نواكشوط -« القدس العربي»: ما زالت هموم وباء كورونا وضغوطه تخيم على الحياة العامة في موريتانيا؛ فالفيروس اكتسح الساحة، وإجراءات الوقاية لم تمنعه بل لعله -حسب البعض- دخل قبل فرضها بكثير، حيث إن التجار الموريتانيين لم ينقطعوا منذ سنوات عن ووهان، أول بؤرة كبرى للوباء في الصين.
وتمر موريتانيا في الوقت الراهن بحالة تفش متسارع لوباء الكوفيد، حيث أظهرت الفحوص انتشاراً واسعاً للمرض مع أن غالبية حملة الفيروس يمارسون أعمالهم ولا يعانون من أعراض.
وسجلت وزارة الصحة الموريتانية، في آخر ما أعلنت عنه، إصابة 171 شخصاً بفيروس كورونا المستجد، في مناطق مختلفة من البلاد، ليصل بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس منذ منتصف مارس/ آثار الماضي إلى 2984 حالة إصابة.
وأعلنت إدارة الرقابة الوبائية أنها «سجلت شفاء 115 مصاباً، ليصل مجموع المتعافين من الفيروس إلى 811 شخصاً، كما تم تسجيل ثلاث وفيات جديدة ليصل إجمالي الوفيات بسبب الفيروس إلى 111 حالة».
وأكدت أن «مجموع الحالات النشطة حالياً بلغ 2062 حالة، بينها 1810 بدون أعراض، و11 حالة حرجة، فيما تعاني البقية من أعراض خفيفة».
وتتواصل في هذه الأثناء حصائل تسجيل الإصابات بوتيرة المئات بعد أن كانت بوتيرة العشرات، على مستوى وزارة الصحة الموريتانية التي فتحت بها جبهة مواجهة الوباء في مدن الداخل، بعد أن كانت المواجهة مقتصرة على العاصمة.
ويواصل وزير الصحة الموريتاني، محمد نذير حامد، جولة تشمل كافة الولايات الداخلية من أجل تقييم قدرات المؤسسات الصحية والنواقص والتحديات التي تواجهها، ووضع وتجهيز أجنحة في المنشآت الصحية قادرة على التكفل بمرضى الجائحة.
وسيطلق الوزير أنشطة اليقظة الوبائية ضد الجائحة والتي ستكون منصات رصد للوباء في كل مقاطعات البلاد؛ من أجل محاصرته والتقليل من آثاره.
وكان التطور الآخر في هذه المعركة المتواصلة منذ أشهر هو حل مشكلة الموريتانيين العالقين في المناطق الحدودية، حيث وصل أمس الفوج الأول من العالقين الموريتانيين في السنغال.وضم الفوج 40 شخصاً، أجريت لهم أمس فحوص طبية خاصة بفيروس كورونا المستجد، ستسمح لغير المصابين منهم بالسفر إلى العاصمة.
وكانت الأزمة التي ضربت العالم بسبب جائحة «كورونا» قد أدت إلى إغلاق الحدود بين الدول، ما تسبب في بقاء مئات الموريتانيين عالقين في الخارج، أغلبهم من المرضى الذين كانوا يتعالجون في المغرب وتونس والسنغال، كما علقت عدة جاليات عربية وإفريقية داخل الأراضي الموريتانية.
ونقلت السلطات المغربية أمس، عشرات المواطنين المغاربة الذين كانوا عالقين في موريتانيا منذ إغلاق الحدود بين البلدين، في إطار إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد.ووصل ما مجموعه 151 شخصاً، من بينهم رضع وأطفال، أمس إلى مطار الداخلة على متن طائرة للخطوط الملكية المغربية آتية من موريتانيا، وذلك في إطار إعادة المغاربة العالقين في الخارج بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكانت موريتانيا قد أعادت عن طريق البر أزيد من مائة مواطن موريتاني يمثلون الدفعة الأولى من المواطنين العالقين على الحدود بين المغرب وموريتانيا، البالغ عددهم 338 مواطناً تم تسجيلهم لدى السفارة الموريتانية في الرباط.
وأجريت لهذه المجموعة الفحوص الخاصة بالكشف عن «كوفيد 19» عند النقطة الحدودية 55، حيث جاءت جميع النتائج سالبة.
وسمحت السلطات لأصحاب السيارات بالمرور بتراخيص منحت لهم، وتم استقبال العالقين في خيام مخصصة فيها مركز صحي متنقل لإجراء الفحوص.