نتنياهو يستخدم كورونا كذخيرة سياسية للبقاء في السلطة

حجم الخط
3

الناصرة- “القدس العربي”:

فيما تتواصل الدوامة السياسية في إسرائيل وتزداد تعقيدا بعد استقالة رئيس برلمانها (الكنيست) يولي إدليشطاين (الليكود) الأربعاء، توجه أوساط سياسية وغير رسمية التهم لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو باستغلال عدوى الكورونا لتحقيق مكاسب سياسية. وتصاعدت حملة تبادل الاتهامات بين “الليكود” وكتلة “أزرق أبيض” على خلفية تعثر مساعي تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي كُلّف النائب بيني غانتس بتأليفها منذ عشرة أيام.

وفي ظل الكورونا الآخذة بالاستشراء بشكل متصاعد في إسرائيل، تبدو الانتخابات الرابعة كابوسا غير ممكن بالنسبة للإسرائيليين، وكذلك خيار الحكومة الضيقة بدعم خارجي من القائمة العربية المشتركة يبدو غير واقعي نظرا لوجود نواب معارضين داخل كتلة غانتس نفسه “أزرق- أبيض”. ويعني ذلك أن الخيار العملي الوحيد للمعسكرين المتنافسين هو زواج بالإكراه وسط محاولات كل منهما لتحسين مواقعه قبيل استئناف مفاوضات تشكيل وحدة طوارئ أو حكومة وحدة بمشاركتهما.

حاليا يواصل نتنياهو وفق رواية أوساط إسرائيلية كثيرة باستغلال أزمة الكورونا لصالحه الشخصي والحزبي وسط اتهامات بأن الحكومة لا تعالجها بشكل مهني حقيقي.

وتؤكد عدة جهات إسرائيلية أنه يجب عدم السماح لحالة الهلع من فيروس كورونا أن تعمي أعين الإسرائيليين عن رؤية أن نتنياهو وأعضاء الليكود يستغلون الأزمة للبقاء في السلطة حتى ولو بثمن تدمير الديمقراطية.

وتشير هذه الجهات إلى أنه تحت غطاء إدارة أزمة الكورونا، يقوم نتنياهو وحكومته بتحييد جهاز القضاء وعزل السلطة التشريعية. كما أكد القطب في تحالف “أزرق أبيض” عضو الكنيست موشيه يعلون أن نتنياهو والليكود لا يقبلان نتائج الانتخابات التي جرت يوم 2 آذار الماضي وأسفرت عن عدم تمكن معسكر أحزاب اليمين واليهود المتزمتين (الحريديم) من الفوز بالأغلبية المطلوبة لتأليف حكومة.

جهات إسرائيلية تتهم نتنياهو باستغلال ساخر للعدوى

وأضاف يعلون أن هذه هي المرة الثالثة التي يحاول فيها نتنياهو الوصول إلى 61 عضو كنيست كي يتهرب من محاكمته ويحكم كديكتاتور.

نائب معتوه

وأكد بنيامين نتنياهو، في مقابلة أجرتها معه القناة الإسرائيلية 12، أن حزبه توصل إلى اتفاق نهائي مع خصمه السياسي “أزرق أبيض”، لتأليف حكومة وحدة وطنية بينهما، لكن الأخير يرفض التوقيع على الاتفاق لسبب غير معلوم. كما كشف نتنياهو تفاصيل الاتفاق قائلاً: “اتفقنا على تأليف حكومة مناصفة بيننا في كل شيء، في رئاسة الحكومة وفي عدد الوزراء”.

وتابع: “بمعنى أن أتناوب أنا عن الليكود وغانتس عن “أزرق أبيض” على رئاسة الحكومة، بحيث يقضي كل واحد منا سنة ونصف السنة في هذا المنصب. أما فيما يتعلق بالتشكيلة الوزارية، فقد اتفقنا على تقاسم الحقائب بشكل متساوٍ تماما فيما بيننا”. كذلك أشار إلى أن الاتفاق ينص على تعيين وزير القضاء بالتوافق، أو بموجب اتفاق تناوب بين الوزير ونائب الوزير. وعن تأجيل محاكمته ادعى نتنياهو أن “المحاكم تعمل بشكل مستقل. وسأفعل بالضبط ما يأمرني به الجهاز القضائي. ستكون هناك محاكمة وسأحضر، وسأدحض الادعاءات ضدي بسهولة تامة”.

وتعهّد نتنياهو بإخلاء كرسي رئيس الحكومة في نهاية فترته بالتناوب، أي بعد سنة ونصف السنة، ورجّح أن يتم ذلك في سبتمبر/ أيلول 2021.

وشن نتنياهو هجوماً حادّاً على الرجل الثاني في “أزرق أبيض” عضو الكنيست يائير لبيد، واصفاً إياه بأنه معتوه ومعتبراً أنه هو العائق أمام تأليف حكومة وحدة. وفي معرض حديثه عن تأليف الحكومة، هاجم نتنياهو النواب العرب وكرّر وصفهم بأنهم “داعمو الإرهاب”، وأكد أن حكومة الوحدة “يمكن أن تضم الجميع باستثناء القائمة المشتركة”.

تهديدات كاذبة

في المقابل نفى القطب في “أزرق أبيض” عضو الكنيست موشيه يعلون وجود أي اتفاق بين تحالفه وحزب الليكود لتأليف حكومة وحدة وطنية. وأضاف يعلون في مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مباشرة بعد الانتهاء من إجراء المقابلة مع نتنياهو، أن المطلوب الآن هو تفعيل الكنيست وحماية الديمقراطية من المحاولات الرامية إلى تدميرها.

واتهم يعلون رئيس الحكومة باستغلال أزمة كورونا من أجل البقاء في السلطة والتهرب من المحاكمة. كما شكّك رئيس “أزرق أبيض” بيني غانتس بنوايا نتنياهو، وقال في تعليقه على تصريحاته إن “الذي يريد الوحدة لا يعطّل الكنيست”.

وقال يائير لبيد في رده على تصريحات نتنياهو: “إن من يريد تأليف حكومة وحدة لا يهدد ويضع مهلة عبر وسائل الإعلام، ولا يستخدم التسريبات، وبالتأكيد لا يضر بالديمقراطية والمواطنين، ولا يعطل عمل الكنيست”. وأضاف: “في خضم أزمة وطنية ككورونا يجلس رئيس الحكومة أمام شاشة التلفزيون ويكذب وينكر باستمرار”. وتابع: “تهديدات نتنياهو الكاذبة لا تفزعنا، ولا الاتفاق الذي ليس له أصل”.

ليبرمان: نتنياهو لا يمكنه أن يكون ماو تسي تونغ

من ناحية أخرى أعرب رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان عن استعداده للتراجع عن مواقفه الأخيرة، ودعم حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو إذا اتُفق على ذلك، نظراً لأزمة فيروس كورونا. وقال ليبرمان في مقابلة تلفزيونية الأربعاء إنه “مطلوب حكومة وحدة وطنية، وسندعم حكومة وحدة وطنية، من دون تلقي أي شيء”. وتطرق ليبرمان إلى أزمة كورونا منتقدا سلوك حكومة نتنياهو في هذا الشأن.

وحذر ليبرمان من أنه وفقاً لبيان حكومي، سنصل إلى مليون عاطل عن العمل، والنمو سيكون صفراً بالمئة، وسندخل في ركود اقتصادي، وكل هذا ونحن لا نملك حتى لجنة مالية في الكنيست. ورأى ليبرمان أن الوضع الاقتصادي في إسرائيل لم يكن سيئاً بالقدر الذي هو عليه هو اليوم ولا حتى بعد حرب 1973.

وأشار ليبرمان إلى أن مليون عاطل عن العمل يعني وقوع زلزال في إسرائيل ليس فقط من ناحية سياسية إنما أيضاً من ناحية اجتماعية، ولفت إلى وجود عجز مالي كبير جدا في ميزانية إسرائيل.

واتهم ليبرمان أيضا نتنياهو باستغلال الكورونا لتحقيق مكاسب سياسية عبر إستراتيجية الترهيب والمبالغة باستخدام كورونا لتجاوز الأزمة السياسية، وقال إنه لأول مرة يجري اعتماد أنظمة طوارئ مشددة من دون موافقة الكنيست. وقال إن البيانات الصادرة عن نتنياهو تخلق الاكتئاب والارتباك، ولا يمكن العمل بهذه الطريقة. وعن سلوك نتنياهو قال إنه لا يمكنه أن يصبح ماو تسي تونغ، مشيراً إلى أنه بالرغم من الأزمة السياسية التي تعيشها إسرائيل، لا يوجد مجلس وزاري مصغّر ولا حكومة انتقالية، وجميع القرارات يتخذها هو ولديه كل الصلاحيات.

وكان ليبرمان يشير إلى إيعاز السلطات الإسرائيلية لجهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) بالبدء بتعقب تحركات الإسرائيليين في محاولة لمراقبة انتشار فيروس كورونا بين السكان. وانتقدت مجموعات حقوقية ونشطاء سياسيون الحكومة التي يقودها حزب الليكود لقيامها بوضع هذه السياسة، مشيرين إلى أن استمرار حالة الجمود السياسي في الكنيست منعت تشكيل لجان برلمانية للإشراف على صلاحيات مراقبة جديدة وغير مسبوقة.

يجب وقف تدمير الديمقراطية

ويورد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) عدة تحليلات إسرائيلية بهذا السياق مفادها أنه يجب عدم السماح للهلع من الكورونا أن يعمي أعين الجمهور عن رؤية أن نتنياهو وأعضاء حزبه يستغلون الأزمة للبقاء في السلطة، وأنه تحت غطاء إدارة أزمة الكورونا، يقوم نتنياهو وحكومته بتحييد جهاز القضاء وتعطيل السلطة التشريعية.

وأشارت هذه التحليلات إلى أنه لا يكفي أنه بسبب الكورونا تأجلت محاكمة نتنياهو الجنائية، وأُعطي الشاباك ضوءاً أخضر لتعقّب المواطنين من دون رقابة برلمانية، بوسائل تُستخدم في “محاربة الإرهاب”.

وقبيل استقالته ظهر الأربعاء قالت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها إن إدلشتاين يمنع بجسده الكنيست من الانعقاد، ويمنعه من تشكيل لجانه. وتابعت: “منذ أن فهموا في الليكود أنه ليس لكتلة اليمين – الحريديم أغلبية في الكنيست، منعوا انعقاده. والإجراءات التي يتخذها إدلشتاين مكشوفة وواضحة للغاية، لدرجة أنه من الصعب أن نصدق أنه لا يخجل من الدفع بها قدماً، مع المسّ بسمعته الحسنة”.

وأضافت الصحيفة: “حالة الطوارئ تُستغل بالكامل من قبل نتنياهو وشركائه من أجل وقف العملية الديمقراطية”. وقال يائير لبيد بهذا المضمار: “الآن المؤسسة الوحيدة التي تعمل في الدولة هي حكومة انتقالية غير منتخبة، مع رئيس حكومة خسر الانتخابات”.

واعتبرت “هآرتس” أن لبيد على حق فالبرلمان متوقف عن العمل والحكومة تمنع تشكيل لجان الكنيست، بما فيها لجنة معالجة أزمة الكورونا، ولجنة الخارجية والأمن ولجنة المالية، الضرورية كلها لمعالجة الأزمة. ومن دون خجل، يستغلون في الليكود حتى توجيهات وزارة الصحة من أجل التخلص من التفوق النسبي لحزب “أزرق أبيض” في اللجنة المنظمة، التي من دونها لا يمكن تفعيل عمل الكنيست إلى حين تشكيل الائتلاف الحكومي.

وختمت الصحيفة: يتعين على نتنياهو ورفاقه التوقف عن إنكار نتائج الانتخابات وتجاهُل إرادة الجمهور. وقال رئيس الدولة رؤوفين ريفلين لإدلشتاين إن وقف عمل الكنيست يمس بقدرة الدولة على العمل في أوقات الطوارئ.

واعتبرت “هآرتس” أن “ريفلين على حق، وممنوع باسم الحرب على الكورونا السماح بانهيار النظام الديمقراطي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Rafeek Kamel:

    انهم على حافة الديكتاتورية…ويبدو ان نتنياهو قد اعجب بنهج الحكام العرب فى كيفية البقاء فى السلطة…العرب اصبح لهم مدرسة يقتدى بها زعران العالم

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    اللهم اهزمهم اللهم فرّق جمعهم اللهم ضيّق صدرهم اللهم حيّر عقلهم اللهم شتت قلوبهم اللهم خيِبهم عن مرادهم اللهم سلِط عليهم المصائب اللهم اقطع عنهم المواهب اللهم ابعث إليهم النوائب اللهم اضرب عليهم الذِلة أينما ثقِفناهم اللهم أسلبهم القوة أينما وجدناهم اللهم اكتب لنا عليهم الغلبة اللهم خذهم بالرجفة اللهم احكم عليهم بالفتنة اللهم زلزل أقدامهم اللهم نكِس أعلامهم اللهم عطِل أحوالهم اللهم اقذف في قلوبهم الرعب اللهم اجعلهم كالخشب المسندة اللهم اطمس أعينهم اللهم اختم على قلوبهم اللهم اقبض أنفاسهم اللهم القي بينهم العداوة والبغضاء. اللهم آميين, ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول ابن كسيلة:

    الرجل….مرعوب…..

إشترك في قائمتنا البريدية