نواكشوط ـ «القدس العربي»: تواجه موريتانيا هذه الأيام موجة جديدة من وباء كورونا حيث ازدادت الإصابات المسجلة وارتفع عدد الوفيات، ودقت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الوباء ناقوس الخطر معلنة عن اتخاذ الاحتياطات، وعن تسريع وتيرة اللقاحات.
وازداد الرعب كثيراً بعد أن أكد وزير الصحة الموريتاني الدكتور سيدي ولد الزحاف، في مقابلة مع قناة “الموريتانية”، أمس، أن “فحوصات كورونا التي أجريت خلال الشهرين الأخيرين في موريتانيا أظهرت وجود المتحور دلتا “بنسبة معتبرة”، إضافة لفيروسات متحورة أخرى”.
وأضاف أن “موريتانيا دخلت في موجة جديدة من جائحة فيروس كورونا، وأن مسار هذه الموجة مرتبط بالإجراءات التي ستتخذها السلطات خلال الفترة الحالية والمقبلة”.
وسجلت وزارة الصحة الموريتانية في آخر حصيلة لها أربع وفيات جديدة جراء الإصابة بفيروس كورونا، كما سجلت 138 إصابة، وذلك بعد أن كانت قد سجلت خلال الحصيلة السابقة 3 وفيات أخرى، و147 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد.
وأكدت الوزارة في تقريرها عن الحالة الوبائية أمس، أن “مجموع الفحوص التي أجريت حتى يوم أمس بلغ 385079 فحصاً، وأن مجموع الإصابات المسجلة منذ ظهور الوباء بلغ 22187 إصابة مثلت نسبة الوفيات فيها 2%، ونسبة الحالات النشيطة 5%، بينما مثلت حالات الشفاء 93%”.
وأعلنت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة جائحة كوفيد 19، في بيان وزعته بعد اجتماعها أمس، أن “الوضعية الصحية في موريتانيا تشهد هذه الأيام تزايداً مقلقاً للإصابات والوفيات”.
وشددت اللجنة على “ضرورة المبادرة باتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة هذه الوضعية ومضاعفاتها المحتملة، خاصة في ظل ما تعيشه دول الجوار من تسارع في وتيرة الإصابات اليومية”.
وقررت اللجنة “اتخاذ تدابير فورية لتوفير الأوكسجين المسال بالكميات المطلوبة وفي أسرع وقت ممكن تحسباً للاحتياجات المحتملة لمعالجة المصابين”، كما قررت “تسريع وتيرة التلقيح، لضمان وقاية أوسع للمواطنين”.
ودعت اللجنة “المواطنين بإلحاح إلى التقيد بالإجرائية الوقائية المطلوبة من ارتداء للكمامات، وتجنب التجمعات الكبيرة، والتزام التباعد الاجتماعي، والمداومة على استعمال المعقمات وغسل الأيدي”، كما دعت “لتكثيف وتوسيع الحملات التحسيسية لحث المواطنين على عدم التراخي في الالتزام بكل الإجراءات التي توصي بها الجهات الصحية المختصة”.
وأعلنت وزارة الصحة في بيان خصصته لمشكل اللقاحات أن “اقتناء اللقاحات ضد كوفيد 19 يعتبر معضلاً عالمياً تواجهه مختلف الدول، بما في ذلك الدول المصنعة التي لم تستطع أي منها الحصول على الكميات المطلوبة، لأن كمية إنتاج اللقاحات ما تزال أدنى بكثير من مستوى الطلب عليها”.
“وأمام عدم توفر اللقاحات في السوق الدولية، يضيف البيان، تبقى الوسيلة الوحيدة المتاحة للحصول على اللقاحات هي الانتساب للآليات الدولية والإقليمية والثنائية الهادفة إلى توفير اللقاحات، وفي هذا الإطار فقد انتسبت موريتانيا مبكراً، تضيف الوزارة، إلى مبادرة العمل من أجل إتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي بشكل منصف (كوفاكس)، وقد حصلنا من خلالها على بعض اللقاحات وما يزال البعض الآخر منها، كما انتسبنا للمبادرة الإفريقية، وحصلنا من خلال تعاوننا الثنائي مع جمهورية الصين الشعبية على كميات أخرى”.
وتابع البيان: “إلا أن اللقاحات عموماً وخاصة منها «آسترازنيكا» لها فترة صلاحية محدودة، وهو ما جعلنا نقوم بحملة للرفع من مستوى التلقيح أيام 15، 16 و17 يونيو المنصرم لنستخدم المخزون المتاح لدينا منها قبل نفاد صلاحيته، وهو ما أوصلنا لما يزيد عن 120 ألف مطعم بالجرعة الأولى”.
وأكدت الوزارة أن “فترة أخذ الجرعة الثانية تمتد ما بين 15 آب /أغسطس إلى 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وقد وصلت الوزارة إلى مراحل متقدمة لاقتناء الكمية الكافية لهذا الغرض، وفي انتظار ذلك، يضيف البيان، تهيب الوزارة بجميع المواطنين إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية وتطمئنهم بأنه سيتم إبلاغهم والوصول إليهم فور الحصول على اللقاحات المطلوبة”.