نتنياهو يغرد خارج السرب

حجم الخط
0

بعد اسبوعين سيلتقي زعيما اسرائيل وايطاليا في تورينو مع طواقم من الوزراء في لقاء حكومي رابع بين الدولتين في السنوات الاخيرة. وهذا الاسبوع تقلع طائرات قتالية اسرائيلية وايطالية في مناورة مشتركة محمولة على موجات العلاقات الاقتصادية والامنية الوثيقة. وهكذا يبدو ان العلاقات بين تل أبيب وروما لم يسبق لها أن كانت اكثر حميمية. ومع ذلك، فان وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف توقف في روما أمس، في طريقه الى المحادثات في جنيف، والتقى مع نظيره الايطالي ايما بونينو. وفي اعقاب اللقاء أفاد مسؤولون ايرانيون بان رئيس الوزراء الايطالي انريكو لاطا سيزور طهران قريبا. وهكذا مرت العزلة الدولية لطهران: فأقرب حلفاء اسرائيل يشاركون في الاحتفال.
صديق آخر انضم هو ديفيد كامرون الذي بادر أول امس الى مكالمة هاتفية اولى منذ اكثر من عقد بين رئيس وزراء بريطانيا ورئيس ايران. وقد تحدث الزعيمان، ضمن امور اخرى عن المداولات المرتقبة في جنيف وعن الحاجة الى بلورة حل سياسي للحرب الاهلية في سوريا. وذكر سوريا مثير للاهتمام لان هذه انعطافة 180 درجة في السياسة البريطانية. فحتى وقت اخير مضى كان الموقف الرسمي للندن هو ان محظور على ايران، الممولة والمسلحة لنظام الاسد مباشرة ومن خلال حزب الله ان تشارك في تحديد مستقبل سوريا. المرونة البريطانية بالنسبة لايران وجدت تعبيرها ايضا في تعيين مسؤول دبلوماسي جديد للعلاقات معها، بعد سنتين بالضبط من هجوم حشود محرضة، باسناد هادىء من النظام، على السفارة البريطانية في طهران، فافسد المبنى وأدى الى وقف العلاقات. وفي السنوات الاخيرة، تحت حكم رئيسي الوزراء السابقين طوني بلير وغوردون براون وكذا في حكم كامرون، كانت بريطانيا هي الداعمة الاشد للعقوبات القاسية على الجمهورية الاسلامية، بل وسبقت في ذلك احيانا الادارة الامريكية.
وشرح دبلوماسي بريطاني الاسبوع الماضي بان ‘عمليا، الامريكيون يتصدرون الموقف. في اللحظة التي يتحدثون فيها مع ايران فاننا جميعا نفعل هذا’. رئيس الوزراء نتنياهو هو الاخر يفهم ذلك وينشغل حاليا بالبادرات الطيبة تجاه روسيا والصين. ويريد نتنياهو أن يبرز علاقاته مع بوتين فقرر فتح زيارته الى روسيا هذا الاسبوع أمام وسائل الاعلام. كما تقرر في القدس عدم السماح للمسؤول الامني السابق عوزي شعايا بالشهادة في نيويورك في دعوى الملايين ضد بنك الصين. والقرار مثير للاهتمام بسبب نشر التسريب عن عشية بدء جولة المحادثات التي تشارك فيها الصين. وهكذا، بينما تحتفل الاسرة الدولية بعلاقاتها الجديدة العلنية مع طهران، يحاول نتنياهو التمسك من جديد بالطوبوغرافيا السياسية المتغيرة.

هآرتس 21/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية