صدم المواطن العربي الكريم، بعد ان اكتشف ان للربيع العربي،عده وجوه، وليس وجها واحدا فقط، بعد مضي اكثر من عامين ونصف،على انطلاقه، وهي فتره كانت كافيه، لادراك ماهيm حاضره، واستشفاف بوادر احداث مستقبله، طبعا كان وراء عله تعدد وجوهه، عده اسباب، منها، ان هذا الحراك الشعبي او هذه الثوره، او الربيع العربي، سمه ما شئت، هو في نهاية المطاف، سياسة، والسياسة كما هو معروف متقلبة، متلونة متغيرة، ولها الف وجه ووجهة، تبعا لتغير المصالح، والظروف، والواقع على الارض، كما بات معروفا خصوصا في هذا العصر، ان للافراد والانظمة والشعوب ربما، عدة وجوه ايضا، لتطور الحياة وتقدم الزمن، ولطبيعة الفرد نفسه، ونضجه وفهمه للحياة وللناس، بشكل اعمق واشمل، هذا بالاضافة للسمة التي لاحقت المواطن العربي، بانه مزدوج الشخصية، سواء الصقت به او هي سمة في جوهره وطبيعته، نعم لقد رأى المواطن العربي الكريم، وجه الربيع العربي الباسم الضاحك الطلق، في بداية انطلاق الربيع العربي، غمرته بشائر هذا الربيع، ومنحته دفعة قوية من التفاؤل والامل، بمستقبل اكثر اشراقا ورقيا، ومن ثم حدث ارباك وغموض، في مسيرة الربيع العربي. وبدأ المواطن العربي الكريم، يرى وجهها اخر للربيع العربي، عابسا قانطا مكفهرا، لم يلمس ولو تغيرا بسيطا يمس مستوى حرياته وحقوقه ولقمة عيشه، تراجعت اماله وتلاشت احلامه، وايقن ان هناك خللا ما حدث، وانعطافة في مسيرة العربي، غيرت مساره، وان اهدافه من حراكة باتت بعيدة المنال كثيرا، ثم بعد مضي اكثر من عام كامل، تغير المشهد تماما، وانقلبت الاوضاع رأسا على عقب، ليرى وجها جديدا اخر للربيع العربي، وجه اصطبغ بلون الدم، سادت الفوضى، والاضطراب، وتصاعد الدخان بغزارة هنا وهناك، وتعطلت ارزاق الناس تماما، وتراجع مستوى دخل الفرد الى حدوده الدنيا، وانقسم الشارع الى كتل واطراف متناحرة، متخاصمة متصارعة، كل طرف يبحث عن مصالحه واطماعه ومستقبله، ولو كان ذلك على حساب، لقمة عيش وبؤس وتعاسة الفقراء، ومضاعفة معانانهم ومآسيهم، واكتشف المواطن العربي الكريم، ان المهام امامه والمخاطر كبيرة ومتنوعة، وانه بحاجه الى استمرار حراكه، بشكل اقوى زخما واصلب همة، وانه بحاجه الى التفاف، كل شرائح المجتمع العربي حوله والى تمتين وحدته، وتعاضده وتكاتفه، بصورة اكثر تلاحما وتراحما، وتنقية صفوفه من جميع المندسين من اعداء الربيع واعداء الامة، وان لا سبيل امامهم الى بالاعتماد على انفسهم بعد التوكل على الله، للوصول الى اهدافهم المشروعة والمحقة وغاياتهم النبيلة الغاليه. عبد حامد [email protected]