الرباط – «القدس العربي»: مهرجان مراكش لهذه السنة، وإن كان يعتبر حدثا دوليا ومكسبا للمغرب، فهو من جهة أخرى ما زال يكرر بعض الأخطاء، التي تخدش هذه الصورة، وما زالت هناك العديد من الأصوات، التي تعبر عن تذمرها من بعض السلوكات، وفي الخصوص ما يتعرض له الصحافيون المغاربة من تمييز، وهو ما كان من المفروض تجاوزه إنصافا لهؤلاء.
وللإشارة فقط فمن من المعروف أن الشارة «بادج» لوحدها كافية لولوج فضاءات المهرجان، لكن المنظمين يطالبون الصحافيين، الذين يحملون الشارة ببطاقة الدعوة، وهو إجراء لا يمكن فهمه، إلا من كونه خللا في التنظيم تسقط أوزاره على كاهل الصحافيين، ويعقد مهمتهم في تتبع أنشطة المهرجان، ويفضح أن هناك تمييزا بين متتبعي هذا الحدث الفني، الذي لا يمكن أن ينكر أحد بأنه حدث هام. وبما أن المهرجان، رغم دوليته، فهو مغربي فوق أرض مغربية في مدينة لها شهرة دولية، مما يوجب على المسؤولين فرض احترام الصحافيين والسينمائيين والمدعوين المغاربة، وألا يُترك في يد الإدارة الفرنسية تعبث به كما تشاء، مما سيضفي عليه وجها استعماريا يردنا إلى عهد الحماية، وإلا ما معنى أن يتمتع فرنسيون، لا علاقة لهم بالسينما لا من قريب ولا من بعيد بكل الامتيازات لحضور وتتبع الأنشط،ة وإلا ما معنى أيضا أن يحرم القريبون من المجال وتوزع الدعوات على أشخاص لا علاقة لهم، لا من قريب ولا من بعيد، بالمهرجان بل لا علاقة لهم بالمجال الفني عموما.
كما أسلفنا هناك إيجابيات بالنسبة لهذه الدورة، وهي التي وردت في تصريحات مجموعة من المشاركين…
فلجنة التحكيم، التي تضم في عضويتها أربع نساء من أصل تسعة حكام، قدمت رؤيتها لهذه الدورة على لسان رئيستها تيلدا سوينتون، الممثلة والمنتجة، من خلال تدقيق المصطلح، معتبرة أن «كلمة مسابقة غير مناسبة. الأمر لا يتعلق بتحديد الفيلم الأفضل.. بل بتسليط الضوء على فيلم أو شيء ما أثر فينا». مضيفة « سنرتدي جميعا بيجاماتنا، ونشاهد هذه الأفلام وكأننا في البيت. في كل حرية وبدون أي ادعاء».
أما المخرج الأسترالي ديفيد ميتشود فقد صرح «حين أشاهد فيلما، فأنا أبحث عن صوت مميز، صوت فريد». أما الممثلة الفرنسية الإيطالية كيارا ماستروياني فتفضل من جهتها «الاحتفاظ بنظرة الطفلة.. الفطرية عندما تقدم على اكتشاف عمل فني ما».
أما الصوت المغربي فيمثله المخرج علي الصافي، الذي صرح: «هذه فرصة سانحة لمهرجان مراكش من أجل الاغتناء من كل الأصناف السينمائية. فلا مجال هنا للانغلاق في شريحة أو صنف معين. فالسينما حرة. السينما كتلة من المشاعر. وهذا كل ما يهمنا».
ولهذا المهرجان بالنسبة للسينمائيين الأجانب نستقيه من تصريح رئيسة لجنة التحكيم، حيث أعربت عن ذلك بقولها: «إنه لشرف ومن دواعي سروري أن أشارك هذه السنة في المهرجان الاستثنائي كرئيسة للجنة التحكيم. السينما لا حدود لها. أنا ممتنة لحصولي على فرصة الانضمام إلى رفاقي من جميع أنحاء العالم…».
وقد تحدثت كاتبة السيناريو والمخرجة الفرنسية ريبيكا زلوتوفسكي عن سينما نسوية تساهم في إغناء السينما العالمية.
وقالت «إننا نعيش في ظل ذلك الفنتازم الذي يتحدث عن التعويض الكبير.. هناك انطباع بأن نظرة النساء ستمحي وتلغي نظرة الرجال. هذا غير وارد بالمرة. بل سنضيف لمستنا فقط».
وبالنسبة لاختيار المهرجان للأفلام الأولى والثانية أكدت المخرجة البريطانية أندريا أرنولد أن لها «حساسية خاصة اتجاه الأفلام الأولى. إذ يضع فيها الفنانون كل شغف وإبداعية البدايات».
وأضاف المخرج البرازيلي كليبر ميندوسا فيليو أن «السينما يجب أن تكون في الإنصات».
كما أجمع كل أعضاء لجنة التحكيم على رغبتهم في التخلص من كل الحواجز وكل الأفكار المسبقة للاستمتاع أكثر بطراوة السينما.
من هنا نستقي أن المهرجان يعج في العديد من الرؤى التي ستتبادل التجاذب في ما بينها، والتي من المنتظر والمأمول أن تشكل نقلة نوعية بعيدا أن النظرة الصارمة التي تتميز بها، عادة، لجان التحكيم، باعتبار الأولوية للحس الإنساني داخل العمل أكثر منه التركيز على احترافية تنتصر للتقنية والصناعة.
أصوات نسائية خارج لجنة التحكيم
وإذا استقينا أصواتا من خارج لجنة التحكيم نجد أن الممثلة التونسية هند صبري تصرح كونها أصبحت أكثر التزاما بقضية المرأة، وفي حوار أثناء مهرجان مراكش الدولي للفيلم أن لديها «رغبة أكبر في التطرق إلى قضايا ملتزمة».
وردت على سؤال: «أرى أن العالم العربي يحتاج إلى الحقيقة في كل الميادين، والتعبير عن الحقيقة قد يكون أيضا من خلال السينما وعبر الشخصيات التي نجسدها. ألاحظ أننا نحاكم بعضنا البعض طوال الوقت، دون تفهم أو تسامح وهذا يعبر عن خوف من الآخر، خوف يؤدي إلى العنف. إنها حلقة مفرغة. أجد أن العالم عموما يعاني من طغيان الذكورية بشكل كبير، سواء في المشرق أو الغرب، كأنه عالم يصنعه الرجال لأجل الرجال». أما المغنية والممثلة والمنتجة بشرى أحمد رزة، رئيسة مهرجان جونا، فقد ركزت في تصريحاتها على أهمية مهرجان مراكش وصداه الدولي، ومن كونه يستقطب الأنظار من كل بقاع العالم، وبالأخص أنه يتم في مدينة تاريخية وسياحية بامتياز، كمدينة مراكش. وأنها تعتبر مواجهة العنف والتطرف لا يتم بعيدا عن الاهتمام بالتنمية والفن والسينما بالخصوص، وهو واجهة منيرة في الواقع العربي تؤكد للآخر أننا شعوب متحضرة وتهتم بالفن كاهتمامها بصروف الحياة الأخرى، لذا اعتبره مهما للمنطقة العربية ويجب أن يستمر لدعم هذا المسار.
أصوات ناقمة
وعودا على ما سبق كون المهرجان لم يتخط مجموعة من الأخطاء نورد تصريح محمد الشوبي، الممثل المغربي المعروف، الذي نشر على صفحته الفيسبوكية، يقول: «إدارة مهرجان مراكش الدولي للفيلم تقوم بمجهودات تنظيمية جبارة، لكن المهرجان في حد ذاته ما زال يتلمس طريقه ويخطئه للحاق بالمهرجانات الكبرى».
ومن بين الأخطاء التي تتحملها إدارة المهرجان عدم إرفاق بعض الممثلين والمخرجين الكبار ليتم تقديمهم للصحافيين، كواقعة النجم الأمريكي هارفي كيتل، الذي مر دون أن يهتم به أحد، حيث توجهت ميكروفونات وعدسات الصحافيين لوجوه كرستها شبكة التواصل الاجتماعي.
وحتى لا نقف عند السلبيات لا بد أن نشير لكون المهرجان قام بتكريم السينما المغربية والمرأة المغربية من خلال تكريم الفنانة المغربية المقتدرة منى فتو، التي تسلمت نجمة المهرجان من يد الممثلة التونسية هند صبري.
وقد عرفت اللحظة فرحا غامرا في صفوف الجمهور تخللته الزغاريد والتصفيق. وقد عبرت الممثلة المغربية منى فتو عن فرحتها: «المهرجان بات ينافس تظاهرات عالمية كبرى» واعتبرت أنها ليست مكرمة كشخص بل أنه تكريم للسينما المغربية وتتويج للمرأة.
والأكيد أن لكل تظاهرة سلبياتها والايجابيات، الراضون والناقمون. لكن الأكيد هو أن مهرجان مراكش السينمائي الدولي ربح للسينما ولمدينة مراكش وواجهة من واجهات المغرب، التي تتكاثف مع مجالات أخرى، سواء تعلق الأمر بالثقافة والفن أو تعلق بالبيئة والسياسة لتقدم للعالم وجها جذابا لهذا البلد الذي يعج بالتناقضات ويطمح إلى تصدير صورة إيجابية للعالم.
نزل الستار عن المهرجان كما المرات السابقة وسيبقى السؤال مطروحا أي سينما نريد وأي قيمة والمكاسب التي تم جنيها لمواجهة المعضلات الحقيقية الأخرى التي على الفن بصفة عامة أن يكون إحدى الرافعات لمواجهتها؟
المهرجان ربح كبير للمغرب والسينما المغربية. ما يتعلق في المقال بالصحفيين أقول عندنا في المغرب صحفيون وعندنا أيضا صحفيون… وشتان بين النوعين مع احترامي للإعلاميين المعروفين بالنزاهة والتجرد والموضوعية واحترام المهنية.
شكرا على المقال فقد استوفى.. لكن كان عليكِ يا أختي زبيدة أن تكوني حذرة باتهامك للفرنسيين وكلامك عن الإستعمار الجديد، هذا كلام ثقيل.. فمجلس الإدارة كله مغربي، والرئيس مغربي… وكنت أفضل أن تبقى الفرنسية مليتا طوسكان دو پلونتي التي استقالت في 2017 لتتفرغ للإنتاج السينمائي، ولهذا لم يكن هناك مهرجان في 2017.. وفضلت أن تبقى مستشارة للرئيس الحالي وهو الأمير مولاي رشيد شقيق الملك، ولأن هذا المهرجان يمثل لها في حياتها الكثير..
.
الفكرة كانت للملك محمد السادس. وقام زوجها المخرج والإنساني العظيم وصاحب الشخصية المبهرة والقوية Daniel Toscan du Plantier بخلق هذا المهرجان.. وأراده أن يظهر بسرعة كما كان يريد، في 2001.. كأنه علم أن الأجل لن يسمح له إذ توفي في 2003.. وتقديرا له ولذاكرته، عينت زوجته رئيسة المهرجان في 2003. وقامت بعمل جبار..
.
لا علاقة لهما بأي استعمار.. زوجها من عشاق هذا البلد، وكان يقضي وقته بين المغرب (له منزل في طنجة) وأوروبا وأمريكا…
.
ووتلك الشقراء التي كانت تستقبل النجوم “ميليتا طوسكان” زوجته، من عائلة مهاجرة صربية فقيرة. أمها كانت خادمة في المنازل. وأبوها قتل أمها وعمرها لا يزال 7 سنين.. فتربت هي وأخوها في مؤسسة للأيتام… وإسمها هو Melita Nikolic..
بقيت رئيسة إلي أن استقالت في 2017.. ولهذا ينبغي أن نشكر ونعترف بخير الآخرين علينا…