نتنياهو يتجاهل إعلان وزراء الخارجية العرب كليا ويؤكد على أنه يتخوف من قيام كيري بتبني الموقف العربي في ما يتعلق بتبادل الأراضي
2 - مايو - 2013
حجم الخط
0
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: كشفت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية في عددها الصادر الخميس، نقلاً عن مصادر وصفتها بالعليمة جدًا، كشفت النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والمستشارين المحيطين به، يخشون من أنْ يقوم وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بتبني إعلان وفد الجامعة العربية بداية الأسبوع الحالي والقاضي بتجديد المبادرة العربية وموافقة العرب على تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن الحل النهائي للصراع العربي – الصهيوني. وقال المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، إنه خلال مداولات سرية عُقدت في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي في اليومين الأخيرين، تم مناقشة التخوف الإسرائيلي، ونقل عن مسؤول سياسي في تل أبيب قوله إن نتنياهو والمقربين منه يؤمنون بأن إعلان الجامعة العربية يشمل عناصر إيجابية، مثل الرغبة في تجديد المفاوضات السلام مع إسرائيل، ولكن مع ذلك، أضاف المصدر، فإن النواقص في الإعلان تفوق الايجابيات، وأن المخاطر التي يحملها الإعلان العربي أكثر بكثير من فرص السلام، على حد تعبيره. وتابع قائلاً إنه في ديوان نتنياهو كانوا يُفضلون لو أن الإعلام لم يصدر عن وفد الجامعة العربية خلال اجتماعاته بوزير الخارجية الأمريكية في العاصمة واشنطن. وزاد المراسل الإسرائيلي قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إن تحفظ نتنياهو ومستشاريه يكمن في أن وزراء الخارجية العرب أكدوا على أنه في كل ما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية العتيدة، فإنهم على استعداد لإجراء تعديلات طفيفة على الحدود فقط، وذلك عن طريقة تبادل الأراضي بصورة متبادلة وسوية بين الطرفين، على حد تعبيره، مضيفا أن نتنياهو يحمل تحفظات على جعل حدود 67 أساسًا للمفاوضات، الأمر الذي دفع بالأمريكيين إلى التشكيك في السابق باستعداده لقبول مبدأ الدولتين لشعبين. جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو كان قد صرح دون التطرق إلى المبادرة العربية المعدلة، بأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ليس صراعا على الأراضي، بل هو على حقيقة وجود إسرائيل كدولة يهودية، على حد تعبيره. وتابع نتنياهو قائلاً، كما أفادت وسائل الإعلام العبرية أمس، عندما كان يتحدث أمام كبار موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلة أن ما يثبت ذلك هو قيام الدولة العبرية بالخروج من قطاع غزة، حتى آخر مستوطن، ولكن ما تلقيناه من الفلسطينيين في المقابل هو الصواريخ، على حد تعبيره، والقصد هو خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، الذي قام في آب (أغسطس) من العام 2005 بتطبيق خطة فك الارتباط أحادي الجانب عن قطاع غزة، وكان نتنياهو حينها وزيرًا للمالية وعارض الخطة، ومن ثم وافق عليها وبعد ذلك عاد وأعلن عن رفضه لها. وزعم نتنياهو خلال الاجتماع أن أصل الصراع هو عدم رغبة الفلسطينيين بالاعتراف بدولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، مشددًا على أنه بالرغم من ذلك، فإن الدولة العبرية لا تضع شروطا مسبقة لتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين. وطلب من موظفي الخارجية تبني هذه التوجيهات أثناء عملهم. علاوة على ذلك، ذكرت (هآرتس) العبرية عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع نفسه إنه يتحتم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يمنع إسرائيل من أنْ تكون دولة ثنائية القومية، ولكنه من الجانب الاخر، يُوفر الاستقرار والأمن، على حد تعبيره. جدير بالذكر أن رئيس الوزراء نتنياهو أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماع مع كبار مديري وزراء الخارجية. وكانت تلك المرة الأولى التي يجتمع فيها رئيس الوزراء، الذي يتولى أيضا حقيبة وزير الخارجية، بكبار موظفي الوزارة منذ تشكيل الحكومة الجديدة في الشهر الماضي، حيث اشتكى موظفو الوزارة من أن التوليفة الحكومة الجديدة انتزعت الكثير من صلاحياتهم، كما اشتكوا من عدم توفر الميزانيات لإطلاق حملات في العالم لتحسين صورة الدولة العبرية في الرأي العام العالمي، على حد قول المصادر. ووفقا لما قاله مسؤولان في وزارة الخارجية حضرا الاجتماع، تجنب نتنياهو أي ذكر للبيان الذي أصدره وفد الجامعة العربية في واشنطن يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، والذي قال إن الفلسطينيين قد ينظرون في تعديلات طفيفة على الحدود في شكل مبادلات في الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو قال إنه يعمل من أجل استئناف محادثات السلام، معبرا عن أمله بأنْ تستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين عما قريب. وأضاف أنه سيجري البدء بمبادرة تشمل حلولا اقتصادية للفلسطينيين إلى جانب خطة سياسية. وتابع قائلاً: السلام الاقتصادي مهم، لكنه ليس بديلاً عن السلام السياسي، على حد وصفه. وزاد رئيس الوزراء نتنياهو خلال الاجتماع في وزارة الخارجية بالقدس الغربية أن أي اتفاق سلام سيتطلب ترتيبات أمنية يمكن الاعتماد عليها وقابلة للديمومة، بالنظر إلى أن الورق لا يعد بأي شيء، على حد وصفه. وتابع قائلاً إن جذر الصراع مع الفلسطينيين ليس (مستوطنة) يتسهار، بل عكا وحيفا ويافا والقدس، في إشارة إلى طعن مستوطن من (يتسهار) بالضفة الغربية، وما تبع ذلك من مواجهات بين المستوطنين وجيش الاحتلال، خصوصًا وأنهم قاموا بتنفيذ عمليات جباية الثمن ضد الفلسطينيين، في ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن عدم تمكنها من اعتقال أي مشبوه في هذه الأعمال ضد الفلسطينيين. وبحسب ‘هآرتس’ فإن رئيس الوزراء شدد خلال حديثه على أنه لا يضع شروطًا مسبقة لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين، وأنه على استعداد لمناقشة جميع القضايا على طاولة المفاوضات، لافتًا إلى أن مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ليس شرطاً لبدء المحادثات وإنما لنهايتها، على حد قوله. وخلص إلى القول حتى يعترف الفلسطينيون بحق الشعب اليهودي في الوجود كدولة قومية بغض النظر عما هي الحدود، وإلى أن يعلنوا أن الصراع قد انتهى، لن يكون هناك سلام. ما لم تحدث هذه الأشياء، حتى لو توصلنا إلى اتفاق، فسيبقى الصراع مستمرا بوسائل أخرى، على حد تعبيره. أشارت صحيفة ‘هآرتس’ في عددها الصادر ، الخميس، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي امتنع عن التعقيب على المبادرة العربية المعدلة، يخشى أن يبادر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى تبني موقف الجامعة العربية من موضوع حدود الدولة الفلسطينية (حدود 67) حتى لو تضمن ذلك الموافقة على مبدأ تبادل الأراضي لأنه لا يوافق على أن تكون حدود 1967 أساسا للمفاوضات، ويعتبر ذلك ‘تنازلا مسبقا’ من قبل إسرائيل قبل بدء المفاوضات. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع، ان نتنياهو ومستشاريه يعتقدون أن إعلان الجامعة العربية موافقتها على مبدأ تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين قد يحد من الموقف الإسرائيلي في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني في المستقبل، وأن نتنياهو يحمل تحفظات على جعل حدود 67 أساسا للمفاوضات، ما جعل الأمريكيين يشككون في السابق باستعداده لقبول مبدأ الدولتين.