نائب وزير الخارجية الإيراني: سنترك الباب مفتوحا للمفاوضات مع ترامب ولن نتنازل تحت الإكراه

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعدته نجمة بوزورجمهر، وبيتا غفاري، قالتا فيه إن إيران ستترك باب المحادثات مع ترامب مفتوحا، لكن نائب وزير الخارجية، والمبعوث الإيراني السابق للأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، يرى أن بلاده لن تتنازل تحت الضغط، مشيرا إلى تهديد إدارة ترامب المقبلة باستئناف إستراتيجية “أقصى ضغط” بهدف دفع طهران للتنازل.

وأكد روانجي أن الإكراه والاستفزاز لن يترك أثرا على المدى البعيد في المواجهة بين إيران والدول الغربية بشأن ملف طهران النووي.

وفي تصريحات لصحيفة “فايننشال تايمز” قال روانجي: “بالنسبة للمفاوضات، فنحن بحاجة لمراقبة السياسة الأمريكية، وسنقرر كيفية الرد بناء على ذلك”.

وأضاف: “في الوقت الحالي، فالسؤال الرئيسي هو كيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع إيران والموضوع النووي والأمن الإقليمي والشرق الأوسط. ومن الباكر جدا التكهن حول نتائج بعينها”.

وقال تخت روانجي إن الاتفاقية النووية التي وقّعت في 2015، وانسحب منها ترامب لاحقا: “ربما تكون أساسا، وربما يتم تحديثها لعكس الحقائق الجديدة”، مضيفا: “لو عادت الأطراف الأخرى وأوفت بالتزاماتها، فقد قلنا مرارا إننا مستعدوون لعمل الأمر نفسه”. وتابع: “نحن نفضل المفاوضات، كما أثبتنا [بتلك الصفقة] ولكن من خرب المفاوضات في السابق؟ كانت إدارة ترامب التي لم تكن مستعدة للتفاوض”.

وفي الوقت نفسه، حذر الدبلوماسي المخضرم والمفاوض النووي السابق، من تبني ترامب إستراتيجية “أقصى ضغط والتي ستقابل بأقصى مقاومة”. وأضاف: “سنواصل العمل على تجاوز العقوبات وتنويع شركائنا التجاريين وتعزيز العلاقات الإقليمية للحفاظ على الهدوء”.

وخلال ولايته الأولى، أشعل ترامب مواجهة مع إيران بعدما قرر التخلي عن المعاهدة النووية، وفرض عليها موجة من العقوبات، أو ما أطلق عليها حملة “أقصى ضغط”. واتهم طهران بأنها انتهكت “روح” الاتفاق من خلال تحويل العوائد المالية الجديدة لدعم الجماعات الوكيلة لها في المنطقة خاصة “حزب الله” في لبنان. وردّت إيران بزيادة نشاطاتها النووية، وصعّدت من عمليات تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن برنامجها هو للأغراض النووية.

وأعلن ترامب عن أسماء جديدة في إدارته معروفة بتشددها من إيران، في وقت تواجه الجمهورية الإسلامية ضغوطا داخلية وخارجية. فقد خنقت العقوبات الأمريكية الاقتصاد الإيراني، فيما أضعفت إسرائيل الجماعات المسلحة القريبة من إيران مثل “حزب الله” وحماس.

وتبادلت إيران وإسرائيل جولات من الضربات الصاروخية. وفي الشهر الماضي، شنت إسرائيل أكبر هجماتها ضد إيران ردا على هجوم صاروخي إيراني، واستهدف الطيران الإسرائيلي مصانع للصواريخ ودفاعات جوية.

وقال أشخاص مطلعون على تفكير ترامب لصحيفة “فايننشال تايمز” إن إدارته ستحاول دفع الجمهورية الإسلامية لـ”الإفلاس” وإجبارها على الدخول في مفاوضات.

وقد أثارت الأزمات الإقليمية والنووية مخاوف في طهران من أن ترامب سيحاول مرة أخرى تخفيض صادرات النفط الإيرانية، المصدر الرئيسي للعملة الصعبة، إلى درجة الصفر. وفي السنوات الأخيرة، زادت إيران مبيعات النفط بشكل كبير، خاصة إلى الصين.

وقلل تخت روانجي من عقوبات أمريكية صارمة ضد النفط الإيراني. وعلق قائلا: “إن التطورات قد تحدث، لكنها لن تؤدي إلى تغييرات كبيرة”، مضيفا: “إذا قررت إدارة ترامب مواصلة سياسة أقصى ضغط في سوق النفط مرة أخرى، فمن المؤكد أنها ستفشل. في عالم اليوم، لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تملي شروطها على المجتمع الدولي بأكمله”. وقال: “نأمل ألا يكرر نفس الخطأ لأن النتيجة لن تكون مختلفة”.

وقال المسؤول الإيراني: “زعمت إدارة ترامب أنها ستجلب إيران إلى طاولة المفاوضات (خلال فترة ولايته الأولى)، لكنها فشلت بذلك. والأمر متروك لهم لممارسة نفس النهج لمدة أربع سنوات أخرى والفشل مجددا. لكن هذا أمر غير منطقي”.

ووعد الرئيس مسعود بزشكيان الذي انتخب تموز/ يوليو، بحل الأزمة النووية وتخفيف العقوبات. ويعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله على خامنئي، الشخص الذي يحدد السياسة الخارجية، لكن بزشكيان يستطيع التأثير على خامنئي والحرس الثوري، إذا أظهر الفوائد الاقتصادية للمفاوضات.

وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى تشجيع المتشددين الذين يعارضون الاتفاق النووي. وأشار تعيين وزير الخارجية عباس عراقجي، المفاوض النووي السابق، وشخصيات مثل تخت روانجي إلى مرونة محتملة في التعامل مع واشنطن.

ونفى تخت روانجي التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين قولهم الأسبوع الماضي، إن سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، التقى رجل الأعمال الأمريكي وحليف ترامب المقرب، إيلون موسك. وقال: “لم يحدث لقاء كهذا، لو حدث لكنا صريحين”، ولكنه أضاف أن السفراء عادة ما يلتقون بشخصيات غير دبلوماسية مثل الأكاديميين.

وفي ولايته الأولى، أمر ترامب باغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري في كانون الثاني/ يناير 2020. وقد تعهدت إيران بالانتقام لمقتله.

وفي هذا الشهر، اتهمت وزارةُ العدل الأمريكية، الحكومةَ الإيرانية بتعيين رجل من أجل التخطيط لمؤامرات لاستهداف أعداء النظام المفترضين، بمن فيهم ترامب.

ونفت إيران تورطها في أي مؤامرة لقتل ترامب. وفيما يتعلق بسليماني، قال تخت روانجي إن “سلطتنا القضائية بدأت إجراءات قانونية وستستمر على هذا المسار على أساس مبادئنا”.

وهناك مخاوف في طهران من أن ترامب قد يدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا قرر التصعيد ضد إيران. ولم ترد طهران بعد على الهجوم الإسرائيلي الشهر الماضي. وقال تخت روانجي إن إيران “لا تسعى إلى الحرب أو المواجهات أو التوترات، على الرغم من أنها مستعدة لمواجهة أي حرب مفروضة”. وأكد في الوقت نفسه على مواصلة إيران دعم حلفائها في “محور المقاومة”. وقال: “نواصل دعم حركة المقاومة. هذه هي سياسة الجمهورية الإسلامية ولن تتغير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية