نشرت قبل أيام على «إنستغرام» صورة لي ولابنة أخي الرضيعة، أجدد أعضاء العائلة، على خلفية لشجرة الكريسماس مهنئة بالأعياد المجيدة. جاء أحد التعليقات يقول «نتمنى نشوفج دكتورة تهنين المسلمين في راس السنة الهجرية»، ليثير التعليق في نفسي فكرتين، الأولى خاصة بالكيفية التي يرانا الناس بها ويحكمون علينا من خلالها، والثانية بالصفة الوعظية التي يحملونها لأنفسهم ويفرضونها على غيرهم وإن كان بألطف الطرق.
لماذا يا ترى افترض المعلق، وأنا لا أعرفه شخصياً، أنني عادة لا أهنئ برأس السنة الهجرية؟ والأهم، لماذا يتمنى أن أهنئ أنا بهذه المناسبة؟ ما الذي يعنيه له أو للعالم الإسلامي تهنئتي أنا بالمناسبة هذه؟ ما قيمة هذه التهنئة أصلاً إذا ما قدمتُها بناء على «تمني» أحد القراء أو درءاً للحرج أو محاولة لإثبات حياديتي؟ أي معنى للتهنئة، للمديح، للتعبير عن المحبة والاحترام، إذا أتت كلها لا بطريقة طبيعية صادقة نابعة من الذات وإنما بطلب من الآخرين أو إحراجاً منهم؟
يقول د. علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين: «يعتقد الواعظون أنهم كلما غالوا في وعظهم وصعدوا في نصائحهم إلى أجواز السماء كان ذلك أدعى إلى تحسين أخلاق الناس وإلى السمو بها. فهم يظنون أن الواعظ بتحليقه هذا يستطيع أن يرفع أخلاق الناس معه. كأن الأمر عندهم يشبه أن يكون سحباً آلياً نحو الأفق الأعلى. فهم يسحبون والناس من تحتهم يرتفعون» (75). بغض النظر عن نسبية صحة الموعظة أصلاً، من المثير للتفكير اهتمام الأفراد بالفعل الوعظي في أساسه، على اعتبار أنه جذر فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يحوله إلى واجب على كل متدين. وفي حين أن الوعظ يفترض منه إفادة الآخرين، إلا أن المتحقق منه في الغالب هو تضخيم أنا الواعظ وتعزيز فكرة «ارتفاع» شأنه عند الآخرين من خلال قدرته على «رفعهم» معه إلى درجات أخلاقية أعلى. هنا يجب ملاحظة أن الوردي في تحليله المقتبس أعلاه لربما يقصد الوعاظ «الرسميين» مثل مثلاً خطباء المساجد أو شيوخ الدين، إلا أن توصيفه ينطبق على كل أفراد مجتمعنا المتدين تقريبأً والذين يرون بضرورة مشاركتهم في هداية الآخرين وتوجيههم الطريق الصحيح عن طريق الوعظ المستمر.
يقول الوردي إن هؤلاء الوعاظ «كأنهم يتصورون بأن تقويم الأخلاق أمر يشبه المساومة في شؤون التجارة» (75) وذلك من حيث رفعهم قيمة سلعتهم الأخلاقية عالياً بما يفوق قدرة «الموعوظين». ويكمل شرحه للفكرة قائلاً إنه «نسي هؤلاء بأن الأخلاق البشرية ليست كالبضائع التي تباع وتشترى. فالطبيعة البشرية لها نواميسها التي لا يمكن تخطيها، ومن خالف في وعظه تلك النواميس كان كمن يحرض الناس على العصيان. والإنسان حين يرى الهدف الخلقي بعيداً عنه بعداً شاسعأً يتملكه اليأس ويأخذ عند ذلك بإهماله والاستهتار به» (75). هنا يشير د. الوردي إلى أن صعوبة «القدوة الخلقية العالية» تجعلها كعنقود العنب الذي بعد أن حاول الثعلب مراراً وتكراراً التحصل عليه لم يستطع، بادر قائلاً: «إنه على أي حال عنب حامض!» (76) وعليه، فإن فرض الوعظ «المثالي»، مع التحفظ على معنى مثالي والأخذ بعين الاعتبار نسبيته، سيكون له في رأي الوردي أثر معاكس. يقول الوردي ضارباً مثلاً حول ذلك بأن «فلاسفة التربية الحديثة يشجعون تلاميذهم على الرقص واللعب والضحك، وعلى تعاطي الغرام في وضح النهار، ولسان حالهم يقول: ارقصوا في النور ولا ترقصوا في الظلام. وهم بهذا نصحوا بأمر يسير لا يصعب تنفيذه. أما وعاظنا فقد أنذروا بعذاب الله كل من يحب أو يرقص حتى ولو كان كالطير… يرقص مذبوحاً من الألم. وتراهم يأمرون الناس بالتزام الوقار والسكينة وخمود الأنفاس، غير دارين بأن هذا الوقار المصطنع سوف يخفي وراءه رقصاً نفسياً من طراز خبيث» (76).
مما لا شك فيه أن التعالي على الناس بالوعظ المثالي يصيبهم باليأس، مثلما هي دافعة لليأس فكرة استحالة أن يخلو إنسان من ذنب أو خطيئة وأنه على ذلك، كل البشر واصلون النار بدرجة أو بأخرى ولمدة أو لأخرى قبل أن يصل المستحق منهم للجنة. مثل هذه الأفكار التي يفترض أن الغرض منها هو تحفيز الخوف الدافع للطاعة وتنفيذ الأوامر الوعظية المثالية، هي في الواقع تأتي بنتائج عكسية من حيث تثبيط الهمم وتثبيت اليأس من إمكانية تحقيق المطلوب، وبالتالي تفادي العذاب. أحياناً يكون نتاج هذا الوعظ أبعد من تحفيز اليأس فقط، وقد يؤدي في الواقع إلى تحريك الشرور والدفع بها لملأ الفراغ الذي يترك غياب الأمل من القلوب في تحقيق المطلوب والوصول للصورة الخيرة المرضية للرب كما يصفها الوعاظ، ما يحقق نتائج ليست عكسية فقط، ولكن متضادة ومدمرة كذلك.
وكأني قد ابتعدت كثيراً عن الفكرة الأولية التي دفعت للذاكرة بكلمات الدكتور علي الوردي، فالوعظ اللطيف الخفيف الذي تلقيته من الشخص الكريم من خلال «إنستغرام» لم يكن بكل تأكيد عسيراً أو على درجة من المثالية المستحيلة، إنما كان بكل بساطة غير لائق اجتماعياً (فهو وعظ عوضاً عن أن يهنئ) وهو غير لائق شخصياً (فأنا لا أعرف الشخص وهو لا يعرفني، وليس هناك ما يستدعي أن يفترض هو صورة لأسلوب حياتي الاجتماعية، كما وليس هناك أي مبرر أو صلة اجتماعية توعز له تقديم نصيحة أو موعظة بدت متطفلة متصنعة تود أن تشير إلى تقوى الواعظ أكثرمن الاهتمام بمصلحة الموعوظ).
يبقى السؤال، لو أنني هنأت بالسنة الهجرية المقبلة، هل سيكون للتهنئة قيمة حقيقية لدى هذا الرجل؟ هل ستكون لها أهمية؟ هل ستغير فكرته عني؟ هل سيتصورها خالصة حقيقية أم فقط لإثبات موقف ودرء تصور؟ أي نتيجة من هذه الموعظة تحققت هنا عدا إزعاج القراء بهذا المقال؟
تحية للكاتبة وللمعلقين جميعا بالنسبة لي اختلف مع ا لكاتبة في موضوع حصر الوعظ بطبقة تتعالى هؤلاء موجودون في كل الافكار وليس فقط في الاسلام او الاديان بل حتى في صفوف الافكار التي تتولى مهمة اصلاح الفكر الانساني باتجاهها بغض النظر عن صحتهاوخطئها …واستغرب لماذا يريد السيد صفاقسي من السيدة غادة ان تقلل من تعليقاتها شخصيا انا استفيد كثيرا من الثقافة العالية التي تتمتع بها السيدة غادة واوجه لها شكرا خاصا واعتبرها نموذجا فريدا ولا ارى انها كفرت احدا على العكس السيدة غادة اعتقد انها صاحبة تجربة خاصة حدثتنا عنها في لقائها عبر الكمبيوتر معنا والذي احدث تساؤلات عقلية حاسمة في عقول كثيرات من صديقاتي العربيات والاميريكيات والكاريبيات وانا اطلب من الاخت غادة ان تتوقف عن التعليق وتكتب عمودا مع انني استمتع بحسها الناقد الساخر الذي يعبر عن مضاء عقلي وخطاب له طبيعة اصلاحية نعم في سياق الاسلام لكنه ايجابي وخلاق شكرا لجريدة القدس التي تتيح لنا التعليق والتي كانت سببا في تعرفي على قلم وعقلية الاستاذة غادة والشكر موصول للكاتبة ايضا فهي من تطرح افكارا تجعلني انظر الى النقاش بعين المراقب المستمتع
الاخ ابن الوليد : اهلا اهلا لكني لا ارى المرحوم شحرور هكذا !! وقد انتقدته في حياته وقبل تديني ودراستي للفقه كله لأنني اعشق العربية عشقا فوارا وهي اللغة التي فرضت علي قبل الدين بشخصيتها الثقافية السامقة ان انتقد قراءة شحرور ونصر حامد ابو زيد السبب ليس انني ( فقيهة ) فقد كنت اقرب الى الالحاد( وهذا ليس شرفا بل تطويل لطريق كانت اسهل مما اظن ) كانت مشكلتي دوما مع من يملكون تصورات مسبقة يريدونها ثم يكسرون كل قواعد اللغة والمنطق ليثبتوها هذا ما فغله المرحوم شحرور قبل ان اصبح (فقيهة)!! لم ارهما موضوعيين ابدا طالما ان هذا المصطلح يثير حساسية تستلهم صور علماء العصور الوسطى في نفسك ههه! وطالما ان الفقه بات تهمة الا ان كان شحروريا فهو تنوير !! وكأن كلام المرحوم شحرور لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه
الاخ ابن الوليد هناك ادلجة مسبقة لدى د شحرور ونصر ابو زيد تنطلق ليس من تجديد بل من مركسة للاسلام وتحاول كسر عنق المنطق والتاريخ والنص واللغة والتجديد نفسه، لتمركس الاسلام انه يشبه محاولة تحويل عربية سمراء باهرة العينين شعرها شلال ليل الى دمية بيضاء روسبة فش فيها دم !
تحية للدكتورة ابتهال وللجميع
لا زال الجميع يعتقد ان معتقداته وافكاره هي الصحيحة وهي الحقيقة وعلى الاخرين ان يتبعوه ولكن الصحيح انه اختار مع ما ينسجم معه كشخصية او كانسان عاش تجاربه الفردية او الجماعية في بعض الاحيان وهنا يستثنى الجموع الهائلة من مجتمعاتنا التي توارثت الاديان ولم تعتنقها بارادتها .ولكن خطورة معتقدي الاديان بانهم ينسبون معتقداتهم الى اله وليس البشر
*المرحوم شحرور يقول لك الحجاب عادة عربية !! عنجد الم يقرأ كم تغزل الشعراء بالقدود والجدائل وحتى عفوا ( صبة الساق ) هناك تاريخ للعرب ولغة لها شواهدها تجاوزها شحرور وغيره
المرحوم شحرور يحدثك عن نفي الترادف ( بالمناسبة هذه نظرية في التفسير وانا مؤمنة بها وليس المرحوم من اتى بها بل انه من كسر عنقها فتراه لا يفرق بين الجيب والجناح وجاية تحكيلي تجديد! ويهتبرهما شيءا واحدا فقط ليثبت نظرية ان الحجاب كان عادة عربية لدرجة ان الاباحية كانت داخلة في بعض الكقوس الدينية عند العرب الذين سجل التاريخ انهم طافو عراة بالبيت الحرام !
انا لا اراه مجدد!ا ولكن اراه صنع كوكتيلا على زوقو وادعى انه تجديد وسار خلفه فريقان فريق مغرض ايديولوجيا راى في فكر المرحوم دعما لرؤيته بعيدا عن ضفاف القرءان الصافية وفريق اخر محق يعاني من سلبية بعض الفتاوي ذات البلاوي والنظرة البعيدة عن مقاصد النص عموما رحل شحرور الى ربه وبقيت كتبه تنبيء عنه ولن يستطيع احد ان يدعي شرفا لم يحرزه فهناك فرق بين التجديد وبين صياغة نمط لاسلام روسي ! شكرا لك!
مساء الخير سيد ايدي :
* لنكن عميقين القداسة مصطلح ارتبط بالفكر الديني عموما ولكنه في الحقيقة ممارسة ! فهناك من ينتقد( المقدس الديني) ولا يفعل الشيء ذاته مع معتقدات طوباوية طوبها واقع الثقافة الغالبة
٢. ثانيا العلمانية اطار نعم ولكنها اطار فيه مفردة متعصبة واحدة هي اقصاء الفكر الديني عن التشريع الانساني بغض النظر عن قسمات العدالة في هذا التشريع لانها تنطلق من تجربة تاريخية خاصة لديز معين في اوروبا وتسقطها على كل الاديان بل تعطي نفسها الحق في مصادرة حق التشريع على اساس القيم الدينية الاغلبية لاكثرية بحجة حق الاقلية مع ان العلمانية تتجاهل الاكثرية عندما تقول مثلا لمحتمع يؤمن بغالبيته بقيم الاسلام وتشريعاته خد القيم ولا تنظم تشريعك المجتمعي على اساسها ! يا سلام على الموضوعية هذا تشدد يا استاذ ايدي وانغلاق وتقديس لفكرة ان الديني سيفسد الحال ومرض خبيث تقبل تحيتي!
بونسوارين أختي غادة, بمناسبة عمق الحوار بدي أعرف ما هو معيار العمق الفكري لديك ؟ هل هو مدى توافق الفكر مع مسلّمات العقل الديني, يعني توافق العقل مع النقل مع التسليم المسبق بأحقية النقل في كل الأحوال ؟ عندما حكيت عن غرور المتدين كان في بالي فعلًا نصر حامد أبوزيد, شهيد الفكر الدي ألغى مساحات السفسطة طالما إعتاش منها الفقهاء وأنخرط رأساً في قلب المشكل: تاريخية النص. نصر حامد أبو زيد, لعلمه بحساسية الموقف, أستبق نقد المحافظين وطرح فكرًا بالغ …العمق, حلّل منطق الأشاعرة على ضوء محنة المعتزلة, فتح الباب لتأويلات جريئة لفكر بالغ التعقيد هو فكر إبن عربي.. مادا كان جواب خصومه ؟ هل ردّوا عن أفكاره ؟ إطلاقاً !
وهل ردّوا قبله على طروحات فرج فودة, و طه حسين, وعلي عبد الرازق…
هل ردّوا ؟ أي نعم ردّوا بطريقتين: إما قتل المخالفين
أو تجاهلهم, حتى يخوضوا في حديث غيره…
بنسوارك استاز ايدي :
معيار العمق لدي هو في البعد عن تنميط المصطلحات فالمقدس هو الشيء الذي لا مساس له وهذا لا ينساق على الديني وحده بل ان تحريم العلمنة للتشريع على اساس ديني ولو في مجتمع اغلبية مؤمنة به تقديس اعمى لفكرة ابعاد الديني مهما كان عادلا ولو لم تلبس العلمنة ثياب الدين فهي تمارس تقديس ثوابت وتمنح صكوك التحضر والعدالة لنفسها بلا وجه حق
..يتبع لطفا
تتمة استاذ ايدي تعليقا على المرحوم نصر حامد ابو زيد : . المرحوم نصر حامد ابو زيد انتقدته مؤلفات ورسائل ماجستير حتى ممن دافع عن بعض افكاره وهم ليسو من لون ايديولوجي واحد والرجل له مقدمات اتفق معهاواختلف كليا في اسقاطاتها المؤدلجة فمن قال ان احدا لم يرد عليه راجع حرب حرب في كتاب النص والحقيقة وراجع محمد عمارة في التفكير الماركسي في الاسلام وراجع نقد الاستاذ حسن حنفي له وكتب كثيرة ..مقتل الباحث على يد متطرف لا يرفع فكره عن النقد ! بل على العكس قد يؤدي الاغتيال الاثم الى التعمية على فقر الفكرة وادلجتها عندما قرأت بو زيد لم المح موضوعية بل هدفا مؤدلجا واستنباطا من النص بما يعود على روحه بالالغاء ومن من من رجل ذكي له معرفة واسعة بالعربية وخلط خلطا مريعا بين منهج المعتزلة في نزعتهم العقلية وابن عربي في نزعته الصوفية وباختصار مع وافر الاحترام لحضرتك كل من ذكرتهم هناك عشرات المؤلفات التي وافقت بعضا من افكارهم وانتقدت اخرى ورسائل جامعية بالنسبة لي المرحوم ابو زيد لم يكن امينا ولا موضوعيا كان له هدف قبل البحث كسر بسببه اسسا عقلية ومنهجية واتى بمقدمات رائعة لكنه بنى عليها نتائج بعيدة وهو ما اسميه الاحتيال الفكري على الضمير العلمي هذا هو رايي الصادق بالمرحوم ابو زيد تقبل تحيتي وشكرا للمتابعة
جمعة مباركة على الجميع. .وعودة ميمونة للأستاذة غادة؛ اما بالنسبة إلى موضوع اليوم فإنني أعتقد أنه كان من الأنسب تنميطه مكانيا وزمانيا وفكريا. …وأن نحدد خلفية بعض الآراء من هذه النواحي في مسألة بعض التمظهرات الاحتفالية التي تنبني على التقليد أو المجاملة. ..وشخصيا لا أرى عيبا في تقدير مناسبة ميلاد سيدنا عيسى المسيح. ..لأننا نؤمن به كمسلمين رسولا من رب العالمين. ..بغض النظر أو بعيدا عن احتفالات الخمسة نجوم. ..التي ترتكز على المعتق من الخمور. ..واللحم الرخيص. ..اللابس من غير هدوم على قول عادل إمام. ..فهذه تليق بتخليد ذكرى بريجيت باردو. ..وليس بنبي عاش حياة الكفاف والعفاف من أجل تبليغ رسالة ربه. …وفي المجتمع الذي تربيت فيه لم يكن من المستغرب أن نتبادل التهاني بمناسبة الأعياد مع المسيحيين الاسبان والفرنسيين واليهود المغاربة. …ولكن لكل دينه وقناعته في إطار من الاحترام….وشكرا.
السلام عليكم استاذ مغربي شكرا على ترحيبك الكريم بعودتي
لا ارى باسا في معايدة الاخوة المسيحيين بميلاد عيسى النبي ولكني ايضا احترم الجهة التي تحرم ذلك لانها تعتبر ان فيه نوعا من الاقرار على فكرة المسيح الاله وان التعايش ممكن عبر الود والمساعدة وحسن الجوار والعلاقات الانسانية ببعدها العام المتنوع لكن في الشق الديني يرى البعض انه انسجام وصدق مع الذات ان لا تبارك فكرة امرت بتصحيحها حتى لو لم يفهم صديقك منك انك تقول بالالوهية الرايان موجودان عند فقهاء الشريعة ولكل وجهة هو موليها تقبل عميق احترامي لتعليقك الراائع والمختصر
الاخ ايدي الفتح الاسلامي بالذات كان مختلفا في سلوكه ووجهته وافرازاته عن الاستعمار الغربي الذي تعطف عليه الاسلام هكذا بجرة قلم! :
*الاسلام مارس الرق لانه شريعة حرب ينتهجها العدو وسن تشريعات واضحة لاعلان حرب ناعمة عليه ادت لالغائه ولم يأمر به بل جعل للاسير خيارات المبادلة واطلاق السراح الطوعي والرق والتصفية الجسدية ايضا ان كان هناك ضرورة والاسترقاق عملا بالمثل وليس منطقيا ان تعطي القوة الناشئة ضمانات من جهة واحدة بعدم استرقاق العدو وهو يسترق !
* ٢. الاسلام في حركة الفتح لم يحتل ارضا بالمعنى الذي فعله الاوروبيون وغزاة العالم بل انه كان يمارس نظرية ان الجيوب الصغيرة لابد ان تلحق بامبراطوريات حامية لها وهذا هو واقع العالم القديم الجيب الذي لا تحتويه تحت سلطتك يصبح جيبا مجندا ضدك ان تركته يعني عمق استراتيجي للامبراطوريات كلها بما فيها الامبراطورية الاسلامية
*..يتبع لطفا
غادة الشاويش.
” الاسترقاق عملا بالمثل وليس منطقيا ان تعطي القوة الناشئة ضمانات من جهة واحدة بعدم استرقاق العدو وهو يسترق !”
هناك فرق كبير بين سلوكيات بشر وأوامر إلاهية. الإسلام دين والقرآن كلام الله , والله عادل , أليس كذلك ؟
هل تظنين أن لله كلمة في هذا الموضوع ؟
الاستاذ كازابلانكي : نعم لله قول ولرسوله وللمسلمين قول وفعل:
* اولا لا يوجد نص واحد في الشريعة الغراء يطلب الاسترقاق كخيار مأمور به في كتاب الله العزيز حتى في اسرى الحرب الذين كانت عادة الدنيا باسرها استرقاقهم : قال تعالى فاما منا بعد واما فداءا حتى تضع الحرب اوزارها ) ولم يقل الرق
لكن الاسلام سكت عن تحريمه بامر مباشر لانه سلاح استخدم ضد المسلمين ومن العدل المعاملة بالمثل لهذا عدو جاء محملا بالاسلحة ليقصفني او يعتقلني او يقتلني هل تريد مني ان ارمي عليه وردة ! اذا التزم هذا العدو بخلق عدم استرقاقي سالتزم بخلق عدم استرقاقه وهذا عدل لانها حرب ولهذا في يومنا هذا مع وجود ميثاق جنيف يحرم الرق مطلقا
تتمة
..جزء ٢تتمة التعليق على راي الاستاذ عبد الكريم :
الله له قول ورسول الله له قول وفعل والاسلام اسبق حضارة عرفتها البشرية في تحرير الرقيق ومن عنده حضارة سابقة او لاحقة سبقته فليبين لي اهل منعت المسيحية الرق ؟او منعت اليهودية الرق ؟المسيحية في شق ايمانها بالعهد القديم امرت به واليهودية امرت به والاسلام لم يامر به !بل كان اول شربعة سماوية ووضعية في التاريخ تعلن عليه حربا تشريعية حاذقة متدرجة حتى انهاه وترك بابه مفتوحا لكي لا يراهن عدو متوحش على اخلاقنا فيسترقنا ونكرمه في المقابل.. تجنبا لصدمة احتماعية تقود الى تكريسه لا الى الغائه واعتقد نموذج الخرب بين الشماليين والحنوبيين في الولايات المتحدة بعد قانون لينكولن نموذج على ما احدثته الصدمة التشريعية لقانون لينكولون الذي لم ينجح الا بعد سنيين طويلة في منع الرق وبقي ظله التمييزي يظلم السود الى يومنا لانه لم يرتبط بعقيدة روحية بل بقانون اجتماعي ليس عميقا..يتبع لطفا
جزء ٣تتمة التعليق على راي الاستاذ عبد الكريم : * اما الشريعة الغراء فاعلنت عليه حربا عبر حزمة تشريعية لها عمق اخطر من مجرد القانونوجعلته دينا :
١. قال تعالى :في كفارة اليمين (فكفارته اطعام عشرة مساكين او كسوتهم او تحرير رقبة )
٢. قال تعالى :جعل الله كفارة القتل الخطأ(وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ..الابة)
٣. ورتب العلي القدير عقوبة على العنف اللفظي للرجل على زوجته بحرمانه عاطفيا وغرائزيا من العلاقة معها حتى يعتق رقبة قال تعالى : والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا
٤.العلي القدير رتب احد اسباب النجاة من سوء الحساب وهول القيامة بتحرير رقبة : قال تعالى :فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة ) فهل تفهم من هذه النصوص تشريعا يشجع على الرق ام يعلن حربا وكفاحا حذرا عليه لاسباب واقعية ولهذا بالضبط لو كانت نظرة العبيد الى الاسلام ان الله ظلمهم لما كان اتباعه من العبيد كثر لقد راو فيه رسالة عظيمة تعيد الانسانية الى نصابها وعلى رأسهم اشهر رجل في تاريخ الاسلام سيدنا بلال بن رباح الحبشي ..يتبع لطفا
*خاتمة التعليق على راي الاستاذ بيضاوي في الرق:
٤. لم يسمح الاسلام لمالك الرقبة في الاستمرار بالرق ان دفع( العبد ) التعويض المالي لمن اشتراه كي لا يتحجج بانه خسر في بيئة عالمية محمعة على الرق وهو المعروف في الاسلام بالعبد المكاتب لان العبيد كانو ثروة وهو احد اهم اسباب اندلاع الحرب في الولايات المتحدة بعد اعلان لينكولن في محتمع غير مهيأ اخلاقيا او اقتصاديا
٥. اخيرا قبل ان يقتلع الاسلام العظيم بعملقته الاخلاقية السابقة على العالم باسره في موضوع الرق اقتلعه من القلوب فوقف محمد بن عبد الله يلغي الفروق العرقية واللونية والطبقية بقوله لا فضل لعربي على اعجمي ولا لاسود على احمر الا بالتقوى وليس هذا فحسب تم تانيب من يعاير عبدا بانه فيه جاهلية (رجعي)
وحتى في اللفظ منع الاسلام من استخدام لفظ عبدي وامتي بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه لا يقل احدكم عبدي وامتي ولكن ليقل فتاي وفتاتي وطبعا لم يثر انتقادك اي دين الا الاسلام مع انه قاد لواءتحرير العبيد على مستوى الغالم كله وسبق كل حضارات الدنيا فهل تسمي ما تكتبه نقدا ام كراهية ! مع وافر الاحترام !!
الفتح كان حركة ترمي لكسر السلطات التي تمنع وصول الدعوة لهذا مارسه المسلمون ضد الروم ولم يمارسوه ضد الحبشة !
* نظرية الفتح في الاسلام تقوم نعم في شيء منها على فكرة ثقافة اغالب وهي وفكرة واقعية اثبتت صحتها عبر التاريخ ولم ينتشر بالسيف لكنه حاصر جيوبا قد تنمرد عليه وكسر السلطة التي تملك حق الاعلام المحتمعي بحد السيف وابقى الارض والسكان في غالب فتوحاته مش ٧ ملايين لاجيء فلسطبني لدولة احتلال دينية عنصرية شوفينية تدعمها انظمة تدعي بالعلمانية وصلا تقبل تحيتي !
الاخ كازابلانكي :
* عصر حقوق الانسان هو عصر يخفي جرائمه الكبرى وتشدده الرجعي الحقير ضد الاسلام بالذات خلف شعارات تبييضية ليغسل يديه من الدم ففي عصر ( حقوق الانسان ) تباد الروهينغا وتعطى القاتلة جائزة سلام ويبادالاويغور وتبقى الصين بقوتها رقما صعبا معترفا به وتقتل الولايات المتحدة مع الرياض ومحور الابتذال العربي ٢ مليون طفل عراقي جوعا ومثلها تفعل طهران وروسيا في ٢ مليون اخرين في سوريا والعراق.. في عالمك الذي يصدر مباديء حقوق الانسان اكابر مجرميه من الدكتاتوريات الفاشية دولة عنصرية قائمة على اساس ديني متزمت يعترف بها ولها سفارات ومدعومة بكل اسلحة القتل انه عالم يعترف باللصوصية والعنصرية
لاجئة فلسطينية من الجيل الثالث للاجئين الفلسطينيبن الذين اعطى عالمك( الحر ) صكوك الاعتراف بالدولة العميلة اللقيطة التي تمثل حقوق الانسان يا للسخرية !
تتمة :
الاستاز كازابلانكي كتير مستفزيتك اجزية
باختصار : الجزية ضريبة بدل عن خدمة عسكرية في جيش عقائدي له مهمات عقاىدية قد يجد المواطن نفسه فيها يقتل ابناء ملته فدفعها الرجال القادرون على الحرب ولا تؤخذ من اي مواطن غير مسلم في دولة الاسلام وليس دولة المسلمين من غير الرجال القادرين على القتال وهي اليوم يقوم مقامها مشاركة كل مواطني الدولة في الخدمة الحربية دون جزية !
٢. الرق وملك اليمين طالما انه لن يمارس على المسلمين من عدوهم فهو محرم عليهم ممارستهم له على عدوهم
اهيرا حضرتك عايش ازمة الجزية وملك اليمين ومش عايش ازمة ابادة البوسنة والهرسك والروهينغا والاحتلال الصهيوني المدعوم على عينك يا تاجر من كل دول ( حقوق الانسان ) ولا تعيش ازمة الويغور في الصين اما دين مجرم يقتل اتباعه بتهمته والمصيبة ان القتلة رعاة حقوق انسان يلقون مخاضراتهم الاخلاقية في الضحايا اما مهزلة صحيح !
الأخت غادة.
أنت ذهبت بعيدا فأدخلت قضايا سياسية بعضها له ارتباط بالإرهاب في قلب منظومة حقوق يتمتع بها كل فرد منا , منظومة حقوق الإنسان طبعا تجرم سوء معاملة البشر, لكن أن تقحمي سياسة دول في قضايا معينة فذاك هروب إلى الأمام .أن دولا بعينها لاتحترم حقوق الإنسان فلديك مثال في بلادك العربية بمجملها , لاتحتاجين الذهاب بعيدا لولا هذه المنظومة الحقوقية لكانوا قتلونا وسلخونا وعلقونا لمجرد الفوه بكلمة . عليك أن تحترمي وتشجعي منظومة حقوق الإنسان فلولاها لعاش البشر في جحيم اليوم , خصوصا الأقليات منهم العرقية وغيرها.
تتمة :
ماذا تقول بعض بنودها :
ويتضمن هذا العهد على حقوق منها حرية التنقل؛ والمساواة أمام القانون؛ والحق في محاكمة عادلة وافتراض البراءة؛ حرية الفكر والوجدان والدين؛ وحرية الرأي والتعبير، والتجمع السلمي؛ وحرية المشاركة؛ والمشاركة في الشؤون العامة والانتخابات؛ وحماية حقوق الأقليات؛ ويحظر الحرمان التعسفي من الحياة؛ والتعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة؛ والعبودية والسخرة؛ والإعتقال التعسفي أو الاحتجاز؛ والتدخل التعسفي في الحياة الخاصة؛ والدعاية الحربية؛ والتمييز.
أما عن الجزية فذاك كلام حديث ماسردته. تماما في عصر حقوق الإنسان وجب تبرير أشياء ومعاملات ومنها ماذكرت أنت.
الجزية :“قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ“ سورة التوبة , الآية 29
الجزية أحد الخيارات الثلاث لأهل الكتاب والمجوس ( أهل الديانة الزرادشتية ) إن هم أرادوا الاستقرار والعيش في دار الإسلام . الخيارات الأخرى : “ اعتناق الإسلام أو الهجرة “ هذه الخيارات تعطى فقط لهذه الفئات أما أصحاب المعتقدات الأخرى فينطبق عليها السبي ( تسبى نساؤهم وأطفالهم , للمسلمين الحق في شرائهم كسبايا حرب . تقسم ممتلكاتهم كغنائم حرب كذلك على المقاتلين كل بحسب ماساهم به المعركة.
كلامي عن الجزية ليس كلاما جديدا فقد نص عليه فقهاء السلف والخلف ان الجزية تؤخذ ممن شأنهم القتال ولا تؤخذ من المرأة الكتابية ولو كانت مليونيرة وتتمتع بالمواطنة في دولة الاسلام لا دولة المسلمين ولا تؤخذ من الشيخ الكبير بالسن لعجزه عن القتال بل يعطى مساعدة من بيت المال ولا تؤخذ من المعاق الذي لا يستطيع القتال بل ووسع بعض الفقهاء القدامى وقالو لا تؤخذ من الرهبان لانهم نذرو انفسهم للتبتل والعبادة وليسو مقاتلين ولو كانو شبابا فاسقط عنهم الخدمة العسكرية واما المجوس فقاس عليهم الفقهاء القدامى ايضا كل انواع غير المسلمين فهي تؤخذ من غير المجوس فارجو ان تقرأ قبل ان يخط قلمك كلاما مؤدلجا فهمك الخاطيء عن الجزية ذنبك سيدي لانك انت من لم تقرأ وليس ذنب الاسلام !