نواكشوط – «القدس العربي» أعلن سيدي محمد ولد محم الرئيس الجديد المنتخب لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، أمس «عن مد اليد وبقوة إلى كل أطياف المعارضة الوطنية»، معرباً عن «استعداد مطلق لمد جسور الحوار والتعاون مع المعارضين على قاعدة صلبة ومستديمة «.
جاء ذلك في خطاب ألقاه ولد محم بعد انتخابه أمس في مؤتمر طارىء للحزب خلفا للدكتور إسلكو ولد أحمد الذي عين وزيرا للتجهيز.
وأشار «إلى أن النظام بقدر ما يؤمن بالأهمية البالغة للمعارضة في الأنظمة الديمقراطية كسلطة رقابة وشريك وطني، فإنه في نفس الوقت يؤمن بأنه يمارس السلطة في هذا البلد بتفويض وتكليف من الشعب الموريتاني».
وأضاف «فنحن لا نملك أن نخون أو نتنازل عن أمانتنا وتكليفنا، إلا أننا وعلى هذه القاعدة مستعدون للتحاور الجاد والبناء من أجل الوصول إلى كل ما يقوي من وحدة الموريتانيين وتلاحمهم وتعزيز وتطوير منظومتهم السياسية بمشاركتهم جميعا دون إقصاء أو استثناء».
وإضافة لرسالة الإستعداد للحوار التي اعتبرت موقفا جديدا والتي ضمنها رئيس الحزب الحاكم خطاب تنصيبه، فقد حرص رئيس الحزب على تضمين خطابه رسالة ثانية موجهة لحركة الزنوج الأفارقة التي دعت في مؤتمرها الأخير للحكم الذاتي.
فقد أكد ولد محم أن الحزب الحاكم «يرفض ويدين بكل قوة دعوات الانفصال التي صدرت مؤخرا عن جهات وأفراد قلائل لا يمثلون إلا أنفسهم، كما يدين بنفس القوة كل فعل أو دعوة يمسان من تماسك الشعب الموريتاني أو من وحدة أراضيه أومن مبدأ المواطنة كقاعدة وحيدة للدولة الموريتانية».
وشدد على إدانة دعوات الإنفصال بنفس القوة التي يدين بها «من قام بهذا الفعل ومن باركه أو حضره»، وذلك في إشارة منه لحضور الإسلاميين ممثلين برئيس حزب التجمع محمد جميل منصور، لمؤتمر حركة الزنوج الذي دعا للحكم الذاتي لأول مرة في تاريخ البلد.
وأكد أنه سيعمل على «بناء الأغلبية بتعزيز صفوف أحزابها والدفع بها إلى تحقيق الأهداف والقيم المشتركة التي وضعها الرئيس المؤسس في احترام كامل لقواعد الاختلاف والتنوع والتعدد».
وكان سيدي محمد ولد محم وزير الإتصال السابق والنائب السابق لمقاطعة أطار (شمال البلاد)، يشغل منصب نائب رئيس الحزب وقد برز كرجل سياسي محنك وكخطيب مفوه وسريع البديهة خلال مداخلاته البرلمانية وخلال مؤتمراته الصحفية عندما كان ناطقا باسم الحكومة، وأثناء ترؤسه الجانب الحكومي في الحوار مع المعارضة الراديكالية الذي سبق الإنتخابات الرئاسية الأخيرة.
ومع أن تعيين ول محم لاقى ترحيبا واسعا في أوساط الحزب فإن المدونين الذين باتوا يشكلون قوة إعلامية موازية لم يتركوه يمر دون أن يعلقوا عليه بأساليبهم المطبوعة غالبا بالسخرية.
وكان التعليق الأبرز في هذا الشأن هو تدوينة الكاتب الموريتاني البارز حبيب الله ولد أحمد التي تعجب فيها من ديمقراطية الإتحاد من أجل الجمهورية قائلا :»..لقد انتخبوا سيدى محمد ولد محم لأننا منذ أسبوع قبل اجتماع الأمس نعلم أنه هو الرئيس المرتقب للحزب وبأمر من الرئيس عزيز وبعد لقاء بين الرجلين علم منه ولد محم أنه ذاهب إلى الحزب تماما كماعلم بذلك كل الموريتانيين».
وأضاف «تعجبنى ديمقراطية تجعل أنصار حزب يرفعون أصابعهم تصويتا على رئيس معين ومعلب بمجرد أن يدخلوا القاعة ..إنها نفس طريقة أحزاب «التكتل» و»تواصل» و»تقدم»..ومع ذلك يقولون لنا في الأغلبية والمعارضة إنهم يمارسون تجديد الطبقة السياسية والتبادل على السلطة..هذه الأحزاب أملاك شخصية وما يجري فيها هو من باب «تصرف المالك في ملكه».
عبد الله مولود