اسطنبول: نشر موقع “بازفيد نيوز”(BuzzFeed News) الأمريكي تقريراً مطولاً أورد فيه معلومات عن أن دولة الإمارات استأجرت مرتزقة أمريكيين اغتالوا رجال دين بارزين وشخصيات سياسية إسلامية في اليمن.
وبينما نقل الموقع معلوماته عن مصادر معنية، بينها قائد برنامج الاغتيالات، وهو متعاقد أمني مجري- إسرائيلي، رفضت سفارتا الإمارات والسعودية في واشنطن التعليق، وقالت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إنه ليس لديها معلومات.
وهذا نص التقرير مختصراً:
في شوارع مدينة عدن اليمنية المظلمة (جنوب) تتجول سيارة دفع رباعي مدرعة، ويجلس في الخلف عضو سابق بالقوات الخاصة الأمريكية، حاملا سلاحا رشاشا من طراز AK-47.
في هذه المهمة يشارك أيضا آخران من القوات البحرية الخاصة سابقا.
خضع مثل هؤلاء العسكريين السابقين لسنوات من التدريب المتخصص من جانب الجيش الأمريكي لحماية أمريكا.
لكنهم الآن يعملون لحساب جهة مختلفة، إنها شركة أمريكية خاصة استأجرتها الإمارات.
مهمتهم في ليلة 29 ديسمبر/ كانون أول 2015 كانت تنفيذ عملية اغتيال.
وقال اثنان من المشاركين إنها “أول عملية في مشروع ربحي مذهل”.
ولعدة أشهر في اليمن، التي مزقتها الحرب، عمل بعض الجنود الأمريكيين الأكثر تدريباً كمرتزقة لقتل رجال دين بارزين وشخصيات سياسية إسلامية.
في تلك الليلة كان هدفهم هو اغتيال “انصاف علي مايو”، وهو زعيم بحزب الإصلاح السياسي الإسلامي.
وتعتبر الإمارات أن حزب الإصلاح هو الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها أبو ظبي منظمة إرهابية.
بينما يقول خبراء إن حزب الإصلاح ليس جماعة إرهابية، بل حزب سياسي شرعي يهدد الإمارات، ليس من خلال العنف، بل بالعمل ضد طموحاتها في اليمن.
كانت خطة المرتزقة هي زرع قنبلة بشظايا على باب مقر الإصلاح في عدن، لقتل كل من في المكتب، وفق أحد قادة المهمة.
عندما وصلوا الساعة 9:57 مساء، بدا الجميع هادئين.
تسلل الرجال ببنادقهم من سيارات الدفع الرباعي، وحمل أحدهم الشحنة المتفجرة نحو المبنى.
وبينما كان يوشك على بلوغ الباب، أطلق عنصر آخر النار على طول الشارع خافت الإضاءة، لتفشل خطتهم.
حتى الآن لم يكن معروفاً أن هذه العملية دبر لها مرتزقة أمريكيون.
كانت خطة التفجير هذه هي أول حلقة في سلسلة اغتيالات لم يتم حل ألغازها، وأدت إلى مقتل أكثر من عشرين من قادة حزب الإصلاح.
مجري- إسرائيلي
الشركة التي استأجرت الجنود السابقين، ونفذت الهجوم، هي Spear Operations Group، وأسسها أبراهام غولان، في ولاية ديلاوير الأمريكية.
وغولان هو متعاقد أمني مجري- إسرائيلي يعيش بولاية بنسلفانيا، وقاد محاولة اغتيال “مايو”.
قال غولان لـ BuzzFeed News: “كان يوجد برنامج اغتيال مستهدف في اليمن.. كنت أديره. لقد فعلناها. وقد جاء بتكليف من دولة الإمارات داخل التحالف (العربي)”.
وتقود الإمارات والسعودية (منذ عام 2015) تحالفًا من تسعة بلدان في اليمن، حيث يخوضون حرباً بالوكالة ضد إيران (الداعمة لجماعة الحوثيين).
وتساعد الولايات المتحدة الأمريكية السعودية والإمارات بتوفير أسلحة ومعلومات استخباراتية، وغيرها من أشكال الدعم.
ولم يرد المكتب الصحفي للسفارة الإماراتية في واشنطن على مكالمات ورسائل بريد إلكتروني للتعليق على هذه المعلومات.
جمال خاشقجي
يأتي الكشف عن برنامج الاغتيالات، في لحظة يتركز فيها انتباه العالم على ادعاءات بقتل الصحافي، جمال خاشقجي، من جانب السعودية.
لم ترد السفارة السعودية في واشنطن أيضا على طلب للتعليق.
ونفت الرياض أنها قتلت خاشقجي (سعودي)، وتفيد تقارير إخبارية بأنها تفكر في إلقاء اللوم في وفاته على عملية استجواب فاشلة.
وقال غولان إنه خلال فترة تعاون شركته في اليمن كان فريقه مسؤولاً عن عدد من الاغتيالات البارزة في الحرب، لكنه رفض تحديد أي منها.
ورأى أن واشنطن بحاجة إلى برنامج اغتيالات مماثل.
وتابع: “أريد فقط أن يكون هناك نقاش وجدل.. أنا وحش. ربما يجب أن أكون في السجن، وربما أنا شخص سيئ، لكنني على حق”.
يستبعد خبراء ألا تكون الولايات المتحدة على علم بأن الإمارات استأجرت شركة أمريكية يعمل بها عسكريون أمريكيون قدامى، لتنفيذ اغتيالات في حرب تخضع لرقابة (أمريكية) عن كثب.
وكان أحد المرتزقة، وفقاً لثلاثة مصادر على دراية بالعملية، معتاداً على العمل مع فرع تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) يسمى “الفرع البري”، وهو ما يعادل وكالة للقوات العسكرية الخاصة بالجيش.
وهناك آخر كان رقيبا في القوات الخاصة في الحرس الوطني بولاية ماريلاند.
وثالث ظل في الخدمة بقوات الاحتياط في القوات البحرية الخاصة، وكان لديه تصريح “سري للغاية”.
وقالت “سي آي إيه” إنه ليس لديها أي معلومات عن برنامج اغتيالات مرتزقة في اليمن.
بينما قال مسؤول سابق في الوكالة: “كان هناك أشخاص يقومون بشكل أساسي بما تقولون (الاغتيالات)”.
وأبدى اندهاشه قائلاً إن المرتزقة كانوا “تقريباً مثل فرقة قتل”.
غطاء قانوني
ليس واضحا إن كانت عملية القتل من جانب مرتزقة أمريكيين تنتهك القانون الأمريكي أم لا.
من المسموح به للأمريكيين الخدمة في جيوش أجنبية.. خدم أمريكيون في الجيش الإسرائيلي، والفيلق الفرنسي الخارجي، وحتى ميليشيا تقاتل “داعش” في سوريا.
وقالت ثلاثة مصادر إن شركة Spear Operations Group رتبت لتمنح الإمارات رتباً عسكرية للأمريكيين المشاركين في المهمة باليمن، ليوفر لهم ذلك غطاء قانونياً.
وبعيدا عن الاعتراضات الأخلاقية، تضيف الاغتيالات الموجهة للربح معضلات جديدة للحرب الحديثة.
إذ يعمل المرتزقة خارج سلسلة القيادة العسكرية الأمريكية، لذلك إذا ارتكبوا أخطاء أو جرائم حرب، فلا يوجد نظام واضح لمحاسبتهم.
كشفت مهمة “مايو” مشكلة أكثر مركزية ألا وهي اختيار الأهداف.
يصر غولان على أنه قتل فقط “الإرهابيين” الذين حددتهم الإمارات، حليف الولايات المتحدة.
لكن من هو الإرهابي ومن هو السياسي؟ ومن له حق اختيار من يعيش ومن يموت؟
دحلان وقاتل إسرائيلي
الصفقة التي جلبت المرتزقة الأمريكيين إلى عدن تم الاتفاق عليها خلال وجبة غداء في مطعم إيطالي بنادي الضباط في قاعدة عسكرية إماراتية بأبوظبي.
انتقل غولان وعضو سابق بسلاح البحرية الأمريكية، يدعى إسحاق غيلمور، جواً من الولايات المتحدة للاتفاق على الصفقة.
وكما قال غيلمور، لم تكن الأمور تمضي بشكل جيد.
وأضاف أن مضيفهم هو السياسي الفلسطيني، محمد دحلان، الذي استقبلهم وهو ينظر ببرود إلى ضيوفه المرتزقة.
وقال دحلان لغولان: “إذا التقينا في سياق آخر لقمنا بقتال بعضنا البعض”.
فكانت المفارقة هي أن سياسياً فلسطينياً يلتقي بقاتل مرتزق إسرائيلي لتنفيذ عملية خارجية.
لم يكن هذا اللقاء متوقعا، إذ ولد غولان في المجر لأبوين يهوديين، ويحافظ على علاقات طويلة الأمد في إسرائيل بسبب عمله الأمني، ويقول إنه عاش هناك لسنوات.
وشارك غولان ذات مرة في حفل بلندن مع رئيس “الموساد” السابق، داني ياتوم.
يقول غولان إنه تلقى تعليمه في فرنسا، وانضم إلى الفيلق الأجنبي الفرنسي، وسافر في جميع أنحاء العالم، وكثيراً ما كان يقاتل أو ينفذ عقوداً أمنية.
أما دحلان، الذي لم يرد على رسائل للتعليق، فنشأ في مخيم للاجئين بغزة، وخلال انتفاضة الثمانينيات من القرن الماضي أصبح لاعبا سياسيا رئيسيا.
تم تعيين دحلان رئيسا للأمن في السلطة الفلسطينية بغزة، حيث أشرف على حملة قاسية ضد حركة “حماس” عامي 1995 و1996.
وأقام دحلان علاقات قوية مع الاستخبارات الأمريكية، حيث التقى مرارا مع مدير الوكالة، جورج تينيت.
وكان دحلان يوصف بأنه قائد محتمل للسلطة الفلسطينية، لكن في 2007 اتهمته السلطة الفلسطينية بالفساد، واتهمته “حماس” بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية وإسرائيل.
هرب دحلان إلى الإمارات، ويقال إنه أعاد بناء نفسه كمستشار رئيسي لولي عهد الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، المعروف باسم الحاكم الحقيقي لأبو ظبي.
الآن، وخلال مأدبة الغداء في نادي الضباط، تحدى دحلان ضيوفه المرتزقة قائلا: ما الذي يميز المقاتلين من أمريكا. لماذا كانوا أفضل من الجنود الإماراتيين؟.
وأجاب غولان: “القدرة على إطلاق النار، والتدريب، والركض، والقتال بشكل أفضل من أي شخص في الجيش الإماراتي”.
ولفت الفلسطيني مازحا إلى امرأة شابة كانت تجلس بجواره قائلا: “إنها أفضل رجل بالنسبة لي”.
بالفعل، خففت هذه المزحة من حدة التوتر، واستقر الرجال.
الجيش الإماراتي
تعتمد الإمارات، التي تتمتع بثروة هائلة، وعدد سكان يبلغ فقط حوالي مليون مواطن، على عمال من أنحاء العالم للقيام بكل شيء من تنظيف دورات المياه إلى تعليم طلاب الجامعة.
لا يختلف جيشها عن ذلك، حيث تدفع مبالغ باهظة لشركات الدفاع الأمريكية والجنرالات السابقين.
ومنذ عام 2009، وافقت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) على ما لا يقل عن 27 مليار دولار من مبيعات الأسلحة وخدمات الدفاع إلى الإمارات.
ذات مرة وقع الجنرال الأمريكي المتقاعد، ستانلي ماكريستال، للانضمام إلى مجلس إدارة شركة عسكرية إماراتية.
ويدير روبرت هارورد، ضابط سابق في القوات البحرية الخاصة، فرع شركة “لوكهيد مارتن” في الإمارات.
وأسس المسؤول التنفيذي الأمني، إيريك برينس، شركة صغيرة لبعض الوقت، لمساعدة الإمارات على استئجار مرتزقة كولومبيين.
وبرينس متورط حاليا في التحقيق الخاص الذي أجراه روبرت مولر في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية (التي فاز فيها دونالد ترامب عام 2016).
ومنحت الإمارات، التي تضم أجانب في جيشها، رتبة جنرال لضابط أمريكي برتبة ملازم أول، هو ستيفن توماغان، مما وضعه في قيادة أحد فروع قواتها المسلحة.
تدمير حزب الإصلاح
أثناء تناول “الاسباغيتي” مع دحلان، كان غولان وغيلمور يقدمان شكلا استثنائيا من خدمة المرتزقة.
لم يكن هذا يوفر تفاصيل أمنية، ولم يكن حتى القتال العسكري التقليدي أو الحرب ضد التمرد، بل “القتل المستهدف”.
قال غيلمور إنه لا يتذكر أي شخص استخدم كلمة “اغتيالات”.
لكن كان واضحا من الاجتماع الأول أن الأمر لا يتعلق باحتجاز قيادة حزب الإصلاح.
وتابع غيلمور: “كان هدفنا محدداً للغاية”.
وأضاف أنه تم إخباره صراحة بالمساعدة في “تعطيل وتدمير” حزب الإصلاح، الذي يصفه بأنه “فرع سياسي لمنظمة إرهابية”.
1.5 مليون دولار شهريا
في الأسابيع التي تلت مأدبة الغداء، استقروا على شروط.
سيحصل الفريق على 1.5 مليون دولار شهرياً، ومكافآت مقابل عمليات القتل الناجحة، كما أفاد غولان وغليمور.
رفضا تحديد مبلغ المكافأة، لكنهما قالا إنهما سينفذان أول عملية بنصف السعر لإثبات ما يمكنهما فعله.
تم الاتفاق أيضا على أن تدرب شركتهم الجنود الإماراتيين على تكتيكات “الكوماندوز”.
لكن كان لغولان وغيلمور شرط آخر.. كانا يريدان دمجهما في القوات المسلحة الإماراتية وتوفير الأسلحة لهما وتحديد قائمة الأهداف على أن تأتي من ضباط عسكريين.
هذا كان لـ”أسباب قضائية”، حسبما قال غولان، كي لا يأخذ الأمر صفة مرتزقة، بل مهمة عسكرية.
وقّع دحلان والحكومة الإماراتية على الصفقة، كما قال غولان وغيلمور، وبدأت شركة Spear Operations Group العمل.
عشرات المرتزقة
بالعودة إلى الولايات المتحدة، بدأ غولان وغيلمور في جمع جنود سابقين من أجل أول مهمة لإثبات الكفاءة.
لكن المغامرة اليمنية لم تكن مغرية بالشكل الكافي، خاصة أنها في منطقة مجهولة، ورفض بعض من أفضل الجنود المشاركة.
وقال غيلمور: “كان الأمر غامضا بما فيه الكفاية”.
بنهاية عام 2015، قام غولان، قائد العملية، وغيلمور، بجمع فريق من عشرات الرجال، ثلاثة منهم كانوا من قدامى المحاربين الأمريكيين الخاصين.
ومعظم الباقين كانوا من القوات الأجنبية الفرنسية السابقة، وكانوا أرخص: إذ يحصلون على 10 آلاف دولار شهريا، أي أقل مما كان مخصصا لنظرائهم الأمريكيين، بحسب غليمور.
اجتمعوا في فندق قرب مطار تيتربورو في نيو جيرسي، وكانوا يرتدون ملابس متنوعة من الزي العسكري، بعضهم في الزي المموه وبعضهم يرتدي زيا أسود.
الحرس الرئاسي الإماراتي
في 15 ديسمبر/ كانون أول، استقلوا طائرة غالف ستريم G550.
سار غيلمور إلى قمرة القيادة، وأخبر الطيارين بتغيير في خطتهم.
بعد التزود بالوقود في اسكتلندا، لن يكونوا في طريقهم إلى مطار أبوظبي التجاري الرئيسي، ولكن إلى قاعدة عسكرية إماراتية في الصحراء.
استقل المرتزقة طائرة نقل تابعة للقوات الجوية الإماراتية إلى قاعدة أخرى في مدينة عصب بإريتريا.
خلال الرحلة، وفق غيلمور، قدّم لهم إماراتي يرتدي الزي الرسمي قائمة أهداف تضم 23 بطاقة تحتوي 23 اسما و23 وجها.
كل بطاقة كانت بها معلومات استخباراتية عن دور الشخص في السياسة اليمنية مثلا.
قال غيلمور إن بعضاً من هؤلاء كانوا أعضاء في حزب الإصلاح، وبعضهم رجال دين، وبعضهم كانوا “إرهابيين”. لكنه أقر بأنه لا يستطيع التأكد.
حصل موقع BuzzFeed News على بطاقة تضم اسم رجل وصورة فوتوغرافية ورقم هاتف، ومعلومات أخرى. وفي أعلى اليمين توجد شارة الحرس الرئاسي الإماراتي.
حرب على الإرهاب!
مع تحول الاغتيالات المنظمة إلى جزء روتيني من الحرب في المنطقة، طورت الإمارات شهيتها الخاصة.
كان ذلك البلد قد بدأ يستعرض المزيد من العضلات العسكرية، وبحلول عام 2015 أصبحت لاعباً رئيسياً في الحرب باليمن.
واستهدف بسرعة حزب الإصلاح، وهو حزب سياسي إسلامي فاز بأكثر من 20 في المئة من الأصوات في أحدث انتخابات برلمانية أجريت في اليمن، عام 2003.
تقول إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون اليمن بجامعة أكسفورد، إنه خلافاً للقاعدة أو الجماعات الإرهابية الأخرى، التي تحاول الاستيلاء على السلطة عبر العنف، يشارك حزب الإصلاح في العملية السياسية.
لكنها قالت إن المنطق الأمريكي وراء ضربات الطائرات دون طيار (في اليمن) أضفى شرعية على سعي دول أخرى لتنفيذ عمليات اغتيال خاصة بها.
وأضافت أن “الفكرة الضبابية الغامضة للغاية للحرب على الإرهاب تركت الباب مفتوحاً على مصراعيه لأي نظام لكي يقول: “هذه كلها حرب على الإرهاب”.
على قمة أهداف برنامج الاغتيالات الإماراتي، بحسب غيلمور وغولان ، كان “مايو”، زعيم حزب الإصلاح في عدن.
أشخاص لا يحبهم “بن زايد”
حين سُئل غولان عن أخلاقيات وشرعية قتل القادة السياسيين للإصلاح غير المسلحين في مقابل الإرهابيين المسلحين، أجاب: “أعتقد أن هذه الثنائية هي ثنائية فكرية بحتة”.
ويعمل غولان على تصميم أعمال الاغتيال الخاصة به على ضوء برنامج القتل المستهدف في إسرائيل، والذي يجري تنفيذه منذ تأسيس الدولة (عام 1948).
وقال إنه رغم بعض الأخطاء، تم تنفيذ البرنامج بشكل صحيح.
ويجادل بأنه يوجد أعداء إرهابيون يشكلون خطرا شديدا وقاسيا، ويصعب إلقاء القبض عليهم، ومن ثم فإن الاغتيال هو أفضل حل.
ورأى أن فريقه ليس فرقة قتل.
وروى غولان أن الإمارات قدمت أسماء لا علاقة لها بالإصلاح أو أي جماعة إرهابية، لكنه رفض متابعة هؤلاء الأفراد.
وهو ادعاء لا يمكن التحقق منه.
وادعى غولان أنه بناء على خبرته العسكرية كان بإمكانه معرفة ما إذا كان الهدف إرهابياً أم لا بعد أسبوع أو أسبوعين من المراقبة.
واعترف بأن بعض الأهداف قد تكون مجرد أشخاص لم يكونوا يحظون بقبول العائلة الحاكمة.
وفي إشارة إلى ولي العهد محمد بن زايد، قال غيلمور: “هناك احتمال أن يكون الهدف شخصاً لا يحبه بن زايد. سنحاول التأكد من عدم حدوث ذلك”.
رتب عسكرية إماراتية
عندما وصلوا إلى عدن، حصل المرتزقة على الأسلحة.
لكنهم فوجئوا ببنادق هجومية صينية ذات نوعية رديئة وقذائف آر بي جي، وفق غيلمور وغولان.
وفي مرحلة ما تم تعيينهم في الجيش الإماراتي، حيث تمت تسمية غولان “كولونيل” وغيلمور “مقدماً”.
وقال غيلمور إنه باستخدام مصادر سلمتها إليهم شبكة استخبارات الإمارات، وضع صورة عن نمط الحياة اليومية لـ”مايو”: المنزل الذي يعيش فيه، والمسجد الذي يصلي به، والأعمال التجارية التي يتردد عليها.
مر عيد الميلاد (الكريسماس) وكان المرتزقة يتآمرون حول كيف ينبغي أن يقتلوا “مايو”: غارة أم قنبلة أم قناص؟.
بعد مراقبة سريعة لمقر حزب الإصلاح، قرروا استخدام المتفجرات.
وبعد يومين، تذكر غيلمور أنهم حصلوا على معلومة مفادها أن “مايو” سيحضر اجتماعا كبيرا.
اجتمع غولان مع غيلمور وعضو آخر سابق في القوات الخاصة وجندي سابق في قوة دلتا، من أجل هذه المهمة.
تركوا وراءهم كل ما يمكن أن يكشف عن هوياتهم، وارتدوا مجموعة متنوعة من الأزياء العسكرية مع سترة صدرية مليئة بخزائن الذخيرة الاحتياطية.
وجميعهم كانوا يحملون بنادق AK-47، وواحد منهم كان يحمل قنبلة محملة بشظايا.
قفز غيلمور وغولان واثنان آخران في سيارة دفع رباعي مدرعة مع جندي إماراتي يرتدي ثياباً مدنية.
كان جنود الفيلق الأجنبي الفرنسي في سيارة دفع رباعي أخرى، توقف على مسافة قصيرة من موقع الهجوم، للاندفاع في حالة دخول الأمريكيين في موقف صعب.
وقبل وصول المرتزقة مباشرة إلى الباب الأمامي لمقر الحزب، يحملون الشحنة المتفجرة لقتل “مايو”، أطلق مقاتل في الجزء الخلفي من سيارة الدفع الرباعي النار على طول الشارع الخلفي.
كانت توجد طائرة دون طيار تحلق أعلاهم، حسبما يظهر في مقطع فيديو حصل عليه موقع BuzzFeed News .
قال غيلمور إنه أطلق النار على شخص في الشارع، لكن مسدسه تعطل.
وأضاف أنه غير متأكد ممن أطلق النار عليهم.
على أي حال، فإن المرتزقة الذين كانوا يحملون المتفجرات إلى المبنى استمروا رغم الضجة المحيطة به لمدة عشرين ثانية، قبل أن تنفض العملية دون تحقيق هدفها، كما يظهر الفيديو. (الأناضول)
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم عليك بالظلمة الطغاة العرب