لندن-“القدس العربي”: “استشهد أخي فواز فؤاد السمان، 26 عاما، متأثراً بجراحه نتيجة رصاصة حية خلال مواجهات الثوار مع الجيش أمس في طرابلس”. هكذا نعت الناشطة فاطمة فؤاد السمان، عبر موقع فيسبوك، أخيها الذي قتله رصاص الجيش أثناء احتجاجات في مدينة طرابلس اللبنانية.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت الاثنين الماضي، في مدن لبنانية عدة، مع تفاقم أزمة سعر صرف الليرة إلى أكثر من 4000 ليرة مقابل الدولار وارتفاع الأسعار، وسط مطالبات برحيل حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة. وتضمنت التظاهرات تكسير واجهات مصارف احتجاجاً على ما تمثله كرأس الهرم في منظومة الفساد اللبنانية. وما كان من الجيش إلا أن أطلق النار على المتظاهرين. وأصيب السمان في فخذه، إلا أنه عانى نزيفاً داخلياً نتيجة مضاعفات على أثرها، وتوفي في المستشفى بعد نقله إليها.
وأصدر الجيش اللبناني بياناً عبّر فيه عن أسفه مؤكداً أنه فتح تحقيقاً في الحادثة، مطالباً اللبنانيين بالالتزام “بسلمية التحركات” إلا أن ذلك لم يخفف من غضب الناشطين على مواقع التواصل، والمحتجين في الشوارع، خاصة وأن حساب الجيش كان قد نشر على تويتر مقطع فيديو يظهر الجيش يوزع الإعانات على المحتاجين، ثم يظهر المحتجون وهم يشتبكون مع الجيش وينتهي بقول “هكذا تردون الجميل؟” إلا أنه تم حذف المقطع بعد نشره بقليل.
وغرد اللبنانيون عبر عدد من الوسوم منها “اللي بيقتل شعبه خاين” و”طرابلس” و”لبناني ينتفض” ردّاً على مقتل السمان. وكتبت مغردة ردا على تغريدة فاطمة السمان التي نعت فيها أخيها: “فاطمة فؤاد يللي كتف بكتف سوا كنا نهتف ادام مصرف #لبنان. نحنا ما بدنا نموت.. ولا بدنا اخواتنا ينقتلوا بعز شبابن. نحنا بدنا حقوقنا. بدنا حقوقنا. بدنا حقوقنا”. وقال مغرد آخر: “وقُتل فوّاز، شقيق فاطمة، في تلك الليلة برصاصة أطلقها الجيش في صدره. لروحه الخلود ولطرابلس ولبنان العدالة. المنظومة كلها مسؤولة عن انهيارنا والتعب عدوّنا. الانتفاضة يجب ألا تهدأ” فيما أكد آخر: “ما رح ننسى مسؤوليّة وسائل الإعلام بالتعتيم اللي ساهم باستخدام القوة المفرطة والرصاص الحيّ.. مواطنون عم يستشهدوا وانتو حاطّين مسلسلاتكن البايخة”.
وقال المحلل السياسي بشار الحلبي: “أتعلمون ما هو العنف؟ العنف هو أن تقرر السلطة السياسية وضع الجيش اللبناني بوجه مواطنين لبنانيين عزّل يتظاهرون بسبب الجوع والفقر والعوز ضد من سرقهم ونهب أموالهم وأفقرهم. العنف هو أن يقتل الجيش مواطنا لبنانيا دفاعًا عن واجهة مصرف سرق ودائع الناس وأشهر إفلاسه”.
واعتبر الكاتب وسام سعادة: “نحن نواجه نظاما من الأشياء، والأسماء، والمؤسسات، والسلاسل، والعلاقات، انسدت أمامه أسباب الحياة، وانقطع به حبل إعادة إنتاج علاقات هروبه إلى الأمام. يريد ان يميتنا معه. علّنا بافتدائنا له هو يحيا. هذا النظام من الأوساخ والأدران حتى لو افتديناه بأجسادنا وأرواحنا نحن كلنا لن يوقفه واقف على قدميه”. وأضاف: “إنه نظام لم يعد قابلاً لإعادة إنتاج ذاته، لكنه نظام يقنع نفسه بأنه قادر على إعادة إنتاجنا نحن في أذل وأبشع صورة. إنه نظام يحتضر، واحتضاره طويل ومرير. يريدنا ان نحتضر معه. والخيار لنا في أول وآخر الأمر: أما ان نحتضر معه، واما ان نعجل به إلى حتفه النهائي والحرفي”.
وختم قائلاً: “هذا الصباح قتلوا ثائراً من طرابلس الثائرة. هذا الصباح جنوا عليه، وعلى الفيحاء، وعلى الطبقة العاملة، وعلى الكادحين، والفقراء. هذا الصباح بكّر الأول من أيار. قتلوا فواز السمّان بالرصاص الحي. قتل المطاطيّون فواز. فلتمتلئ العقول والقلوب والأكباد دمعاً وحقداً حتى نمضي في الثأر لفواز وشهداء الانتفاضة، وكل كادح وحرّ من لبنان، حتى الترع”.
أما الصحافية جوي سليم فقالت: “اللي عم يتلاعب بالمشهد حتى يقول انو جهات سياسية عم تستغل الفقراء وانو الفقراء (شو هالكاتيغوري الغريبة) وقود للرسايل السياسية، متل قناة الجديد وغيرها هني كمان مسؤولين عن دم فواز السمان.. مش رح ننساكن”.
واعتبر الصحافي والناشط، محمد نزال، الذي تم اعتقاله منذ أسبوعين لمشاركته باحتجاجات تضمنت تكسير مصارف: “كبرنا ونحن نسمع: الوجع ما بيوجع إلا صاحبه. لنا أن نغضب ونتعاطف ونتألم، من بعيد أو قريب، لكن لهذا الوجع أصحاب. أما التاريخ، فكأنه أبى أن يحفظ ذكرى هذه المرحلة إلا بالدم. دمنا العاري”.
وعدد مغرد آخر الشهداء الذين قتلوا خلال الاحتجاجات منذ انطلاقها في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2019: “شهداء ارتقوا على مذبح الوطن: حسين العطار، عمر زكريا، علاء أبو فخر، أحمد توفيق، فواز فؤاد السمان”.
وقال الناشط لوسيان بورجيلي: لماً السلطة تأمر بقتل شعبها الجائع بدل معالجة الأزمة المالية يلي عم تخنق الناس بتكون صارت سلطة اجرام وفاقدة تماماً للشرعية. الرحمة لشهيد الثورة فواز فؤاد السمان”.
وأكدت مغردة “تتحمل المؤسسة العسكرية مسؤولية قتل الشهيد فؤاد السمان بالدرجة الأولى، ثم الضابط الذي أمر بإطلاق الرصاص الحي على الثوار، فالعسكري الذي أطلق النار. كان بيد العسكري أن يطلق النار في الهواء، أو ان يصوّب الضرب كي لا يتسبب بالقتل… دائماً هناك خيار”.
وغرد تجمع نقابة الصحافة البديلة عبر حسابه على موقع تويتر: “يملأ قلوبنا الغضب، نحن في تجمّع نقابة الصحافة البديلة، بينما ننعي للبنان ولثورة 17 تشرين، الشاب الشهيد فوّاز فؤاد السمّان (26 عاماً) الذي قتل برصاص حيّ أطلقه الجيش اللبناني على الثوار في ساحة النور في طرابلس”. فيما تساءل مغرد: “هل تكون دماء فؤاد السمان مقدمة لثورة الجياع والفوضى العارمة؟ آن الأوان لكي يعي من بيده الأمر اليوم خطورة هذا الموقف والكف عن تغطية الفاسدين”.