باريس- “القدس العربي”: قال موقع “ميديا بارت” الفرنسي إنه بعد غياب دام خمس سنوات، قرر مدرب المنتخب الفرنسي لكرة القدم ديدييه ديشان استدعاء كريم بنزيمة للمشاركة في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، في خطوة تضع المعايير الرياضية قبل الجدل السياسي والحسابات الشخصية.

فبعد غياب طويل لأكثر من خمس سنوات، سيشارك بنزيما البالغ من العمر 33 عامًا في بطولة أوروبا في الفترة من 11 يونيو إلى 11 يوليو.

وقد كتبت صحيفة آس الاسبانية في مدريد أنه في الوقت الذي هجرت فيه الجماهير مدرجات الملاعب بسبب كورونا، يمكن متابعة الفرح الجماعي بعودة بنزيما على مواقع الشبكات الاجتماعية. منذ التتويج العالمي لمنتخب فرنسا  في عام 2018، كانت الأخبار الرياضية التي توحد صفوف الفرنسيين بخيلة نسبيًا، لكن وبعد الإعلان عن عودة بنزيما فرنسا الكروية كلها شعرت بالسعادة، حسب تعبير الصحافي ستيفان غاي. شعرت بالسعادة لأنها بدأت تحلم بكرة القدم مرة أخرى، بدأت تتخيل كيف سيكون أداء كريم بنزيمة عندما يلعب إلى جانب كيليان مبابي وأنطوان غريزمان، لتتساءل من هو المنتخب الآخر التي يمكن أن يهزم فرنسا التي تزخر بمثل هذا الأسطول؟

إنها سعيدة لأنها لم تعد تؤمن بذلك. لأنها سئمت من رؤية الأدلة التي تصادرها الاعتبارات السياسية والاستياء الشخصي.

كانت تحسد إسبانيا التي تحدثت عن كريم بنزيمة فقط لأهدافه وسجلاته وألقابه وموهبته، وهي التي سمعت اسمه فقط في خضم نقاشات مقززة، يقول “ميديابارت”.

في نفس الوقت الذي كان يبني فيه مسيرة رياضية استثنائية في إسبانيا، أصبح كريم بنزيمة موضوعًا سياسيًا في فرنسا، وهو موضوع مثير للجدل. في نهاية عام 2015، حصل على مرتبة الشرف بخروج رئيس مجلس الوزراء.

مانويل فالس، رئيس الوزراء السابق قال: “إذا لم يكن نموذجيًا، فلن يكون له مكان في المنتخب الفرنسي”. عضو مجلس الشيوخ عن “التجمع الوطني” اليميني المتطرف ستيفان رافييه، وصف بن زيمة على أنه “فرنسي على الورق”، وأنه “كان عليه أن يلعب فقط للمنتخب الجزائري”.

هذه الصورة للفرنسي السيئ التي ظلت لصيقة باسم كريم بنزيما، ذلك جريء القادم من طبقة سياسية ابتليت بالتهرب الضريبي والفساد. غير أنه في عام 2016، كشف “ميديابارت” أن اللاعب اختار فرنسا كمقر لشركته ودفع ضرائبه فيها. بن زيمة توج بطلا لأوروبا أربع مرات مع ريال مدريد، وخامس أفضل هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وثاني أفضل هداف فرنسي في التاريخ. ابن مدينة ليون الفرنسية يواصل إحراز سلسلة من الألقاب والأرقام القياسية كأسطورة حقيقة في عالم كرة القدم.

قرار ديشان بإعادة بنزيما إلى المنتخب الفرنسي لم يكن من منطلق التساهل ولا من باب الالتزام، بل فعل ذلك لأن كريم هو أفضل مهاجم فرنسي تحت تصرفه اليوم، يوضح “ميديابارت”، مشيرا إلى أن بعد عشر سنوات من كشف “قضية الكوتا” من طرف “ميديا باترت”، أن هناك شيئاً ممتعاً في عالم كرة القدم وهو خروج هذه الرياضة من النقاشات حول الهوية والقرارات ذات الدوافع السياسية الخفية بل عادت إلى جوهر النقاشات: وهي المستوى والأداء والفعالية.