نواكشوط – «القدس العربي»: استمرت الحرب الكلامية على أشدها أمس حول موضوعي مقاطعة الانتخابات والمشاركة فيها بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز المترشح لولاية ثانية مدعوما برئيس الحزب الحاكم وأقطاب المعارضة الموريتانية الساعين لإفشال الاقتراع المقرر يوم السبت المقبل.
وخصصت المعارضة الموريتانية أمس ندوة سياسية تحت عنوان «حصيلة كارثية وانتخابات أحادية»، لإظهار ما أسمته «الطابع الأحادي للانتخابات المقبلة» وللرد على خطابات حملة الرئيس المترشح حيث أكد متحدثوها أن «الإنجازات التي يفتخر بها الرئيس مجرد كلام ديماغوجي لا وجود له على أرض الواقع ولا انعكاس له على حياة شعب يتضور جوعا ولا على إدارة عموممية يطبعها الفساد وسوء التسيير». ونظم شباب المعارضة أمس لليوم الثاني تظاهرة ضد الانتخابات رددوا خلالها شعارات داعية للمقاطعة كما رفعوا لافتات تدعو الشعب «لإفشال انتخابات النظام الأحادية».
وفي إطار هذه الحرب التي تزداد اشتعالا مع اقتراب الانتخابات، دعا المترشح محمد ولد عبد العزيز في خطاب ألقاه أمس في نواذيبو العاصمة الاقتصادية «الشعب إلى الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع في 21 حزيران /يونيو»، مبرزا «أن هدف الدعاية الكاذبة والمغرضة لمقاطعة الانتخابات من طرف البعض هي حرمان الشعب من موارده وعودة النهب للقطاع وتهميش المواطن والثراء على حسابه».
وأكد المترشح «أن هدف المعارضة من وضع الشروط وهروبها من الحوار هو جعل البلد في وضعية غير دستورية»، مضيفا «أن المعارضين انبروا بعد فشل مخططاتهم وبعد ما هجرهم أتباعهم، لمطالبة الشعب بمقاطعة الانتخابات رغم أنهم شاركوا في جميع الانتخابات منذ 1992 بدون هذه الشروط في وقت كانت وزارة الداخلية تتولى الإشراف عليها وتقوم بسجنهم مباشرة بعد كل عملية اقتراع تسفر دائما عن هزيمتهم». وأكد المترشح ولد عبد العزيز «أن هؤلاء المعارضين شكلوا عقبة خلال الخمسين سنة الماضية أمام تقدم البلد وإنصاف مواطنيه، وهم يواصلون سياسة الهروب من حكم الصناديق والابتعاد عن حكم الشعب ومحاولة المساس بالوحدة الوطنية واللعب على وتر التنوع الذي يتميز به الشعب الموريتاني»، مؤكدا «أن الشعب جربهم ولن ينخدع بهم وقد تحرر منهم ولن يستمع إلى أراجيفهم، لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين»، يضيف المرشح.
وكان اسلك ولد أحمد ازيد بيه رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم قد أكد في مقالة نشرها أمس «أن قادة المعارضة أقدموا في خطوة تنم عن يأس وعجز كبيرين، على تنظيم عمليات جمع لبطاقات تعريف منتسبيها، في خطوة أقل ما يقال عنها إنها تدخل في صميم مصادرة رأي مواطنين موريتانيين وإهانتهم مدنيا وسياسيا».
«وإذا تأكدت أنباء راجت مؤخرا، يضيف رئيس الحزب، مفادها أن قيادات بعض الأحزاب المنقطعة تغري بعض منتسبيها وبعض المواطنين الآخرين بالمال المشبوه المصادر لإقناعهم بالعزوف عن التصويت في انتخابات 21 حزيران / يونيو الجاري، فإننا سنكون أمام وضعية قد تقتضي تدخل الجهات العمومية المختصة لردع تصرفات أعداء الحرية وسيادة القانون».
يذكر أن الحملة السياسية الممهدة للانتخابات أظهرت غيابا شبه كامل، للمترشحين الأربعة المنافسين للرئيس المنتهية ولايته، كما أظهرت احتدام الصراع حول المشاركة التي يتبناها النظام الحاكم والمقاطعة التي تسعى المعارضة لفرضها على أوسع نطاق ممكن. وبين هذا وذاك ينتظر المراقبون يوم الاقتراع ونتائجه وما سينجر عن كل ذلك من تطورات ستتفاعل وتتفاعل ضمن أزمة سياسية لم تجد حلا لها منذ انقلاب 2008 الذي أطاح فيه الرئيس الحالي بسلفه الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله.
عبد الله مولود