ميدل إيست آي: أنقرة تنتظر استثمارات الإمارات ونسيت ملف دحلان ودوره في انقلاب 2016

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن–”القدس العربي”: نقل موقع “ميدل إيست آي” في لندن عن مصادر تركية قولها إن الرئيس رجب طيب أردوغان يعول على زيارة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد الأربعاء لكي يقوم باستثمارات تضخ وتنعش الاقتصاد التركي المترنح.
وفي تقرير أعده مراسل الموقع في أنقرة رجب صويلو قال “بعد 10 أعوام من التنافس والاتهامات بالتآمر للإطاحة بالحكومة التركية سيزور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد أنقرة يوم الأربعاء”.
وبدأت تركيا والإمارات العربية المتحدة بمحاولات إنعاش العلاقات الدبلوماسية بسرعة مفاجئة العام الماضي، وبعد سلسلة من حروب الوكالة في ليبيا ومصر والقرن الإفريقي، بشكل قاد الكثير للتساؤل عما يمكن حصول كل طرف عليه من هذا الوفاق. وقال مسؤول تركي رفض الكشف عن هويته إن إعلان الإمارات في المحادثات السرية عن استعدادها للتقارب بداية هذا العام كانت وراء العملية. وقال مسؤول تركي “لا توجد مساحة للعواطف في السياسة الخارجية” و “يعرف الجميع أن السياسة الخارجية تقوم على النزاع الذي لا ينفع أي أحد”.
وأكد المسؤولون الأتراك أن تركيا لم تغير أي من مواقفها من أجل تحسين العلاقات مع الشيخ محمد بن زايد، الحاكم الفعلي للإمارات.

وقال مسؤول ثان “لا نزال في ليبيا ولا نزال في القرن الأفريقي” و “لا نزال نعمل ما نقوم بعمله”. ويعتقد بعض المسؤولين أن بعض تحركات الإمارات التي وضعتها في خلاف مع تركيا، مثل دعمها نشاطات شركة فاغنر الروسية التي أرسلت مرتزقة هناك للإطاحة بحكومة الوفاق الوطني في طرابلس ارتدت سلبا عليها وأغضبت الولايات المتحدة. وقال المسؤول الثاني “كانت استراتيجيتهم السابقة مكلفة” و “الآن، وفي ظل إدارة بايدن في الولايات المتحدة، فهم بحاجة لحلفاء من أجل موازنة إيران”.

وتوافق سينزيا باينكو، الخبيرة بشؤون الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية على حاجة الإمارات القيام بتغييرات في السياسة بسبب المدخلات الواضحة من إدارة بايدن والعوامل الداخلية، مثل الحاجة لتخفيض كلفة التدخلات الخارجية المكلفة والتركيز على مرحلة ما بعد كوفيد-19. مضيفة إلى وجود حس بالفرصة فيما يتعلق بتركيا “ففي الوقت الذي لم تغير فيه تركيا سياستها الإقليمية، فهناك فهم لدى الحكومة التركية أنها منفتحة على التنازلات”.

وواحد من الأمثلة هو طريقة تعامل تركيا مع القنوات المصرية المعارضة والتي تتخذ مقرا لها في إسطنبول. ففي بداية هذا العام طلب المسؤولون الأتراك من بعض القنوات، بما فيها واحدة تملكها جماعة الإخوان المسلمين التي تعاديها الإمارات وقف بعض من مواقفها السياسية. ورغم أنه لم يتم طردها من تركيا إلا أن التحرك كان إشارة عن إبعاد أنقرة نفسها عن الإخوان المسلمين واستعدادها لفتح العلاقات من جديد مع مصر والإمارات. ويظل هناك موضوع قائم ويتعلق باتهامات تركيا لأبوظبي بتمويل المحاولة الانقلابية ضد أردوغان عام 2016، واتهمت بشكل واضح الناشط الفلسطيني محمد دحلان بأنه الرجل الذي توسط مع الانقلابيين. ويبدو أن تركيا قد فقدت الاهتمام بالموضوع. ولكن المسؤولين يقولون إن دحلان لم يعد حاضرا بنفس الطريقة التي كان يظهر فيها سابقا. وأشار البعض للاتهامات التي لم يتم تأكيدها من وضعه تحت الإقامة الجبرية، مع أنه لا يزال يرسل تغريداته من حسابه على تويتر في شؤون تتعلق بالقضية الفلسطينية. ويقول مصدر منفصل على معرفة بالاتصالات التركية- الإماراتية إن الطرفين يتبادلان الآراء في القضايا الإقليمية واتفقا على الاختلاف في بعض المجالات. وقال المصدر إن تركيا عبرت عن معارضتها لقرار الإمارات هذا الشهر تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

وتقول المصادر إن واحدا من المحفزات التي استخدمها بن زايد لتلطيف الموقف التركي هي وعوده باستثمارات ضخمة في تركيا. وبحسب مصدر مطلع أخبر الموقع فقد أخبر ولي العهد أردوغان في مكالمة هاتفية بداية هذا العام أنه مستعد لاستثمار 100 مليار دولار في تركيا. وقال آخرون إن حجم الاستثمار سيكون 10 مليارات على الأقل، وأي من الرقمين سيعطي دفعة للاقتصاد التركي. وعبرت هيئة الاستثمار الإماراتية والشركات المقربة من العائلة الحاكمة في أبو ظبي عن رغبة بالاستثمار في قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية والصناعات الأخرى بقيمة 3- 4 مليارات دولار.

وزار وفد بارز من أنقرة أبو ظبي ووزراء اقتصاد ورجال أعمال لمناقشة الفرص الاستثمارية. وتأتي العروض الإماراتية في وقت تعاني فيه العملة التركية من انخفاض لم تشهده البلاد مما يضعف موقف الحكومة في انتخابات الرئاسة عام 2023. وتراجعت شعبية أردوغان إلى 38% حسب استطلاع نظم الشهر الماضي. وبسبب موقف أردوغان من سعر الفائدة فقد ارتفع سعر الدولار بالنسبة لليرة التركية بنسبة 55% منذ بداية العام الحالي. وفي لقاءات خاصة تحدث أردوغان عن احتمال الاستثمارات الإماراتية كعامل يمكن أن يساعد على استقرار الاقتصاد.

ويرى المسؤولون الأتراك أن الاستثمارات ستكون رابحة للطرفين، حيث تبحث الإمارات عن دول للاستثمار فيها وفي السوق التركي المربح. وقال المسؤول التركي الثاني “ستقوم الإمارات بخطوات تدريجية لخفض التوتر في المنطقة” و “بالنظر إلى الأفق، فهذه الاستثمارات الضخمة لن تصل في عام ولكن على مدى عدة أعوام بشكل سيقوي العلاقات الثنائية”. وترى بيانكو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن الاصطفاف ضد تركيا في منطقة شرق المتوسط بالإضافة للمصاعب المالية وأداء أردوغان المخيب في استطلاعات الرأي جعل أنقرة منفتحة أكثر لتعديل سياساتها من أجل الحصول على الدعم الإماراتي” و “بالتحديد الاستثمارات وكذا تخفيف المواقف القصوى فيما يتعلق بليبيا” و “فوق كل هذا لدى تركيا الدوافع الاقتصادية وهناك مقايضات عدة يجب عملها في ظل العملة التي فقدت قيمتها” كما تقول. لكن تراجع العملة التي فقدت نسبة 20% من قيمتها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر ستعقد من الاستثمارات الإماراتية. وقال مصدر في أبو ظبي إن التقلب في وضع العملة جعلهم قلقين لأن أي شيء يخططون لشرائه أو الاستثمار به أصبح رخيصا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية