نواكشوط- «القدس العربي»: توافد على موريتانيا، خلال اليومين الأخيرين، عدة مبعوثين خاصين من جهات دولية متعددة، بينها بريطانيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مكلفين بالتباحث مع الرئيس الغزواني ومعاونيه في الأمن والدفاع، حول موضوع واحد هو الوضع الأمني والعسكري المتدهور في منطقة الساحل.
ويعود هذا القلق المشترك بين الدول الغربية والأمم المتحدة لتغير الأنظمة في مالي وبوركينافاسو وغينيا كوناكري، وللكره الذي تواجهه فرنسا في الساحل الإفريقي، ولظهور حكومات عسكرية موالية لروسيا التي انحشرت في الساحل الإفريقي، واستطاعت ربط تحالفات مع مالي التي هي مركز نشاط المجموعات الجهادية المسلحة.
وضمن التوافد الدولي على موريتانيا، الملاحظ هذه الأيام تباحث الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الخميس، مع أنجيم آدوم المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي المكلف بالساحل.
وأكد إيجاز إخباري للرئاسة الموريتانية “أن اللقاء تطرق لمجالات التعاون بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي وسبل تطويره وتعزيزه خدمة للمصالح المشتركة للجانبين، إضافة إلى استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك وتلك المتعلقة بمنطقة الساحل على وجه الخصوص”.
وأكد المسؤول الأوروبي “أن زيارته لموريتانيا تأتي ضمن جولة قادته إلى عدة دول من أجل تفعيل عمل تحالف الساحل الذي يضم نحو 60 بلدا ومنظمة من مختلف أنحاء العالم، ومن أجل الإسراع بوضع خريطة طريق تجمع دول الجنوب والشمال وتقترح حلولا لما تواجهه منطقة الساحل من تحديات أمنية وتنموية، وبالتحديد مجموعة دول الساحل الخمس”.
وقال “إنه استعرض مع الرئيس الموريتاني العمل الذي يقوم به هو وفريقه في بروكسل، حيث ناقش معه التحديات التي يجري العمل على رفعها من خلال النقاش والحوار مع الدول والمنظمات التي يجمعها التحالف، كما تبادل معه الرأي حول الحصول على الوسائل الضرورية لمكافحة الإرهاب بما في ذلك تهيئة الظروف الملائمة للدول والشعوب عبر توفير الاستثمارات التي توفر المزيد من فرص العمل وأسباب العيش الكريم”.
وفي سياق متصل، تباحثت نيكولا كريسل، المبعوثة الخاصة للمملكة المتحدة إلى الساحل، مع الرئيس الموريتاني، اليوم، حول تطوير علاقات التعاون بين موريتانيا والمملكة المتحدة، إلى جانب المواقف من القضايا موضع الاهتمام المشترك، لا سيما الوضع الإقليمي والأمن في منطقة الساحل.
وأكدت المبعوثة البريطانية “أن لقاءها بالرئيس الغزواني تناول كذلك بحث الفرص المتاحة في موريتانيا للمستثمرين من المملكة المتحدة، وأفق تعزيز الشراكة بين البلدين”.
وتباحثت المبعوثة البريطانية الخاصة كذلك مع وزير الدفاع الموريتاني الجنرال حننه ولد سيدي حول الوضع في منطقة الساحل، وحول التعاون العسكري والأمني بين بريطانيا وموريتانيا.
وحول الوضع الأمني في الساحل الإفريقي، تباحث الرئيس الغزواني، الأربعاء، كذلك مع محمدو أوسوفو رئيس المجموعة المستقلة رفيعة المستوى للأمن والتنمية في الساحل.
وأوضح أوسوفو “أن لقاءه مع الرئيس الغزواني مكّنه من الحديث معه حول المهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة والمتعلقة بالاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ومجموعة دول الساحل الخمس.
وأضاف “أن هذه المهمة تتعلق بتقييم استراتيجية الأمن والتنمية في الساحل ليس بمفهومه الجغرافي وإنما الساحل بمفهومه الجيوسياسي الذي يضم مجموعة من الدول تتعرض لتهديد المنظمات الإرهابية والإجرامية”، مشيرا إلى “أن هذه الإشكالية تعني مجموعة دول الساحل الخمس كما تعني دول الصحراء المجاورة لها، وكذا المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”.
وقال “إن كل هذه البلدان تواجه نفس التحديات المرتبطة بالأمن والتحديات المتعلقة بالجوانب المؤسسية والمناخية والديمغرافية، وكذا التحدي المتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وأشار أوسوفو “إلى أن هذه الدول وضعت إستراتيجيات لمواجهة هذه التحديات، وأن مهمة منظمته تقييم هذه الإستراتيجيات وتقديم توصيات واقتراحات تساعد الدول على نجاعة خططها المتعلقة بمواجهة هذه التحديات القائمة”.