الذاكرة توقد نفسها
تنجز مواعيد المساء باكرا
تتفرغ لاحتراقها
تلملم كل شيء لا يمت للبرد بصلة
تودعه زوايا بعيدة
تحكم الأقفال
تمترسها بطرَقَات باب الحادية عشرة
تجمع كل سجائر الانتظار
تتناول آخر كلماتك
تقدح منها أول سيجارة
عند شتاء الحادية عشرة
كان الحريق ساهما
في انبعاث رائحة المطر
التي حملتها أطراف معطفك المبتل
لم تنبعث خلجاته دخانا،
كانت تسيل
ربما لم يحدث أن نزت النار ماء
الماء في الحريق
انكتاب لذاكرة أخرى
تشقّ جداوله أخاديد جديدة
كان صوت احتراقها شبيه بعطر مجيئك
حتى وأنت تحترق تفلح في خلط الحواس
كنت أسمع سيجارتك تجيب تساؤلي:
«اللهب حين يحرق نفسه
لا يذر للريح من نفسه شيئا
وحده الجمر ثرثار»
هكذا..
وكأنّي أعود أدراجي بخُفَي حَنين
على موقد الذاكرة
أراني أُعدُ لكَ شاي الحادية عشرة
على جمره الثرثار انتظرك
كنتَ تطرق الباب بسمتٍ
كابتسامة منتصر
وكنتُ ابدأ مراسيم الهزيمة
عودٌ على بدء احتراق…
٭ كاتبة من سوريا
مبدعة، سلمت يمينك عفاف البشو، أنت فخر سورية والأمة العربية جمعاء.
لغتك تصافح القلب
تبعث في الروح جمالا لا ضفاف له.
فخور بقلمك.