نشر التقرير عن مقتل خاشقجي يعرّض العلاقات الأمريكية السعودية للخطر

حجم الخط
5

واشنطن: ينذر تقرير الاستخبارات الأمريكية المدوي الذي خلص إلى أن الأمير محمد بن سلمان “أجاز” عملية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي بتوتر جديد في العلاقات بين الحليفين، لكن من المستبعد أن ترفض واشنطن التعامل مع ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة.

ويمثل قرار رفع السرية عن التقرير المتعلق بعملية الاغتيال المروعة لخاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، تحولا كبيرا في سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نهج سلفه دونالد ترامب، الذي كثيرا ما تفاخر بالعلاقات الوطيدة مع الرياض.

هل سترفض الولايات المتحدة التعامل مع ولي العهد؟

خلص التقرير، كما تم تناقله على نطاق واسع، إلى أن ولي العهد الأمير محمد أجاز قتل خاشقجي، الصحافي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة حيث كتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست انتقدت ولي العهد النافذ البالغ 35 عاما، والذي تشير له الصحافة الأجنبية بأحرف اسمه الثلاثة “إم بي إس”.

وأظهر بايدن بالفعل برودة تجاه ولي العهد، الذي نسج صداقة تضمنت رسائل على منصة واتساب مع صهر ترامب، جاريد كوشنر. وقال البيت الأبيض إنه يعتبر الملك البالغ من العمر 85 عاما نظيرا لبايدن.

لكن مسؤولين أقروا بأن عليهم أيضا التعامل مع ولي العهد، الذي يتزايد الاعتقاد بأنه الممسك بقرارات الرياض، ومن بينها الحرب المدمرة بقيادة السعودية في اليمن وإصدار الأوامر بحملة أمنية غير مسبوقة شملت أمراء ورجال أعمال بارزين.

وقال سايمون هندرسون، الزميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط “مجرد أنك ترغب في ذلك ولا تود التعامل مع إم بي إس، لا يعني القول إن الأمر سيكون كذلك”.

أضاف “بصراحة، أعتقد أن إم بي إس يتمتع من القوة داخل المملكة بحيث لا يمكن زعزعة موقعه”.

وجاء في تقرير لمركز “سنتشوري فاونديشن” يساري التوجه العام الماضي، حث على زيادة التركيز على حقوق الإنسان وتقليل الحضور الأمريكي في المملكة العربية السعودية، أن بعض المنتقدين يعتقدون أن ولي العهد يمكن أن يحول المملكة إلى “دولة مارقة”.

لكن الدراسة قالت إن آخرين يشعرون بأن ولي العهد قد يكون فهم بأنه تخطى حدوده، لافتين إلى إرساله إشارات لخصومه الإقليميين، إيران وقطر والحوثيين.

وعن هذا الرأي قالت الدراسة “مع كل أخطائه، الأمير محمد قد يقود البلاد لعقود ويترك علامة تحول. سيكون من المكلف جدا جعله خصما للولايات المتحدة”.

ماذا على المحك بالنسبة للبلدين؟

بدأ التحالف بين القوة الديموقراطية العظمى والمملكة المحافظة في 1945 بلقاء على سفينة أمريكية بين الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين دي روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود، في وقت كانت الولايات المتحدة تؤمن طريقا للنفط الذي سيكون وقودا للازدهار الاقتصادي ما بعد الحرب العالمية الثانية.

لكن فيما أصبحت الولايات المتحدة الآن أكبر منتج للنفط، وتكثف مساعيها للتنويع عن الوقود الأحفوري، يرى الخبراء أن اعتمادها الاقتصادي على السعودية تراجع بشكل كبير.

بالمقابل فإن السعودية تعتمد على التكامل العسكري مع الولايات المتحدة، والذي يمنحها النفوذ الذي برز واضحا مع إعلان بايدن بأن الولايات المتحدة ستتوقف عن دعم العمليات الهجومية للمملكة في اليمن.

سعت الولايات المتحدة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، للحفاظ على علاقات سلسة مع السعودية بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، والتي كان 15 من 19 خاطف طائرات تورط فيها، من السعوديين.

لكن نواب الحزب الديموقراطي الذي ينتمي له بايدن يكثفون دعواتهم لنهج جديد.

وتساءل السناتور كريس مورفي، المعروف بانتقاده للسعودية، ما إذا يمكن اعتبار المملكة متماشية مع المصالح الأمريكية مع بنائها عشرات آلاف المدارس الإسلامية التي تروج للفكر الوهابي المتشدد في أنحاء العالم، وخصوصا في باكستان.

هل الولايات المتحدة بحاجة للسعودية لمصالح إقليمية؟

بعيدا عن تثمين مشتريات المملكة من الأسلحة الأمريكية، رأى ترامب في السعودية حليفا حيويا ضد إيران العدو اللدود للإدارة الأمريكية السابقة.

وبايدن، على غرار رئيسه السابق باراك أوباما، لديه نظرة أكثر دقة للمنطقة ويريد إعادة فتح المسار الدبلوماسي مع إيران وإخراج الولايات المتحدة من معارك تشن بالوكالة في المنطقة.

وتقرب ترامب بشكل كبير من ولي العهد فيما يتعلق بأحد أهم أولويات إدارته- اعتراف عربي بإسرائيل، وتطبيع أربع دول عربية العلاقات معها.

وكان يمكن أن تكون السعودية الجائزة الكبرى، لكن العائق هو الملك الذي يتمسك بشدة بمبادرة سعودية من عام 2002، عرضت الاعتراف بإسرائيل مقابل الانسحاب من أراض فلسطينية.

وولي العهد الذي تقول وسائل إعلام إسرائيلية إنه التقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العام الماضي وهو ما نفته السعودية، يعتبر بالمقابل الدولة العبرية شريكا في خططه الاقتصادية.

ويقول هندرسون “لديه مصالحه الخاصة به في التطبيع مع إسرائيل”.

ويضيف “السؤال الذي ينبغي أن نفكر فيه هو كيف ينظر إلى الولايات المتحدة وكيف يستجيب لما يتعين عليه اعتباره ضغطا سياسيا شائنا”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول آصال أبسال:

    /وأظهر بايدن بالفعل برودة تجاه ولي العهد، الذي نسج صداقة تضمنت رسائل على منصة واتساب مع صهر ترامب، جاريد كوشنر. وقال البيت الأبيض إنه يعتبر الملك البالغ من العمر 85 عاما نظيرا لبايدن/.. اهـ
    ثقوا تماما بقولي هذا استنادا إلى ما كتبه معلِّمُنا غياث المرزوق عما سماه بـ«الدَّالِّ التَّيْهَاوِيِّ ظاهريًّا» Externally Aporetic Signifier، بأن هذا «البرود» الذي يبديه بايدن تجاه المجرم الملكي المأجور محمد بن سلمان ليس إلا «برودا ظاهريا» مسفرا عن «بروده الظاهري» تجاه المجرم الإمبراطوري الآجِر دونالد ترامب.. إذن العلاقة الحميمية بين مافيا آل سعود الثابتة ومافيا آل البيت الأبيض المتغيرة لا يمكن أن تتصدَّع بهكذا «جريمة» لا تخدم تبعاتها إلا كلا من الطرفين في آخر المطاف، منذ أن تسلَّمت أمريكا «الابنة» من بريطانيا «الأم» دور العَّراب بعد تلك الاتفاقيات الإنكليزية الفرنسية التي عُقدت بعدما سُمِّي خطأ بـ«الثورة العربية الكبرى».. !!
    / أحيل المهتمين والمهتمات إلى مقالي غياث المرزوق:
    «تِلْكَ ٱلْكَاتِبَةُ ٱلْرِّوَائِيَّةُ: خَرَفُ ٱلْعِفَافِ سَهْوًا أَمْ خُلْفُ ٱلْإِرْدَافِ رَهْوًا؟»
    «ذٰلِكَ ٱلْغَبَاءُ ٱلْقَهْرِيُّ ٱلْتَّكْرَارِيُّ: طُغَاةُ ٱلْتَّقَدُّمِ أَمْ بُغَاةُ ٱلْتَّهَدُّمِ؟»

  2. يقول صلاح صلاح:

    الأثرياء وأشاب المناصب العالية يفرون من العدالة، أما من هم دون ذلك يمسهم سوء العذاب ويسبحون كبش فداء

    الأثرياء وأصحاب المناصب العالية يفرون من العدالة، أما من هم دون ذلك يمسهم سوء العذاب ويصبحون كبش فداء

  3. يقول صلاح صلاح:

    الأثرياء وأصحاب المناصب العالية يفرون من العدالة، أما من هم دون ذلك يمسهم سوء العذاب ويصبحون كبش فداء

  4. يقول سوري:

    نحن نعرف ان ابو منشار هو من امر بقتل خاشقجي ونعلم أيضاً انه لم يفعل ذالك الا بعد ان أخذ ضو اخضر اما من الصهيوني كوشنر او من ترامب بطريقة غير مباشرة ولكن الذي نرجوه من حكام السعودية وبعد عملتهم الغبية ان لايصلحوا هذا الخطأ بخطأ افدح منه وهو الرضوخ لشروط الحلف الصليبي الذي اغمض عينينه وقلبه على كل الجرائم التي قام بها المجرم العلوي في سورية والمجرم السيسي في مصر ومرتزقة ايران الشيعة في العراق وبدعم وضوء اخضر من الحلف الصليبي على حكومة السعودية ان تجابه هذه الهجمة الصليبية ولو بقليل من الكرامة والشجاعة عندها ستكتسب احترام الشعوب العربية والاسلامية كما حصل عندما قام المرحوم الملك فيصل بقطع النفط عنهم وهذا السلاح لا زالت تملكه المملكة وهو سلاح له مفعول مدمر على الاقتصاد الغربي

  5. يقول Gary Avedis:

    فجّر حزب “الشعب الجمهوري”، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، مفاجأة كبيرة بعد أن كشف في تقريرٍ برلماني عن وجود 27 شخصاً من عائلة واحدة يعملون كموظفين في جامعة حكومية بمدينة إزمير الساحلية.وعلى الرغم من عدم كشف الحزب المعارض عن توجهات الموظفين الذين ينحدرون من عائلة واحدة والعاملين في جامعة “كاتب تشلبي” التي تكتب هكذا باللغة التركية Katip Çelebi، إلا أنه ليس مستبعداً أن يكونوا مقرّبين من حزب “العدالة والتنمية” الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

إشترك في قائمتنا البريدية