القدس: حوّل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الأزمة “الإسرائيلية الروسية” إلى جزء من دعايته الانتخابية، بعد توجيه الاتهام لمنافسيه بإساءة إدارة العلاقات مع موسكو.
ويسعى نتنياهو، زعيم حزب “الليكود” اليميني، للعودة إلى الحكم إثر الانتخابات العامة التي ستجري في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ويتصدر نتنياهو السباق لمقعد رئيس الوزراء مقابل منافسيه، رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد، ووزير الدفاع وزعيم حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس.
وبرزت في الأيام الأخيرة أزمة “إسرائيلية روسية” بعد طلب وزارة العدل الروسية من القضاء وقف عمل الوكالة اليهودية في روسيا.
وزاد من تفاقم الأزمة تسريب مسؤولين إسرائيليين قائمة من الردود الإسرائيلية المحتملة على القرار الروسي المتوقع، بما فيها إمكانية استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو للتشاور.
كما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس في مؤتمر نظّمته القناة الإسرائيلية “13” عن إطلاق بطاريات دفاعية روسية نيرانها على طائرات إسرائيلية أثناء قصف لها على مواقع في سوريا في شهر مايو/ أيار الماضي، وإن كان قد أشار إلى أن الحادث وقع لمرة واحدة.
ولطالما تباهى نتنياهو بالعلاقة الخاصة التي نجح في إقامتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأثمرت باتفاق لتنسيق الجيشين الروسي والإسرائيلي لعملهما في سوريا.
وألقى نتنياهو باللوم على لابيد وغانتس، بالمسؤولية عن الأزمة مع روسيا.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده، الثلاثاء، في تل أبيب: “على مدار سنوات كنّا نقود علاقة مدروسة ومتوازنة ومسؤولة مع روسيا، لكن هناك أزمة خطيرة حاليا”.
واتهم لابيد وغانتس بـ”الثرثرة”، و”تعريض أمننا القومي للخطر”.
وقال نتنياهو: “يمكننا، ويجب علينا الخروج من هذه الأزمة، أنا قلق من أن ما بنيناه على مر السنين يتم تقويضه أمام أعيننا في الأسابيع الأخيرة”.
وألقى نتنياهو باللوم على “مزيج من الهواية واللامسؤولية والغطرسة”، ودعا لابيد وغانتس إلى “وقف الثرثرة” بشأن هذه القضية.
وكان رئيس الوزراء لابيد قد حذر، الأحد، من أن “إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية سيكون حدثا خطيرا، وسيؤثر على العلاقات بين البلدين”.
ولم يسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي لابيد أن التقى مع بوتين.
ولكن، مع بدء الأزمة الروسية- الأوكرانية تبنى لابيد (وزير الخارجية آنذاك) موقف الغرب، ووجّه الانتقادات إلى روسيا، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت تجنّب توجيه أي انتقادات لروسيا.
وفي حينه كان بينيت يقود جهود وساطة بين روسيا وأوكرانيا.
واعتبر الدكتور يوناثان فريمان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، أن “نتنياهو يحاول توظيف هذه الأزمة في دعايته الانتخابية”.
وقال: “إسرائيل في خضم عملية انتخابية والموضوع الأساسي الآن هو القضايا الداخلية، مثل ارتفاع الأسعار وبشكل أقل عن الحرب”.
وأضاف: “هذا الموضوع يحمل في طياته إمكانية دفع السياسة الخارجية الإسرائيلية واتخاذ القرار إلى المقدمة عندما يتعلق الأمر بروسيا، وكما رأينا فإن نتنياهو أثار الأمر ولكن قد نرى آخرين أيضا يبدأون بالإدلاء بدلوهم عمّا يتوجب عمله بما فيها الأحزاب التي تحظى بدعم من المهاجرين الروس مثل وزير المالية وزعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان وغيرهم”.
وتقدر دائرة الإحصاء الإسرائيلية أعداد اليهود من أصل روسي في إسرائيل بنحو 900 ألف شخص.
وتابع فريمان: “هذا بالفعل قد يجلب الحرب الأوكرانية والعلاقات الإسرائيلية مع روسيا، إلى انتخاباتنا”.
وأشار إلى أن هذه الأزمة “تحدث في وقت يمكن أن يكون لها تأثير على الحملات الانتخابية في إسرائيل”.
وقال: “أعتقد أنه في مواجهة التحديات والمشاكل السياسة الخارجية التي يتابعها الجمهور والتي لا تستطيع حكومة (لابيد- بينيت) التعامل معها، فإن هذا يفيد نتنياهو”.
وفي هذا الصدد، كتب المحلل أمير تيبون في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الأربعاء يقول: “ليس من المستغرب أن يحاول زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو دمج الأزمة الإسرائيلية الروسية في حملته الانتخابية”.
وأضاف: “نتنياهو اقتنص فرصة في الخلاف بين روسيا وإسرائيل، بشأن عمليات الوكالة اليهودية واتهم رئيس الوزراء يائير لابيد بإثارة أزمة خطيرة، مع فلاديمير بوتين”.
وتابع تيبون: “ما كان نتنياهو يلمح إليه، لكنه لم يقله بشكل مباشر، هو أن هذا لم يكن ليحدث تحت قيادته؛ بعد كل شيء، أدار حملة انتخابية قبل ثلاث سنوات للاحتفال بصداقته المفترضة مع بوتين؛ ما يزال الإسرائيليون يتذكرون الملصقات التي تُظهِر الاثنين وهما يتصافحان فوق إعلان يوضح أن نتنياهو يمتلك رابطة خاصة ببوتين مقارنة بالسياسيين الإسرائيليين الآخرين”.
(الأناضول)