مهرجان مينا السينمائي MENA يختتم دورته الخامسة في لاهاي

حجم الخط
0

صادق الطائي

احتضنت مدينة لاهاي الهولندية تنافس سبعة عشر فیلما سينمائيا قصيرا من عدة دول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على جوائز الدورة الخامسة من مهرجان مينا السينمائي للفيلم القصير التي أقيمت فعالياته يومي التاسع والعاشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري.
شاركت في دورة هذا العام أعمال لمخرجين من المغرب وإيطاليا وإيران واليونان وتونس والعراق والسودان ومصر ولبنان وهولندا. تنافست على جائزة أفضل ممثلة، وجائزة أفضل ممثل، وجائزة أفضل فيلم، وجائزة العدالة والسلام، وجائزة الجمهور.
المهرجان يشرف عليه الشاعر العراقي المقيم في هولندا محمد الأمين الكرخي وتكوّنت لجنة تحكيم الدورة الخامسة لمهرجان مينا السينمائي من: خديجة بوعشرين الصحافية المختصة بشؤون السينما من المغرب، وعلاء الدين السعيدي الناقد السينمائي من تونس، ونهاد القاضي الناقد والناشط الحقوقي من العراق، وباتريشيا كاردونا المخرجة والشاعرة من إسبانيا، وعبد الرحيم الحلوي الناقد والأكاديمي السينمائي من المغرب.
وكانت جوائز هذا العام مميزة، أذ ذهبت جائزة أفضل فيلم لفيلم “على قبر أبي” من تأليف وإخراج المخرجة المغربية الشابة جواهين زنتار ومن إنتاج فرنسي مغربي مشترك. يروي الفيلم قصة الفتاة مايين وأسرتها أثناء رحلتهم لقرية مغربية حاملين نعش أبيهم، وبينما يقرر الرجال دفن الأب مع اشتراطهم بقاء النساء في المنزل، تعترض الفتاة على ذلك، وبعزيمة تقود أباها إلى مثواه الأخير.
جائزة أفضل ممثل اقتنصها هذا العام الممثل الإيراني محمود نظر عليان عن دوره في فيلم “عامل المطبعة” (حروفجین). الفيلم من إخراج نسيم فروغ، ويحكي قصة التقدم التكنولوجي في مجال الطباعة الذي حصل في نهاية القرن العشرين، ما أدى إلى التخلي التدريجي عن مكائن الطباعة الميكانيكية القديمة لأفساح المجال للكومبيوتر والأجهزة الإلكترونية، الأمر الذي تحول إلى كابوس حقيقي لعامل الطباعة العجوز الذي أفنى حياته بين مكائن الطباعة القديمة. أما جائزة أفضل ممثلة لهذا العام فكانت مناصفة بين المغربيتين ياسمين كفيل عن دورها في فيلم “علي قبر أبي” الذي أخرجته جواهين زنتار، والممثلة نجاة الوافي عن دورها في فيلم “ذاكرة للنسيان” للمخرج الهواري غباري.
جائزة الجمهور كانت من حصة فيلم “ذاكرة للنسيان” للمخرج المغربي هواري غوباري الذي يتحرك أبطاله في مربع منسي من المغرب العميق، تحكمه تقاليد مجتمعية بائدة، ويرزح سكانه تحت استبداد الخوف من سلطة مجتمع يحتفظ بالأسرار، ويرى إفشاءها جرما شنيعا، باعتبار ذلك تجرؤا على تابوهات تواطأ الجميع على عدم الاقتراب منها وأحاطوها بالصمت.
جائزة العدالة والسلام في هذه الدورة كانت من نصيب الفيلم الليبي “حقوق تائهة” للمخرج محمد مصلي، وهو فيلم وثائقي قصير يتناول قضية غياب سيادة القانون في ليبيا، وقد أتى ضمن حملة توعوية أقامتها منظمة “جسور العدل للمساعدة القانونية” بعد تحصلها على تمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع “شارب” الذي يهدف لتعزيز سيادة القانون في البلاد التي شهدت في العشرية الأخيرة صراعات دامية. ويسرد الفيلم بأسلوب سلس ومتماسك عبر قصصه مسألة بطء سير المحاكم وما يترتب عليه من مشاكل اجتماعية واقتصادية وغيرها، علاوة على عدم تحديد مصير المسجونين دون محاكمة لفترات طويلة، وآخرهم مهجرّو الحروب.
يهدف مهرجان مينا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة إلى تشجيع صانعي الأفلام الشباب ودعم السينما المستقلة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط عبر إتاحة الفرصة للجمهور الأوروبي للاطلاع على أفلام الشباب المشاركين في المهرجان، وتلقي وجهات نظرهم القادمة من مناطق ساخنة تزخر بالأحداث، والتعاطي مع أعمال سينمائية لديها القدرة على خلق جمهور واسع عبر التركيز على الأهداف الإنسانية، التي تسعى لترسيخ قيم السلام في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية