير هنا هو، هل سيكون من مصلحة واشنطن أن ينتهي العداء المغربي الجزائري، وأن يتحول البلدان إلى شريكين متضامنين ومتكاملين؟ إن جزءا كبيرا من الجواب سيرتبط بمن سيصبح في تلك الحالة في نظر الجزائر والمغرب عدوا استراتيجيا مشتركا لهما. ووحده التفكير في الجهة المرشحة لذلك قد يصيب كثيرين بالرعب، وآخرهم سيكون بالتأكيد رئيس أركان الجيش الإسباني السابق الجنرال فيرناندو.
كاتب وصحافي من تونس
انا في نظري يجب أن ينظم الشعبين الشقيقين مسيرة بليونية من كلتا الدولتين لكسر الحدود واستيطانها أما إذا انتظرنا السياسيين فسيبقى الأمر على ما هو عليه إلى يوم القيامة.
انت على خطأ برأيي ان تتم الحدود مغلقة لايأتينا من المغرب سوى المخدرات و الزطلة و السحر
نحن لا نتفاهم معهم وهم ايضا كذلك شعور متبادل الافضل ان تظل مغلوقة الى الابد
على نظام الجزائر أن يرفع يده عن مرتزقة البولساريو إذا أراد أن نعيش في أمن وأمان وإلا سيدفع فاتورة أكبر مما دفعها حثى الآن ….
3) .. العكس . اسبانيا لا ولن تستغل اي خلاف وبالادلة . والجزائر في عقيدتها لاتقبل . المغرب عدو نفسه بالتعنت والسياية الخاطئة وبالادلة ايضا. قضية الصحراء الغربية تجاوزت المغرب ( المستعمرالحالي ) و تجاوزت اسبانيا ايضا (المستعمر السابابق) وتجاوزت الجزائر المساند لقضايا التحرر واستقلال الشعوب في العادها صارت فضية وطنية بالنسبة الشعب الصحراوي ( موت اوحياة ) والمجتمع الدولة والهيآت والمنظمات الدولية تصفية استعمار ( طال الزمن اوثصر) زتجاوزت حدود التوقع 80 دولة تعترف بالجمهورية الع الص . كل الهيأت والمنضمات بما فيهم المغرب تعترف بممثل الشعب الصحراوي ( الوليساريو) .. العقيدة العسكرية الجزائرية اصيلة متأصلة . ضاربة الجذور ومستوحاة من دينا الحنيف ( جب الوطن من الايمان .) والدفاع عته جهاد والموت في سبيله استشهاد وليس نزوة عاطقية مرحلية تخضع لظروف اوتحت الضغط او الولاءات للاشخاص والعائلات .يتبع
الدول تتحد لخلق تكتلات كبرى لمواجهة تحديات العصر ونحن ما زلنا نواجه دعوات التشرذم وخلق الكيانات الصغيرة التي مصيرها أن تكون ريشة في مهب الريح.
ماذا حقق البوليزاريو في ظرف نصف قرن؟ المغرب حسم قضيته الى الأبد وحققت أقاليمه الصحراوية تنمية مشهود بها وبمساهمة سكانها البالغ عددهم أكثر من نصف مليون نسمة. أما إذا كنت تعتقد أن الدولة هي مجموعة من الخيام فيمكن أن تعد دول العالم بالملايين. أتحداك في الأخير أن تذكر لي أسماء الدول الثمانين الذين يعترفون بجمهوريتكم علما بأن عدد دول العالم يناهز المائتان.
مجرد تساؤل.
ما هو أصدق ما جاء في المقال !!!؟؟؟
“لا شك في أن أقل استنتاج يخرج به كل من يسمع تلك الاتهامات المتبادلة، هو أن كل واحد من البلدين هو عدو للآخر” انتهى الاقتباس
ذاك أصدق ما جاء في المقال وذكرني بالأبيات التالي:
وبالتالي فلسان حال كلا النظامين يردد قول الشاعر:
مَهـلاً بَـنـي عَـمِّنـا مَهـلا مَوالينا…لا تَنبِشوا بَينَنا ما كانَ مَدفونا.
مَهـلاً بَـنـي عَـمِّنا عَن نَحتِ أَثلَتِنا…سـيـروا رُوَيداً كَما كُنتُم تَسيرونا.
لا تَـطـمَعوا أَن تُهينونا وَنُكرِمُكُم…وَأَن نَـكُـفَّ الأَذى عَـنـكُـم وَتُـؤذونا.
اللَهُ يَـــعـــلَمُ أَنّــا لا نُــحِــبُّكــُمُ…وَلا نَـــلومُـــكُــمُ أَلّا تُــحِــبّــونــا.
كُــلٌّ لَهُ نِــيَّةــٌ فــي بُــغــضِ صـاحِـبِهِ….بِـنِـعـمَـةِ اللَهِ نَـقـليـكُـم وَتَقلونا.
مجرد تساؤل.
هل من بصيص أمل !!!؟؟؟
الكاتب يتكلم على عودة العلاقات بين البلدين من باب التمنيات، وقفز على بينهما من خلافات.
فبتاريخ 09/09/2021، وعلى هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة قال لعمامرة عن موضوع قطع العلاقات مع المغرب ما نصه:
اقتبس:”أن موضوع قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب لا ولن يندرج ضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري، وأن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية ليس قابلا للنقاش أو التداول باعتباره قرارا سياديا ونهائيا مؤسسا لا رجعة فيه”.انتهى الاقتباس.
كأن لعمامرة يقول للكاتب للحالمين مثله:
يمكنكم إخراج العطر من الفسيخ والبصل.
يمكنكم إشعاَل النار بالبلل.
يمكنكم تقطير العسل من الحنظل.
يمكنكم وضع الأرض في جيب زحل.
فكل شيء محتمل إلا عودة السفارات إلى العمل.
لا سيما بعد التطبيع مع المحتل الذي قضى على بصيص الأمل.
إذا قمنا بإسقاط على التاريخ اليوم فالتنازل عن سبتة ومليلة ليس وليد الخمسينات أو الستينات بل يعود إلى قرون مضت.. هذا النظام الملكي يقدم التنازلات مقابل الحفاظ على العرش وليس على الشعب المغربي.
الحماية مثال حي
ليس هناك تناول .. و إن فككنا نص المقال بشكل سليم .. فسنعرف ان تصربحات العسكري الاسباني تؤكذ هذا.
.
و لا .. و لن .. يكون هناك اي تنازل بخصوث جميع اراضي المغرب .. فنام قرير العين اخي الكريم.
اللعاب حميدة والرشام حميدة !!! .
مقال يستحق التنويه فعلا وقف الكاتب على الحقيقة المعروفة والتي يتم تجاهلها خاصة من طرف النظام الجزاءري الدي يعرف جيدا انه متورط في نزاع مع المغرب لم ولن يجني منه سوى المشاكل الاقتصادية لبلده وللمنطقة برمتها.
لماذا يا غزاوي تخيب الأمل في رجوع الدفء الى العلاقات بين البلدين بسبب التطبيع ، اذا كانت العلاقات مع تركيا على احسن حال رغم الاستقبال الحار الاخير لرئيس الكيان من طرف أردوغان.
تعبنا من الخطابات العاطفية عن الاخوة والمصير المشترك.. مللنا من معزوفات لا ائل منها بينما تلك يقوم بمناورات مشتركة مع فرنسا على حدرده مع ذاك وذاك طقوم بمناورات مضادة على نلك..
فتح الحدود وبناء مصير مشترك تم تضييعه من زمن بعيد بسبب اختيارات سياسية اسنراتيجية بات الجميع يعرفها الا من يحاول الضحك على عقولنا.. وهي مسارات افضت للواقع الحالي االذي ينكشف بسهولة عند قراءة جرائد البلدين..
ملاخظة.. لطالما كانت اسبانيا حليفا استراتيجيا تاريخيا لبعضهم.. حتى اذا ما اختلفا على قضية الصحراء وساءت العلاقات اصبحوا يتباكون محاولين جر غيرهم في صراعهم مع الاسبان.. لكن العبة مفضوحة..