واشنطن-“القدس العربي”:
تضمنت مسودة تعديل الدستور ، التي أعلنتها الرئاسة الجزائرية، مقترحاً جديداً يطرح لأول مرة، وهو يتعلق بإمكانية إرسال وحدات عسكرية إلى الخارج بعد موافقة البرلمان الجزائري، ووفقاً للمسودة، فإنه “يجوز للجزائر في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، المشاركة في عمليات حفظ السلام، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للرئيس أن يقرر إرسال وحدات الجيش إلى الخارج بعد تصويت أغلبية الثلثين في البرلمان”.
وفي قراءة لهذا الاقتراح المفاجئ، أشارت الكاتبة داليا غانم في مقال نشره موقع ” ميدل إيست آي” البريطاني إلى أن اعتماد التعديلات سيشكل تغييراً كبيراً، حيث شجعت الجزائر، منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962، على سياسة عدم التدخل، وسعت إلى الوساطة والاندماج والحوار مع جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك التيار الإسلامي مثل النهضة التونسية.
بالنسبة للجزائر، فات الأوان لإحداث فارق حقيقي في ليبيا
ولاحظت الكاتبة غانم أن الجزائر تحاول على ما يبدو، ضمن تضاريس إقليمية جديدة تتميز بالتهديدات على الحدود، إعادة التموضع من خلال الانحراف عن مبادئها الصارمة بعدم التدخل، وقالت إن إعادة صياغة هذه العقيدة قد يستغرق المزيد من الجهد والوقت، ولكنها بالتأكيد ترفع إحدى المحرمات الهامة.
والسؤال الذي يبرز هنا مع هذه التغييرات هو هل تستعد الجزائر لتصبح قوة فاعلة ذات صلة في إدارة الأزمات المتعددة في الجوار؟ الأجابة التي قدمتها غانم تستنتج أنه من المؤكد أن البلاد تحاول زيادة حماية فنائها الخلفي في منطقة مضطربة، بما في ذلك ليبيا التي تعتبر مصدراً للمخاوف الأمنية، ولكن الكاتبة تؤكد هنا أنه قد فات الأوان على الجزائر لإحداث فرق حقيقي في ليبيا، مع الإشارة إلى أن جميع محاولاتها للتوصل إلى تسوية سياسية قد باءت بالفشل.
وأكدت الكاتبة أن بداية الأزمة الليبية في عام 2011 كانت فرصة ضائعة، حيث كان بإمكان الجزائر أن تتدخل بطريقة منتجة من خلال الجهود العسكرية والدبلوماسية، ولكنها بدلاً من ذلك، التزمت في مبدأ عدم التدخل، مما مهد الطريق أمام عملية الناتو العسكرية الخاطئة.
وقد ساعد هذا الموقف، والحديث لغانم، على تسهيل التدخل الأجنبي من قبل جهات إقليمية ودولية، وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من تأكيد الجزائر بأن طرابلس، هي خط أحمر لا يجوز لأحد تجاوزه، إلا أن الجنرال خليفة حفتر حاول الاستيلاء على المدينة ولكنه فشل، ويمكن قول نفس الشيء عن المناورات الدبلوماسية غير المثمرة، مثل معارضة الجزائر لتدخل أنقرة في ليبيا، حيث أرسلت تركيا في نهاية المطاف القوات لدعم حكومة الوفاق الوطني بناءً على طلبها.
يمكن للجزائر الآن التدخل لردع التهديدات المحتملة والمغامرات العسكرية
وتقترح التعديلات الدستورية أن الجزائر تعلمت دروساً من اخطاء سياستها تجاه ليبيا منذ 2011، وتسمح لها بأن تكون أكثر استباقية إذا اندلع صراع جديد في دولة مجاورة، وفي مثل هذا السيناريو، كما تضيف الكاتبة، يمكن للجزائر الآن التدخل لردع التهديدات المحتملة أو المغامرات العسكرية، ولكن من أجل القيام بذلك، يجب على النظام الجزائري التخطيط وإعداد سكانه لهذا التحول الإستراتيجي.
وأكدت أن هناك حاجة إلى نقاش وطني جدي لإقناع المواطنين بضرورة” التحول العقائدي”، وهكذا ستصل رسائل لا لبس فيها إلى الدول الأخرى، مفادها أن الجزائر ليس لديها القدرات فحسب، بل أيضاً الإرادة لتنفيذ التهديدات إذا لزم الأمر.
وخلص الموقع البريطاني إلى أنه بالنظر إلى التاريخ الدبلوماسي والقوة العسكرية والطموحات الإقليمية للجزائر، فإن هذا التحول يمكن أن يسمح للجزائر بأداء دورها الذي أعلنته باعتبارها وسيطاً قوياً، ولكن لا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا كان سيكون هناك تغيير كبير في السياسة الخارجية للجزائر.
انا من ورقلة و الاحظ ان وقوف الجزاءر على الحياد في الصراعات الخارجية قد يجنبنا مشاكل نحن في غنى عنها يعني انا ضد التدخل الخارجي في شؤون الغير باستخدام القوة الا في حالة حفظ السلام و الامن الدولي
المثل يقول أن تأتي متأخرا خير من لا تأتي لقد طالت المدة لكي يغير الجيش عقيدته القتالية نظرا للتطورات الكبيرة والإستراتيجية والإقليمية والحساسة. فالأمر حتمي وأكيد .
ربما كثرت عليه نعوث و أوصاف القوة فأحب أن يجرب أو يعيش تلك العظمة واقعا ، لكن الواقع غير الخيال .
اللهم احفظ الشقيقة الكبرى الجزائر.وسدد خطاها وخطى جيشها لما فيه مصلحتها ومصلحة مغرب العروبة الكبير.
ومن يحمي ظهر وثروات فرنسا في مالي والساحل الإفريقي!!!
والجزائر لم تخطئ ابدا في ماكانت قد تصرفت به التجاه الازمة الليبية، لان حكمة وبراعة الديبلوماسية الجزائرية،هي احتوائ الضرر الذي وقع في ليبيا وعدم تركه ينتشر كنار في الهشيم، اما حل الازمة الليبية الى اليوم، الناتو لا يريدوها ان تحل في اطار ارادة الشعب الليبي والقانون الدولي، لان نفس هذا الناتو والدول التي تشكله هي من تتحدث عن شرعية ما اقرته الامم المتحدة وتحت الطاولة هي التي تقف وراء العربان الخليجيون ومصر وغيرهم للمزيد من الفتنة والانقسام بين الليبيين،وتدفع بتركيا الى تسليح الفرقة التي شرعتها الامم المتحدة وبذالك يكون الناتو هو المستفيد الاول والاخير بالطبع موازاتا مع الكيان الصهيوني،لتبقى الفوضى والااستقرار والاقتتال الى اخر نقطة نفط في ليبيا وليس اخر قطرة دم…
وان لم يكن الغرب المتصهين هو راس الحربائ في اقتتال الليبيين لتمكنت الجزائر من جمع الليبيين تحت مضلة واحدة، للخروج ببلادهم وشعبهم من هذا النفق الصهيوغربي الذي وضعت فيه ليبيا كباقي الدول والشعوب التي تناهض الكيان الصهيوني.
اذا كان هناك لوم فيجب ان يلام المجرم على جرائمه وليس ان تلام الجزائر لانها لم تزج بجيشها في امر هو بالاصل مكيدة غربية صهيونية، لاقحام الجزائر دولة وشعبا وجيشا في مستنقع، يعتبر مصيدة…الجزائر عندما يكون القتال واجب ومفرض لنصرت الاشقاء لن تتردد العدوان على مصر 1967،الحرب على الكيان الصهيوني 1973.والجزائر لا تتوانئ في نصرت السلم بجيشها وبدبلوماسيتها، حرب العراق وايران واسقاط طائرة وزير الخارجية الجزائري بصاروخ عراقي اوض جو… اذن اليوم الجزائر تسعى لدسترت ما يمكن القيام به خارج الحدود، بارادة دستورية قانونية في اطار الشرعية الدولية لاغير…
المهم اننا مع جيشنا حتى للموت