تل أبيب: قال موقع عبري، مساء الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صدق على قرار تفجير أجهزة اتصال لاسلكي في لبنان مطلع الأسبوع الجاري، خلال مشاورات أمنية مع كبار الوزراء وقادة أجهزة الاستخبارات.
ونقل موقع “والا” عن مسؤولين أمريكيين كبار لم يسمهم، إن إسرائيل كانت وراء انفجارات لبنان التي أسفرت عن استشهاد 11 شخصا وإصابة نحو 4 آلاف آخرين، رغم تنصل مكتب نتنياهو الثلاثاء، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة “إكس” ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفه.
نشر مستشار نتنياهو توباز لوك تدوينة على منصة “إكس” ألمح فيها إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفها
وعقب تفجير آلاف من أجهزة الاتصال “بيجر”، خاصة بعناصر من “حزب الله” ومدنيين، تداول ناشطون على مواقع التواصل أنباء عن سحب أجهزة الاتصال من هذا النوع من العديد من أطباء وموظفي الجامعة قبل أيام، على اعتبار أنها “صدفة غريبة”.
و”بيجر” جهاز اتصال إلكتروني لاسلكي صغير ومحمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالمجال الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، وهو يعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية.
ادعاءات إسرائيلية
ووفق الموقع العبري: “أدت العملية إلى تحييد جزء كبير من نظام القيادة والسيطرة العسكري لحزب الله”.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم “إن هناك الآن احتمالًا كبيرًا بحدوث تصعيد كبير على الحدود الشمالية، والجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسبًا لرد واسع النطاق من جانب حزب الله”.
كما نقل “والا” عن مصدر إسرائيلي “مطلع على التفاصيل” لم يسمه، قوله: “تمت الموافقة على عملية تفجير أجهزة اللاسلكي من نوع بيجر بداية الأسبوع في إطار سلسلة من المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع من كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة المخابرات”.
جاءت العملية بعد أقل من يوم من زيارة المبعوث الأمريكي اموس هوكشتاين إلى إسرائيل
وتأتي العملية بعد أقل من يوم من زيارة المبعوث الأمريكي اموس هوكشتاين إلى إسرائيل، والتي حذر خلالها نتنياهو من مغبة أي تصعيد كبير في لبنان.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر للموقع إن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت قضيا الثلاثاء عدة ساعات في الحفرة (غرفة محصنة تحت الأرض) بالكرياه (مقر وزارة الدفاع) بتل أبيب لبحث الوضع في لبنان.
مرحلة جديدة
وأوضح الموقع أن إسرائيل “نفذت العملية لفتح مرحلة جديدة في المعركة ضد حزب الله من ناحية، ولكن من أجل إبقائها تحت عتبة الحرب الشاملة من ناحية أخرى”.
وذكر المصدر أن العملية “هدفت إلى زعزعة أمن حزب الله وخلق شعور بين صفوف التنظيم بأنه مخترق بالكامل من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية”.
هدفت العملية إلى زعزعة أمن حزب الله وخلق شعور بين صفوف التنظيم بأنه مخترق بالكامل من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية
وقال المصدر إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قدرت قبل العملية أن حزب الله قد يرد بهجوم مضاد كبير على إسرائيل.
وتشهد إسرائيل حالة من التأهب؛ إذ اتهمتها الحكومة اللبنانية و”حزب الله” بالمسؤولية عن التفجيرات، وتوعدها الحزب بـ”قصاص عادل”، وهو ما قابلته تل أبيب بصمت رسمي.
ومنذ أيام، يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة “حزب الله”، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية.
(الأناضول)