اشتغلت الحكومة الأردنية وطواقم دبلوماسيتها بنشاط كبير لترتيب أجواء مناسبة لعقد القمة العربية رقم 28 التي تبدأ غدا في العاصمة عمّان وهذا ما اضطرّها لتدوير الزوايا الحادّة في أكثر من موضوع بحيث تتمكن من جمع الدول التي تعتبر أقطاب المنظومة العربية (أو ما بقي منها) تحت سقف واحد من دون حصول اشتباكات عنيفة (كما هو حاصل على امتداد الجغرافيا العربية).
وكما هي العادة فقد كلّف القادة والزعماء العرب وزراء خارجيتهم بتحضير المسودّة الختامية التي سيدبجون عليها تواقيعهم وحسب مصادر مراسلي «القدس العربي» الحاضرين للقمة فإن اجتماعهم التحضيري تمخّض عن بيان ختامي سيتضمن 17 بنداً تتطرّق لأبرز القضايا العربية، وخصوصا القضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب والملف السوري.
وفي هذه القضايا المتأججة الكبرى خاضت بعض الأطراف المعنيّة جولات حامية من محاولات جذب القمّة إلى اتجاهات حادّة، وكان لأمين عام الجامعة العربية ووزير خارجية مصر السابق أحمد أبو الغيط، ولسلفه عمرو موسى محاولات قويّة في هذا الإطار عبر فرض أجندة محور مصر ـ الإمارات.
تمثل ذلك على جبهات الصراع الثلاث الدائرة، وأولها جبهة إعادة تأهيل النظام السوري (والأولى القول، مكافأته على عدوانه المستمر على شعبه للسنوات الست الماضية، وتفريطه بسيادتها لإيران وروسيا)، ثم جبهة «الانفتاح على إيران» والحوار معها، وأخيراً إجراء تعديلات على المبادرة العربية لحل النزاع العربي الإسرائيلي تمهد للتحالف مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
الخلفيات لهذه الاتجاهات مترابطة رغم تعدد جبهاتها ويقع في صلبها موضوع إعلاء القاهرة وأبو ظبي لقضية محاربة «الإسلام السياسي» باعتبارها المسألة الاستراتيجية التي لا تعلو عليها قضية أخرى، وفي سبيل ذلك يمكن النظر «بعين العطف» إلى مطالب القيادة الإسرائيلية الحالية بتأجيل التفاوض على القضايا الفلسطينية الكبرى إلى ما بعد التطبيع مع الأنظمة العربية (ولكن الطريف في الموضوع أن أبو الغيط أشاع أن الفلسطينيين هم من سيقدمون مبادرة لإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل)، كما يتمّ القفز على التهشّم الوجودي الذي تعرّض له الشعبان السوري والعراقيّ بفعل النظامين الحاكمين مضافاً إليهما التدخّلات العسكرية الأمريكية والروسية والإيرانية ومشاريع التقسيم والتفتيت القائمة على قدم وساق.
تتقاطع أجندات هذا المحور الصلب في بعض تفاصيلها مع أجندات محاور عربية أخرى، وعلى رأسها محور المملكة العربية السعودية التي تتعرّض لأخطار سياسية كبيرة في الداخل كما هو الأمر مع التنظيمات السلفية المسلّحة والتنظيمات الموالية لإيران، واقتصادية، بسبب الهبوط الشديد في عائداتها بسبب انخفاض أسعار النفط، كما تتعرّض لأخطار كبيرة خارجية يمثّلها النفوذ الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهو ما يجعلها مضطرة لمجاملة المحور المصري ـ الإماراتي على أكثر من صعيد، من دون أن تستطيع التخلّي عن أحلافها الطبيعية مع البحرين والأردن (الواقع بين المحورين) والسلطة الفلسطينية والمغرب، وإلى حد كبير، قطر.
غير أن المحور السعودي، من جهة أخرى، يجد نفسه على خلاف واضح مع توجّه مصر المتمادي في تبنّي خيارات روسيا وإيران السورية، وهو أمر تسانده الجزائر معتمدة (كما يفعل غيرها طبعاً) فقه الكيد السياسي مع جارتها المغرب، وهو ما يجعل هذه المحاور السياسية العربية جميعها متداخلة الأجندات بل وتعمل ضمن تحالفات عسكرية، رغم أنها تخوض، في ساحات أخرى، حروباً مرعبة ضد بعضها البعض!
مهمّة الأردن صعبة جدّاً لأن البلد، جزء من هذه المحاور والتحالفات، وهو على التحام سياسي وجغرافي بالقضيتين السورية والفلسطينية، كما أنه انكوى، مثل غيره، بنيران التطرّف السلفيّ السنّي، والتمدّد الشيعي الإيراني.
… فعلى أي جانبيك تميل؟
رأي القدس
ما هو المطلوب من الاردن.أو بالأحرى ماذا يطلب البعض من المملكة الهاشمية. الكل يدري أن دور.عمان في (اللعبة ) الإقليمية .ضعيف .فهو واقع بين فكي كماشة (أو بالأصح ) بين أفكاك كماشة .فهذا البلد أصبح كالحمل الوديع بين الذئاب الكاسرة.
أظن القمة ستخرج بشيء ما سيرضي إسرائيل لضمها رسميا بصفة محتشمة لصف العربية السعودية , مقولة عدو عدوي صديقي لن تجد لها مكانا أفضل غيرهذا المكان, قد تكون هذه النقطة هي الأساس في القمة, لكن إسرائيل لن تقبل بأقل من أن ينسى الفلسطينيون شيئا إسمه ” دولة مستقلة ” عن سورية , يعلمون أنه رهين بتطور الأحداث هناك وللآن لم يحدث تحول جذري سواء على الأرض أو في المفاوضات, أظن لن يحصل شيء هناك.
لكن, كيف يقدمون لإسرائيل قطعة حلوى دون تنازل فلسطيني؟ ماشكل التنازل؟ هل بقي مايننازل عنه ؟ لو صح ماقيل, وامتنعت السلطة مثلا, هل ستنفجر القمة ؟ من سيقف إلى جانب من؟ وما غايتهم من التقرب لإسرائيل؟ أهل الحصول على أسلحة خردة, هؤلاء أعداؤها على أي حال؟ الأسئلة كثيرة والجواب واحد ” إيران “.
المرجح أن السلطة على علم والسيناريوهات قد عرضت وإن كانت هناك تنازلات ربما قبلت, وما تبقى سوى كلمات مجاملة وترتيب ألقاب.
المفارقة في الأمر انه لا يزال يطلق عليها قمة !!
التسمية من باب اطلاق البصير على الاعمى ، والسليم على الملدوغ !!
فبلاغة اللغة العربية فيها مفارقات عجيبة !
والا فهي قعر و هي سقطة ، بل مجموعة من السقطات ، ليس آخرها ، كون ابو الغيط ” أميناً” لجامعتها !
سابقاً كانت ” مؤامرات” وليس ” مؤتمرات” هذه القمم مناسبة لأستعراض الظاهرة الصوتية التي يجيدها العرب بشكل عام ، و كانت منبراً لأستعراض العضلات الصوتية لبعض القادة الثورچية !
.
ثم تحولت الى منصات لإلقاء خطب شديدة الرتابة مليئة بالأخطاء الاملائية الكارثية لرؤوساء وملوك اثبتوا اميتهم و انهم لا يجيدون قراءة آية قرآنية من سطر واحد وهم يرفعون شعار الاسلام على راياتهم !! فكانت تعببراً عن الهوان الذي وصلنا اليه !
اليوم ” مؤامرات القعر ” هذه صارت تدور في فلك كيفية التطبيع و كسب الرضا من الد اعداء الشعوب و الامم ، اسرائيل !!
و لا تستغربن أن سمعت يوماً ، ان اسرائيل تحضر القمة بصفتها جاراً و قوة مؤثرة في المنطقة تمهيداً لضمها عضواً و من ثم ترؤسها لأحد تلك القمم حين يحين دور قمة ” تل ابيب ” وفق التسلسل الابجدي بل ربما قمة ” اورشليم” !
.
صدق من قال انها تغيير حركة ليس الا ، فهي قمة بضم القاف وليس بكسرها !!
خبر القمة بالنسبة لي مثل أي خبر عادي ولا داعي للتفكير بجدية حول نتائجه أو تأثيره على السياسة في المنطقة العربية (وهذا تناقض عجيب) فالجميع أصبح يعلم أن القمم العربية هي تحصيل حاصل.
عند قراءة المقال شعرت بالتوتر والفزع من حجم التحديات والاقطاب ولكن عند قراءة التعليقات بات الشعور على النقيض تماما – يعنى اذكر على عبد الله صالح طالب يوما بفتح الجبهات لتحرير فلسطين فما كان من مبارك الا ان رد عليه: تفضل فرجينا شطرتك ! وهذا كان في الاعلام وليس في الغرف المغلقة يعني كان حالهم كحال اي اثنين عرب قاعدين في مقهى شاي – البعيد عن المعمعة شجاع والقريب منها خايف ومرعوب – يعني وين الحل اذا كانت لدينا ثلاث هن أم المشاكل: ١-اسرائيل ٢-البترول ٣-ايران
شكراً دكتور أثير, !
شكر الله لكم اخي الكريم Passerby و زادكم من فضله.
عفوا دكتور مارر طريق. غير نمط حياتك و انتبه لنفسك. دائما فكرا في نفسك انك مهم و الاخرين مهمين ايضا.
الحقيقة ان اكثر شيء محيرني هو لماذا اصلا يوجد شيء اسمه الجامعة العربية اذا كانت لا ثهش ولا تنش ثم ان اي منظمة في العالم تكون مفيدة عندما يكون اعضاءها مفيدين وفي حالنا يجب ان لا نتوقع شيء مفيد من شيء عديم الفائدة
القمه ناجحه جدا يكفي الاستقبال وهذا يكفي بأن يكون انجاز تاريخي يدرس في مناهج التعليم لينشيء جيلا من مرحبي القمم والمؤتمرات العربيه يا مرحبا بالاخوه العرب
باختصار شديد ستدفع السعودية كم مليار للأردن للحفاظ على الملكيات وهذه المليارات ستكون على ظهور الأجانب المقيمين في السعودية.