مع اشتداد المنافسة وزيادة عدد المُسلسلات الرمضانية وكثرة العاملين بها من نجوم الصف الأول والثاني والوجوه الجديدة، ابتدعت شركات الإنتاج أسلوباً جديداً للتسويق والدعاية يستهدف عملية التنشيط بأقل التكلفة ويُحقق المردود الإعلاني ليُصبح الترويج للبضاعة الدرامية نتيجة حتمية للحملات التي بدأت قبل بداية الموسم بأكثر من شهرين وتضاعف تكثيفها تدريجياً إلى أن تم عرض المُسلسلات المشاركة في الماراثون السنوي الكبير والرئيسي.
ما فطن إليه خبراء الدعاية هذا العام لم يكن قائماً خلال السنوات الماضية، فقد اتجه الكثيرون إلى الاعتماد الكلي على الدعاية الذاتية من قبل نجوم رمضان من أشهر الفنانين والفنانات، فبدلاً من قيامهم بالترويج للسلع والمُنتجات الغذائية وغيرها لرفع قيمتها وزيادة حجم مبيعاتها، وظفوا قدراتهم وطاقاتهم التأثيرية للترويج لمسلسلاتهم في تبادل مُنظم للأدوار، بمعنى أن يقوم كل نجم أو نجمة بعمل دعاية لمسلسل يُشارك فيه زملاؤه.
ومن أبرز النماذج الدرامية التي تم التركيز عليها مسلسل «الحشاشين» بطولة كريم عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب وميرنا نور الدين، فقد استضافت مُعظم القنوات كاتب المُسلسل عبد الرحيم كمال ليُقدم وصله دعائية قصيرة عن طبيعة المسلسل وأبطاله ومحتواه بشكل مُختصر كتنويه لتهيئة الجمهور وتشجيعه على المشاهدة.
وكذلك تم إتباع نفس الأسلوب لتحقيق عنصر التشويق والإثارة وخلق نوع من الشغف تجاه مُسلسلات أخرى كمسلسل «عتبات البهجة» بطولة يحي الفخراني وجومانا مراد وسيد رجب وسما إبراهيم، إذ تم تسليط الضوء على الفنان يحي الفخراني وعمل قائمة بأعماله المتميزة على مدار رحلته الطويلة والتي كان أبرزها مسلسل الخواجة عبد القادر وونوس والليل وآخره، كعينات من نماذج ونوعيات مهمة وناجحة اشتهر بها الفخراني وكانت سبباً في نجوميته.
حتى الفنان عادل إمام كان له نصيب من هذه البروبغندا برغم غيابه عن الموسم الرمضاني منذ أكثر من ثلاثة أعوام، إلا أن نجوميته الطاغية فرضت هذا التوظيف وجعلته حاضراً باسمه وتاريخه في المشهد الإعلامي الدعائي المؤثر، فهو صاحب الأعمال الدرامية الكبرى، «دموع في عيون وقحة» و«أحلام الفتى الطائر» و«أستاذ ورئيس قسم» و«عفاريت عدلي علام» و«فرقة ناجي عطا الله» وغيرها، لذا لم يكن منطقياً تجاهله في برنامج الترويج المدروس بعناية والمُسخر لخدمة الأعمال الدرامية الجديدة.
أهم النجوم المميزين
وقد شملت فقرات التنويه والإشادة بالمُسلسلات والنجوم اسم محمد رمضان كأحد الأعمدة الأساسية في بناء الصرح الدرامي المصري على مدار سنوات فهو العُمدة في العام الماضي والشاب المُكافح وابن البلد والولد الشقي في كثير من الأعمال حسب الموضوعات والشخصيات والمواسم، لهذا ذكره زميله الفنان عماد رشاد في معرض شهادته عن أهم النجوم المُميزين في دراما رمضان بأثر رجعي برغم أنه حتى الآن لم يتبين إذا كان سيشارك في النصف الثاني من رمضان بعمل جديد أم لا.
ومن الأعمال المُتوقع لها النجاح الجماهيري أيضاً خلال فترة عرضها الأول مسلسل «إمبراطورية ميم» للنجم خالد النبوي والفنانة حلا شيحا ونشوى مصطفى، فهؤلاء الثلاثة الكبار لهم رصيد وفير من الأعمال المهمة التي تُعد مقياساً للقيمة والجودة ومن الطبيعي أن تُراهن عليهم شركات الإنتاج والتوزيع في حسبة الإيرادات التي تُعد معياراً أساسياً لارتفاع أسهم النجم والنجمة والعمل الفني ككل.
كما يُمثل أحمد السقا ضلعاً آخر من أضلع العملية الدرامية في سباقها المحموم هذا العام بوصفه بطل مسلسل «العتاولة» الذي يشاركه فيه البطولة باسم سمره وطارق لطفي ومي كساب، وسوف تتحدد مع نهاية الأسبوع الثاني من رمضان نتائج المنافسة بينه وبين نظيرة المباشر أمير كرارة الذي يقوم ببطولة مسلسل «بيت الرفاعي» مع محمد لطفي وأحمد رزق وميرنا جميل وهو نوعية مُختلفة لدراما الأكشن التي يتابعها عينات خاصة من جمهور الشباب.
أحمد السقا وأمير كرارة وآسر يسن ثلاثة فرسان لدراما رمضان بهذا الموسم، فالأخير يقوم ببطولة مسلسل «بدون سابق إنذار» مع عائشة بن أحمد والمُمثل القدير نبيل الحلفاوي ونهال عنبر، وربما يختلف موضوع مسلسل آسر يسن كثيراً عن طبيعة الأعمال التي قدمها من قبل فهو يتحرى دائماً الدقة في الاختيار ويبتعد عن التكرار حتى لا يُصيب جمهوره بالملل، لذلك فإن دوره الجديد سيضيف له الكثير باعتباره نمطاً غير مألوف بالنسبة له كونه يُعالج قضية عائلية إنسانية تتحدد معالمها الأولية مع قدوم أول مولود للأسرة الناشئة وتفاصيل التعامل مع الضيف الصغير المُرحب به من كل الأطراف.
تلك كانت قراءة أولية للمشهد الدرامي الموسمي الذي تتزايد فيه حدة المنافسة بين الأبطال الرئيسيين وغيرهم من المُمثلين الثانويين المُرشحين للبطولات المُطلقة في الأعوام المقبلة.