الناصرة- “القدس العربي”: جدّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تهديداته لإيران وقال إن إسرائيل ستمنعها من حيازة سلاح نووي مع أو بدون اتفاق نووي، فيما دعا مسؤولون أمنيون إسرائيليون لخفض التوتر مع طهران في المرحلة الحالية.
وفي هذا المضمار قال نتنياهو في حديث للقناة العبرية 13 إن إسرائيل تواصل نشاطها السري الذي يبقى معظمه طي الكتمان، في إشارة لضرب أهداف إيرانية في سوريا وفي البحار.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد كشفت قبل أيام نقلا عن مصادر أمريكية ومصادر في الشرق الأوسط أن إسرائيل هاجمت 12 سفينة إيرانية في عرض البحار تحمل سلاحا ونفطا لدعم “الإرهاب”.
واعتبر بعض المراقبين أمثال الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد أن التسريبات المذكورة إسرائيلية ويقف خلفها نتنياهو طمعا بكسب نقاط انتخابية محذرا من خلط الأمن بالسياسة. وقال مسؤولون كبار في أجهزة المخابرات الإسرائيلية، العسكرية والعامة والخارجية، ضمن نقاشات مغلقة في الأيام الأخيرة إنه ينبغي تهدئة التوترات البحرية مع إيران.
وحسب موقع “والا” العبري أوصى هؤلاء بالامتناع عن الرد على ما سموه “العدوان” الذي قالوا إن إيران نفذته على مستوى مدني ضد سفن مملوكة لإسرائيل. جاء ذلك وسط تسريبات وتقارير صحافية تفيد بأن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم على سفينة إيرانية هذا الأسبوع في عرض البحر الأبيض المتوسط بعد أسبوعين على الانفجار “الغامض” لسفينة إسرائيلية في خليج عمان.
ونقل موقع “والا” عن أحد المصادر الإسرائيلية قوله إنه في الوقت الذي توجد فيه إدارة جديدة تقوم بصياغة السياسات في الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى تتفاوض مع طهران بشأن الاتفاق النووي، فليس من الصواب التصرف بعدائية ضد إيران، مضيفًا: “حان الوقت للتهدئة في هذه المرحلة رغم أن الإيرانيين يعملون في فضاء مدني وهذا أمر خطير للغاية”.
ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين محجوبي الهوية يمكن أن يتدهور الوضع بسهولة، ذلك “لأن الطريق البحري من آسيا إلى إسرائيل حساس بشكل خاص في منطقة مضيق هرمز، الذي يفصل الخليج العربي عن سواحل عمان، وعرفت سابقًا على أنها منطقة حدثت فيها ردود فعل إيرانية في العقد الماضي”.
وبحسب مصادر أمنية، فإن رئيس الأركان أفيف كوخافي يؤيد أيضًا نهجًا يسعى إلى تهدئة التوتر البحري المتنامي. وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية كشفت الخميس الماضي أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية أو تحمل نفطا إيرانيا متجهة إلى سوريا خلال السنة ونصف الماضية.
رئيس الأركان أفيف كوخافي يؤيد أيضًا نهجًا يسعى إلى تهدئة التوتر البحري المتنامي
وذكرت الصحيفة في تقرير لها يستند إلى أقوال مسؤولين أمريكيين وإقليميين، أنه منذ أواخر عام 2019 استخدمت إسرائيل أسلحة تشمل ألغاما بحرية لضرب السفن الإيرانية أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية أثناء توجهها إلى سوريا، في هجمات نفذت في البحر الأحمر وفي مناطق أخرى بالمنطقة.
وذكر التقرير أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت كذلك سفن شحن إيرانية تنقل بضائع أخرى، إذ يدعي أن في جزءٍ منها شحنات أسلحة. ولفت إلى أنه “لم يسبق أن تم الكشف عن هجمات استهدفت ناقلات نفط إيرانية، علما بأن مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا عن هجمات استهدفت قطعهم البحرية، في وقت سابق، وقالوا إنهم يشتبهون بتورط إسرائيل”.
واعتبرت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية على ناقلات النفط الإيرانية “تمثل بعدا جديدا في الحملة الإسرائيلية لمواجهة التموضع العسكري والاقتصادي لإيران في المنطقة”، مشيرة إلى أنه “منذ العام 2018، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية، معظمها على مناطق في سوريا، بحجة منع إيران من تعزيز نفوذها الإقليمي”.
وقال التقرير إن الهجمات الإسرائيلية جاءت “تحسبا من استفادة إيران من أرباح النفط، لتمول “أذرعها” في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن “بيع النفط الإيراني تواصل على الرغم مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران والدولية المفروضة على سوريا. وزعم التقرير، أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يسيطر على شحنات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا، وأن الغرض من هذه العمليات الإيرانية هو الالتفاف على العقوبات المفروضة على كل من إيران وسوريا لـ”تمويل الحرس الثوري”، مشددا على أن “مثل هذه الشحنات غالبا ما تحمل نفطا بمئات الملايين من الدولارات”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن “مسؤولين عسكريين إقليميين”، قولهم إن “الشاحنين غالبا ما يعلنون عن وجهات خاطئة لناقلات النفط، ويستخدمون ناقلات قديمة صدئة لتجنب الأخطار، وأحيانا ينقلون النفط من سفينة إلى أخرى في عرض البحر لتجنب اكتشافه”. وتجري المناقشات في وزارة الحرب الإسرائيلية، بعد أن شهد الأسبوعان الماضيان تصعيدًا للتوتر، بين الدولتين بشأن هجمات على سفن في الخليج والبحر الأبيض المتوسط.
وقال مصدر في فريق التحقيق في إيران أيضًا إن إسرائيل مسؤولة على الأرجح عن الهجوم على سفينة “ايران شهركرد” يوم الأربعاء 11 مارس/ آذار في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، وأدى ذلك إلى إلحاق أضرار بهيكل السفينة. وفيما لم تعلق إسرائيل بعد على الحادث غير أن جهات سياسية وإعلامية في إسرائيل تستبعد التهدئة مع إيران قبيل انتخابات الكنيست الـ24 في 23 مارس/ آذار الجاري لأن نتنياهو راغب باستخدام الشأن الإيراني فزاعة ومنجما ليستمد منه حجارته الدعائية وتوظيفها لزيادة احتمالات حزبه بتشكيل حكومة مستقرة بعد تجارب فاشلة منذ نهاية 2018.
وحسب هذه الرؤية يستغل نتنياهو التوتر مع إيران لترهيب الإسرائيليين ويدفعهم للاصطفاف خلفه باعتباره المسؤول الإسرائيلي الوحيد المجرب والقادر على مجابهة إيران وأن خصومه بدون تجربة ودون علاقات دولية وقدرات، وفق ما قاله نتنياهو مجددا للقناة 13 ليلة السبت.
ويشار إلى أن إسرائيل وإيران قد انتقلتا من الصداقة والتحالف إلى العداء عقب الثورة الإيرانية عام 1979 واستبدال حكم الشاه بحكم الخميني. وفي هذا المضمار كان سفير إسرائيل الراحل في طهران أوري لوبراني قد قال في مقابلة تلفزيونية عام 2015 إن السجادة الفريدة في صالون بيته سجادة فارسية تلقاها كهدية من الشاه تقديرا لدوره في إتمام صفقة بيع سلاح إسرائيلي لإيران قبيل الثورة فيها.
ويدور الصراع اليوم بقوة على خلفية مساعي إسرائيل منع التموضع الإيراني في سوريا، حيث تواصل الأولى ضرباتها ضد أهداف إيرانية باتفاق صامت مع روسيا. كذلك يتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران على خلفية انتخاب إدارة أمريكية جديدة ترغب بالعودة للاتفاق النووي مع إيران التي تريد العودة له بنصه وروحه، فيما ترفض حكومة الاحتلال ذلك وتريد فرض قيود وعقوبات أشد عليها.
وكشف وزير الأمن بيني غانتس، أن الجيش الإسرائيلي قد قام بتحديث كامل لخططه الهجومية المستقبلية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي مقابلة على قناة “فوكس نيوز” الأمريكية كرر غانتس أقواله بأن إسرائيل تمتلك خطة للهجوم وتواصل تحسينها. وتابع “ينبغي وقف التطلعات النووية الإيرانية، إذا أوقفهم العالم، فهذا أفضل بكثير، وإلا فعلينا اتخاذ موقف مستقل والدفاع عن أنفسنا”.
ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ينوي حاليًا استئناف المفاوضات مع الإيرانيين كجزء من جهود طموح للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
لا يوجد توترات اصلا. انتم حبايب و قمتم بتدمير سوريا و العراق و اليمن .
إذا أمكن إثارة انقسام بين الصهاينة ثم قيام حرب فيما بينهم فإن الإحتلال الصهيوني يسقط حتما. كل ذلك ممكن لما للمال من دور في الإختراق ثم تنفيذ التفكيك للعدو الصهيوني.