نواكشوط ـ «القدس العربي»: أكدت موريتانيا على لسان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني، «استعدادها لوضع إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة في خدمة القارة الإفريقية والاقتصاد العالمي».
جاء ذلك ضمن مداخلتين للرئيس خلال الاجتماع رفيع المستوى للجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغير المناخ» وأثناء غداء عمل نظمه تحالف ميثاق باريس من أجل الشعوب وكوكب الأرض» على هامش الدورة العادية الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأوضح ولد الغزواني «أن موريتانيا ملتزمة التزاما راسخا بلعب دور ريادي على الساحة العالمية في مجال الاقتصاد الأخضر، وخاصة في مجال الهيدروجين».
وقال: «نحن على استعداد لوضع إمكاناتنا الهائلة في مجال الطاقة المتجددة في خدمة القارة والاقتصاد العالمي، حيث يوفر خطنا الساحلي الممتد على طول 750 كيلومتراً، مع رياح شبه مستمرة تزيد سرعتها عن 9 أمتار في الثانية، فرصة فريدة لبناء مزارع رياح ضخمة».
وأضاف: «كما تستفيد أراضي موريتانيا من كمية استثنائية من أشعة الشمس التي تقدر بما يتراوح بين 2,000 و2,300 كيلووات/ساعة لكل متر مربع في السنة» مبرزاً «أن هذه الموارد ستجعل من موريتانيا، وبالتالي من إفريقيا، لاعباً رئيسياً في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وفي إنتاج الهيدروجين الأخضر» مؤكداً «أنه على قناعة بأن جهود موريتانيا، إلى جانب جهود شقيقاتها في القارة الإفريقية، ستمكنها من تقديم مساهمة حاسمة في الحد من انبعاثات الغازات الدافئة على نطاق عالمي».
وبصفته رئيسا دوريا للاتحاد الإفريقي، أكد الرئيس الغزواني «أن قوة إفريقيا تكمن في العمل الموحد لدولها» مضيفاً «أن هذه الوحدة ضرورية أكثر من أي وقت مضى في الأشهر المقبلة، حيث يجري التحضير لعقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29) وسيكون أحد الرهانات الأساسية المطروحة في هذه المفاوضات هو تحديد الهدف الجماعي الجديد، الذي سيحل محل هدف 100 مليار دولار بحلول عام 2020؛ ويتطلب هذا الهدف، يضيف الرئيس الغزواني، تنسيقًا وثيقًا بين دول القارة لكونه أمراً حاسماً في تمويل تدابير التخفيف والتكيف».
وقال: «من الضروري أن تلعب إفريقيا، بوصفها القارة الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، دورها الكامل في المناقشات، وأن تحصل على ضمانات بالدعم المالي المستدام والذي يمكن توقعه».
وزاد: «بينما نتحرك معاً نحو مستقبل غامض لكنه واعد، فمن الضروري أن تواصل إفريقيا الوقوف متحدة وحازمة وطموحة» مؤكدا «أن الوقت قد حان لتحويل موارد القارة وفرصها وإمكاناتها إلى عمل ملموس لصالح الشعوب والأجيال القادمة».
وفي السياق المتعلق بالتغير المناخي، شاركت موريتانيا في اجتماع لتحالف ميثاق باريس من أجل الشعوب وكوكب الأرض، جرت خلاله مناقشة الأولويات الرئيسية للميثاق خلال العام المقبل، كما تم النظر في أفضل الطرق لتعزيز التأثير وأوجه التآزر بين المبادرات التكميلية، وكيفية توجيه القيادة السياسية لتلبية الأهداف الرئيسية التي من بينها تقديم حلول تتناسب مع طموح وتوقعات الشعوب في جميع أنحاء العالم.
وأكد الرئيس الغزواني في مداخلة خلال الاجتماع «أن على المجتمع الدولي أن يدرك أن إفريقيا توجد اليوم أمام خيارين: إما بقاء التخلف أو العمل على الحفاظ على البيئة»؛ مضيفاً أن «ما تحتاجه القارة هو مقاربة توائم بين ضرورة النهوض بالتنمية وضرورة الحفاظ على البيئة معاً وجنباً إلى جنب؛ بما يقتضيه ذاك من مساعدة المجتمع الدولي لإفريقيا من خلال الوفاء بالتزاماته التمويلية والسعي لإرساء حكامة مالية وبيئية ملائمة».
ويعتبر «ميثاق باريس من أجل الشعوب وكوكب الأرض» تحالفا جديدا يهدف إلى تجديد هيكل التمويل الدولي بحيث يصبح أكثر عدلا وأكثر استجابة للاحتياجات الحقيقية للدول النامية؛ ويجمع هذا الميثاق تحت مظلته، 60 بلدا من جميع القارات.
وقد اختارت قيادة الميثاق التي يتولاها حاليا الرئيس السنغالي السابق مكي صال، أن تجعل من أيام الدورة العادية الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، فرصة لإعادة تأكيد الالتزامات والتنسيق والحث على تنفيذ الأولويات المشتركة.