نائب وزير الخارجية السعودي يزور نواكشوط ويجري مباحثات مع الرئيس الموريتاني

حجم الخط
0

نواكشوط ـ’القدس العربي’ مكنت زيارة عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي التي أنهاها أمس الأحد لموريتانيا ودامت يومين، من عقد لقاء مطول مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي.
واكتفى الوزير السعودي في تصريحات أمس بالتأكيد على أن مباحثاته مع الرئيس الموريتاني ‘..تناولت العلاقات الثنائية بين المملكة وموريتانيا وآفاق هذا التعاون وسبل توطيده’.
ويؤكد متابعون لهذه الزيارة ‘أن المباحثات بين الرئيس الموريتاني ونائب وزير الخارجية السعودي، تركزت حول الترتيب لاستعادة مصر لعضويتها في الاتحاد الإفريقي التي فقدتها في تموز/ يوليو من العام الماضي بعد قلب الجيش المصري لنظام الرئيس محمد مرسي’.
وحسب ذات المصادر فإن نائب وزير الخارجية السعودي جاء إلى نواكشوط ليؤكد اهتمام المملكة العربية السعودية بهذا الملف، وحرصها على أن يرفع التعليق عن مصر بمجرد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويؤكد الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الزيارة الاهتمام السعودي بالملف المصري، حيث أوضحت الوكالة أن مباحثات الرئيس الموريتاني مع نائب وزير الخارجية السعودي، تناولت ‘وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك’.
وتأتي زيارة نائب وزير الخارجية السعودي الذي هو في نفس نجل للعاهل السعودي الملك عبد الله لموريتانيا، ثلاثة أشهر فقط بعد زيارة أداها لنواكشوط وزير المالية السعودي إبراهيم العساف الذي شارك ذلك التاريخ في منتدى موريتانيا للإستثمار، وأكد في تصريح صحافي أن زيارته’ تدخل ضمن التوجه السعودي الرسمي الرامي إلى دعم الدولة الموريتانية عبر برامج تنموية رائدة، وسياسات استثمارية واعدة’.
وكانت العلاقات السعودية الموريتانية قد تدنت لأخفض مستوى لها بسبب تأييد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع لنظام صدام حسين في احتلاله للكويت في 2 أغسطس/آب عام 1990، واصطفافه مع صدام في الحرب التي نجمت عن ذلك.
وبدأت العلاقات الموريتانية السعودية تستعيد عافيتها ببطء عام 2008 عندما رفعت السعودية مستوى التمثيل لدرجة سفير؛ غير أن رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي المتزامنة مع الاهتمام السعودي الكبير بالملف المصري وبعودة مصر لمكانتها الإفريقية واستهداف نظام ولد عبد العزيز للهيئات الإخوانية في موريتانيا المنسجم مع الموقف السعودي، كل هذا ساهم في دفع هذه العلاقات إلى أمام.
وذكرت تقارير رسمية سعودية أن حجم الدعم السعودي للتنمية في موريتانيا بلغ 111 مليار أوقية (1 دولار= 300 أوقية)؛ قدم على شكل قروض ومنح وهبات.وفي كانون الثاني/ يناير الماضي تم توقيع خمس اتفاقيات بقيمة 250 مليار أوقية بين موريتانيا والصندوق السعودي للتنمية لإنجاز مشاريع تنموية كبرى في منطقة نواذيبو الحرة شمال البلاد.
ووقعت العربية السعودية مع موريتانيا خلال العام 2011 ثلاث اتفاقيات تمويل بلغ مجموعها ستين مليون دولار موجهة للأمن الغذائي وإعادة بناء مدينة الطينطان الموريتانية وتزويد العاصمة نواكشوط بالمياه الصالحة للشرب.
وأعلن الصندوق السعودي للتنمية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2011 منح موريتانيا قرضا بقيمة 487 مليون ريال سعودي مخصص لعملية ربط شبكة الكهرباء بين مدينتي نواكشوط ونواذيبو، إضافة إلى بناء كلية للقانون وسكن للطالبات ومرافق عامة جامعية ضمن مشروع جامعة نواكشوط الجديدة.
وفي مجال القطاع الخاص، تقوم شركة فرص الاستثمارية السعودية حاليا ببناء 30 ألف وحدة سكنية في نواكشوط والمدن الداخلية، ضمن برنامج سينجز على عدة مراحل، تشمل أولاها 10 آلاف وحدة سكنية.
وعلى مستوى القطاع الخاص وقع مجموعة الراجحي السعودية مع موريتانيا اتفاقية بتأسيس خمس شركات ستتثمر في مجالات الزراعة والصيد البحري برأس مال إجمالي يصل إلى 300 مليار أوقية موريتانية وبطاقة تشغيل عمالية ضخمة، ويتضمن المشروع دعما تنمويا للسكان المحليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية