ناي البرغوثي: ممنوعة من دخول مصر لأسباب غير معروفة… والفرقاء في العراق يسيرون بالوطن نحو الهاوية

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: تبذل الحكومة عبر العديد من الوسائل المزيد من الجهود للسيطرة على الأسعار التي باتت الخطر الأشد تهديدا لاستقرار المجتمع، وعلى الرغم من إطلاق المزيد من الإجراءات لحماية الفئات الأشد تضررا، إلا أن طوفان الغلاء استمر حاصدا المزيد من الضحايا، وقبل أن تهنأ الحكومة بتحقيق نصر تمثل في انخفاض سعر بيض المائدة، شهد أمس الأربعاء 3 أغسطس/آب ارتفاعا جديدا في مستلزمات الإنتاج، ومن بينها العلف الحيواني، إذ ارتفع سعره بنحو ألف وخمسمئة جنيه للطن وهو ما يرشح لارتفاع كبير في أسعار الدواجن، وقد شهدت الأسواق مزيدا من تضرر المستهلكين وتواصل شكواهم. وليس بعيدا من الأزمة شهدت البنوك زيادة 6 قروش في سعر الدولار وسجل سعر الدولار في بنك مصر نحو 19.05 جنيه للشراء و19.11 جنيه للبيع.
ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمواصلة خطة الدولة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج بهدف استعادة القطن المصري سابق عهده، في إطار التوجه التنموي الشامل الذي تنتهجه الدولة، بما يسهم في تعظيم الاستفادة من القدرات المصرية الكامنة في هذا الإطار، ومن ثم دعم الاقتصاد الوطني. ومن أخبار البرلمان: توجه مجدي الوليلي عضو مجلس النواب في محافظة الإسكندرية، بسؤال برلماني استنادا إلى حكم المادة 129 من الدستور، ونص المادة 198 من اللائحة الداخلية للمجلس، حول المعايير المستقرة عليها حكوميا وعُرفا لاختيار المكرمين في الأعياد القومية للمحافظات. وتابع نائب البرلمان، جرى العٌرف، أن الأعياد القومية للمحافظات، فرصة جيدة، لتكريم أبنائها البارزين في مختلف المجالات، ممن لهم إسهامات عادت بالنفع على أوطانهم، وكل محافظة من محافظات مصر زاخرة بأسماء الذين حققوا الكثير لوطنهم في مختلف العلوم والمجالات، ولا تخلو محافظة من أبنائها الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم من رجال الجيش والشرطة. وشهدت الأيام الماضية حالة من الغضب بسبب تكريم محافظة الإسكندرية الفنانة سمية الخشاب في أعياد ثورة يوليو/تموز.. ومن أخبار التعليم: نفت وزارة التعليم صحة ما ورد في فيديو متداول بشأن ادعاء شخص وجوده في كونترول شهادة الثانوية العامة بزعم تعديل درجات الطلاب قبل إعلان النتيجة، وأكدت أن ما ورد في الفيديو مزيف، ولا يمت للواقع بصلة، وأعلنت اتخاذ الإجراءات القانونية كافة حيال صانعي ومروجي ذلك الفيديو.
انتصروا لفلسطين وفنها

اقترب سيد محمود من المحظور وحلّق وحيدا في “الشروق” مغردا عن محنة مطربة فلسطينية: قبل أيام أعلنت دار الأوبرا المصرية عن تنظيم حفل للمطربة الفلسطينية الشابة ناي البرغوثي، كان من المقرر تقديمه يوم الخميس، إلا أن الحفل تم تأجيله لأن الفنانة لم تحصل على تأشيرة دخول. قالت ناي على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي «أحبائي في مصر، أم الدنيا، كما قرأتم، قررت دار الأوبرا في مصر تأجيل حفلتي في القاهرة والإسكندرية إلى موعد غير محدد بعد، وهذا بعد منعي في مطار القاهرة من دخول مصر الحبيبة لأسباب لا أعرفها حتى الآن، رغم محاولاتي وبعد 8 ساعات انتظار. صُدِمت، حَزِنت، وانتابتني مشاعر عديدة متضاربة، أهمها الفقدان، فقدان الفرصة للتواصل معكم/ن بعد طول انتظار». تابع الكاتب، كفنانة فلسطينية تربت على قِيَم الصمود والكرامة، أعلنت رفضها التنازل عن الأمل. بدعم جمهورها وبقوة وعمق رسالتها الفنية والإنسانية، وقالت: أرفع رأسي عاليا لأعِدكم/ن: لنا لقاء ولو بعد حين». والمتابع لقضية انتقال الفنانين والمبدعين العرب لن يصدمه ما تعرضت له ناي التي بقيت في المطار لساعات طوال، فقد سبقها الكثير الذين مروا بهذا الموقف الذي لا يمكن وصفه. ولعلنا نتذكر ما حدث مع الممثلين الفلسطينيين علي سليمان وكمال الباشا قبل أقل من عامين في إحدى دورات مهرجان الجونة السينمائي، حيث لم تنجح إدارة المهرجان في الحصول لهما على تأشيرتين وكان الأول بطلا لفيلم، والثاني ضمن لائحة المكرمين. شخصيا كنت أتمنى من وزارة الثقافة لو نجحت أولا في تدبير أمر التأشيرة قبل الإعلان عن الحفل لكيلا تواجه ورطة من هذا النوع. للأسف لا أحد يتدخل على صعيد رسمي لحماية حق الفنانين والأدباء العرب في الانتقال من بلد عربي إلى بلد آخر ويزداد الطين بلة في حالة الفنان السوري، الذي تحول إلى هدف في جميع المجالات. أما الفلسطيني فهو يعاني تاريخيا وواقعيا من هذا المنع، والبعض يتذكر ما كتبه محمود درويش عن محنة الفلسطيني في المطارات كما جسدها في قصيدته مطار أثينا وفي مقال بعنوان «في المطار» حيث كتب: «أوقفونا هي أحد أشكال هويتنا، المطار العربي يعامل الفلسطينى كحامل الوباء وما على الفلسطيني الا أن يبادر بتمييز نفسه ففي كل مطار، يخرج من طابور المسافرين ليقف في طابوره الخاص ويعلن: أنا منهم، فحاكمونى..

لأجل مصر

مضى سيد محمود منددا بمأساة الفلسطيني أينما ارتحل: يقول محمود درويش «يحدث هذا لأن الفلسطيني مستباح وتلك هي أوامر التضامن الأخوي مع الفلسطينيين فكل فلسطيني مشبوه ومحروم من حق التشرد الحر في وطنه العربي الكبير المفتوح بكرم لا حدود له مع السياح الإسرائيليين». ما كتبه درويش يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، لكن واقعنا العربي تغير إلى الأسوأ، ولم تنجح كل أحاديثنا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في وقف هذه المأساة. ويعرف المعنيون بالسياسات الثقافية الآثار الناجمة عن الحد من حرية انتقال الفنانين العرب، وكيف أصبحت عائقا كبيرا أمام فرص التبادل الثقافي. لن نمل من المطالبة بإعادة النظر في مثل تلك الإجراءات التي تحرم ناي البرغوثي من التواصل مع جمهورها علما بأنها من محافظة رام الله والبيرة في الضفة الغربية، أي لا تحمل جواز سفر إسرائيليا، كغيرها من الفنانين الذين أجبرت عائلاتهم على حمله لصمودها على أراضيها المحتلة عام 1948، ورفضها أن تغادر ديارها لأجل مصر التي اعتادت أن تستقبل الجميع نأمل في إعادة النظر في قرار منع ناي من الدخول، وأتمنى لو استطاعت الوزيرة الفنانة وعازفة الفلوت ــ وهي الآلة نفسها التي تعزفها ناي ـ التدخل لتحصل المغنية الشابة على حقها في الغناء وليس أي شىء آخر. وكما أعلن صديقى الصحافي الفلسطيني يوسف الشايب فإن (على الجهات ذات العلاقة في كل من فلسطين ومصر العمل على إيجاد حل جذري في تواصل التعاطي غير المبرر مع الفنانين الفلسطينيين في المطارات والمعابر المصرية.. وإن كانت الجهات المصرية الداعية غير متأكدة من دخول الفنان الفلسطينى إلى مصر فعليها عدم دعوة أي مبدع فلسطيني، كي لا يتعرض لهذه الإهانات.. اتركوا الفلسطينيين في ديارهم أن كنتم غير قادرين على تأمين دخولهم، وكما يقول نزار قباني “فإن من بدأ المأساة ينهيها”).

يكره زهرة المدائن

رغم أن القادة العرب الذين اجتمع بهم بايدن في جدة تحدثوا عن القضية الفلسطينية.. فإن الرئيس الأمريكى تجاهلها تماما، والشيء المؤكد من وجهة نظر فاروق جويدة في “الأهرام”، أنه كان يدرك ما فعل.. كان ينبغي أن يدرك الرئيس بايدن أنه في قلب منطقة النزاع، وهو يدرك حجم الأزمة ويعرف أبعادها، وأنه بذلك الموقف يقدم المزيد من الدعم لإسرائيل، خاصة أنه يتابع ما تفعله إسرائيل في مدينة القدس.. لقد تحدثت أمريكا كثيرا عن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولتين، وكان ينبغي أن يكون الرئيس بايدن أكثر حكمة وهو يزور الأرض المحتلة ويلتقي رئيسها.. في تقديري أن تجاهل بايدن القضية الفلسطينية كان من أسباب فشل الزيارة، خاصة أن قضية البترول كان كل أهداف الزيارة، دون مراعاة لقضايا العالم العربي وأزماته الأخرى.. بايدن جاء من أجل البترول ورجع دون أن يحقق أهداف الزيارة.. إن تجاهل الرئيس بايدن الشعب الفلسطيني كشف حقيقة الموقف الأمريكي وهو ليس غريبا ـ ولكن أن يتعامل مع قضية العرب الأولى وهو في بلادهم ومع قادتهم، فهذا خطأ كبير من أكبر دول العالم.. هناك أسباب كثيرة وراء فشل زيارة بايدن، ويبدو أن الزيارة كان ينقصها الكثير من الدراسة والترتيب ولهذا لم تحقق نتائجها.. الشيء المؤكد أن زيارة بايدن العالم العربى تخضع الآن لدراسات كثيرة لتحديد أسباب فشلها.. فليس شيئا عاديا أن تفشل زيارة زعيم أكبر دولة في العالم في هذه الظروف الدولية الصعبة.. وفشل الرئيس يعني الكثير في دولة مثل أمريكا خاصة أمام انتخابات مقبلة وصراعات حزبية يمكن أن تكون لها نتائج سيئة.. في كل الحالات لن ينسى العالم العربي أن رئيس أمريكا تجاهل فلسطين قضية العرب الأولى وهو يزورها لأول مرة.. هل كان من المنطقي أن يلتقي بايدن القادة العرب في جدة دون أن يذكر فلسطين، وأن يلتقى أبو مازن في أرضه المحتلة دون أن يذكرها.. كل عاقل لا بد من أن يتأكد أنه تجاهل مقصود حتى لو كانت هناك عشرات المبررات.

لعلهم يسكنونها

الحديث عن الساحل الشمالي في الصيف هو حديثٌ عن منطقة العلمين وحدها في الحقيقة، رغم أنها كما أشار سليمان جودة في “المصري اليوم” بالمقارنة بساحلنا الشمالي الممتد في الشرق وفي الغرب ليست أكثر من قطرة في بحر. وإذا كانت المسافة من رفح شرقا إلى السلوم غربا تزيد على الألف كيلومتر، والسؤال بصيغة أخرى هو كما يلي: أين بقية هذا الامتداد من الدخول في الخدمة، سواء كانت خدمة محلية بالنسبة للمواطنين خلال أشهر الصيف القليلة، أو كانت خدمة سياحية بالنسبة لحركة السياحة طول السنة؟ اختزال ساحل طويل عريض مثل ساحلنا الشمالي في منطقة العلمين التي لا تزيد على كيلومترات معدودة هو اختزالٌ لثروة ساحلية كبيرة تقف في انتظار اليد التي توظفها كما يجب، وتضعها في خدمة المصريين بالطريقة التي تجعلهم شركاء في ثروات البلد. ومن الطبيعي أن تصل الأسعار في العلمين إلى هذا المستوى الجنوني، الذي نسمع عنه ونتابعه.. من الطبيعي، لأن القصة في الموضوع أقرب إلى قصة العرض والطلب في علم الاقتصاد.. وما دام الساحل هو العلمين وفقط، فالنتيجة الطبيعية أن تصل الأسعار إلى هذه الأرقام التي يتابعها الناس وهُم في ذهول. ومما قرأناه في حياة الإمام الشافعي أنه مرّ يوما على بنائين يعملون في تشييد عدد من البيوت، أو ما يشبه البيوت، ولكنه لاحظ أن مساحة الغرف ضيقة بشكل لافت، فدعاهم إلى أن يوسعوا من المساحات.. ولكن واحدا من البنائين رد عليه فقال: هذه سجون يا إمام وليست بيوتا.. رد الشافعي فقال: هذا ليس عذرا ولا مبررا.. ثم أضاف: وسّعوها لعلكم تنزلون فيها ذات يوم. ومع الفارق.. فإن على الذين يخططون للساحل الشمالي أن يمدوا نطاقه إلى أبعد مدى، وأن يجعلوه يتسع لكل مواطن في البلد، وأن يضعوا في حسابهم أنهم إذا لم يكونوا في حاجة إلى أن ينزلوا في شواطئه الطويلة اليوم، فربما يكون أبناؤهم أو أحفادهم في حاجة إلى ذلك في المستقبل. وسعوا الساحل ولا تضيقوه.. وسعوه ليكون أوسع وأشمل من العلمين.. فالألف كيلومتر يمكن أن تستوعب العشرات، بل المئات من العلمين.

الجنيه مريض

العملة الوطنية تعرضت لضربات جديدة وهو ما أزعج عبد القادر شهيب في “فيتو”: تخطى الدولار التسعة عشر جنيها قبل أيام ليسجل انخفاضا جديدا بنسبة بلغت 20% منذ ثلاثة أشهر مضت، وسط توقعات من البعض بمزيد من الانخفاض للجنيه المصري.. ولأن هذا الانخفاض في قيمة الجنيه تجاه الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبيةَ يترجم عادة في ارتفاع سعر كل السلع المستوردة من الخارج، فإن السؤال الذي صار يشغل بال الكثيرين هو: متى يتوقف انخفاض الجنيه المصري؟ لا أحد ممن يتولون إدارة الاقتصاد المصري الآن يجيب على هذا السؤال، لذلك فإن إجابته متروكة لاجتهادات بعضها مغرضة وغير مسؤولة وممنهجة لإثارة قلق المصريين.. وربما يكونوا هم أنفسهم لا يدركون إلى أي مدى يذهب الجنيه في انخفاضه، كما حدث من قبل عندما اعترف خبراء صندوق النقد الدولي بأنهم لم يتوقعوا عند تعويم الجنيه عام 2016 أن ينخفض بالقدر الذي انخفض به وقتها ويصعب التقدير لمدى انخفاض الجنيه. التقديرات تباينت حول قدر الفجوة التمويلية من النقد الأجنبي، وهي الفجوة الناجمة عن احتياجاتنا من النقد الأجنبي ومواردنا الحالية منها.. فإن التقديرات تتفاوت بين نحو خمسة عشر مليار دولار إلى عشرين مليار دولار هذا العام، ومواردنا المتوقعة من النقد الأجنبي تأتينا أولا من تحويلات العاملين من الخارج، وثانيا من عائدات قناة السويس والصادرات للخارج والسياحة والاستثمارات الأجنبيةَ.. على كل حال الحكومة المصرية تسعى لسد هذه الفجوة التمويلية، من جهة بتخفيض إنفاقنا على الواردات من الخارج من خلال تدابير البنك المركزي لتمويل الاستيراد، ومن جانب آخر السعي لإبرام اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي، يتيح لها الحصول على قرض منه وقروض أخرى بمساعدته من جهات غيره، مع طريق طرح سندات خزانة دولارية، وتشجيع استحواذ المستثمرين الأجانب على أصول مصرية، كما يحدث مع المستثمرين الإماراتيين الآن. غير أن الاتفاق مع صندوق النقد سوف يحتاج إلي التزام الحكومة ببرنامج مالي واقتصادي جديد أفصحت عنه إدارة الصندوق، تؤمن بين عناصره ما يسمى بمرونة سعر الصرف، أي السماح للجنيه بالتحرك، وهو لا يتحرك الآن إلا في اتجاه الانخفاض.

قتل ميت

نتحول نحو الصيد الأمريكي الثمين اغتيال الظواهري في صحبة هاني عسل في “الأهرام”: الاحتفاء جاء في موعده تماما، والمبالغة فيه كانت مقصودة، وكأن الحادث طوق نجاة لبايدن وإدارته، بعد سلسلة طويلة من الإخفاقات السياسية والاقتصادية، خاصة في ملفات أوكرانيا والطاقة والاقتصاد والصين والشرق الأوسط، وفي ظل استطلاعات تراجع شعبيته، وأيضا قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي يخوضها الديمقراطيون وهم في أسوأ أحوالهم، بسبب تعثر الإدارة الحالية. ولهذا السبب، كان هناك حرص شديد من جانب المعلقين والمحللين الأمريكيين على المبالغة في الحديث عن أهمية هذا «الصيد الثمين»، الذي تحقق بمقتل الظواهري، ورؤيتهم لـ«المشهد» الأفغاني والدولي بعد رحيل زعيم “القاعدة”، وكيف أن مقتله يعد بمثابة شهادة وفاة لهذا التنظيم بالكامل، وضربة موجعة لتنظيمات الإرهاب المتصلة به في باقى أنحاء العالم. وتجلى هذا الحرص والاهتمام في ظهور بايدن نفسه في البيت الأبيض، وهو يعلن النبأ السعيد، بوصفه انتصارا عظيما للأمة الأمريكية في حربها ضد الإرهاب، وثاني ضربة قاضية لـ”لقاعدة” منذ تصفية أسامة بن لادن في باكستان عام 2011. كما أن الغارة، أو العملية، التي تم فيها استهداف الظواهري، تعد أول عملية قتالية لأمريكا في أفغانستان منذ إعلانها سحب قواتها من هناك العام الماضي. طبعا تفاصيل العملية، وفقا للمصادر الأمريكية، تشير إلى أن بايدن ظل يطلع على معلومات يومية من أجهزة المخابرات الأمريكية منذ يوليو/تموز الماضي، عن رصد تحركات الظواهري في العاصمة الأفغانية. وحسب المصادر الأمريكية أيضا، فإن العملية «تأخرت» قليلا، بسبب رغبة القادة في التأكد من شخصيته وتحركاته لحظة بلحظة، وأيضا لحرص بايدن على عدم سقوط مدنيين آخرين. ووفقا للمصادر ذاتها، فقد تم استهداف الظواهري أثناء وقوفه في شرفة منزله في كابول، بصاروخين «هيل فاير»، أديا إلى مقتله في الحال، ولم يصب أي من أفراد عائلته الذين كانوا معه في المنزل. طبعا هذا هو كلام وسائل الإعلام الأمريكية، الذي لم يتم التأكد منه من أي مصادر مستقلة، باعتبار أن ما يقوله الإعلام الأمريكي، والغربي بشكل عام، يسري على العالم بأكمله، دون مناقشة في ظل التدفق الإعلامي من جانب واحد.

انتصار بايدن

رغم أنه ما زال يعاني من آثار كورونا التي هاجمته مرتين في نحو أسبوع، إلا أن الرئيس الأمريكي بايدن لم يفوت الفرصة، كما أشار جلال عارف في “الأخبار” ووقف ليعلن بنفسه عن نجاح العملية التي قامت بها المخابرات الأمريكية لاستهداف زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري وقتله في العاصمة الأفغانية. إنها العملية الأكبر من نوعها منذ قتل الزعيم الأول لتنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن وقد حرص بايدن على تذكير الأمريكيين بأحداث 11 سبتمبر/أيلول ومسؤولية «القاعدة» عنها وحرص البيت الأبيض على تأكيد أن بايدن أشرف بنفسه على عملية تصفية الظواهري، وأعطى أمر التنفيذ بعد التأكد من إمكانية النجاح. تصفية الظواهري بلا شك ضربة كبيرة لتنظيم «القاعدة» وتوقيتها كان مهما جدا لبايدن الذي يعاني ـ قبل شهور من انتخابات تشريعية حاسمة ـ من تدنٍ غير مسبوق في الثقة بقيادته لدى الأمريكيين بسبب ظروف عديدة أهمها الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وهي العوامل الحاسمة في قرار الناخب الأمريكي على الدوام. استعادة الثقة في قيادة الديمقراطيين قبل الانتخابات هي أيضا التي تحرك رئيسة مجلس النواب بيلوسي في رحلتها المثيرة للجدل والمحفوفة بالمخاطر إلى «تايوان».. ورغم إعلان بايدن عن موقف للإدارة والجيش في أمريكا لا يشجع على الزيارة في هذا التوقيت تفاديا لتأزيم العلاقة أكثر من الصين، فإن الهدف عند بيلوسي أيضا هو تأكيد صلابة موقف الديمقراطيين في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.. والعين دائما على انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الحاسمة. بالتأكيد.. تتحسب إدارة بايدن لردود الفعل المتوقعة من جانب “القاعدة” على تصفية زعيمها، ومن جانب الصين على زيارة بيلوسي.. لكن استعادة الثقة بالقيادة أهم بكثير لدولة ما زالت – رغم كل شىء- هى القوة الأعظم في العالم.

انقذوا العراق

ربما يكون العراق كما أوضح عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” من أكثر البلاد العربية التي تحولت مؤخرا لساحة رائجة لنظريات المؤامرة التي اختزلت مشاكله في مؤامرات أمريكا وإيران، دون أي حديث يُذكر عن مسؤولية النظم الحالية والنظام السابق عما جرى في البلاد. فغزو صدام حسين للكويت دون حساب أبجديات تبعات تلك الخطوة والاكتفاء بحديث المؤامرة، وتناسي كيف مثلت تلك الخطوة السبب المباشر وراء استهداف أمريكا للعراق ثم حصاره واحتلاله. وقد يكون هذا الاستهداف صحيحا، لكن من أعطاها الفرصة لتحقيق أهدافها وتسهيل مهمتها؟ أليس هو قرار شطب بلد عربي في القرن الحادي والعشرين من على الخريطة الدولية وغزوه؟ يقينا النظام الذي فرضته أمريكا عقب غزوها للعراق كان كارثيا وقدم البلاد على طبق من فضة للنفوذ الإيراني. واللافت أنها في ذلك الوقت تبنت مفهوما معلنا، وليس نظرية مؤامرة، عُرف بالفوضى الخلاقة، استهدفت من خلاله الدولة الوطنية العربية باعتبارها نموذجا للاستبداد، مطلوبا إسقاطه ولو بالفوضى التي ستخلق نظاما ديمقراطيا جديدا. الحقيقة أن التصور الأمريكي كان معلنا، وأن فشله في العراق بفضل مقاومة الشعب العراقي كان سببا رئيسيا في دفنه، بعد أن تأكد للجميع استحاله بناء ديمقراطية مصنعة في الخارج أو عبر غزو عسكري. صحيح أن كثيرا من دول العالم تمتلك خططا سرية من أجل الدفاع عن مصالحها، ويسميها البعض مؤامرة، وهي لا تعني امتلاكها قوة خارقة لا نعرف عنها شيئا ولا نستطيع مواجهتها، إنما تطلب امتلاك خطط مضادة علنية أو سرية. يجب أن لا تكون الخطط السرية للدول (التى يراها البعض مؤامرة) أو العلنية سببا في تناسي مشكلاتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية، إنما مطلوب أن نعرف العيوب والمثالب في الداخل، وأين نقاط التباين مع الخارج، التي لا تحتاج إلى مؤامرة لأنها تمثل تعارضا طبيعيا في الرؤى والمصالح بيننا وبين الدول الأخرى. سيكون حال العالم العربي أفضل بكثير لو واجهنا الخطط السرية والعلنية التي حولنا بخطط مقابلة ولو دفاعية، تحصن الداخل بالتنمية والعدل ودولة القانون بدلا من تكرار نظريات المؤامرة التي تكرس العجز والتجهيل.

قلوبنا مع العراق

نبقى مع الأزمة العراقية بصحبة مرسي عطا الله في “الأهرام”: قلبي على العراق وقلبي على مصيره إذا انفلت الزمام. العودة للاحتكام إلى الشارع ـ بصرف النظر عمن هو المسؤول عن ذلك ـ يعني أن العد التنازلي لإحلال الفوضى قد بدأ، وأن المسألة أكبر من أن ينظر إليها على أنها خلاف سياسي حول اسم المرشح لرئاسة الحكومة بين التيار الصدري “الشيعي” وبين الإطار التنسيقي “الشيعي” وقيام أنصار الصدر باحتلال البرلمان والاعتصام داخله. إن العراق في خطر أيها المتصارعون على غنائم الحكم والمشدودون ـ بوعي أو دون وعي ـ بخيوط تحركها قوى إقليمية ودولية لا يهمها سوى مصالحها فقط، وتعاود مجددا الرهان على أن يكون العراق مرة أخرى جسر عبور لبلوغ أهدافها ومقاصدها، إنني لا أعرف كيف تغيب عن الذين يدفعون الأمور باتجاه المواجهة والصدام ذكريات أليمة ومفزعة لسنوات ما بعد الغزو الأمريكي للعراق، التي دمرته وكلفته ما هو فوق الطاقة، وما هو فوق الاحتمال، التي حولته من أغنى دول المنطقة إلى دولة تطاردها فاتورة الديون كل صباح. حقيقة لا أعرف لماذا لا يستشعر المتصارعون أن الوطن العراقي في أزمة لا تحتمل المزيد، وأن رياح الفتنة إذا هبت فإنها سوف تطيح بكل شيء في طريقها ولن ينجو ولن يسلم من المهالك أحد، إنني – وكل من يحب أرض الفرات – نتمنى على الإخوة في العراق تحكيم العقل وضبط النفس وترويض المشاعر وسرعة العودة إلى موائد التفاهم والحوار ـ في إطار العملية السياسية – حتى يمكن للعراق أن يستعيد توازنه وأن يسترد استقراره. انهيار العراق يشكل تهديدا للمنطقة بأسرها وعلى حكماء هذا البلد العريق أن يرتفعوا إلى مستوى الأخطار المحدقة والانتباه إلى أن ما يحاك من مؤامرات وفتن لا تستهدف تيارا بعينه، وإنما تستهدف الجميع دون استثناء، بمن فيهم مقتدى الصدر ونوري المالكي أقطاب المشهد الراهن وطرفا الصراع في هذه اللحظة ونذر الشرر الحمراء تتطاير فوق وقرب المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد.

محنة موسمية

نتحول نحو أزمة كل عام لملايين العائلات في صحبة محمد أحمد طنطاوي في “اليوم السابع”: مع اقتراب موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، بدأ أولياء الأمور تنظيم جلسات عصف ذهني واستدعاء للأهل والأقارب والأصدقاء، ربما الجيران وكل من مروا بتجارب سابقة لها علاقة بالجامعات الحكومية أو الخاصة، والفرص المتاحة فيها، في محاولة للوصول إلى أفضل الطرق والنتائج لوضع تصور ممكن للحياة الجامعية للطالب الجديد، وما يليها من مراحل حاسمة لها علاقة بفرص العمل، في ظل ندرة الوظائف، والمنافسة الشديدة في طريقة وآليات الاختيار. نصيحتي لكل أسرة لديها طالب أو طالبة في الثانوية العامة أن يعرفوا جميعا أن الفرص شبه متساوية لكل طلاب الثانوية العامة، فالكل يصعد إلى مرحلة التعليم الجامعي، بغض النظر عن فلان الذي التحق بكلية الطب، أو علان الذي صار طالبا في كلية التجارة، فلا يمكن القول إن أحدهما أفضل من الآخر إلا من خلال قياس الفرص التي سيحصل عليها كل منهما في نهاية الطريق الجامعي، لذلك تأكد جيدا أن الفرص الحقيقية هي التي تحكم تقييم التجربة، وانظر حولك ستجد عشرات النماذج والأمثلة. التعلق العاطفي من جانب البعض، سواء كانوا طلبة أو أولياء أمور بعدد من الكليات الشهيرة مثل، الطب والهندسة والصيدلة والإعلام والعلوم السياسية وغيرها، ما هو إلا تعلق شكلي ووقتي، سوف يزول سريعا، وبعد فترة من الدراسة قد تكتشف أن الطريق غير مناسب، أو أن الرغبة في الكلية التي وقع عليها اختيارك تراجعت، وقد تقول حينها لو أن الزمان يعود للوراء لكنت حاولت اختيار مسار مختلف للتعلم، لذلك حاول أن تتخلص من التعلق العاطفي، وابحث عمن يمتلكون الخبرة لشرح وتبسيط الأمور. الفرص متغيرة وتختلف من وقت لآخر، وتحتاج مهارات جديدة ومتغيرة أيضا، لذلك احرص دائما على تطوير ذاتك بالصورة التي تضمن معها قدرتك على المنافسة في سوق العمل، ولا تدخر جهدا في اكتساب خبرة الميدان والمهارة العملية، فهي الأساس الذي يمكنك من خلاله أن تصل إلى ما تتمنى.

قاس لكنه مريح

ثمة ثقافة عامة سائدة في المجتمعات العربية والإسلامية تنظر إلى الطلاق كما يرى أحمد عبد الظاهر في “الوطن”على أنه سبب في «خراب البيوت»، بحيث يتم النظر على نطاق واسع إلى الطلاق بأنه مرادف للخراب وتدمير الأسر. ورغم أن الزوجين قد يكونان منفصلين واقعيا منذ فترة طويلة، فإن الأهل والمحيطين والوسطاء يتهيبون الذهاب إلى سبيل الطلاق، مفضلين التأجيل والتسويف في اللجوء إلى هذا الإجراء. وفي إحدى الدول العربية، عقدت إحدى الجهات القضائية ندوة تحت عنوان «الطلاق ليس حلا». ويبدو أن هذه الثقافة السائدة هي التي تقف وراء بعض النصوص الواردة في قوانين الأحوال الشخصية العربية، التي تطيل أمد الفترة اللازمة للحصول على الطلاق. وهذه الثقافة السائدة وانعكاساتها التشريعية يمكن أن تفسّر لنا سبب تأخر قضايا الطلاق أمام المحاكم، بحيث لا يتم الفصل فيها سوى بعد فترة طويلة، تتجاوز السنة في معظم الأحوال. وفي هذا الشأن ثمة رواية طريفة ذكرها الأستاذ محمد حسنين هيكل في برنامجه التلفزيوني الشهير «مع هيكل». ففي حلقة بعنوان «معارك الآراء في الصحافة»، يقول الكاتب الكبير إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في يوم من الأيام تلقى خطابا من الملك السعودي الراحل سعود بن عبدالعزيز آل سعود، يتعلق بالأميرة ناريمان صادق الزوجة السابقة للملك فاروق، حيث لجأت إلى الملك السعودي آنذاك، راجية مساعدته لها في الحصول على الطلاق من شخص تزوجته بعد الملك فاروق. وكتب الملك سعود بإمضائه وتوقيعه خطابا إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، طالبا مساعدتها في الحصول على الطلاق، مؤكدا أن هناك قضية منظورة أمام المحاكم في هذا الشأن. الطلاق هو الحل الوحيد للكثير من حالات الشقاق والخلاف بين الزوجين، التي تتحول فيها حياتهما معا إلى جحيم لا يطاق. وللتدليل على ذلك، يكفي أن نشير إلى الكثير من الحوادث التي كثر وقوعها في الآونة الأخيرة، حيث يُقدم أحد الزوجين على قتل الآخر، الأمر الذي يدعونا إلى القول بأنه كان من الأفضل لهما الانفصال بدلا من اللجوء إلى القتل. الطلاق يشكل حقا للزوجة، إذا استحالت حياتها إلى جحيم لا يطاق، بحيث لم تعد تجد في هذه الرابطة المقدّسة السكن والمأوى والملاذ. وفي ذلك، تقول المحكمة الدستورية العليا المصرية إن «الطلاق وإن شرع رحمة من الله بعباده، وجعل أمره بيد الرجل باعتباره أقدر على تحكيم العقل وتبصر العاقبة؛ وكان الطلاق من فرق النكاح التي ينحل الزواج الصحيح بها بلفظ مخصوص، صريحا كان أم كنائيا؛ وكان غالبا ما يقع إذا ما غفا وازع الدين والخلق، وصار بنيان الأسرة متهادما، وصرحها متداعيا، ورباطها متآكلا يكاد أن يندثر؛ وكان وقوع شقاق استفحل أمره بين الزوجين انحرافا من أحدهما أو كليهما عن مقاصد الزواج، يقيم بينهما جفوة في المعاملة لا يكون العدل والإحسان قوامها، بل يذكيها التناحر، فلا تكون حياتهما إلا سعيرا يمتد أواره إلى الأسرة جميعها، فلا يؤول أمرها إلا هشيما، ولا يكون إلفها ووفاقها إلا حسيرا، وكان خلافهما وإن صار عميقا، ونزاعهما مستحكما، لا يحول دون جهد يبذل من جانبها أو من قِبل رجلين عدلين من أهلهما إن أمكن، يسعيان بينهما معروفا، وينظران في أمرهما ليقيما بينهما حدود الله تعالى، فإن تعذّر أن يصلحا ما اختل من شؤونهما، أغنى الله -إن تفرقا- كلا من سعته. بيد أن الفقهاء مختلفون فيمن يستبد حينئذ بالتفريق بينهما، ولكل وجهة هو موليها» .

مطالبهم عادلة

اعترف محمد بركات في “الأخبار” بأن النقص الشديد في أعداد الأطباء، هو نتاج مباشر لعاملين أساسيين. أولهما هو ضآلة المرتبات وقلة العائد المادي الذي يتحصل عليه الأطباء الجدد والقدامى أيضا، في مقابل الجهد المطلوب للوفاء بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقهم. وثانيهما هو قلة توافر الظروف الملائمة والمناخ المناسب واللازم للتشجيع على العمل والتمسك به، في ظل قلة التقدير المعنوي والاحترام الواجب للمهنة والرسالة والجهد. وفي هذا الإطار، وإذا ما توخينا مبدأ المصارحة والشفافية، وهو ما يجب أن يكون في تعرضنا ومناقشتنا لهذه المشكلة أو القضية المهمة، فلا بد من أن نعترف أيضا بأن الأطباء والهيئات الطبية المعاونة والمساعدة لهم في مهامهم العلاجية والإنسانية، يحتاجون إلى التقدير المادي والمعنوي الصحيح والعادل من المجتمع والدولة. ولكنني أقوله واضعا في اعتباري الحقيقة المؤكدة على أرض الواقع، التي يجب أن نعترف بها جميعا، وهي أن الأطباء ملائكة الرحمة هم من البشر، ويحتاجون إلى ما يمكنهم من الحياة الكريمة والوفاء باحتياجات أسرهم وعائلاتهم، حتى يستطيعوا تأدية عملهم والقيام بواجباتهم على الوجه الأكمل. وأقول أيضا رغم إدراكي المؤكد بالظروف الاقتصادية العامة في الدولة المصرية، التي فرضت للأسف وجود مثل هذه الحالة، وأدت إلى ظهور الأزمة الناجمة عن نقص الأطباء نتيجة هجرة الكثير منهم للخارج بحثا عن التقدير المادي والمعنوي والمناخ المشجع للعمل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية