تنطلق غدا الجمعة مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز، الأقوى والأفضل والأكثر اثارة في العالم في موسم بدأت تظهر معالمه من خلال سوق الانتقالات الصيفي الذي أفرز معطيات تنذر بتغيير في الخريطة الكروية، وسط هاجس منافسة سعودية على الاستقطاب، الذي لم يكن انكليزيا هذه المرة انحسار الحركة على أندية معنية وعدد محدود من اللاعبين مقارنة بمواسم سابقة، ومؤشرات توحي بأن أرسنال سيكون فريق الموسم في انكلترا، ومعطيات أخرى تشير الى تراجع السيتي، خاصة بعد الفوز المعنوي الذي حققه ميكيل أرتيتا على بيب غوارديولا في نهائي الدرع الاجتماعية، بينما يصعب تحديد مدى قدرات تشلسي والمان وتوتنهام وليفربول على العودة الى الواجهة أمام توهج نيوكاسل المتأهل لدوري الأبطال وبرايتون الذي يشارك في منافسات الدوري الأوروبي لهذا الموسم.
نادي أرسنال اللندني سيستقطب الأنظار خاصة بعد تحقيقه أول لقب هذا الموسم على حساب السيتي في نهائي الدرع الاجتماعية، وتدعيم صفوفه بالدولي الانكليزي ديكلان رايس قادما من وستهام، والألماني كاي هافيرتز من تشلسي، مع الاحتفاظ بالركائز الأساسية التي صنعت الفارق في الموسمين الماضيين وجعلت من الفريق أحد أقوى المنافسين للسيتي، خاصة بعد تأقلم المدرب ميكيل أرتيتا وخروجه من عباءة مواطنه غوارديولا، حيث بدأت تظهر لمساته وقدرته على قيادة النجوم والمواهب الصاعدة والمزج بينها بشكل ملفت جعل من الفريق أحد أقوى الأندية الأوروبية التي يحسب لها ألف حساب أيضا في مسابقة دوري الأبطال التي عاد إليها مثلما يريد العودة إلى منصة التتويجات باللقب المحلي الذي يفر منه منذ عقدين من الزمن.
حامل اللقب مانشستر سيتي لم يستقطب لاعبين كباراً هذه المرة تجنبا للوقوع في فخ مخالفة قواعد اللعب النظيف الذي يهدده كل مرة، بل ضيع رياض محرز وايلكاي غندوغان أحد أفضل لاعبي الفريق الموسم الماضي، ما يضعف كرسي احتياطه الذي كان يشكل أحد نقاط قوته في المواسم الماضية، كما أن تشبع اللاعبين بتحقيقهم لكل الألقاب وثلاثية الموسم الماضي يفقدهم التحفيز وروح المنافسة بينهم ويؤثر على مردودهم الفردي والجماعي في ظل منافسة قوية من أرسنال ورغبة أقوى من تشلسي وتوتنهام وليفربول في العودة الى الواجهة بعد تراجع مستواهم ونتائجهم الموسم الماضي، وغيابهم عن مسابقة دوري الأبطال التي تجعلهم يركزون بشكل كبير على الدوري وباقي المسابقات المحلية.
في انكلترا سيكون التركيز على نادي نيوكاسل العائد بدوره الى مسابقة دوري الأبطال بعد عشرين عاما من الغياب إثر احتلاله المركز الرابع الموسم الماضي، رغم نشاطه المحدود في الميركاتو الصيف لهذا الموسم، مفضلا الاستقرار والاستمرارية على كل الأصعدة، بينما ينتظر أن يكون المان يونايتد أقوى بقيادة مدربه ايريك تان هاغ الذي بدأ يتأقلم مع خصوصية النادي وصعوبة الدوري الانكليزي، وكان موفقا في انتداب لاعب وسط تشلسي مايسون ماونت وحارس الانتر أونانا الذي عوض ديفيد دي خيا، والمهاجم الدنماركي راسموس هويلند الذي سيكون بمثابة هولاند الصغير وقنبلة الموسم في إنكلترا، في حين فضل ليفربول الاستقرار والاعتماد على جيل جديد يعود به الى الواجهة بعد موسمين.
لغز الدوري الانكليزي لهذا الموسم سيكون تشلسي الذي خاض سوق الانتقالات هذا الموسم بشكل عكسي عندما استغنى عن عديد اللاعبين النجوم على غرار ميندي وهافيرتز وماونت وكوفاتشيتش وكانتي وكوليبالي وبوليسيتش في سيناريو مختلف عن سنوات خلت، يجعل منه فريقا عاديا، يفتقد التحفيز بسبب غيابه عن مسابقة دوري الأبطال، ما يجعل من هذا الموسم مرحلة انتقالية للفريق، كما هو الشأن بالنسبة لتوتنهام، ويفسح المجال لبرايتون ونيوكاسل لمحاولة المنافسة على لقب لن يضيع هذه المرة من أرسنال الأقوى والأفضل والأكثر انسجاما وتحفيزا، خاصة وأن عنصر المفاجأة يبقى محدودا في دوري يفوز به الأقوى والأغنى وصاحب النفس الطويل.
إعلامي جزائري