موقع بريطاني: اللوبي المؤيد لإسرائيل موّل نصف حملة ستارمر الانتخابية.. و”الجزيرة” كشفت علاقة مع سفارة تل أبيب

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “ديكلاسيفايد يو كي” تقريراً أعده جون ماكفوي قال فيه إن اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا موّل نصف حملة زعيم “العمال” كير ستارمر الانتخابية.

وفي تقرير حصري، كشف الموقع أن فريق حزب “العمال” البارز قَبِلَ 600,000 جنيه إسترليني من ممولين مؤيدين لإسرائيل.

وتضم قائمة المستفيدين من التمويل ستارمر نفسه، ونائبته أنجيلا رينر، ووزيرة الخزانة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزيرة الداخلية يوفيت كوبر. كما استفاد من التبرعات المالية من اللوبي الإسرائيلي، جوناثان  رينولدز، الذي ستشرف وزارته، التجارة، على صادرات السلاح إلى إسرائيل. وكذا العقل المدبر لانتخابات “العمال” بات ماكفادين، والذي ستضم مسؤولياته الآن الأمن القومي.

جاء في التقرير أن مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال” لا تكشف عن الممولين، إلا أن تحقيقاً استقصائياً أجرته قناة “الجزيرة” القطرية، عام 2017، كشف عن علاقة المجموعة الوثيقة بالسفارة الإسرائيلية في لندن

وبحسب الموقع، جاء بعض التبرعات من مجموعة “أصدقاء إسرائيل في حزب العمال”، وهي مجموعة ضغط تنظم رحلات “تقصي حقائق” إلى المنطقة. ووردت أسماء ريفز وماكفادين ورينولدز ووزير التكنولوجيا بيتر كي كنواب لرئيس مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال”.

 وتلقى الحزب دعماً مالياً من رجال الأعمال المؤيدين لإسرائيل، غاري لوبنر وتريفور تشين وستيوارت رودين، وتصل قيمة التبرعات إلى 600,000 جنيه إسترليني. وشملت قائمة المستفيدين ليسا ناندي  وليز كيندال وويس ستريتنغ وستيف ريد وكلهم وزراء في الحكومة الجديدة.

وجاء في التقرير أن مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال” لا تكشف عن الممولين، إلا أن تحقيقاً استقصائياً أجرته قناة “الجزيرة” القطرية، عام 2017، كشف عن علاقة المجموعة الوثيقة بالسفارة الإسرائيلية في لندن.

 وتم تصوير مسؤول المجموعة البرلمانية، مايكل روبن، وهو يقول إن أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال”، والسفارة الإسرائيلية “في الحقيقة تعملان معاً، لكن الكثير منه خلف الأضواء”.

وظهرت جوان ريان، النائبة العمالية السابقة، ورئيس المجموعة، وهي تناقش مبلغاً محتملاً من مليون جنيه إسترليني مع مسؤول في السفارة الإسرائيلية. وحصل سبعة أفراد في حكومة ستارمر الجديدة على تمويل من مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال”، بمن فيهم لامي وريفز وستريتنتغ، وزير الصحة.

ورغم أن ستارمر لم يحصل على تمويل من مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال”، إلا أنه ألقى خطابات في مناسبات عدة نظمتها المجموعة. وفي خطاب ألقاه في حفلة غدائها السنوية، بتشرين الثاني/نوفمبر 2021، كرر الكلام العنصري والاستعماري، بأن إسرائيل أنشأها “الديمقراطيون الاشتراكيون الذين جعلوا الصحراء مزهرة”.

 وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، قال ستارمر إن مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال” هي “مصدر لا يقدر بثمن للطاقة والأفكار لي ولفريقي”.

وبحسب موقع “ميدل إيست آي”، يلتقي وزير الصحة ستريتنتغ بشكل منتظم مع مجموعة أصدقاء إسرائيل بالبرلمان.

ودعمت جماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل مستشارين لفريق حكومة ستارمر. فقد مولت “الشبكة الأوروبية للقيادة”، والتي تهدف إلى تقوية الصلات بين أوروبا وإسرائيل، زيارة كل من ستريتنغ وبريجيت فيليبسون مسؤولة الطواقم في البرلمان.

ونقل موقع “أوبن ديمقراسي” عن مستشار برلماني ذهب مع وفد: “كانت هناك أجندة واضحة وجلية والتأكد من مواقف مؤيدة لإسرائيل للناس الذين سيدخلون الحكومة”.  وقال الموظفون إنه، بعد عودتهم من الرحلة، سألهم مسؤول بارز في السفارة الإسرائيلية: “هل استمتعم بالرحلة التي أرسلناكم بها؟”.

 ويعتبر الملياردير الأمريكي بيرني ماركوس واحداً من داعمي الشبكة الأوروبية للقيادة، وهو من داعمي دونالد ترامب والممولين للجنة الأمريكية- الإسرائيلية للعلاقات الخارجية، إيباك. وكشف التقرير في “ديكلاسيفايد يو كي” أن تسعة من فريق ستارمر البارز قبلوا تمويلاً من رجال أعمال مؤيدين لإسرائيل. وواحد من كبار المتبرعين هو تريفور تشين، صاحب المليارات البريطاني، والذي قضى سنوات وهو يعمل في صناعة السيارات، ويدير شركات مثل “إي إي” و”أر إي سي” و”كويك فيت”، ويعتبر تشين من الداعمين الكبار المؤيدين لإسرائيل. وموّلَ، منذ الثمانينات من القرن الماضي، مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال”، والمجموعة الأخرى في حزب المحافظين. وكشف تحقيق سابق للموقع كيف ضغط  تشين على حكومة جون ميجر بشأن سياساتها في التسعينات من القرن الماضي. وكتب مسؤول في الخارجية البريطانية واصفاً تشين بأنه “قد يكون مدافعاً صعباً عن القضية الإسرائيلية، وهو ليس بأي حال حمامة”. وأضاف الدبلوماسي قائلاً: “شعوري الشخصي أنه لا ينسجم مع المشهد السياسي الإسرائيلي، مع أنه يلتقي مع القادة من خلال نشاطات جمع الأموال”، مشيراً إلى علاقة بين تشين ودولة إسرائيل. وكان والد تشين، روزر تشين، رئيساً للصندوق القومي اليهودي في بريطانيا. وهذه المنظمة، شبه حكومية دعمت الاستيطان غير الشرعي في فلسطين، ووصفها المؤرخ إيلان بابيه بأنها “وكالة استعمارية للتطهير العرقي”.

وقدم تشين 50,000 جنيه إسترليني في حملة ستارمر ليصبح زعيم “العمال” في 2020. وتبرع لريفز ورينر ولامي وستريتنغ وفيليبسون وليزا ناندي، الرئيسة السابقة لمجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب “العمال”، ووزيرة الثقافة حالياً. واستفادت أيضاً من تبرعاته، كيندال، وزيرة العمل والتقاعد، ووزير المناخ ستيف ريد. وبلغ حجم التبرعات من تشين 180,000 جنيه إسترليني.

 ويعد غاري لوبنر، الشرطي السابق في نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا وأحدا من كبار المتبرعين لمنظمة النداء اليهودي الإسرائيلي الموحد. وقدم لوبنر حوالي 6 ملايين جنيه استرليني منذ تولي ستارمر قيادة الحزب، بما في ذلك 900,000 جنيها لدعم خزينة الإنتخابات. وتم توجيه حوالي 350,000 جنيها لدعم حملة  لامي وريفز وكوبر.

الموقع: ستارمر كرر الكلام العنصري والاستعماري، بأن إسرائيل أنشأها “الديمقراطيون الاشتراكيون الذين جعلوا الصحراء مزهرة”

ويعد ستيوارت رودين، رجل أعمال تبرع  لإسرائيل، وهو مدير محافظ وقائية سابق، حيث تبرع لحزب “العمال” بمليون جنيه إسترليني منذ عام 2023، منها 80,000 لدعم مكتب فيليبسون وناندي.

وأشار الموقع إلى أن واحداً من تعيينات ستارمر المفاجئة ريتشارد هيرمر، وهو محام سيكون عضواً في الحكومة بصفة النائب العام. وفي الوقت الذي أجاب فيه ستارمر على سؤال مذيع “أل بي سي” أن إسرائيل “لها الحق” بقطع الماء والكهرباء عن غزة، إلا أن هيرمر كان من  المحامين اليهود البارزين الذين كتبوا، في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حاثّاً إسرائيل على تذكّر “التزاماتها الدولية”. وذكر هيرمر، في رسالته إسرائيل بأن “العقاب الجماعي محظور بموجب قوانين الحرب”، وقال، في مقابلة مع “أل بي سي”: “في الوقت الذي يطلب فيه القانون الدولي من المتقاتلين التأكد من عدم حدوث دمار كبير ضد المدنيين والبنى التحتية”، “فمن المستحيل فهم كيف سيكون حرمان السكان المدنيين من الأساسيات الضرورية للحياة متوافقاً مع القانون الدولي”.

وقبل ذلك انتقد هيرمر قانون المحافظين ضد مقاطعة إسرائيل، بأنه “وبملامح عدة غير منسجم مع التزاماتنا بموجب القانون الدولي”. وقال، في تموز/ يوليو 2023: “لو كان هذا القانون ساري المفعول في الثمانينات من القرن الماضي لاعتبر على الأرجح غير شرعي، ولم يمنح صفة استثنائية في ضوء موقف رئيسة الوزراء [مارغريت تاتشر] في حينه بأن نيسلون مانديلا كان إرهابياً ونظام الفصل العنصري كان حليفاً”. وحل هيرمر محل إميلي ثورنبيري، النائب العام في حكومة الظل، التي دافعت علناً عن موقف ستارمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية