مواجهات وإصابات عند مناطق التماس والاستيطان… والمفتي محذرا: لن يسكت صوت أذان مساجد القدس

حجم الخط
0

رام الله ـ «القدس العربي»: اندلعت أمس مواجهات عند عدة محاور في الضفة الغربية المحتلة، حين خرج السكان في تظاهرات شعبية ضد سياسات الاحتلال والاستيطان، أسفرت عن وقوع عدة إصابات، في الوقت الذي واصل فيه المستوطنون هجماتهم ضد المدنيين، عند عدة حواجز عسكرية.
وقالت مصادر محلية إن مسيرة غاضبة انطلقت من قرية المغبر التابعة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، رفضا لقرارات الاحتلال بمصادرة مساحات واسعة من أراضي القرية وقرى مجاورة، لصالح شق طريق استيطاني جديد. وأسفرت المواجهات التي اندلعت في القرية عقب قيام جنود الاحتلال بالاعتداء على المتظاهرين، عن إصابة شاب بالرصاص الحي، وستة آخرين بالرصاص الحي والمعدني.
وقامت قوات الاحتلال كذلك بالاعتداء على المسيرة الأسبوعية التي خرجت من بلدة كفر قدوم قضاء مدينة قلقيلية، رفضا لاقتلاع الجدار الفاصل أجزاء من البلدة، حيث جرى خلال مسيرة الأمس الاحتفال بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية الـ 54.
إلى ذلك تحدى فلسطينيو القدس والمناطق المحتلة عام 1948 الحواجز والإجراءات الإسرائيلية العسكرية، وأدى أكثر من 30 ألفا منهم صلاة الجمعة في باحات المسجد الأقصى.
وأكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، في خطبة الجمعة، رفض الشعب الفلسطيني لأي محاولة من سلطات الاحتلال لإسكات الأذان في القدس وعموم الوطن الفلسطيني. وقال «تطلع علينا وسائل الإعلام العبرية وتنقل بعض تصريحات قادة الاحتلال التي يلوحون فيها بإسكات نداء التوحيد في هذه الأرض المباركة، يلوّحون بإسكات قولة الحق، ويهاجمون الأذان ويزعمون أنه يسبب لهم الضوضاء». وأضاف «من يشعر بالانزعاج من الأذان وكلمة التوحيد في أرض الإسراء والمعراج فليرحل عنها لأنه غريب عنها، ولأن أذنيه لم تتعودا سماع كلمة الحق». وأكد أن صوت الأذان «لن يسكت في سماء بيت المقدس وأرض فلسطين كل فلسطين لأنه نداء الحق»، لافتا إلى أن الذين يحاولون إسكات الأذان «هم أنفسهم الذين يحاولون طمس هذه المقدسات، وأن يعتدوا عليها في محاولة لفرض أمر واقع جديد».
وكانت قوات الاحتلال قد استبقت وقوع المواجهات الشعبية، باقتحام قرى وبلدات في محافظة جنين شمال الضفة، وأعاقت حركة المواطنين غرب المحافظة. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت قرى وبلدات يعبد، ورمانة، والطيبة، وتعنك، وعانين، وزبوبا، وسيرت آلياتها العسكرية في شوارع تلك البلدات، وهو ما نجم عنه اندلاع مواجهات مع المواطنين الذين تصدوا لعمليات الاقتحام. وأضافت المصادر ان مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في الحي الشرقي من بلدة يعبد، أطلق جنود الاحتلال خلالها القنابل المسيلة للدموع تجاه الشبان والمنازل، كما نصبوا حاجزا عسكريا في الحي. وفي سياق متصل، نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا قرب دوار بلدة اليامون في محافظة جنين، وشرع جنود الحاجز بإيقاف مركبات المواطنين العائدين إلى قراهم وبلداتهم واستجوبوهم، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.
كذلك اعتقلت سلطات الاحتلال شابا من بلدة زبوبا، خلال وجوده داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بعد مداهمتها أحد المحال التجارية هناك. وقام عشرات المستوطنين باقتحام الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، وقال رئيس البلدية محمد عازم، إن أكثر من خمسين مستوطنا اقتحموا الموقع الأثري بحماية جيش الاحتلال.
وفي العادة يقوم المستوطنون الذين ينفذون هذه الاقتحامات بأداء «طقوس تلمودية»، حيث كان آلاف منهم قد اقتحموا منطقة «قبر يوسف» في مدينة نابلس أول من أمس، وأقاموا هناك طقوسا مماثلة، بحماية كبيرة من قوات الجيش، حيث شهدت المنطقة اندلاع مواجهات شعبية حامية، أسفرت عن وقوع إصابات. وفي سياق الحديث عن اعتداءات المستوطنين، جدد هؤلاء عمليات استهداف المواطنين من خلال رشق المركبات الفلسطينية قرب حاجز زعترة ومفرق «يتسهار» جنوب نابلس بالحجارة. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن الهجوم أسفر عن تضرر عدد من المركبات، لافتا إلى أن منطقة ريف نابلس تشهد تصاعدا في اعتداءات المستوطنين.
وجاء ذلك بعد تكرار اعتداءات المستوطنين المماثلة، التي أدت قبل أسابيع الى استشهاد المواطنة الفلسطينية عائشة الرابي، وإلى إصابة عدد آخر من المواطنين، بينهم اثنان من حراس رئيس الوزراء رامي الحمد الله، حين تعرض موكبه للرشق بالحجارة من قبل مستوطنين قبل أسبوع خلال مروره قرب أحد حواجز شمال الضفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية