ناشونال إنترست: ضرر الذخائر العنقودية في الحرب الروسية الأوكرانية سيكون أكثر من نفعها

حجم الخط
0

واشنطن: بدأت أوكرانيا في استخدام الذخائر العنقودية التي زودتها بها الولايات المتحدة في ميدان القتال ضد روسيا في منتصف شهر تموز/يوليو لدعم هجومها المضاد ضد المواقع الدفاعية الروسية.

ووصفت الولايات المتحدة استخدامها بأنه فعال، بينما حذرت روسيا من الرد بالمثل؛ حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لديها مخزون كاف من عدة أنواع من الذخائر العنقودية والتي يمكن استخدامها ردا على هجمات مماثلة.

غير أن المحلل الباكستاني سعدين جارديزي، وهو باحث في معهد الرؤية الاستراتيجية بإسلام أباد وخريج الدراسات الإستراتيجية من جامعة الدفاع الوطني بإسلام أباد، يرى أن كلا من كييف وواشنطن تقللان من خطورة التداعيات طويلة المدى لاستخدام الذخائر العنقودية في النزاع الروسي الأوكراني والتي يمكن أن يظل خطرها مستمرا بعد انتهاء الصراع نفسه، كما يتضح من الأمثلة السابقة لاستخدامها حيث تواصل القنابل الصغيرة غير المتفجرة إلحاق الأضرار بالمواطنين العاديين رغم مرور عدة عقود.

وقال جارديزي في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، إنه بالتالي يمكن أن يؤدي استخدامها لأغراض عسكرية على المدى القصير إلى نتائج عكسية، ومن ثم تفوق تأثيراتها على المدى الطويل فوائدها على المدى القصير.

والذخيرة العنقودية، المعروفة بالقنابل العنقودية، هي أسلحة تطلق العشرات أو المئات من الذخائر المتفجرة الفرعية، مما يسفر عن مقتل أشخاص أو إصابة أهداف بشكل خطير على نحو عشوائي من خلال المتفجرات أو الشظايا على فترات زمنية ممتدة في منطقة تعادل مساحة العديد من ملاعب كرة القدم.

ويمكن إطلاق هذه الأسلحة من الجو والبر أو البحر من خلال السفن الحربية أوالطائرات أوالمدفعية أو قاذفات الصواريخ.

وهناك أمران رئيسيان فيما يتعلق باستخدام مثل هذه الأسلحة : الأول هو عدم قدرتها على التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية كما دللت على ذلك حقيقة أنها تسببت في ضرر خطير للمدنيين، من بينهم نساء وأطفال أينما تم استخدامها في الصراعات.

والأمر الثاني، هو أن هذه الأسلحة غير موثوق فيها على ضوء معدل فشلها العالي المعروف باسم “معدل الفشل”. ومع مراعاة أن انتشارها في منطقة واسعة يعد خاصية رئيسية تحفز الدول على استخدامها حيث إن القنابل الصغيرة التي لا تنفجر سوف تعمل مثل الألغام الأرضية.

وتسفر هذا الأسلحة أيضا عن فقدان البصر والأطراف لأنها تظل كامنة لسنوات وعقود حتى تنفجر بمجرد أن يطأ شخص عليها بقدمه، مما يؤدى إلى الوفاة أو إصابات خطيرة جراء المتفجرات أو الشظايا.

(د ب ا)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية