باريس- “القدس العربي”: كشف موقع “ميديابارت” الفرنسي، أن الارتداء المتزايد للعباءات من قبل مراهقات على “تيك توك” يضع الحكومة الفرنسية في حالة غليان واضطراب، حيث انتقد وزير التربية الوطنية في تعميم نُشر الخميس، شبكات التواصل الاجتماعي ”لتشجيعها الهجمات على العلمانية”.
وقال “ميديابارت” إنه انكب على مقاطع الفيديو هذه الخاصة بهؤلاء المراهقات اللواتي أصبحن يزعجن الحكومة الفرنسية منذ شهرين، على غرار Annel التي لم تتخيل من خلال تصوير نفسها في نهاية الصيف في ردهة المبنى الخاص بها، وهي ترتدي عباءة (عباية) أن الفيديو سيكون في قلب الجدل تزامناً مع الدخول المدرسي.
وعلّقت الفتاة التي تمتلك حالياً حوالي مليون مشترك، على مقطع الفيديو القصير الخاص بها بالقول: “ضع حزاما على العباءة للذهاب إلى الفصل حتى لا يقولوا إنه لباس إسلامي”. وحظي المقطع بحوالي مليون من المشاهدات و1,2 مليون إعجاب.
في مقطع فيديو آخر، تظهر أيضاً Annel وهي ترتدي عباءة بحزام، معلقة: “بالنسبة لأولئك الذين يذهبون إلى الفصل أو حتى العمل، لا يمكنهم قول أي شيء. ثم إن العباءة راقية للغاية”. في التعليقات، يمكننا قراءة نصيحة: “فلتجربن ارتداء العباءة ذات الأنماط حتى لو لم تكن مربوطة بحزام، فلا يعتبرن ذلك زياً دينياً”.
وأوضح “ميديابارت” أن العديد من مقاطع الفيديو هذه تم رصدها من قبل اللجنة الوزارية لمنع الانحراف والتطرف (CIPDR) ووصفتها بأنها أدوات “للدعاية الإسلامية”. وكانت صحيفة “لوبارزيان” الفرنسية، قد كشفت في نهاية شهر سبتمبر الماضي، عن مذكرة سرية أصدرتها الهيئة، ونبّهت فيها إلى تصاعد “الخطاب الإسلامي الذي يشكك في العلمانية في المدرسة” على الشبكات الاجتماعية، تيك توك وتويتر في المقدمة. ومن دون الخوض في التفاصيل، أشارت المذكرة إلى تورط بعض “المؤثرين” في الترويج لارتداء العباءة.
بعد شهرين من ذلك، نشرت وزارة التربية الوطنية يوم الخميس الماضي، تعميماً يدعو إلى “العقاب المنهجي” للطلاب الذين يحاولون التحايل على قانون مارس 2004 بشأن ارتداء الملابس.
وبعيدا عن العقوبة المحددة، يمكن لرئيس المؤسسة أيضا “معاقبة” طالب على أفعال ارتكبت في الخارج، بمجرد أن “من المحتمل أن يخل بسير المؤسسة”. وسبق أن حذر الوزير أن “الجمهورية أقوى من تيك توك”. وأكد “ميديابارت” أن مديرة مدرسة أنطوان بورديل الثانوية (Tarn-et-Garonne) اتخذت إجراء قانونيا بعد بث مقطع فيديو على تيك توك لمقابلة سجلتها طالبة دون علم معلمتها، التي اعترضت على ارتدائها العباءة.
ويحذر البعض من أن التركيز السياسي والإعلامي غير المتكافئ على العباءة يخاطر أيضا بالتسبب في عودة ظهور هذا الثوب وتحويله إلى رمز. وخير مثال على ذلك، ما حصل قبل عامين مع قميص crop top الذي لم يكن وزير التربية الوطنية وقتها يعتبره زياً جمهورياً. ففي اليوم التالي، وصل الأولاد والبنات بقمصان قصيرة إلى المدرسة. وبالتالي فإن البعد السياسي يغيّر معنى هذا الزي، كما يوضح البعض.
شباب سيجعل فرنسا تركع طالبة الصفح والغفران ?